عطر سوريا
11/10/2009, 17:13
الجولان الغائب.. والحاضر الكاتب :
نضال الخضريالأمر ليس مناسبة لكنه أيضا صورة للحياة التي افتقدناها، فالأجيال الحالية ربما لم تعرف الجولان، لكن هذا الغياب كان يظهر فقط في "التصريحات السياسية" على امتداد أعوام، وعندما قررت "إسرائيل" ضمه، كانت الصورة أصبحت قاتمة، فالأراضي المحتلة فقدت هويتها داخل ثقافتنا، وارتبطت فقط بذاكرة منقولة عبر الإعلام فقط، وربما بتعابير إضافية ظهرت في قاموسنا بعد اللاجئين فظهر "النازحون". الجولان في النهاية كان يظهر ويختفي... وكان أيضا خارطة ممزوجة بتاريخ الصراع مع "إسرائيل"، لكنه أيضا "حياة" تسير على هامش الإيقاع الخاص بنا، وربما يصبح يوما جزء من الصورة المكتملة لما فقدناه بعد الاحتلال، أو لهوية استمرت رغم كل ما حدث على امتداد أربعين عاما من الاغتصاب. في مسألة الجولان أكثر من تعبير، وهو يتسرب خارج الشعارات العريضة، أو استخدام الأوصاف التي تحشر نفسها في كتب القراءة لمراحل الدراسة الأولى، لأن المسألة ليست في جولاننا "الحبيب" وفق ما تعلمته من درس القراءة، فهذه الصورة كانت متداخلة مع صرامة الوجه للمدرسة التي كانت مهتمة بقواعد التشكيل وطلاقتنا في القراءة، أكثر من اهتمامها بحق انتزع منا، وخلف دما ومآسي، وجعلنا ننظر إلى الضفة الأخرى وكأنها أبعد عن النظر. أتذكر أن القنيطرة استقبلت وفودا وودعت وفود، وعلى الحدود انتصبت منصات لمخاطبة الطرف الآخر من المجتمع السوري الذي بقي هناك، وأتذكر أن الأرض ربما تشهد على حجم الجهد السياسي لتصبح الذاكرة مشبعة بمسألة الجولان، لكنني مازلت أشعر أن هناك نوعا من الخطوط المفقودة التي جعلتنا لا نرى الجولان إلا من بوابات خاصة، ولا يظهر على الخارطة الثقافية سوى بتلميحات أو مظاهر تختفي وتظهر بشكل سريع. ربما في ذروة الإحباط الذي اجتاحنا بعد الاحتلال غابت عن مساحتنا أسئلة كثيرة عن الجولان، وربما لم نفكر كيف يمكن أن يصبح جزء من الوجدان، فكنا نزرف دموعا في لحظات خاصة ونحن نشاهد افتراق العائلات، أو رحلة باتجاه مناطق الاحتلال لعروس دفعها الحب إلى تلك الأرض فتزوجت وانتقلت وهي تعرف أنها ستبقى زمنا دون أن تحلم بالعبور من جديد إلى الضفة الأخرى من الأرض.... نسينا أن نكتب كل يوم عن حياة كانت... واستمرت بطريقة جديدة على مساحة الأرض التي كانت دائما تختلط فيها رائحة المطر بروايات الناس.... ما ينقص الجولان هو أن نجعل ذاكرتنا تجاهه تنبض بألق آخر، ينقلنا إليه أو يجعله جزء من بصيرتنا. المصدر : سورية الغد
نضال الخضريالأمر ليس مناسبة لكنه أيضا صورة للحياة التي افتقدناها، فالأجيال الحالية ربما لم تعرف الجولان، لكن هذا الغياب كان يظهر فقط في "التصريحات السياسية" على امتداد أعوام، وعندما قررت "إسرائيل" ضمه، كانت الصورة أصبحت قاتمة، فالأراضي المحتلة فقدت هويتها داخل ثقافتنا، وارتبطت فقط بذاكرة منقولة عبر الإعلام فقط، وربما بتعابير إضافية ظهرت في قاموسنا بعد اللاجئين فظهر "النازحون". الجولان في النهاية كان يظهر ويختفي... وكان أيضا خارطة ممزوجة بتاريخ الصراع مع "إسرائيل"، لكنه أيضا "حياة" تسير على هامش الإيقاع الخاص بنا، وربما يصبح يوما جزء من الصورة المكتملة لما فقدناه بعد الاحتلال، أو لهوية استمرت رغم كل ما حدث على امتداد أربعين عاما من الاغتصاب. في مسألة الجولان أكثر من تعبير، وهو يتسرب خارج الشعارات العريضة، أو استخدام الأوصاف التي تحشر نفسها في كتب القراءة لمراحل الدراسة الأولى، لأن المسألة ليست في جولاننا "الحبيب" وفق ما تعلمته من درس القراءة، فهذه الصورة كانت متداخلة مع صرامة الوجه للمدرسة التي كانت مهتمة بقواعد التشكيل وطلاقتنا في القراءة، أكثر من اهتمامها بحق انتزع منا، وخلف دما ومآسي، وجعلنا ننظر إلى الضفة الأخرى وكأنها أبعد عن النظر. أتذكر أن القنيطرة استقبلت وفودا وودعت وفود، وعلى الحدود انتصبت منصات لمخاطبة الطرف الآخر من المجتمع السوري الذي بقي هناك، وأتذكر أن الأرض ربما تشهد على حجم الجهد السياسي لتصبح الذاكرة مشبعة بمسألة الجولان، لكنني مازلت أشعر أن هناك نوعا من الخطوط المفقودة التي جعلتنا لا نرى الجولان إلا من بوابات خاصة، ولا يظهر على الخارطة الثقافية سوى بتلميحات أو مظاهر تختفي وتظهر بشكل سريع. ربما في ذروة الإحباط الذي اجتاحنا بعد الاحتلال غابت عن مساحتنا أسئلة كثيرة عن الجولان، وربما لم نفكر كيف يمكن أن يصبح جزء من الوجدان، فكنا نزرف دموعا في لحظات خاصة ونحن نشاهد افتراق العائلات، أو رحلة باتجاه مناطق الاحتلال لعروس دفعها الحب إلى تلك الأرض فتزوجت وانتقلت وهي تعرف أنها ستبقى زمنا دون أن تحلم بالعبور من جديد إلى الضفة الأخرى من الأرض.... نسينا أن نكتب كل يوم عن حياة كانت... واستمرت بطريقة جديدة على مساحة الأرض التي كانت دائما تختلط فيها رائحة المطر بروايات الناس.... ما ينقص الجولان هو أن نجعل ذاكرتنا تجاهه تنبض بألق آخر، ينقلنا إليه أو يجعله جزء من بصيرتنا. المصدر : سورية الغد