Nasserm
29/10/2009, 22:55
بين نادية لطفي وهند صبري
زكريا محمد
من الذي فتح المعركة؟
الذي فتح المعركة هو مسرح القصبة، لا نحن.
هو، ببيانه الاستفزازي، الذي اراد ان يحسم مسألة مختلف عليها في العالم العربي، ومختلف عليها هنا في فلسطين.
كان يعرف ان غالبية المثقفين العرب، والمصرين منهم خاصة، ضد زيارة فلسطين تحت الاحتلال، لكنه قرر أنه يريد ان يحسم الموقف، وأن ينتصر، معلنا أن زيارة فلسطين من قبل المثقفين العرب أمر لازم، وأنها مقاومة، وأن من يرفضونها من العرب يحاصرون الشعب الفلسطيني!
لقد حول الناس الذين لا يريديون أن يأتوا إلى فلسطين بإذن العدو، رغم محبتهم لفلسطين، إلى أناس يقفون في صف اعداء الشعب الفلسطيني، وحرض على كسر موقفهم الذي حاربوا من أجله طويلا.
عليه، فمن بدا بالاتهامات إنما هو القصبة لا غيره. لقد شعر بعض من يقوم عليه أن الظروف ملائمة لحسم المعركة، لكنهم أخطأوا. فلا يكفي أن تقرر حتى تسير الأمور كما تريد.
نحن نريد سينما، لكن ليس بثمن سياسي يتعلق بقضايا وطنية حساسة ومختلف عليها. لا القصبة ولا غيره مخول بأن يقرر أن من لا يريدون أن يأتوا لفلسطين بأمر الاحتلال، أعداء للشعب الفلسطيني ومشاركون في حصاره.
وهكذا فنحن أمام عدة قضايا:
أولا: ان مسرح القصبة أصدر بيانه باسم جميع المثقفين الفلسطينيين، وهذا اعتداء على كل من من يخالفه في رأيه (في ما بعد، وعند نشر البيان جرى تعديل بعض الصيغ وحذف أل التعريف).
ثانيا: أنه قرر أن يفتح معركة حول قضية حساسة كان الجميع يتجنب تصعيدها.
ثالثا: أنه دخل في المعركة على الصعيد العربي ليؤيد طرفا ضد طرف، وليتهم الطرف الذي يمثل الغالبية بأنه يحاصر الشعب الفلسطيني.
رابعا: انه أراد أن يخلط السينما بالسياسة، مما أضر بالسينما وبالسياسة.
وإذا أضفنا إلى هذا تاريخا من الملاوصات والتطبيع الموارب وغير الموارب، يعرفه الجميع، وإذا أضفنا أيضا ان كاتالوغات المهرجان كانت في بعض الأحيان تضع عن الأفلام في النسخ العربية شيئا مختلفا عن ما هو في النسخ الإنجليزية، كي لا يحس الناس بما يجري، لرأينا كيف ان المشكلة تكمن في القصبة لا في من واجهه.
ليست المسألة مسألة هند صبري، او غيرها. المسألة ان هناك من يريد ان يستغل تعاطف الكثير من الناس مع بعض النجوم كي يمرر سياسة. سياسة محددة. سياسة أن على العرب ان يأتوا إلى هنا بإذن إسرائيل.
نستطيع أن نرى أفلام يسري نصر الله دون ان يأتي إلى هنا. مجيئه إلى هنا مسألة مختلف عليها. وهو خلاف سياسي وطني وليس خلافا شخصيا. فلماذا علينا أن نفجر الخلاف حول مجيئه ومجيء غيره؟ لماذا؟
لأن القصبة كان يرغب في حسم المعركة، التي هي معركة سياسية لا فنية. يريدون كسر إرادة من يخالفهم في رأيهم. وقد اعتقدوا ان الوقت ملائم لذلك.
أما هند صبري فكانت الوسيلة.
لا يا سادتي، ليست هند صبري مثل نادية لطفي التي جاءتنا والقذائف تتساقط على رؤوسنا في بيروت. نادية لطفي كانت تكسر الحصار. كانت تقف مع الشعب الفلسطيني وتخاطر بحياتها. أما هند صبري فلم تكسر شيئا، ولم تخاطر بحياتها.
أما للذين دعوها فقد كسروا الجرة، جرة الوفاق الوطني.
زكريا محمد
من الذي فتح المعركة؟
الذي فتح المعركة هو مسرح القصبة، لا نحن.
هو، ببيانه الاستفزازي، الذي اراد ان يحسم مسألة مختلف عليها في العالم العربي، ومختلف عليها هنا في فلسطين.
كان يعرف ان غالبية المثقفين العرب، والمصرين منهم خاصة، ضد زيارة فلسطين تحت الاحتلال، لكنه قرر أنه يريد ان يحسم الموقف، وأن ينتصر، معلنا أن زيارة فلسطين من قبل المثقفين العرب أمر لازم، وأنها مقاومة، وأن من يرفضونها من العرب يحاصرون الشعب الفلسطيني!
لقد حول الناس الذين لا يريديون أن يأتوا إلى فلسطين بإذن العدو، رغم محبتهم لفلسطين، إلى أناس يقفون في صف اعداء الشعب الفلسطيني، وحرض على كسر موقفهم الذي حاربوا من أجله طويلا.
عليه، فمن بدا بالاتهامات إنما هو القصبة لا غيره. لقد شعر بعض من يقوم عليه أن الظروف ملائمة لحسم المعركة، لكنهم أخطأوا. فلا يكفي أن تقرر حتى تسير الأمور كما تريد.
نحن نريد سينما، لكن ليس بثمن سياسي يتعلق بقضايا وطنية حساسة ومختلف عليها. لا القصبة ولا غيره مخول بأن يقرر أن من لا يريدون أن يأتوا لفلسطين بأمر الاحتلال، أعداء للشعب الفلسطيني ومشاركون في حصاره.
وهكذا فنحن أمام عدة قضايا:
أولا: ان مسرح القصبة أصدر بيانه باسم جميع المثقفين الفلسطينيين، وهذا اعتداء على كل من من يخالفه في رأيه (في ما بعد، وعند نشر البيان جرى تعديل بعض الصيغ وحذف أل التعريف).
ثانيا: أنه قرر أن يفتح معركة حول قضية حساسة كان الجميع يتجنب تصعيدها.
ثالثا: أنه دخل في المعركة على الصعيد العربي ليؤيد طرفا ضد طرف، وليتهم الطرف الذي يمثل الغالبية بأنه يحاصر الشعب الفلسطيني.
رابعا: انه أراد أن يخلط السينما بالسياسة، مما أضر بالسينما وبالسياسة.
وإذا أضفنا إلى هذا تاريخا من الملاوصات والتطبيع الموارب وغير الموارب، يعرفه الجميع، وإذا أضفنا أيضا ان كاتالوغات المهرجان كانت في بعض الأحيان تضع عن الأفلام في النسخ العربية شيئا مختلفا عن ما هو في النسخ الإنجليزية، كي لا يحس الناس بما يجري، لرأينا كيف ان المشكلة تكمن في القصبة لا في من واجهه.
ليست المسألة مسألة هند صبري، او غيرها. المسألة ان هناك من يريد ان يستغل تعاطف الكثير من الناس مع بعض النجوم كي يمرر سياسة. سياسة محددة. سياسة أن على العرب ان يأتوا إلى هنا بإذن إسرائيل.
نستطيع أن نرى أفلام يسري نصر الله دون ان يأتي إلى هنا. مجيئه إلى هنا مسألة مختلف عليها. وهو خلاف سياسي وطني وليس خلافا شخصيا. فلماذا علينا أن نفجر الخلاف حول مجيئه ومجيء غيره؟ لماذا؟
لأن القصبة كان يرغب في حسم المعركة، التي هي معركة سياسية لا فنية. يريدون كسر إرادة من يخالفهم في رأيهم. وقد اعتقدوا ان الوقت ملائم لذلك.
أما هند صبري فكانت الوسيلة.
لا يا سادتي، ليست هند صبري مثل نادية لطفي التي جاءتنا والقذائف تتساقط على رؤوسنا في بيروت. نادية لطفي كانت تكسر الحصار. كانت تقف مع الشعب الفلسطيني وتخاطر بحياتها. أما هند صبري فلم تكسر شيئا، ولم تخاطر بحياتها.
أما للذين دعوها فقد كسروا الجرة، جرة الوفاق الوطني.