zoulikha
14/10/2009, 19:00
سوء استعمال الجزاء
بقلم بن اسما عين زليخة خربوش
مكافأة الطفل المادية تظهر لبعض الاباء شيء طبيعي وضروري، والحقيقة ما هي إلا اختيار للطريق السهل للتخلص من تعب زرع المبادئ السامية في نفوس ابنائهم...لان هذا طريق صعب : عندما يقع الطفل في مأزق ويحثه ابوه علي التخلص منه ، ويبين الطفل عجزه التام ، يلجأ الاباء الى الوعود بالهدايا، مثلا : يقول الاباء: اذا بذلت جهدك وتغلبت على المشكل اشتري لك هدية ...ما رأيك في مسدس ؟او كرة ؟ او شاحنة ؟ هنا يقع الاب في الفخ الذي نصبه الطفل ،وهو المتاجرة ببذل الجهد وتحمل المسؤولية ، هكذا يتعلم مساومة قدرته على تحمل المسؤولية كلما احتاج الى لعبة...
الحقيقة ان الاباء يقعون في الغرور بمثل هذه الوعود التي ما هي إلا مبالغة في التشجيع تؤدي الى الانحراف عن الهدف الحقيقي ... ان الاباء الذين يعدون ابناءهم بشراء الهدايا في حالة نجاحهم في امتحان السادسة مثلا يحرفون اتجاههم عن الهدف الحقيقي الذي هو النجاح في الامتحان وليست الهدايا ...اي يدفعون الطفل الى الجري وراء الهدايا ، وعندما تحذف هذه الهدايا او تفقد قيمتها مع مرور السنين يتوقف الطفل عن العمل الجاد .
ان الاباء الذين يختارون هذا الاسلوب ينسون او يتناسون انهم يحرمون الطفل من تحسين نظرته لنفسه ...كيف يستعمل الطفل قدرته ويشعر بقدرته على تحمل المسؤولية اذا استعملنا معه طريقة الاخذ والعطاء؟
ما هي اجابة الاباء في حالة ما اذا طلب منهم الطفل هدية مقابل عمل يقوم به؟
ينبغي ان تكون الاجابة كالآتي : ان ما تقوم به من عمل ينفعك انت قبل كل شيء وهديتك هي قدرتك علي بذل الجهد ، ستري بأنك تشعر بسعادة عندما تتغلب على مشاكلك ، وهذا سوف يجعل ابويك يفتخران بك ، ان سعادتك بما تقوم به من عمل اهم من واغلى من سعادتك بالهدية التي نقدمها لك ...
نفرض ان طفلا تعفنت اسنانه ومنعه الطبيب من تناول الحلوى ،واستطاع ان يمتنع عن اكل الحلوى ،ما هو دور الاباء هنا؟ ينبغي ان ينبه الطفل الى ما قام به من جهد في قهر شهواته بدل ان نعطيه هدية .دور الاباء هو رفض المتاجرة بالقيم والواجبات ...ينبغي مساعدة الطفل على اكتشاف لذة النجاح للنجاح ...عندما يري الطفل ان ابواه واثقان من قدرته على تحمل المسؤولية يشعر بلذة الانتصار على نفسه ولا يهتم لا بالثواب ولا بالعقاب .
قد يأتي اليوم الذي يكبر فيه الطفل ويكتشف ان عبارة : ( قم بالعمل مقابل كذا او قم بالعمل وإلا عاقبتك ) ما هي إلا مناورة فيتمرد عليها ولم تعد تجدي نفعا.
ان الشعور بما يستحقه الانسان يجلب السرور للنفس ويعرف الانسان ان النقود ليست كل شيء.
zoulikha
بقلم بن اسما عين زليخة خربوش
مكافأة الطفل المادية تظهر لبعض الاباء شيء طبيعي وضروري، والحقيقة ما هي إلا اختيار للطريق السهل للتخلص من تعب زرع المبادئ السامية في نفوس ابنائهم...لان هذا طريق صعب : عندما يقع الطفل في مأزق ويحثه ابوه علي التخلص منه ، ويبين الطفل عجزه التام ، يلجأ الاباء الى الوعود بالهدايا، مثلا : يقول الاباء: اذا بذلت جهدك وتغلبت على المشكل اشتري لك هدية ...ما رأيك في مسدس ؟او كرة ؟ او شاحنة ؟ هنا يقع الاب في الفخ الذي نصبه الطفل ،وهو المتاجرة ببذل الجهد وتحمل المسؤولية ، هكذا يتعلم مساومة قدرته على تحمل المسؤولية كلما احتاج الى لعبة...
الحقيقة ان الاباء يقعون في الغرور بمثل هذه الوعود التي ما هي إلا مبالغة في التشجيع تؤدي الى الانحراف عن الهدف الحقيقي ... ان الاباء الذين يعدون ابناءهم بشراء الهدايا في حالة نجاحهم في امتحان السادسة مثلا يحرفون اتجاههم عن الهدف الحقيقي الذي هو النجاح في الامتحان وليست الهدايا ...اي يدفعون الطفل الى الجري وراء الهدايا ، وعندما تحذف هذه الهدايا او تفقد قيمتها مع مرور السنين يتوقف الطفل عن العمل الجاد .
ان الاباء الذين يختارون هذا الاسلوب ينسون او يتناسون انهم يحرمون الطفل من تحسين نظرته لنفسه ...كيف يستعمل الطفل قدرته ويشعر بقدرته على تحمل المسؤولية اذا استعملنا معه طريقة الاخذ والعطاء؟
ما هي اجابة الاباء في حالة ما اذا طلب منهم الطفل هدية مقابل عمل يقوم به؟
ينبغي ان تكون الاجابة كالآتي : ان ما تقوم به من عمل ينفعك انت قبل كل شيء وهديتك هي قدرتك علي بذل الجهد ، ستري بأنك تشعر بسعادة عندما تتغلب على مشاكلك ، وهذا سوف يجعل ابويك يفتخران بك ، ان سعادتك بما تقوم به من عمل اهم من واغلى من سعادتك بالهدية التي نقدمها لك ...
نفرض ان طفلا تعفنت اسنانه ومنعه الطبيب من تناول الحلوى ،واستطاع ان يمتنع عن اكل الحلوى ،ما هو دور الاباء هنا؟ ينبغي ان ينبه الطفل الى ما قام به من جهد في قهر شهواته بدل ان نعطيه هدية .دور الاباء هو رفض المتاجرة بالقيم والواجبات ...ينبغي مساعدة الطفل على اكتشاف لذة النجاح للنجاح ...عندما يري الطفل ان ابواه واثقان من قدرته على تحمل المسؤولية يشعر بلذة الانتصار على نفسه ولا يهتم لا بالثواب ولا بالعقاب .
قد يأتي اليوم الذي يكبر فيه الطفل ويكتشف ان عبارة : ( قم بالعمل مقابل كذا او قم بالعمل وإلا عاقبتك ) ما هي إلا مناورة فيتمرد عليها ولم تعد تجدي نفعا.
ان الشعور بما يستحقه الانسان يجلب السرور للنفس ويعرف الانسان ان النقود ليست كل شيء.
zoulikha