sheldi
04/11/2009, 04:50
- هل أنت كئيب؟
- مكتئب.
- دوماً؟
- الآن مكتئب.
- إذن لست كئيباً.
أنت صالحٌ للانضمام إلى شلل شتى باللغة الرقمية.
2
- إلى أين ذهب؟
- يقول سيحضِر أنبوباً وبعض الصوديوم وقنينة.
- تجربة ملحٍ جديد؟
- لا. محاولة لتسميم الهواء كي لا يطمع المسؤول في رفع سعره كالسكر.
- سيتسمم كل الهواء. سنموت ويموت، ما الفائدة؟
- لقد سخرنا منهم. استطعنا الرحيل إلى مكان آمن
وتركناهم يتسللون عبر الأنبوب إلى عنق القنينة مستنجدين.
3
- حين أقلق أشعر بالمستقبل أمامي مثل لوحة ملونة،
مثل لوحة مكتملة.
القلق فيتامين فعال للتفكير. ونحن حين نفكر، نستطيع أن نجد اجابات كثيرة لكل شيء حتى ذلك السؤال الغامض دوماً: ما العالَم؟ لتكن الإجابة لوحة ملونة، لا بأس. فقط أخشى أن تكونَ طريقاً مستقيماً بلا منحنيات ولا جهات، ولا عمود إنارة أو إشارة مرور.
4
- منذ خمسة أشهر وأنا كلما غضبت من أحدهم أقول له:
غداًَ أضحكُ كثيراً. غداً تبكي.
وفور أن يدير لأحدهم ظهره أباشر بالبكاء ويفر الضحك من عيني طيراً أخرس.
5
- كوني فتاة رصينة.
- ما الذي ينبغي عليّ الالتزام به أمام ضيفك الماسنجري
كي أكون رصينة؟
- تحولي إلى لوحة ابتسامات مطورة.
6
- يقول سيوران إن الذي يستخدم كلمة «حياة» كثيراً في كل موضع، مريض.
- تظنين أنكِ مريضة بالحياة.
- بل مريضة باللاحياة. وأتكلم عن الحياة كثيراً لأنني أجهلها. لأنها ممنوعة
عني. وكأي طفل عاق، أنا أرغب الممنوع.
7
- غداً، إن وقفت أمام واجب تبليغ مريضك أنه مصابٌ بسرطان الدم. كيف ستخبرينه؟
- أريه صورة لي في إحدى حالاتي وأنا قلقة من تأخر قطتي عن المنزل.
8
- ترفضين العودة إلى الأمس؟
- وأتركُ اليوم وحده من دون رفيق؟
- لم تعيش الأمس، بل كنت ترافقينه إذن؟
- كنت الرفيقة، حتى عاد إلى الله، وليس لطيفاً أن أعود لمرافقة شيء كان في كنف الله قبل قليل.
- الأمس في حاجة إلى إنصاتك. لكنه لا يستطيع أن يتكلم بصوت عال. يريدكِ أن تعودي إليه ليصلكِ صوته.
- يسمعُ الله صوت الجميع. أوكليهِ إلى الذي عاد إليه. وأوكليني معه.
9
- لو قابلتِ صياداً ماهراً في اقتناص الأمنيات. ماذا ستطلبين منه؟
- فينيسيا، وقلب راكون شمالي.
- ولقاءٌ طويل بحبيبك؟
- بل إبعاده عني، أو إقناعه أنني حبةُ نفثالين.
10
- كي أتقن الحفاظ على حزني، يلزمني يومُ حياةٍ قصير على المريخ، حصانٌ ضائع في غابةٍ استوائية، شعرٌ طويل – هو شعري – ملقى في حاوية الحيّ، دميةٌ شقراء مقلوعةُ العينين، وحبيبٌ رحل فور أن لوّحتُ
له بيدي: إلى اللقاء... فظنّ أني قلتُ وداعاً!
11
- أريد كتابة روايةٍ عن فتاة مناضلة باعت عِرضها لتعيش بعيداً عن عارِ السرقة!
12
- أرشيفي مليءٌ بنصوصٍ حلّلتُ فيها الروح، يمنعني من تنقيحها والمباشرة بنشرها ان الوقت يحلل جسدي يومياً. ثمة علاقة عاطفية بين الروح والجسد. عرِفتُها. لكنني قلبٌ عجوزٌ لا يقوى على إثارة الشهوة، ولا تغريه خطيئة التحريض.
13
- نفدَ الأوكسجين.
أشعار الباشا
- مكتئب.
- دوماً؟
- الآن مكتئب.
- إذن لست كئيباً.
أنت صالحٌ للانضمام إلى شلل شتى باللغة الرقمية.
2
- إلى أين ذهب؟
- يقول سيحضِر أنبوباً وبعض الصوديوم وقنينة.
- تجربة ملحٍ جديد؟
- لا. محاولة لتسميم الهواء كي لا يطمع المسؤول في رفع سعره كالسكر.
- سيتسمم كل الهواء. سنموت ويموت، ما الفائدة؟
- لقد سخرنا منهم. استطعنا الرحيل إلى مكان آمن
وتركناهم يتسللون عبر الأنبوب إلى عنق القنينة مستنجدين.
3
- حين أقلق أشعر بالمستقبل أمامي مثل لوحة ملونة،
مثل لوحة مكتملة.
القلق فيتامين فعال للتفكير. ونحن حين نفكر، نستطيع أن نجد اجابات كثيرة لكل شيء حتى ذلك السؤال الغامض دوماً: ما العالَم؟ لتكن الإجابة لوحة ملونة، لا بأس. فقط أخشى أن تكونَ طريقاً مستقيماً بلا منحنيات ولا جهات، ولا عمود إنارة أو إشارة مرور.
4
- منذ خمسة أشهر وأنا كلما غضبت من أحدهم أقول له:
غداًَ أضحكُ كثيراً. غداً تبكي.
وفور أن يدير لأحدهم ظهره أباشر بالبكاء ويفر الضحك من عيني طيراً أخرس.
5
- كوني فتاة رصينة.
- ما الذي ينبغي عليّ الالتزام به أمام ضيفك الماسنجري
كي أكون رصينة؟
- تحولي إلى لوحة ابتسامات مطورة.
6
- يقول سيوران إن الذي يستخدم كلمة «حياة» كثيراً في كل موضع، مريض.
- تظنين أنكِ مريضة بالحياة.
- بل مريضة باللاحياة. وأتكلم عن الحياة كثيراً لأنني أجهلها. لأنها ممنوعة
عني. وكأي طفل عاق، أنا أرغب الممنوع.
7
- غداً، إن وقفت أمام واجب تبليغ مريضك أنه مصابٌ بسرطان الدم. كيف ستخبرينه؟
- أريه صورة لي في إحدى حالاتي وأنا قلقة من تأخر قطتي عن المنزل.
8
- ترفضين العودة إلى الأمس؟
- وأتركُ اليوم وحده من دون رفيق؟
- لم تعيش الأمس، بل كنت ترافقينه إذن؟
- كنت الرفيقة، حتى عاد إلى الله، وليس لطيفاً أن أعود لمرافقة شيء كان في كنف الله قبل قليل.
- الأمس في حاجة إلى إنصاتك. لكنه لا يستطيع أن يتكلم بصوت عال. يريدكِ أن تعودي إليه ليصلكِ صوته.
- يسمعُ الله صوت الجميع. أوكليهِ إلى الذي عاد إليه. وأوكليني معه.
9
- لو قابلتِ صياداً ماهراً في اقتناص الأمنيات. ماذا ستطلبين منه؟
- فينيسيا، وقلب راكون شمالي.
- ولقاءٌ طويل بحبيبك؟
- بل إبعاده عني، أو إقناعه أنني حبةُ نفثالين.
10
- كي أتقن الحفاظ على حزني، يلزمني يومُ حياةٍ قصير على المريخ، حصانٌ ضائع في غابةٍ استوائية، شعرٌ طويل – هو شعري – ملقى في حاوية الحيّ، دميةٌ شقراء مقلوعةُ العينين، وحبيبٌ رحل فور أن لوّحتُ
له بيدي: إلى اللقاء... فظنّ أني قلتُ وداعاً!
11
- أريد كتابة روايةٍ عن فتاة مناضلة باعت عِرضها لتعيش بعيداً عن عارِ السرقة!
12
- أرشيفي مليءٌ بنصوصٍ حلّلتُ فيها الروح، يمنعني من تنقيحها والمباشرة بنشرها ان الوقت يحلل جسدي يومياً. ثمة علاقة عاطفية بين الروح والجسد. عرِفتُها. لكنني قلبٌ عجوزٌ لا يقوى على إثارة الشهوة، ولا تغريه خطيئة التحريض.
13
- نفدَ الأوكسجين.
أشعار الباشا