-
دخول

عرض كامل الموضوع : هلوسات مبللة


فايق ورايق ومدايق
24/09/2009, 15:03
بغيبتك نزل الشتي
قومي اطلعي عالبال
من النافذة المطلة على البحر,,,, عيناه تخترق الزجاج ,,, و الأغنية تخترق قلبه
مطر خفيف يغسل الطريق الفاصل بين بيته و رمل الشاطئ, ذلك الرمل الذي لا يتعب من ملاعبة موج البحر,,,تارة يدنيه,,, و تارة يقصيه,,, و برق بعيد يبشر بعاصفة رعديه,,, كم أحب الشتاء.
منذ أن كان طفلا ,,, كان يحلم بالابحار,, ربان سفينة,,يجوب العالم,,, يقتحم موانئ الكرة الأرضيه كلها,,, خمر و نساء,,,و لكن علامات البكالوريا,,, و علامات الفقر,,, و علامات قيام الساعة جعلت منه ميكانيكيا بلا شهادة,,,خبرة,, كذب,, تجريب,,, المهم انه كان يعمل والعمل عبادة, هذا آخر ما سمعه من أحد مشايخ الراديو ,, العمل عباده,,,ليس بعيدا عن مقولة (يا عمال العالم اتحدو),,, يبتسم بسخريه ,, أي ماركسي انا؟؟؟ العمل عباده,,, لم تكفه الابتسامة .. فانفجر ظاحكا مع هدير أول صاعقة سقطت بعيدا في البحر.
أمس ,,,,اخترقته عيناها, خضراء واسعه,, حدق فيها بذهول, غابات سنديان و مواسم ليمون, أطرق في الأرض خجلا, استدارت ليلحق بها نحو غرفة معدات التدفئة,, قالت له انه لا يعمل منذ الأمس, ابتسم بثقة, المهم أن تخرج قبل أن تلاحظ احمرار وجهه,, أيقظته رائحة المازوت, و قرقعة أدواته, انهمك في العبادة,, و في الاتحاد مع باقي عمال العالم,, أصلحه
في الباب, كانت له نظرة ثانية لعينيها, و احمرار آخر لوجنتيه.
هدير الرعد جميل,,,يوقظ في روحه أيام طفولة شقية, وخز المطر الشديد, برد على الطرقات,,,صقيع في المدرسه,, ملابس مبلله,, و و
في تلك الأيام كان يتناسى آلام البرد و ظلم الفقر بالحلم,,, قبطان سفينه,, كان طفلا,, كان الحلم سفر و موانئ,, هروب من مرارة عيش بائسة,, لم تكن الخمرة و النساء قد خلقت بعد في مخيلته,, كان طفلا, هل يعقل أن يحن المرء الى أيام عذاباته؟؟؟
ذات العينين الخضراوين, تذكرها منذ النظرة الأولى,,,كانت تسكن في الحي القريب...,,يراها يوميا في طريق ذهابه الى المدرسة, تتمايل بمظلتها, تحضن كتبها,, و فروة رائعه تلف رقبتها تخفي ضياء حلم برؤيته كثيرا,, أما هو ,,,,,فقد كان يزهو تحت المطر بلا حماية, يحضن فقره,, ينظر اليها بشغف,, عشر ثوان فقط يوميا, أطول عشر ثوان في حياته, يلتهم فيها ما استطاع من السحر, و يشكر الله أنها لم تنتبه لرقعة بنطاله, كانت العشق الأول.
الموج يقفز محاولا الوصول الى النافذة,, أصبح المطر في الخارج همجيا, طرقاته على سقف بيته غطت على نواح مارسيل, بيته؟؟ هذه الزريبه,, ؟؟؟؟ بيت؟؟؟ غرفة على أطراف المدينه مرمية على شاطئ هرم, كانت كل ما يملك,,, كل ما استطاع أن يحققه في اتحاده مع عمال العالم, زريبه في منطقة مخالفات, مهددة بالهدم كل يوم, نظر الى الأعلى,, كم تمنى لو يسقط السقف على راسه.
ترك دراسته,, و حاول جاهدا النجاح في العمل,, و الاتحاد,,, و العبادة,, و كل مصطلحات الخيال البشري و اللا بشري,,, كان يعمل ليل نهار,, اليوم لا يريد العمل,, كان مستمتعا بذكرياته اللعينة,, لقد أصبحت أجمل بكثير,,,أتراها تذكرته؟؟ سأل نفسه,,لا,,, لا,,, لم تتذكره.
كيف لها ان تتذكره؟ هي لم تنظر اليه يوما,, لم تكن تراه,,, عاما دراسيا كاملا قضاه في مواعدتها بينه و بين نفسه, كان يراها,, و لكنها لم تكن تراه, أي غباء هذا,, التفت الى المسجلة,, استبدل الكاسيت,هربا من الفكرة.
تحت العريشه سوا قعدنا,,, تغني فيروز و هو غارق في أمطار ذكرياته,, في الخارج اشتدت الرياح و المطر يطرق النافذة بعنف,,,اقترب بوجهه من الزجاج,,, كأنه يتحدى المطر,,, وجها لوجه مع الطبيعه,, اقترب من الزجاج أكثر,,, و قبل الزجاج,, قبلة بلهاء, لا معنى لها,, اكتشف ذلك من طعم الغبار الذي التصق بشفتيه, كيف يكون طعم شفاه النساء؟؟
قبطان سفينة ,,, يجوب العالم,, تلاحقه عاهرات الموانئ,,, في كل بار له أنثى..تشرب معه حتى الفجر,,. خضراء العينين,, هي بانتظاره دائما,, و جميله دائما,, وعطرة الى الأبد,, تسكب الدمع لفراقه,, و تسكبها في لقائه,, يبتسم لها,,,يعطيها هديتها,, و يعدها بالعودة بسرعة,,,,,, تضرب صاعقة قوية الشاطئ أمامه,, يتراجع الى الخلف,, و تتبخر ذكريات أحلامه.
اليوم لن يذهب الى العمل.... اليوم سيمارس لعبة الاستمتاع بذكرياته... مهما قاطعه صوت الرعد,,و أيا كان الثمن,,, لن يعمل اليوم,,, فالتسقط كل نظريات الكون,,,,
لقد اشتعل قلبي,,, ولن أعمل اليوم
و غدا,,, ؟؟؟؟
يوم ماطر آخر,,, وعمل و عبادة,,, و اتحاد لعين,,,, الى أن يسقط سقف زريبته فوق رأسه.
فيروز تغني... بحبك ما بعرف حب,,,, لا تشدني بايدي,,,
أغمض عينيه,,, و سقطت دمعه.

هذا قليل من السخر...بقلمي المهلوس..
فايق

abosleman
02/10/2009, 18:23
رائع .. خليك عم تهلوس هيك ..:D

فايق ورايق ومدايق
03/10/2009, 21:16
أبو سليمان ....

تابعني ياصديقي فهالوساتي كثيرة لامنتهية...
لك مني وردة

فايق ورايق ومدايق
03/10/2009, 21:20
تلزمني عتمة قوية في هذا الحين حتى لا يخرج عقلي عن طوره..أو ربما أن أغيب عن الوعي شهراً لأحلم كل الأحلام فلا تنقطع أحلامي أبداً..أحلامي التي تزداد مع كل وجه جديد وتتجدد مع كل فكرة وكأن شهراً يكفيها..
أستفيق بعدها لألعق بقايا السكر عن قلبي وأتخلص من ورق الهدايا القديم الذي غلفته به يوماً ثم أضعه في واجهة البيع وأظل أردد للزبائن أنه للعرض فقط..
محال أن أهديه ثانية..وما يدريني قد يأتي من يدفع ثمناً مختلفاً بشكل أو بآخر..مرتفعاً ومغرياً ككوب من الشوكولا الساخنة عصر يوم بارد ممطر..
الوقت كاد يصبح شتاءً..ومضى هو كالنسمة وكالسيف..مضى مع سحب الصيف الخفيفة..وأنا اشتقت إليه كعادتي الخرقاء..أتساءل هل يعود...تمزقني رغبتي في أن أعرف أين هو وماذا يفعل..لكنه لم يعترف حتى بحق لي في سؤاله..وأنا لا أريده أن يجرحني أكثر فهنا تتوقف قدرتي على الاحتمال..أما حبيبات الكلام التي يذرها الآخرون هنا وهناك فلا تشفي حرقتي...
وعن ماذا أبحث بعد ذلك غير عتمة تنتزعني من فم الفوضى التي تحاول مضغي وتتركني بدل ذلك أحلم بلا انقطاع..يمكنني أن أرضى بحلول بديلة..كأن يمد أحد الكواكب يداه الطويلتان ويأخذني من سريري ويحضنني إلى صدره..ثم يجلسني على كتفه ويبقيني معه طوال رحلته حول الشمس..وأنا ألوح بساقيّ في الفضاء..أبتسم للكواكب..أحرك يدي بالتحايا لكل النجوم..وترسل لي الشمس قبلة..وفي رحلة عودتي أجمع من الغيوم قطعاً وكرات..أصل مبتلة أزين بها غرفتي وأصنع منها وسائد ومقاعد طرية..ويمتثل الغيم لأمري..كطفلة تظنه قطناً ندياً..
يبدو من التعقل أن ألحق بخيالي وأشد حباله..فكل الأماكن التي يزورها بعيدة جداً وكل الأشياء التي أريد أن أفعلها تشبه رحلتي مع كوكب..أو تتضمن أميراً حقيقياً رائعاً يمسك بيدي ويشد عليها ونظراتنا تشخص إلى جبال في الأفق..وإن لم يكن هذا أو ذاك فيريد مئزراً أبيض ورموزاً سرية أفكها والوقت ينفذ..أو أجد نفسي جاسوسة في مكان ما..لأن التعقل الآن في إغماءة..وأنا لم أستخدم عقلي في التفكير منذ فترة طويلة..
أما أن أجلس في المنزل وثلاث وسائد خلف ظهري أو أتنقل كفاقد صوابه من غرفة لأخرى..أن تنطلق "أوه" من بين شفتي و أعود أدفن رأسي تحت الغطاء بمجرد استيقاظي لأؤخر ذهابي للعمل..أو أجد نفسي خلف مكتبي أتكلم رغماً عني وأضحك ضحكات لا لزوم لها..أن يغادر من أحببت هكذا ولكل هذا الوقت بلا كلمة..أن تمطر ثانية قبل أن أمسح الدموع عن خدي الروح التي تسكنني..أن يظل أبي يلاحقني بتعليماته التي لها علامتي "إلى ما لانهاية" في طرفيها..فهذا كله هراء ولا يحتمل...
أطفئوا الأضواء وأبعدوني عن كل شيء..لكن أعيدوني قبل أن تمطر ثانية..لأنها حين تمطر هذه المرة سيأخذ المطر كل ما يكدرني ... وكل ماأدركني...

بقلمي صاحب العقد...
فايق

ياسمين_الشآم
04/10/2009, 03:39
اذا كان هيك قبل الشتي كيف رح تكون ببدايتها ونصها ونهايتها

هلوساتك شغلة فايق

تابع انا هون:D

حنين.
14/10/2009, 17:57
شو ممكن يقول اللي متلي غير رائع جدا جدا
:D

فايق ورايق ومدايق
15/10/2009, 20:19
لا أدري ياسمين كيف ستكون هلوسات فصل الشتاء ... لكن على الأغلب ستكون هلوسات محملة بالأمطار لكن أمطار من نوع أخر ستتعرفي عليها من خلال هذه الصفحة...
أبقي هنا فبقائك يزيد هلوساتي جمال....


حنين يلي متلك بيكفيني منو يدخل لهون ... يلي متلك أتقدم له بأنحناء وبيدي باقة ورد أتمنى أن يقبلها مني.....

مجنون يحكي وعاقل يسمع
16/10/2009, 11:22
أيضا فايق ورايق ومستمتع معك وناطرك سهران في ضو القمر

فايق ورايق ومدايق
16/10/2009, 17:47
بتمنى يامجنون بعد أنتظاري تلاق شي يخليك مستمتع أنتظرني ,, فأنا لا أحب أن أطيل الغياب خصيصاً أذا كان منتظري على ضوء القمر ...
دمت بأستمتاع

فايق ورايق ومدايق
16/10/2009, 18:19
أحسّ نفسه بطاحونة، كانت أضلاعه تؤلمه حدّ الصراخ، أدرك أنّه لم ينته بعد، كان يمني نفسه بشيء ٍمن موت، أو أي شيء يجعل أضلاعه تخرس للأبد، ذلك الألم أو سمه كما شئت جعله ينسى الأبجديّة كلها ما عدا حرفي آ.. ه … نهش جسمه اعتصره بكل قوّة، سرق الضوء من عينيه فلم يعد يرى سوى موتى جاؤوا يلقون تحيّة تقرّب دون ابتسامةٍ ولا موّدة.
شعر برأسه يدق ُُّبمطرقة، بل أن المطرقة قد استخدمته كمدق ٍ لها في كل شيء ! على النوافذ الجدران وحتى الأبنية الشاهقة ، بنات عقله بل النساء في الشارع لا يعرف من، لا عرف من بالتحديد كلن يبكين ويتعالى النواح للسماء السابعة ويعود ليدق رأسه بعنف على أرض ٍ يتراكض المارّة فوقه بحثاً عن أنفسهم كما كان يفعل هو كل يوم ..
قلبه! أين قلبه، هرب خوفاً من الألم.. تسلل بعيداً، تخلى عنه كما يفعل عادةً ! بدأ يبحث، أراد أن يتلمس نفسه ليشعر بنبض ليسمع سيل حياة في شريان ٍما.. لكنه لم يستطع منذ زمن فقد الشعور هذا أو حتى الاحساس برقصات الدم والقلب معاً، لم يكن يهمه الأمر لمجرد أنه يتنفس بأمان، لكن الأنفاس حتى الأنفاس الآن فُقدت، أحجار الهموم والخوف تراكمت فوق صدره حرمته شهيقه وزفيره وحتى صوته لم يكن متأكدً انه كان يتكلم قبل ذلك أم أنه ولد أبكم.
هذه النهاية التي يريدها، دهساً بسيارة..!! كان يريد الشهادة في سبيل علمٍ أو أرض لا أكثر ولا أقل، حلمٌ اقترب حدّ الابتعاد، بدا له للحظة أن أصعب مافي الكون أن يموت طحناً أن تسبقه أضلاعه للمقبرة أن يشعر بها أمام عينيه تموت وتتفت ويصبح على يقين أن أنجح طبيب عظام في المجرّة لن يستطيع أن يعيدها لمكانها حيث يستمرا بالحياة معاً، فيضطر للحاقها إلى مراسم الدفن جلدةً رخوة لا شيء فيها سوى عينان تمزقتا من شدّة البكاء .. ويُلقى التراب على نفسه جميعاً ،جسداً وروحاً، عظاماً وقلباً.. عينان.. ولا يدركون صلة حياتهم بل صلة الموت فقط.
أراد أن ينهي ما بدأ، تناس كل ما شعر به ليصل إلى مقعد دراسة، جلس كميت .. أو يتيم، أمسك القلم ليذبح آخر ما تبقى من الحلم، ليشرب آخر قطرة ٍ في الدنيا من نجاح، ليودعها بطمأنينة رغم أنه ما زال بحاجتها، عشرون عاماً أمضاها بين الحروف، كان من السهل أن يتعامل معها ربما لأنهما تربيا معاً على صفحات دفتر وبين دفتي كتاب، كان الحرف وهو على صلةٍ يجعلهما واحد، حتى أنه رأه يبكي لألمه، وجوده معه يريحه أكثر من أي شيء وكأنّ الكتابة أو القراءة دواءٌ لم يكتشفه الأطباء بعد، كان والورق من عجينة وحده ولذلك هو وحده كفيل ٌبمعرفة ألمه ، جعله في 90 دقيقة يتذكر الماضي كأحجية يركبها دون أن يشعر،صورٌ كثيرة، أناسٌ أحبهم، عشق الحديث معهم، ذكرياتٌ لا تُحصى، أحلام ٌ لم تنته … أوشك أن يودعها إلا أن الله ما كتب له ذلك، وأيقن أن الضربة التي لا تقتله تزيده قوّة.

بقلمي...
فايق

جـدل
16/10/2009, 20:33
هو كذلك...
يقتربُ من الله قليلاً فيبتعدُ كثيراً عن الكرة الأرضية
لا يبذلُ جهداً ليرتفع
ولكنه لا يرغب كثيراً في أن يستيقظ الآن من حقيقة انه مازال هنا ممداً على فراشه وبعد قليل سيلتقي بوجوهٍ غير التي يحلمُ بها

هذيانك يأخذي إلى مكان يشبه الهواء الخفيف
ويعجبني أن أقع فجأة

فايق ورايق ومدايق
18/10/2009, 20:59
جدل لم يقرر أن يستلقي ألا ليحلم بالوجوه التي لطالما كانت حلمه كانت حياته ...
يحلم ويرتفع ويرتفع ويقترب من الله ... لكن قبل أن يقترب يسقط ويتحطم ,,, ومرة أخرى يلملم أشلائه المتناثرة
ويعود ليستلقي ليحلم ويرجع خائباً منكسراً...
لم أكن أدري أن هلوساتي تشبه الهواء الخفيف بل أنها كهواء الخريف ..

جدل دمتِ بخير ودام قلمك بهذه الصفحة..

فايق ورايق ومدايق
18/10/2009, 21:34
غيمــــــــــة بيضـــــــــــاء .. تتعكـــــز علـــــى الريـــــح .. تدب فـــي السمــــــاء .. تطفــــىء قناديـــــل الليــــل , كعجــوز مقتصــــده ..
واحد ٌ فقــط , عنــد أول الحيــاة , شرق الشرق , يواصل الوهــــج ..
مدفئــــة ٌ قديمـــــة ٌ في الزاويـــــه .. جدرانها حجر ..
بمنتهــى الهدوء .. تقضــم الكسل ..
على فرشـــة في الزاويـــه المقابلــــه شيئـــــــــــــــان ِ عاريــــــــــــــان ِ مشتبكـــــــــــان ِ ..
الدفء يشعــل المكـــــان ..
من جهـــة المدفئـــه .. ؟ ربما ..
أو ربما
من الزاويـــه المقابلـــه .. !!
وأمنيـــه
الا تطلع الشمس ..
وأن
يقف هنا
الزمـــــــــــــــان ..

فايق ورايق ومدايق
23/10/2009, 10:24
(( في الهلوسة الأولى )) !

(هي ) :
تبحث عنها فيها , و انا ابحث عني فيها ,
و كثبان من عنفوان حماقتي
يحول بيني و سنديان الحب المورقة في ليلها الساكن !!

(أنا ) :
لا أقل حيرة ً عنها ,
فأنا أشرب من الآكواز المفرغة
و أدري جيداً أني أبيع صكوك الهلاك لملائكة العذاب !!

( هي )
و تدق كل الأبواب
بدواة حبرها الوهينة .. و رؤوسٌ من الألف
عام تطل بين الفينة و الأخرى ..
تسألها - و اللون الأحمر يكتنز بالأشياء - :
مـن ؟
فتتكسر قناتها , و لحن ٌ كالعذابات القاتلة
يننز ّ من شظاياها بين الرفات :
لمــاذا ؟؟!!

( أنا) :
عابر صراط ٍ معوج ..
بين علامتي استفهام على شكل حرفي تعجب ,
أمشي على خطوط كفها ..
وصلت ُ أخيراً ...
لكنها كانت قد غيرت وشم الكف ,
و أعلنت الرحيل ....!!

( هي )
تحب بملء القسطاط العادل ..
لأنها تغرف من القلب
لا تخشى أن يمحل ريها ... أو يجف نهرها
نبأتها امرأة ٌ تضرب بالطين
- ذات يوم -
أن فارس الشوق الآخر لا يعرف الفر ...
لتجده أخيراً ...
يقرأ في أساطير الكر ... و يضحك ملئ عجزه ....!!

( أنا )
سلطان ٌ ,
صحوت ذات ليل ٍ على بئر ٍ معطلة ٍ ,
و قصر ٍ يتقرح جنبه
من أثقالي ...
أمسكت بعتبات أبوابه المصدوعة ..
كان كل شيئ يسير الى غيهب
صرخت :
ربــــــــاه ...
هل أنا غريب ٌ إلى هذا الحد ..!!
كان القدر يمسك خده بكفه ,
و يسرق من القهر دمعة .. يريقها على جفاف الريق مني !!!
ما أقسى أن أجد نفسي وحيدا ً ..... فجأة !!

( هي )
عندما ظن [ أنا ] أنها ستسف من البحر ,
لفراقه
كانت ترفل في الطيلسان و الجمال ,
و تضع على اصبعها الصغرى في كفها الثالثة
بعض الخرابيش ...
[[ و اللي قدر فرقاك .. اقدر على فرقاه ]] !!


( أنا)
عودٌ أجوف .. ما أجمل ما يصدر عني من ايقاع ٍ
إذا بعثرت أوتاري ريشة فنان ..
إيه ... يا ليلي ,
و تتصادم بالأركان المهجورة زخات ٌ من زرياب :
[[ رب يوم ٍ بكيت فيه فلما ** صرت في غيره بكيت عليه ]]

( هي )
كانت موعودة البارحة بدبلة الشعر ,
عليها اسميهما ..
لم يتركها حتى قالت : أحبــك يا .... و ضحكت !!
هاهي الغداة تتسلم منه سكين الحلوى , على منديل
[العود] ..و صبغة سوداء من سوءته على مقبضها ..
لم تفهم الرسالة .. لكنها رددت بشموخ :
[ ما على ميت ٍ قتلناه قوَد ] !!!

( أنا)
طارحتني الصدق في جلسة حب ,
كنت أعرف أنها أصدق مني ..
لكني لا يكفيني الصدق ..أعني لا يلفتني ,
فأنا أشك بالمفردات الغير موجودة في قاموس الحياة اليومية
الذي مازلت اقرأ فيه ...
منذ الانسان الأول : قــابيل !!!!

(هي )
تعلمني كثيرا ً ... عانت مني أكثر ..
كأنها كانت تراهن صديقتها على ترويض
صياد الأسود..
إيه ٍ لو تدري (هند ) ....!
لقد عدل الصياد عن هدفه الكبير ,
و أصبح يبيع (فوانيس رمضان) في الأشهر الحرم ..
مـــا أقسى أن لا يدرك أحدنا أنه في النصف الأول للألف الثاني
........ للهجرة !!!!

( هي )
بكل شجاعة ٍ : أخيرا ً ..... حررني الحظ !!

( هـــــو)
تجرد عن أنــــــا[ه] ...إلى هُـــــوا[ه] !!

(هي )
علقت على باب سيارتها بعضاً من أبيات المتنبي
عن وعلٍ ينطح الجبل , و سيلٍ يركل البحر ...,
كان ثمة َ عابر من الجانب الاخر للزمن بالقرب منها ..
نزع اللوحة المتنبية , و ألصق بالباب الخلفي للسيارة - من الخارج-
[[ أو َ من ينشّأ ُ في الحلية ِ .. و هو في الخصام غير مبين ..]]
تمتم الباب : صدق الحق !!

( هو....أو أنا ) ...
عاد أدراجه الى المدينة الممتدة أمامه .... مسحها بنظرة ٍ خاطفة
كانت يد الله تعمل في كل شيئ
... سمع نداء ً من جانب السور الأيسر للسيارة - قبل أن يغادر -
( سبحان من سخر لنا هذا) ...
تقلب على جانبه الآخر ...
كان المنبه يدوي باصرار ...
حان وقت الرجوع ......
ما أجمل الليل !!!!

* * *
(( في الهلوسة الثانية ))

( هي ) ...
لملمت الأوراق / الرذاذ
و لبست ثياب الإحرام ...
أرادت ان تكون نقية ً كالحقيقة ... و أن تقول للدار الغائب :
لا تدع نفسك عندي .. !!
طرقت على بابه - كصائدة القلوب -
همت بالدخول ...
كانت على الباب رسالة ٌ مستعجلة ...
عادت حزينة ً ... فألقت بنفسها على السرير
.... لتجده يطلع عليها من صمت المصباح .... كم تحبه !!!

( أنا/ هو)
نام كعادته , يعانق رجع الاطلال
و أصابعها تطل من كل جوانب الزمـــــــــــــــ/كان
القى على وجهه بملاءة ٍ خفيفة ..
و الخريف يحت الأوراق في شوارع الضباب ...
... و أفاق على طرقها من جديد ...
حتى في الصبح .... تغسل ليله ..
ليباركهما القدر ...!!

* * *

((في الهلوسة الثالثة )) :


( أنا )
تسللتُ , على حين غرة ٍ مني
عند مطلع الوجد ...
إلى ساقيتها ...
كان كل شيئٍ ساكنا ً ... و سطور ٌ من العهد القديم
بعرض المنضدة المغبرّة ...
و دواة ٌ مغرورقة بالحبر..تمد يراعها للسِّفر المحفوظ :
(( لو كان بكاي على المحبوب يجيبهو لي
لكنت أبكي و اجيب الناس يبكو لي
..يــــــــــــــــــا ليل..... يا عينــــــــي))


( هــــــــــــــــي)
خيطٌ من سورة ( البداية)
يجر راحلة الدموع .....لم تكن ثمــــــــــــــــــــة !!!
غربة


( أنـــــــــــــــــــــــ ـــا)
ثم تسربت من العدم , حين لم أجدها
إلى بوابة (( مـــدين)) , و أودية ِ الشيخ [ الكبير ]
رأيت من دون تقاسيم الدار
فتـــاتين.... تذودان حكايات الماض ِ
مع ثمالةٍ من الوجع ..
أومأت إحداهما ...إلي ّ
بينما أطلقت الأخرى أجنحتها
صوب البئر المقعد ...
واااااااااحزني ...
ندّ صوت ٌ محدودب الحرف :
(( نعم .....هذا يزن )) !!


(هـــــــي )
كانت ترسل السنين في أثري
و نقع ٌ من الأحزان يحجب الدجى
فتحـُـد ُّ ( هي) عيون السحر....
و الرحب ممتد الى اللانهاية ...
( بطلَ سحرك يا شيطانة الإنس ) .....
ليلة ٌ , أو ليلتان ....
كانت ( القصيدة ) مصلوبةً على بوابة المضيق !!!!

( أنـــــا )
أخيرا ً .... اتخذت قدماي موطأ ( قدمٍ )
في الزحام / الفراغ ...
سمعتها تسر إلى جاريتها بأراجيف المحبين :
(( لـــــــن أظلمه ....أتفهمين
كيف يصعد إليّ , و سلم الأوقات كؤود
تأخذ كل عارضةِ منه
أنضر زنبقات العمر ..... فيه
واحرّ قلبااه..... انظري
إنه هناك .... يومئ ُ بشارة ٍ خضراء ....
..... كم أخاف عليه مني !!!!))]
و ألقت بسقمها على صدر تفعيلةٍ قد أجهشت بالبكاءْ !!!!
.. كانت الجارية تجمّع ما بقي َ من الذكرى
علها تلقى الركب ..... دون ( نَعْمَــــان ) .................!!!!


( هــــي )
المساء يسرِّح أشعاره على فلوات الأصيل
و درابك العير
تنقر في الأفئدة المنتظرة .... كحفار القبور ...
و عيناها تسترقان السمع من خلل الهودج ْ
عرّس الركب على عتبات البادية الكئيبة .....
الصوت المبحوح ينحر الأشواق .... كأراجيز الحكام ..
(( هيا يا ظعينتي .... لقد وصلنا ...))
رددت مدامعها في أنين ْ
( الحمد لله الذي أبدلني بالدينار ...
يداً ، تتقن فن المسألة ..
لا يحمد على مكروه ٍ سواه ..)
ترجّلت .... !!
كان كل شيئٍ ساكنا ً ... لا يطرف له جفن ...
و قلب ٌ تتفتح في جنباته ألف مقبرة ٍ .... كل مساء ....
إيــــه ٍ يا كف القدر ...!!


( أنــا )
هأنذا ....................
أعود إلى كراستي القديمة ..
اقيد بعضا ً من الأزمنة المنفلتة .... للتأريخ ...
و استبدل راحلتي ....
في انتظار إسفار ٍ أزلي .... للحياة
هِيــــــــــْه ْ ...... دنـــــــــيـــــــا !!!!!!!!!

* * *
/ في الهلوسة الأخيرة /

(هو)
كان يقرأ في قرطاس ٍ من آثار ( طالوت ) ...
ابتسم ملأ الوجود الكبير ...
لكم شده المحارب القديم ..... بخيره ...
..( كانت بنو اسرائيل تشرب من النهر الحرام ..
و تعلن أمام العالمين : سمعنا و عصينا)
كم يصعب علينا معرفة اللون الأخضر ,
حين تكون طوابير ( الدومجماتيكيين) ...تدعي الألوهية ...
و تمارس الغواية ... عند أستار السيد المسيح ...
.... و قطرة دم ٍ تسيل على غلاف المصحف !!!!


(أنا )
كعادتي ...
أستزيد كل إصباح ٍ من أوردة المهاجرين ..
و( عيون) العرايا تصطلي في( دمعتي ّ)
وشيخ يحاذي حزني , و يتمتم :
( ابحث عنه يا بني ....
فهناك تجد الجواب ) ...
حين وجدته ... كان طيرٌ يصعد من البحر ...
نظر الرجل الطيب إلي ّ و قال :
(( ما نعلمه يا بني .... قدر ما حمل المنقار من البحر ... ))
إيه ٍ ....
الظلمات الثلاث مزجن واحدة ً , من قوم نــــــو ح !!

حنين.
25/10/2009, 19:30
ليس رائعا ولا مبهرا ولا ساحرا
بل اكثر
:D

جـدل
25/10/2009, 20:05
تبتلُ قدماي بحزنك
وتسكنني روحك حدّ الثمالة
هل أختبرت يوماً أن تكون موازياً مع نص يكتبه غيرك؟
هذا ما يحدثُ لي معك
تصعدُ فتصعدُ روحي معك
وتنحني يميناً فانحني
من أين جاء هذا التوازي

فايق ورايق ومدايق
29/10/2009, 14:34
حنين...أحسُ بدفء وجودك هنا .. و هناك .
لك كل الحب


جدل.. لا يأتي هذا التوازي ألا من جمل حقيقية منثور فوقها أشواك ,,, أما عن نصي فهو نص عادي أتركه هنا ليأتي المبدعون ويقرأو ماسطر قلمي من سخر فينال أعجابهم...
جدل أبقي معي تأرجحي مع هلوساتي هذه لعلنا نجدي يوماً سبب هذا التوازي.... مرورك كان كروعة مساء مكبل بالأمنيات لكِ مني باقة ورد معطرة بأريج قلبك..

فايق ورايق ومدايق
29/10/2009, 15:37
قبل الحافة :
قبل أن تناموا هذه الليلة : أنظروا في المرآة .. أنظروا جيدا ..
سترون شخصا أمامكم تعرفونه بالتأكيد .. إسألوه :
كيف سمحت لهذه الحياة أن تسرقك ؟
أريد أن أخبرك .. أعرف رجلا مات لأنه استنشق وردة ..
وأعرف إمرأة ماتت لأنها أحبت .. وأعرف أخرى ماتت لأن الدنيا سرقت التي أحبته ..
وأعرف رجلا يموت كل صباح ..
لأنه ببساطة يستيقظ ويكتشف أن هناك من سرق نصفه وتركه في العراء .. !!

تحذير (1) :
انتبه أمامك طريق مستقيم !!
هكذا يبدو لك الحلم يا صديقي .. مليء بالأحاجي .. يربط عنقه بالكذب ..
ويتدلى من قاع البئر ولا يعود !!
أما لو أنه ترك مقعده لرجل هجره البحر وزرع بسمته على الضفاف ..
لكان الآن آخر وجع يرسم طيفه على كتفيك ويموت من النعاس !!
أذكر جيدا أنني آخر مرة قابلت فيها النعاس .. سألته : من الذي ترك الحائط ليلا دون غطاء ؟؟
وبالرغم من أنه ابتسم وهو يستمع لسؤالي إلا أنه
ذاب فجأة في عيني صبيّة كانت تلوك أملا ابتاعته من على قارعة الطريق !!
أذكر جيدا أن هناك من منع الباعة المتجولين من بيع الأمل لمن هم دون الثانية عشرة !!
كان أبي يخبرني دائما أنه عليك أن تكون رجلا لتبتاع الأمل !!
كبرت ولم أعرف ما الذي كان يعنيه أبي ..
وحينما التقيت بالسيد الموت ..
عرفت أنه يعرف جيدا كيف يتسلل إلى قلوب الكبار ويجعلها أقل حجما .. وأكثر وجعا !!

تحذير (2) :
المارة يسمعون صوتك .. خذ الشريط اللاصق معك !!
- استيقظت مرة وأنا أصرخ .. ونمت مرارا وأنا أصرخ .. وبين كل هذا الصراخ ..
أشعر أن البحر لا لون له !!
- هكذا إذن .. سرقت من البحر زرقته وخبأتها في قلوب المارة !!
- كنت أحاول أن أجد الطريق كي لا تتيه السماء حينما تزور الأرض !!
- ولكنك كنت أقل من الخوف وأكثر من الزمن .. كيف استطعت ؟؟
- تركت الصوت مواربا خلفي ، وأغلقت عينيّ ..
ثم خفية زرعت قبلة في الحقل ومنحته لون الزرقة ، تماما كما كان يتمنى !!

تحذير (3) :
الليل ارتدى قميصا جديدا وخرج للسهر .. أشعل وقت فراغك ودع القمر لينضج !!
ترك يده على الطاولة ومضى - أتى طفل صغير ،
خبأ اليد في جيبه وتسلق الجدار ثم ابتعله السقف - وحينما عاد ..
أدخل يده الأخرى في عينه .. فتش رأسه قليلا ثم أخرج يدا وثبتها في معصمه !!
- قلت له : أتى طفل في غيابك وسرق يدك !!
- قال : أعلم
- قلت : أتعرفه ؟
- قال : منذ زمن .. تعودت أن أترك يدي له على الطاولة ..
إنه لا يفعل بها شيئا سوى أن يعلقها كعلامات للتوقف أمام مدارس الأطفال .
قال كلامه هذا .. ثم غادر .. ولكنه ترك هذه المرة حنجرته .. وحينها خبأتها في جيبي ثم ابتلعني الكلام !!

تحذير (4) :
نسيت أن أخبرك .. هناك من يتذكرك كل مساء ويبتسم ثم يحزن !!
سألني ببرود : هل تتوقع أن أموت ثم ابتسم ؟
قلت : وما الذي يدفعك لهذا الكلام ؟
قال : ينبغي عليك أن تجيبني بالتحديد
قلت : أمضيت طوال حياتي وأنا أبحث عن إجابات محددة من كل الذين أعرفهم ،
ولكنني لا أملك أن أجيبك .. على أي حال الموت مسألة نسبية ..
يعني ليس الموت هو البداية وليس النهاية ..
الموت مجرد مرحلة قد نمر فيها ولكن نستمر في الحياة .. ثم أردفت : هل أجبتك ؟
قال : أنت جالس تتفلسف .. أو بعبارة أكثر صراحة أنت جالس تكذب
قلت : صدقني يدفعون لي في الحياة لأقول الحقيقة أو غير الحقيقة بطريقة مقبولة ولطيفة،
أنا أجيد الكذب بشكل ربما يدفعك لأن توظفني يوما ما .
نظر إليّ ببرود أشد من السابق ثم قال : أقفل الباب لو تكرمت إذا خرجت ..
في اليوم التالي رأيته .. ابتسمت له وقلت : ها أنتذا لم تمت .. ( كيفك) ؟
قال : مت أمس ، أنا أواصل حياتي اليوم .. الموت مرحلة .
قلت : أنت تقول كلاما ثمينا .. من أين لك هذا ؟
قال : لقد نسيت يوم أمس أن تغلق الباب وراءك .. لا تنس ذلك اليوم أيضا ..

تحذير (5) :
أمامك طريق يعبر الطريق .. لا تدهسه !!



على الحافة :
من لي غيرك يا رب
لا أحد سوى هذا القلم الغريب...

ياسمين_الشآم
29/10/2009, 16:26
على الحافة

يا إلهي واقفة سوف أموت
فالمرآة أكلت وجهي هذا الصباح
في زجاجها يظهر الحزن وبهلوساتك بكت العيون

لا لا إنه دخان الضباب يغزو أنفي

كون بخير

فايق ورايق ومدايق
30/10/2009, 01:21
أحياناً ياياسمينة نرى أمور في المرأة تجرنا على البكاء فقد نرى ألغاز ليس لها جواباً حتى وإن رأينا صورتنا في المرأة في هذه المرأة ربما نرى الحزن وربما نرى الفرح وأحياناً نرى عيب مسنا أشياء كثيرة ياصديقة ,,, لا أظنه دخان الضباب ولا أظن أن هلوساتي تبكي العيون.. فهالوساتي كالنار كلما أقترب منها أحد أبكاه دخانها...
صديقتي أكون بخير بمرورك في هذه الخربشات المتواضعة...
كوني كأنتِ...

فايق ورايق ومدايق
30/10/2009, 01:22
إن أكثر اللحظات صدقاً مع النفس هي التي تكون أثناء انتظار المصعد !
تفكر في شريط حياتك , وعندما تتذكر مقطع قبيح تضرب زر المصعد المفلطح بغضب
مسكين أنت تتمنى أن يخاف من غضبك ويأتي بسرعة ! ومسكين أنت لأنه لا يفعل
على العموم لا تفرح إن أتاك المصعد..
لأن أول ما ستراه فيه ستكون صورة قبيحة تحتل جزء في المرآة! _أتمنى أن لا تكون صورتك_
بعد سنين من الاعتكاف في معبد النفس المقدس قررت الرجوع للخطوط الأمامية ومعاودة الصراع , وكم كانت فرحتي كبيرة عندما رأيت طريقة حياة "العزبة" لم تتغير
كل ما يجمعهم رغبه واحده قويه "النوم تحت سقف".. نعم بعضهم ينام في العراء ويقنع نفسه أن السماء سقف, وإن لسعه البرد على قفاه أوهم نفسه أن السماء لحاف, وله أيضاً في خداع نفسه مآرب أخرى ! أعرفهم كما أعرف نفسي وأجهلهم كما أجهل نفسي ! هذا رابط يقف عنده المرء حائراً لا يدي أيفرح بغبائه أم يرفع من شأن عقله ويفكر بشيء آخر!
هذا يحييني برقصة حاجب ويكمل متابعة رمي الورق وذاك يكف عن الشجار بالجوال ويبتسم لي بخجل نعم لا ألومه فهو يثرثر من جوالي!
وثالث يصرخ وهو يبحث عن شيء في وجهه ! "أهلاً..أين أنت يا رجل؟"
لا أحد منهم يريد جواب...أهز رأسي و أتابع المسير للغرفة الأخرى ,
من هذه الغرفة خرجت ألف ليله وليله ولكن أبريقها لا يخرج إلا جني يأمر بالنهوض للعمل
_إن وجد!_ و شهرزادها مطعم تومض يافطته لتتحدى الأعين الناعسة !
هذا شخير يوسف وهذه كرش منصور وتلك كتب محمد تسقط على رأسي من جديد !
أعجز أن أنام.. وكأني أسمع ثرثرة القمل في رؤوسهم ! هذا رأس شيوعي وذاك رأس مالي !
هه!هذه قملة تهاجر إلى الرأس المقابل..أسمع هتاف الجمهور..القمل"الأحمر" يهدد بسحب سفيره
تلك قملة مفكره تنفى إلى رأسي ..ما أشد البرد في رأسي !
اضحك من سخافة الحاجة وبلادة الاختراع..وأنام...
وكأني أرى شخصاً يشبه فاكهة "الكيوي" هذا حلم بشع ! لم أرى من قبل وحش يضع نظارات !
يا إلهي لقد صحوت هذا يوسف يلبس ثيابه ! وهذا عمر مازال يثرثر من جوالي..!
لا يهم سأصحو من جديد...لابد أني سأفعل!
أمنية أخيرة..
أتمنى أن يكون عندي مصعد لأقف كل يوم مع نفسي..

abosleman
31/10/2009, 00:03
أمنية أخيرة..
أتمنى أن يكون عندي مصعد لأقف كل يوم مع نفسي..

اتمنى .. ان اجد نفسي لاقف معها ..

فايق ورايق ومدايق
04/11/2009, 22:37
أتمنى أن تجدها ياصديقي أبحث جيداً فقد تراها قريبة منك..
لك مودتي..

فايق ورايق ومدايق
08/11/2009, 23:00
هذاالهلوسة.. من أحداقِ الخصمِ الآتي وخصومٍ قد لايأتون...
هذي الرقعة دربي وحدي....الأسوَدُُ لي والأبيضُ ..أشقر وجنوبُ الملعب لي... والثلجُ شمالي اللون...الحائلُ منك
الموتُ القادمُ من قلعة موت.. والفرسُ النافر من ..نهدين والثكلُ بأعطافَ... البيدق...راياتٌ...سود
يامَلِكي القابعُ خلف الصفِّ...تقدّم.. فجيوبُ وزيرِك ... قد حُشيَت...ذهبا.. والثوبُ الأخضرُ..قد خاطتهُ الجاريةُ البيضاء
وثيابُ الجنديّ العاري... لاتحكي إلا عن...فقراء وثيابك ..تتضمّخ..عطرا...يامَلكي وروائح عود أعط الدينار السيف..الخشبي.. وصح يادينارُ .... النصر ,,, النصر... تقدّم ..لاتتقهقر قد حاصرنا الجندُي الأبيض...من غَسَقٍ..حتى..العصر قد حاصرنا الجندُ,,,الموتُ,,,الذِلََةُ.. أمس ,, وجوارٍ حول العرش الآفل ..يضحكنباجسادٍ,,كلماتٍ,, من هَمس يارعشة عينٍ ياأوتار الشوق المصلوب الى نحرٍ من حسناء ..
وَقَدْ لايغني في يومك هذا كلُ الرِفْد سيفٌ أبيضُ.. يامولاي...يشقُ الرقعةَ من جانب حصنٍ أيمن...
آخر صوتٍ.. في وجه..التصفيق الأبله يلعَنُها عفوا "يعلُنُها" في اسماع الأسوَدِ لونا الأسودِ فعلا :
قد أنهينا اللعبةََ..


بيني وبينكِ رقعة ..ورِهان...
النصر لكِ..
"إن الملوك إذا دخلوا قرية ........!!"
هذا ماهلوس قلمي في رقعة الشطرنج

فايق ورايق ومدايق
11/11/2009, 21:10
قبل الهلوسة
ذاهب إلى هناك ..
..




هذا ما أفعله - أحيانا - أكتب أسماء أصدقائي الأربعة
على ورقة أمامي وأتحدث إليهم ..
أحدثهم عن حياة أعبرها حينا وتعبرني أحيانا أخرى ,,
أحدثهم عن الوجد والجنون ، وتخيل ما لايعقل ..
أحدثهم عن الآخر وآخر غير الآخر ..
أصارحهم بما فعلته في يومي كله ,,
وإن كان الوقت صباحا .. أخبرتهم بما أرتكبته في أحلامي من آثام ..
أصدقائي يعرفونني جيدا ..
يثـقون فيّ وأنا أقابلهم بالمثل .. فما بيننا جدير بهذه العلاقة القوية ..

الأول من اصدقائي
( المرآة)
هي صديقتي المقربة جدا (My close friend )
وأعتبرها أفضل أصدقائي على الاطلاق .. لم تكذب عليّ يوما ،
ولم تحاول ذلك أبدا .. اعترافاتي أمامها لا تنتهي ..
تواطأنا أنا وهي على أن نتحدث بكل الحب ، وبكل صراحة وجرأة ..
مرآتي لم يسبق لها أن توانت يوما في الحديث إليّ عن أخطائي ،
وكلما هممت بتصرف ما ، استـشرتها ،
هي الأقرب إلي في كل حين ،
وهي الوحيدة التي حدثـتها عن كل نجاحاتي ، وشاركتـني كل خيباتي ..
مرآتي تظن أنني الأقدر على فهم نفسي ،
أو لنقل
أنها مررت لي هذا الفهم ، فاعتـقدته في داخلي ، ولم أتـنازل عنه .
كثيرا ما قلت لها ( شكرا لوجودك في حياتي ) ..

أما الثاني من أصدقائي فهو
( الخوف ) ..
كم أحب هذا المدعو ( الخوف) ..
لقد علمني هذا الصديق كيف أحافظ على الذين أحبهم بكل ما أملك ..
كيف أغفر لهم ..
كيف أعبر عن حبي لهم كل وقت ..
لقد علمني أنه ربما يأتي وقت لا يمكننا فيه التعبـير عن ذلك !!
هذا الصديق .. لم يـتآمر عليّ يوما ، ولم يغب عني يوما ..
من شدة قربه مني أظنه أصبح يدا ثالثة ..
أربت بها على قلبي كل حين ليكون في يقظة لا تـنـتهي .
كثيرا ما أقول له ( شكرا لوجودك في حياتي ).

ثالث أصدقائي
( كمبيوتري المحمول )
فهو رفيقي اليومي .. نـتـشارك أنا وإياه السيارة والسرير ،
والمكتب ،والأرض ، والشاطئ ، ومقاعد الأرصفة ..الحل والترحال ،
ياله من صديق .. كم يحمل من أسراري .. !!
لم أبصر أصدق منه في التعامل ، خفيف على قلبي ويدي ،
لم أحتج إليه ، في ليل أو نهار وتخلى عني ..
لطالما عانى من تعجلي ، ولطالما تحمل قسوتي ،
إلا أنني أحسبه في عداد الصابرين ،
ولا أحسبني إلا في عداد الشاكرين فـ ( شكرا لوجوده في حياتي ) .

أما صديقي الرابع فهو
( التأمل ) ..
فلكم ساعدني هذا الصديق
على تجاوز الكثير من المصاعب ، ولطالما كان وفيا فلم يفكر في أن يخذلني ..
ولم أسأله يوما فردني خائبا .. ولم استـنصحه يوما فغـشني ..
ولطالما لازمته فلم يمل مني ,, في السيارة ، وفي البيت ، وأمام البحر ،
لكم ساعدني وانا أقف بصمت أمام برعم نما للتو ، ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
أو كلمة جميلة استعيدها من ذاكرتي قالها لي أحدهم ..
هو صبور معي في كل الأماكن .. وفي كل الأوقات ..
في الأفراح والأحزان ..
ناقـشت معه الأفعال والسلوك والتصرفات .. أخطائي وآثامي ..
كان - ولازال - قريبا مني في كل حين بهدوئه وحميميته ..
وحقا لا أملك إلا أن أقول له .. ( شكرا لوجودك في حياتي .. )

هناك الكثير من الأصدقاء في حياتـنا أقرب من البشر .. هم بحاجة لنقدر وجودهم !!
ياترى كم لدينا في حياتـنا أشياء عزيزة وغالية ، ولم نفكر يوما في شكرها .. ؟؟
لن أتردد يوما في تـقدير كل شيء جميل ..
وقول ( شكرا لوجودك في حياتي ) .






على الحافة
لا تسألوني أين .. ؟؟

فايق ورايق ومدايق
28/11/2009, 20:44
قبل الهلوسة :
حديث العابرين ..
كسرة خبز يابسة ..
يلهو بها طفل لم يجرب الجوع بعد !!

حين همّت شمس ذلك اليوم بالرحيل لا أعلم مالذي دفعني لتأمل وجهها الشاحب على غير عاتي !!
لا استمتع كثيراً بمنظر الغروب ، فلدي من الاحباط ما يكفي ..
أعاني من خمول وكسل وعدم رغبة في القيام بأي شيء ، أحن إلى نفسي كثيراً في ساعات الغروب .. شعور ليس له ما يبرره سوى " أني لا أحب الآفلين " !!
حين تأملت وجه الشمس ـ الذي بدا عليه الإرهاق الذي يسببه النظر إلى الأشياء التي لا نحب ـ أشفقت عليها ..
مسكينه هي الشمس .. كانت مجبرة على مشاهدة كل تفاصل ذلك اليوم الممل !
رأيت الإرهاق وربما رايت ابتسامة ساخرة !!
ربما لم تكن هذه الصفرة والشحوب سوى ابتسامة ساخرة مني ومما ينتظرني على رصيف ذلك المساء القادم بعد غيابها ..!

كأعمى ..
تقودني ساعات ذلك المساء نحو الهاوية ..
أحس برغبة جامحة في افتعال شجار مع أحدهم ..
لم يكن هنالك سواه .. هو من سيحقق رغبتي في تمرير سخطي من شيء قادم لا أعرفه !!
حاولت الاتصال به دون جدوى ..
رايت في عدم إجابته سببا مقنعاً لشجار مقبل سأفتعله !!
لم يمهلني طويلاً واتصل هو .. ودون مقدمات أعتدت عليها فاجأني :
- ممكن طلب ؟
وكمن وجد مدخلاً لتحقيق أمنية أجبته :
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته !
حين سألني بدا واضحاً أنه لن ينتظر موافقتي .. نحن في الغالب نمرر رغباتنا عبر الأسئلة التي لا ننتظر إجابتها !!
حين نريد أن نبين شرعية ما نطلبه من الآخر فإننا نمرر له هذا الطلب على شكل سؤال أحمق !!

لم أجب .. ولم ينتظر هو إجابتي حين قال :
- أرجو ألا تتصل بي هذا المساء !!
كنت ساقول وماذا عن مساء سيأتي بعده ؟
ولكنني أختبأت خلف صمتي ..
فقدت رغبتي في الشجار !!
وكحصان جامح قفز فوق حاجز الصمت الذي أختبيء خلفه ليقول :
-" أنا أبحث عن قليل من الخلوة ..
أريد أن أتوقف في حضرة الصمت ..
لا أريد شيئا أكثر من ذلك .. "

كان يجب أن أنسحب من هذا الحوار الذي يشبه " وجه المسا الشاحب " !!
لم أكن أعني له أكثر من الصمت !!
هل تغيرت أنا ؟ أم أنه بدأ يعتقد أن لدي ما هو أكثر من الصمت فأراد أن يبحث عن "مكان" أكثر وحشة وصمتاً مني ؟!!
دفعت بهذا التساؤل في وجهه ..

وكعادتنا حين " نكذب ".. أندفع يبرر طلبة ..
سبب رغبته في أن يلوذ بالصمت ..
سبب رغبته في أن " يخنق " هذا المساء حتى تخرج آخر قطرة ظلام في جوفه !!
كانت كلماته تأتي من كل اتجاه ..
تذكرت ابتسامة الشمس الساخرة وهو يقول :
- "أريد أن أكف عن امتطاء سلاحف بحرية بنية غزو الروم ..
سألون الكون هذه المرة بفرشاة أسناني ،
وأجعل من عود ثقاب ، تذكارا بعد أن أحرق به عالمي ،
أريد أن أعلق ( عظمة ساق كلب ) مكان إشارة مرور
.. سأعاقب أطفالا يلعبون دون أحذية ..
بأن أزدرد أعمارهم وأحياها ..
سأختفي عن أهاليهم مائة سنة ضوئية ،
واعتذر لأهلي عن غيابي ،
بذهابي لشراء وعاء للدمع ، والذنوب المكسوة بالفستق .. "

لم أكن أريد أن يسكت ..
أردت أن يكمل حديثه وهو يعبث بكل شيء ..
ليحول كل هذا المساء إلى لوحة سريالية ..
شعرت برغبة في إستمرارة ..
أردت أن يثقل كاهل هذا المساء بكل التناقضات ..
أردت أن يموت هذا المساء علي يديه " حيرةً " !!

وكعادته في قفز حواجز الصمت أكمل على نفس الوتيرة :
-"سأفاوض فيلا الآن لامتطائه وعبور ثقب إبرة ،
سندفع ثمن تذكرة العبور ،
وسأسرق ما دفعته بعد أن نعبر ..
أو على الأقل سأخرب مزرعة خياط يقص ثيابا لموتى آثمون مثلي .. "

بدا لي أني أنا من سيموت حيرة !!
وأن المساء سينجو بفعلته .. وسأدفع أنا ـ كالعادة ـ ثمن حماقات لم أرتكبها !!

لم يتضح لي ماذا يختبيء خلف هذا الهجوم " السيريالي " ..
أو لم يكن على لدي القدرة على الاستنتاج ..
سألت بسذاجة لا تتفق مع سيرياليته المفرطه :
- والسبب ؟
- السبب أننا نأتي دائماً متأخرين ..
- عن ماذا ؟
- عن كل شيء .. نأتي متأخرين عن الحب " بعض " عمر .. ثم سكت كمن تذكر فجأة أن هذه الكلمة قد ألغيت من القاموس ذات حقيقة !!
- هل هذا كل ما تأخرت عنه ؟
- يا صديقي .. أنا متأخر عن الحياة مسافة عمر كامل !!
- ولماذا هذا المساء بالذات ؟
- ليس وحده .. لكني لم أعد أحتمل .. لم أعد أحتمل السجن داخل قفص " مثاليات " صنعته بيدي ..
- هل أنت واثق أنك من صنعه ؟!
- وهل يهم ؟ .. كل الأشياء تتشابه ..
واندفع هذه المرة باسئلة ربما كانت أكبر من أن يحتملها ..
مالذي يجبرني أن أكون صادقاً ؟ ، وكل من حولي يمارسون الكذب ؟!
لم اقف كثيرا عند عبارة " من حولي " !!
رغبت فقط في استمرارة ..
وأكمل :
مالذي يجبرني أن أكون متواضعاً حتى مع عامل النظافة الذي بجوار منزلي .. مالذي يدفعني لأن أسلم عليه كل يوم وأحاول إشعاره أنه أكثر أهمية مني ..
هل أفعل كل هذا ليمتهنني الآخرون .. ويحتقروني ويعاملوني كـ" حشرة " ؟؟!
لماذا اتسامح ؟
هل أفعل هذا لكي أكون ممراً لكل حماقات اللآخرين .. أم لكي أكون حاوية للألم !!
لماذا أحب ؟
هل أفعل هذا لكي أكون مشرداً على رصيف الحرمان لا أجد مكاناً في قلب كي أسكنه ؟!!
لماذا أكون مخلصاً لآخر حتى أكثر من نفسه ؟؟
هل أفعل هذا لأكون مجرد لوح يكتب عليه تفاهاته واتهاماته وحماقاته ؟
سأجمع كل تلك الأوهام .. واحشوها في فم هذا المساء البغيض !!

لم يكن لدي أيه إجابة على كل تلك التساؤلات ..
في الحقيقة لم يكن لدي من الصمت ما يكفي لأجيب !!

لم يكن هناك مخرج سوى العودة لأسئلتي الغبية ...
وبسذاجه سألته :
- وما المطلوب مني ؟
- فقط .. ساعدني كي أجتاز هذا المساء بسلام !!

قد يكون من المناسب أن أتقمص دور " الواعظ الديني " أمام إنسان لا يعرفني ..!!
لكن قيامي بهذا الدور أمامه هو بالذات سيكون جريمة لا تقل في نظره عن كل جرائم هذا المساء وكل المساءات التي تشبهه !!
هو يعرفني .. ويعرف أني تلك الكتلة من الخطايا والذنوب ..
قدره أن يعرفني .. وقدري أني كذلك !!
كان أسواء ما في معرفتي به أني اسير أمامه عارياً من كل تلك المساحيق والقشور التي نرتديها أمام الآخرين ليعتقدوا أننا أفضل !!

قلت له كمن يريد أن يخرج من مأزق :
- أمر الله من سعه !!
أردد هذه العبارة كثيراً .. لا أعلم ماذا تعني بالتحديد ولكني أحس أني أحتاج لقولها حين أريد لحديث ما أن ينتهي !!
هي "النقطة" التي أستخدمها لإنهاء كل الحوارات التي أجبن عن الاستمرار فيها !!

ولكنها لم تكن بالنسبة له نقطه نهاية ..
ربما كانت النقطة انطلاق لما لم أتوقعه .. وما جبنت عن قوله له !!
قال في هدوء مخيف :
- "هل لي أن أرفع رأسي قليلا يا الله ..
أريد أن أتحدث معك قليلا فقط ..
أعلم أنك تسمعني يا الله ..
سأناديك بنداء أمي " يا ربي يا حـبـيـبي "
.. هذه المرة سأقوله أنا ..
يا ربي ياحبـيـبي .. ساعدني لأتجاوز هذا المساء ..
ساعدني لأبرم صفـقة النسيان هذه المرة ..
أرجوك يا الله .. أرجوك "

ثم سكت ..
لم تجد نفعاً كل محاولاتي في العثور عليه ..
هل أبرم صفقة النسيان فعلا؟!

شعرت أن المساء ينتحر ..
يموت غيضاً ..
يتململ .. لم يعد يريد أن يستمر !!
هل أنتصر أخيراً على هذا المساء ؟!!
أيقنت أنه فعل ذلك حين رايت المساء يتوارى خجلاً خلف خيوط الشمس !!
كانت الشمس مختلفة ..
لم يكن يعلو وجهها شحوب .. ولا ابتسامة سخرية
كانت مندهشة فقط ..
لم تكن تتوقع أن أحداً يستطيع أن يهزم المساء .. ويبرم صفقة نسيان مع نفسه !!
كانت واثقة أنها لن تغيب .. ولن يكون هناك مساء !!
ربما كانت ثقتها بسبب أنها ايضاً أبرمت صفقة نسيان خاصة بها !!!

بعد الهلوسة :
لم يكن سوى الصمت ..
يملاء المكان ضجيجاً ..
وحزناً جافاً ..


ملاحظة تافهة ـ كيوم سابق ـ وغير مهمة ... كيوم سيأتي !! :
"الكاتب" أيها الأشياء الفاضلة ليس سوى "كاذب" استبدل حرف الـ(ذ) بحرف (ت) مسروق من " تيه " أحدهم !!

وأقبح ما في الأمر أن يضطر أحدهم لكتابة ملاحظة كهذه !!