-
دخول

عرض كامل الموضوع : أوباما يحذّر عبّاس: السلطة ستتحمّل العواقب


sona78
02/11/2009, 11:32
أبو مازن يرفض عرضاً أميركيّاً لاستئناف التفاوض بلا شروط
من الممكن اعتبار لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، مفصليّاً في جهود إدارة باراك أوباما لعملية التسويّة، ولا سيما بعد إسقاطها شرط وقف الاستيطان، واصطفافها إلى جانب مطالب بنيامين نتنياهو... وتهديد أبو مازن
رام الله ــ الأخبار
غزّة ــ قيس صفدي
كشفت مصادر فلسطينية موثوق بها، لـ«الأخبار» أمس، عن أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون نقلت إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائهما في أبو ظبي أول من أمس، رسالة تحذير شفوية من الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي حمّل أبو مازن مسؤولية إفشال الجهود الأميركية الرامية إلى استئناف المفاوضات، إضافةً إلى اتهامه بوضع العراقيل في وجه المفاوضات من دون شروط «لتعزيز موقعه وموقع حركته فتح» التي يتزعمها.
وذكرت المصادر أن كلينتون طلبت من عباس أن «لا يكون معول هدم لجهود استئناف المفاوضات، وأن يتنازل أكثر، لأن الجانب الإسرائيلي ليس بإمكانه أن يُقدم على مزيد من التنازلات، وأنه تنازل أكثر ممّا ينبغي للفلسطينيين».
وحذّرت كلينتون، وفق المصادر، من أن «السلطة ستتحمل عواقب موقفها هذا من الاستيطان والمفاوضات، وأنها لن تستطيع الوقوف في وجه الضغوط الأميركية باستمرار، وأنها تضع نفسها في ورطة».
وعن الاستيطان، قالت المصادر إن كلينتون أبلغت أبو مازن أن موقفها النهائي من الاستيطان «يؤكد أهمية بعضها للأمن الإسرائيلي، وأنه لا يمكن أن تزيلها تل أبيب حتى في الاتفاق النهائي مع الفلسطينيين».
وإضافةً إلى تسريبات رسالة التحذير، كان واضحاً، من خلال التصريحات الفلسطينية، أن اللقاء بين عبّاس وكلينتون، كان عاصفاً. وأكد أبو مازن أن اللقاء لم يحمل «أي جديد»، وأنه رفض «جملة وتفصيلاً» عرضاً أميركيّاً باستئناف المفاوضات مع اسرائيل قبل وقف الاستيطان في الضفة الغربية.
وقال عبّاس، في مؤتمر صحافي في أبو ظبي، «أكدنا موقفنا بأن السلام لا بد أن تتوافر مستلزماته، وقبل كل شيء الوقف الكامل للاستيطان». وتابع أن «المشكلة مع حكومة إسرائيل أنها ترفض وقف الاستيطان، وترفض العودة إلى مرجعية السلام»، مشيراً إلى أن «الجانب الإسرائيلي متمسك بموقفه، لذلك هنالك هذه الدبلوماسية السريعة».
ورداً على سؤال عن القدس المحتلة، قال عباس إن «الحديث الأساسي مع كلينتون كان عن هذا الموضوع»، مؤكداً أن «القدس في خطر وعلى العرب والمسلمين أن ينتبهوا لذلك». ودعا إلى «إنقاذ القدس»، مشدّداً على أن «السلام يبدأ من القدس، ومن دون القدس أعتقد أنه لن يكون (هناك) سلام أصلاً مع الجانب الإسرائيلي».
من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، في المؤتمر الصحافي نفسه، إن اللقاء كان «صريحاً وصعباً»، معتبراً أن «ما حمله الجانب الأميركي هو مواقف إسرائيليّة رافضة للالتزامات المترتبة عليها بوقف الاستيطان». وأكد أن «الهوّة لا تزال عميقة، بل وتتعمق بيننا وبين الجانب الإسرائيلي». وكان عريقات قد أكّد، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» في رام الله، أن الرئيس الفلسطيني رفض خلال اللقاء «جملة وتفصيلاً» عرضاً لاستئناف المفاوضات النهائية مع إسرائيل تقدمت به الوزيرة الأميركية خلال اللقاء. وقال إن كلينتون أكدت أن الإدارة الأميركية «تبذل كل جهد ممكن لاستئناف المفاوضات النهائية من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة خلال العامين المقبلين»، وطلبت أن «تبدأ المفاوضات بين الطرفين على أساس صفقة توصّل إليها (المبعوث الأميركي للشرق الأوسط) جورج ميتشل مع إسرائيل». وأوضحت كلينتون، بحسب عريقات، أن هذه الصفقة تقضي «باستمرار البناء في ثلاثة آلاف وحدة سكنية في الضفة الغربية، واستثناء وقف الاستيطان في القدس واستثناء وقف المباني العامة الحكومية».
ونقل عريقات عن كلينتون قولها إن هذه الصفقة «لا تلبّي وقف الاستيطان تماماً، بما فيه النمو الطبيعي والقدس»، موضحة أن «هذا ما أعطانا إيّاه الإسرائيليون حتى الآن، ونطلب استئناف المفاوضات على أساسه». وأكد عريقات أن عباس «أعلن رفضه المطلق لهذا العرض جملةً وتفصيلاً»، موضحاً أن الرئيس الفلسطيني «أكد وجوب وقف الاستيطان بما يشمل القدس والنمو الطبيعي، وضرورة تحديد مرجعية للمفاوضات مدخلاً أساسياً لاستئنافها». كما أكد أن «المفاوضات يجب أن تُستأنف من النقطة التي انتهت عندها في كانون الأول 2008»، مشدّداً على رفضه «للدولة المؤقتة، وللحلول المؤقتة».
ونفى عريقات أن يكون الجانب الفلسطيني قد تعرّض لضغوط أميركية خلال الاجتماع. وقال «إذا اعتقدت الولايات المتحدة أنها تستطيع حل المشاكل من خلال المارينز والحروب فهي مخطئة تماماً».
وأثارت مواقف كلينتون في أبو ظبي وتل أبيب مواقف فلسطينية منتقدة للتحوّل الأميركي، فيما شكّكت حركة «حماس» في قدرة عباس على التمسك بموقفه الرافض للعودة إلى المفاوضات قبل وقف الاستيطان.
ورأى القيادي في «حماس»، إسماعيل رضوان، أن إصرار كلينتون على ذهاب الفلسطينيين للمفاوضات من دون وقف الاستيطان بأنه «صفعة قوية» لعباس وفريق التسوية. وقال إن «هذا الموقف الأميركي يدلّل على صدقية رؤية حركة حماس. هذه المفاوضات لن تجر إلا إلى مزيد من التنازل، ولن تؤدي إلا إلى مزيد من الترهل،.
ودعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عباس إلى رفض المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، ومواصلة التمسك برفضه الدعوة الإسرائيلية إلى الوقف المؤقت للاستعمار، فيما رأت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين أنّ «تصريحات كلينتون تمثّل تراجعاً عن بيان الرباعية الدولية في أيلول الماضي بالوقف الكامل للاستعمار في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة».
كذلك هاجمت «فتح» مواقف كلينتون، وقال المتحدث باسم الحركة، فهمي الزعارير، «نقول للجميع إن محاولة ترويض قيادة فتح أو إضعافها ليس واقعياً، لأن هذه القيادة مفوّضة بإرادة فتحاوية خالصة، ومؤتمنة على حقوق الشعب، وهي بذلك لن تخضع لأي ضغوط، إلّا للحق الفلسطيني الثابت».
جريدة الاخبار