-
دخول

عرض كامل الموضوع : حفاوة باريسية للمعلم والمقداد لا يستبعد لقاء كلينتون


رجل من ورق
30/09/2009, 11:20
وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، زيارة رسمية إلى باريس، يختتمها اليوم باستقبال حافل من نظيره الفرنسي برنار كوشنير، ما يعكس التطور المتواصل في علاقة البلدين، التي تجاوزت الملف اللبناني لتطال المصالح المشتركة
باريس ــ بسّام الطيارة
الاستقبال الذي انتظر وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، في العاصمة الفرنسية، وبرنامج زيارته، يشيران إلى أن باريس «تجاوزت حقبة التوتر» في علاقاتها مع دمشق، بحسب مصدر مقرّب من ملف العلاقات بين البلدين. وأكد الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو هذا التوجه، بوصفه العلاقات بأنها «دينامية» أي إنها حسب العرف الدبلوماسي تتناول معالجة كل الملفات التي تهم البلدين وتأخذ في الاعتبار المصالح المشتركة.
وعقد المعلم في «الكي دورسيه»، أمس، لقاءً مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير، تلاه مؤتمر صحافي قصير، قبل أن تجمعهما مائدة عشاء. ويتوقع أن يستقبل الرئيس نيكولا ساركوزي المعلم اليوم في الإليزيه، حيث يلتقي أيضاً «محاور دمشق الأول كلود غيان». كذلك فإن المعلم مدعوّ إلى إلقاء محاضرة في الأكاديمية الدبلوماسية الدولية التي بات يشرف عليها «المبعوث السابق إلى المنطقة كلود كوسران»، الذي يصفه البعض بأنه «صديق دمشق».
إلا أن من الواضح أن العلاقات الفرنسية ـــــ السورية «تجاوزت بمراحل الملف اللبناني» حيث التوافق بينهما «تام»، كما يقول أكثر من دبلوماسي فرنسي مطّلع، وقد ظهر ذلك جلياً في المواضيع التي تطرّق إليها الوزيران في المؤتمر الصحافي الذي برز فيه «بعض التباين» في وجهات النظر.
لقد أكد المعلم بما لا لبس فيه أن «سوريا ترفض مبدأ الوساطة» في الملف الإيراني. وهو موقف ثابت فيه تكرار لما سبق أن قاله الرئيس السوري بشار الأسد، خلال زيارة ساركوزي إلى دمشق العام الماضي. لكنه أشار بطريقة غير مباشرة إلى استعداد بلاده لـ«حمل رسالة»، مؤكداً أن خطوة الإفصاح عن مركز التخصيب الجديد هي خطوة إيجابية قائلاً «خير ما فعلوا». وبعدما توافق الطرفان على أن مبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما للسلام في الشرق الأوسط «إيجابية»، واعتبار المعلم أنه «لم يفشل»، وهو ما عدّه المراقبون «تطوراً في مفهوم الممانعة»، شدّد الوزير السوري على أنه «اتُّفق على آلية رفع العقوبات الأميركية» وطرق تفعيل العلاقات بين البلدين، في إشارة إلى زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى الولايات المتحدة.
كذلك تطرّق المعلم إلى «مصير اتفاق الشراكة بين سوريا والاتحاد الأوروبي»، متهماً الأوروبيين بوضع «شروط سياسية»، ما دفع الوزير الفرنسي إلى مقاطعته أمام كاميرات الصحافة بصراحته المعهودة، قائلاً إن كل الاتفاقات بين الدول «تحوي شروطاً سياسية»، ما أشار إلى وجود بعض «الفرملة الأوروبية» التي عدّها البعض هنا في باريس «تعويضاً عن الانفتاح على أميركا». إلا أنه يبدو أن الملف العراقي قد يمثّل ركيزة يمكن البلدين الاتفاق بشأنها، لما لديهما فيه من مصالح مشتركة. فبحسب أكثر من مراقب، ترى دمشق أن باريس يمكنها أن «تسحب التلويح العراقي» بمحكمة دولية للنظر في تفجيرات «الأربعاء الدامي»، بسبب موقعها في مجلس الأمن. ولا يخفي الفرنسيون من جانبهم رغبتهم في استعادة مواقعهم التي فقدوها في العراق منذ الغزو، ويرون أنّ لدمشق «دوراً مسهّلاً في إعادة العملية السياسية داخل العراق إلى إطار مضبوط». يبقى أن ما قيل على درج «الكي دورسيه» يمكن اعتباره «مقبّلات» لما يمكن أن يقال على درج الإليزيه اليوم، إذ إن السياسة الخارجية الفرنسية منوطة بسيّد الإليزيه في بعض الملفات، وبينها ملف العلاقات مع عاصمة الأمويين.

رجل من ورق
30/09/2009, 11:22
في خطوة هي الأولى من نوعها منذ خمس سنوات، أجرى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد محادثات مع عدد من المسؤولين الأميركيين في واشنطن
واشنطن ـ الأخبار
بدأ نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أمس، محادثات مع عدد من كبار المسؤولين الأميركيين في واشنطن، تتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك. والتقى المقداد، أمس، كلاً من نائب وزير الخارجية جاك لو، ومساعد وزير الخارجية للشرق الأوسط جيفري فيلتمان، على أن يلتقي خلال الأيام المقبلة مدير الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دانيال شابيرو، وعدداً من المسؤولين في الخارجية الأميركية والبيت الأبيض وأعضاءً من الكونغرس.
وأوضح المقداد أن المحادثات التي تجري للمرة الأولى منذ خمس سنوات، وبناءً على دعوة من الحكومة الأميركية، تطرّقت إلى «الوضع في العراق، وفي المنطقة عموماً والعلاقات الثنائية التي ستبقى على أجندة العمل المشترك والاتصالات بين البلدين، إلى حين إيجاد حلول نهائية لها». ورأى أن «عملية الحوار مستمرة، ويجب أن تنعكس الأجواء الإيجابية على المنطقة»، مشدداً على أنه «لا يمكن حل المشاكل إلا بالحوار».
وأوضح المقداد أن عملية السلام «التي لا يلوح في الأفق حلّ لها» تمثّل أساس الأزمة القائمة في المنطقة، مشيراً إلى وجود محاولات لإحيائها. ولفت إلى أنه عموماً «هناك اتفاق على الأفق الأوسع للتحرك على المسار السوري، وتمّ التفاهم عليه من حيث المبدأ»، كذلك جرت مناقشته في نيويورك، مبدياً عدم استغرابه «على الإطلاق حدوث لقاء بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في نيويورك». واعترف المقداد بأن العلاقات السورية ـــــ الأميركية «مرّت بمرحلة صعبة جداً» خلال عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وأوضح أنه لا يمكن حل الأخطاء التي تراكمت في تلك السنوات «دفعة واحدة»، مؤكداً أن الحوار الذي تجريه سوريا مع أميركا يقوم على مبدأين أساسيين «المصالح المشتركة والاحترام المتبادل».
من جهته، رأى كراولي أن اللقاءات مع المسؤولين السوريين تهدف إلى رفع مستوى التفاهم بين البلدين بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال «نرغب في استخدام هذه اللقاءات، سواء التي أجريت في دمشق أو نيويورك أو الحالية في واشنطن، بهدف رفع مستوى التفاهم في ما بيننا». وأضاف «من الواضح أن هناك قضايا في المنطقة تجمعنا فيها مصالح مشتركة، وسوف نتناولها في مناقشاتنا خلال الأسبوع».