فايق ورايق ومدايق
24/09/2009, 15:03
بغيبتك نزل الشتي
قومي اطلعي عالبال
من النافذة المطلة على البحر,,,, عيناه تخترق الزجاج ,,, و الأغنية تخترق قلبه
مطر خفيف يغسل الطريق الفاصل بين بيته و رمل الشاطئ, ذلك الرمل الذي لا يتعب من ملاعبة موج البحر,,,تارة يدنيه,,, و تارة يقصيه,,, و برق بعيد يبشر بعاصفة رعديه,,, كم أحب الشتاء.
منذ أن كان طفلا ,,, كان يحلم بالابحار,, ربان سفينة,,يجوب العالم,,, يقتحم موانئ الكرة الأرضيه كلها,,, خمر و نساء,,,و لكن علامات البكالوريا,,, و علامات الفقر,,, و علامات قيام الساعة جعلت منه ميكانيكيا بلا شهادة,,,خبرة,, كذب,, تجريب,,, المهم انه كان يعمل والعمل عبادة, هذا آخر ما سمعه من أحد مشايخ الراديو ,, العمل عباده,,,ليس بعيدا عن مقولة (يا عمال العالم اتحدو),,, يبتسم بسخريه ,, أي ماركسي انا؟؟؟ العمل عباده,,, لم تكفه الابتسامة .. فانفجر ظاحكا مع هدير أول صاعقة سقطت بعيدا في البحر.
أمس ,,,,اخترقته عيناها, خضراء واسعه,, حدق فيها بذهول, غابات سنديان و مواسم ليمون, أطرق في الأرض خجلا, استدارت ليلحق بها نحو غرفة معدات التدفئة,, قالت له انه لا يعمل منذ الأمس, ابتسم بثقة, المهم أن تخرج قبل أن تلاحظ احمرار وجهه,, أيقظته رائحة المازوت, و قرقعة أدواته, انهمك في العبادة,, و في الاتحاد مع باقي عمال العالم,, أصلحه
في الباب, كانت له نظرة ثانية لعينيها, و احمرار آخر لوجنتيه.
هدير الرعد جميل,,,يوقظ في روحه أيام طفولة شقية, وخز المطر الشديد, برد على الطرقات,,,صقيع في المدرسه,, ملابس مبلله,, و و
في تلك الأيام كان يتناسى آلام البرد و ظلم الفقر بالحلم,,, قبطان سفينه,, كان طفلا,, كان الحلم سفر و موانئ,, هروب من مرارة عيش بائسة,, لم تكن الخمرة و النساء قد خلقت بعد في مخيلته,, كان طفلا, هل يعقل أن يحن المرء الى أيام عذاباته؟؟؟
ذات العينين الخضراوين, تذكرها منذ النظرة الأولى,,,كانت تسكن في الحي القريب...,,يراها يوميا في طريق ذهابه الى المدرسة, تتمايل بمظلتها, تحضن كتبها,, و فروة رائعه تلف رقبتها تخفي ضياء حلم برؤيته كثيرا,, أما هو ,,,,,فقد كان يزهو تحت المطر بلا حماية, يحضن فقره,, ينظر اليها بشغف,, عشر ثوان فقط يوميا, أطول عشر ثوان في حياته, يلتهم فيها ما استطاع من السحر, و يشكر الله أنها لم تنتبه لرقعة بنطاله, كانت العشق الأول.
الموج يقفز محاولا الوصول الى النافذة,, أصبح المطر في الخارج همجيا, طرقاته على سقف بيته غطت على نواح مارسيل, بيته؟؟ هذه الزريبه,, ؟؟؟؟ بيت؟؟؟ غرفة على أطراف المدينه مرمية على شاطئ هرم, كانت كل ما يملك,,, كل ما استطاع أن يحققه في اتحاده مع عمال العالم, زريبه في منطقة مخالفات, مهددة بالهدم كل يوم, نظر الى الأعلى,, كم تمنى لو يسقط السقف على راسه.
ترك دراسته,, و حاول جاهدا النجاح في العمل,, و الاتحاد,,, و العبادة,, و كل مصطلحات الخيال البشري و اللا بشري,,, كان يعمل ليل نهار,, اليوم لا يريد العمل,, كان مستمتعا بذكرياته اللعينة,, لقد أصبحت أجمل بكثير,,,أتراها تذكرته؟؟ سأل نفسه,,لا,,, لا,,, لم تتذكره.
كيف لها ان تتذكره؟ هي لم تنظر اليه يوما,, لم تكن تراه,,, عاما دراسيا كاملا قضاه في مواعدتها بينه و بين نفسه, كان يراها,, و لكنها لم تكن تراه, أي غباء هذا,, التفت الى المسجلة,, استبدل الكاسيت,هربا من الفكرة.
تحت العريشه سوا قعدنا,,, تغني فيروز و هو غارق في أمطار ذكرياته,, في الخارج اشتدت الرياح و المطر يطرق النافذة بعنف,,,اقترب بوجهه من الزجاج,,, كأنه يتحدى المطر,,, وجها لوجه مع الطبيعه,, اقترب من الزجاج أكثر,,, و قبل الزجاج,, قبلة بلهاء, لا معنى لها,, اكتشف ذلك من طعم الغبار الذي التصق بشفتيه, كيف يكون طعم شفاه النساء؟؟
قبطان سفينة ,,, يجوب العالم,, تلاحقه عاهرات الموانئ,,, في كل بار له أنثى..تشرب معه حتى الفجر,,. خضراء العينين,, هي بانتظاره دائما,, و جميله دائما,, وعطرة الى الأبد,, تسكب الدمع لفراقه,, و تسكبها في لقائه,, يبتسم لها,,,يعطيها هديتها,, و يعدها بالعودة بسرعة,,,,,, تضرب صاعقة قوية الشاطئ أمامه,, يتراجع الى الخلف,, و تتبخر ذكريات أحلامه.
اليوم لن يذهب الى العمل.... اليوم سيمارس لعبة الاستمتاع بذكرياته... مهما قاطعه صوت الرعد,,و أيا كان الثمن,,, لن يعمل اليوم,,, فالتسقط كل نظريات الكون,,,,
لقد اشتعل قلبي,,, ولن أعمل اليوم
و غدا,,, ؟؟؟؟
يوم ماطر آخر,,, وعمل و عبادة,,, و اتحاد لعين,,,, الى أن يسقط سقف زريبته فوق رأسه.
فيروز تغني... بحبك ما بعرف حب,,,, لا تشدني بايدي,,,
أغمض عينيه,,, و سقطت دمعه.
هذا قليل من السخر...بقلمي المهلوس..
فايق
قومي اطلعي عالبال
من النافذة المطلة على البحر,,,, عيناه تخترق الزجاج ,,, و الأغنية تخترق قلبه
مطر خفيف يغسل الطريق الفاصل بين بيته و رمل الشاطئ, ذلك الرمل الذي لا يتعب من ملاعبة موج البحر,,,تارة يدنيه,,, و تارة يقصيه,,, و برق بعيد يبشر بعاصفة رعديه,,, كم أحب الشتاء.
منذ أن كان طفلا ,,, كان يحلم بالابحار,, ربان سفينة,,يجوب العالم,,, يقتحم موانئ الكرة الأرضيه كلها,,, خمر و نساء,,,و لكن علامات البكالوريا,,, و علامات الفقر,,, و علامات قيام الساعة جعلت منه ميكانيكيا بلا شهادة,,,خبرة,, كذب,, تجريب,,, المهم انه كان يعمل والعمل عبادة, هذا آخر ما سمعه من أحد مشايخ الراديو ,, العمل عباده,,,ليس بعيدا عن مقولة (يا عمال العالم اتحدو),,, يبتسم بسخريه ,, أي ماركسي انا؟؟؟ العمل عباده,,, لم تكفه الابتسامة .. فانفجر ظاحكا مع هدير أول صاعقة سقطت بعيدا في البحر.
أمس ,,,,اخترقته عيناها, خضراء واسعه,, حدق فيها بذهول, غابات سنديان و مواسم ليمون, أطرق في الأرض خجلا, استدارت ليلحق بها نحو غرفة معدات التدفئة,, قالت له انه لا يعمل منذ الأمس, ابتسم بثقة, المهم أن تخرج قبل أن تلاحظ احمرار وجهه,, أيقظته رائحة المازوت, و قرقعة أدواته, انهمك في العبادة,, و في الاتحاد مع باقي عمال العالم,, أصلحه
في الباب, كانت له نظرة ثانية لعينيها, و احمرار آخر لوجنتيه.
هدير الرعد جميل,,,يوقظ في روحه أيام طفولة شقية, وخز المطر الشديد, برد على الطرقات,,,صقيع في المدرسه,, ملابس مبلله,, و و
في تلك الأيام كان يتناسى آلام البرد و ظلم الفقر بالحلم,,, قبطان سفينه,, كان طفلا,, كان الحلم سفر و موانئ,, هروب من مرارة عيش بائسة,, لم تكن الخمرة و النساء قد خلقت بعد في مخيلته,, كان طفلا, هل يعقل أن يحن المرء الى أيام عذاباته؟؟؟
ذات العينين الخضراوين, تذكرها منذ النظرة الأولى,,,كانت تسكن في الحي القريب...,,يراها يوميا في طريق ذهابه الى المدرسة, تتمايل بمظلتها, تحضن كتبها,, و فروة رائعه تلف رقبتها تخفي ضياء حلم برؤيته كثيرا,, أما هو ,,,,,فقد كان يزهو تحت المطر بلا حماية, يحضن فقره,, ينظر اليها بشغف,, عشر ثوان فقط يوميا, أطول عشر ثوان في حياته, يلتهم فيها ما استطاع من السحر, و يشكر الله أنها لم تنتبه لرقعة بنطاله, كانت العشق الأول.
الموج يقفز محاولا الوصول الى النافذة,, أصبح المطر في الخارج همجيا, طرقاته على سقف بيته غطت على نواح مارسيل, بيته؟؟ هذه الزريبه,, ؟؟؟؟ بيت؟؟؟ غرفة على أطراف المدينه مرمية على شاطئ هرم, كانت كل ما يملك,,, كل ما استطاع أن يحققه في اتحاده مع عمال العالم, زريبه في منطقة مخالفات, مهددة بالهدم كل يوم, نظر الى الأعلى,, كم تمنى لو يسقط السقف على راسه.
ترك دراسته,, و حاول جاهدا النجاح في العمل,, و الاتحاد,,, و العبادة,, و كل مصطلحات الخيال البشري و اللا بشري,,, كان يعمل ليل نهار,, اليوم لا يريد العمل,, كان مستمتعا بذكرياته اللعينة,, لقد أصبحت أجمل بكثير,,,أتراها تذكرته؟؟ سأل نفسه,,لا,,, لا,,, لم تتذكره.
كيف لها ان تتذكره؟ هي لم تنظر اليه يوما,, لم تكن تراه,,, عاما دراسيا كاملا قضاه في مواعدتها بينه و بين نفسه, كان يراها,, و لكنها لم تكن تراه, أي غباء هذا,, التفت الى المسجلة,, استبدل الكاسيت,هربا من الفكرة.
تحت العريشه سوا قعدنا,,, تغني فيروز و هو غارق في أمطار ذكرياته,, في الخارج اشتدت الرياح و المطر يطرق النافذة بعنف,,,اقترب بوجهه من الزجاج,,, كأنه يتحدى المطر,,, وجها لوجه مع الطبيعه,, اقترب من الزجاج أكثر,,, و قبل الزجاج,, قبلة بلهاء, لا معنى لها,, اكتشف ذلك من طعم الغبار الذي التصق بشفتيه, كيف يكون طعم شفاه النساء؟؟
قبطان سفينة ,,, يجوب العالم,, تلاحقه عاهرات الموانئ,,, في كل بار له أنثى..تشرب معه حتى الفجر,,. خضراء العينين,, هي بانتظاره دائما,, و جميله دائما,, وعطرة الى الأبد,, تسكب الدمع لفراقه,, و تسكبها في لقائه,, يبتسم لها,,,يعطيها هديتها,, و يعدها بالعودة بسرعة,,,,,, تضرب صاعقة قوية الشاطئ أمامه,, يتراجع الى الخلف,, و تتبخر ذكريات أحلامه.
اليوم لن يذهب الى العمل.... اليوم سيمارس لعبة الاستمتاع بذكرياته... مهما قاطعه صوت الرعد,,و أيا كان الثمن,,, لن يعمل اليوم,,, فالتسقط كل نظريات الكون,,,,
لقد اشتعل قلبي,,, ولن أعمل اليوم
و غدا,,, ؟؟؟؟
يوم ماطر آخر,,, وعمل و عبادة,,, و اتحاد لعين,,,, الى أن يسقط سقف زريبته فوق رأسه.
فيروز تغني... بحبك ما بعرف حب,,,, لا تشدني بايدي,,,
أغمض عينيه,,, و سقطت دمعه.
هذا قليل من السخر...بقلمي المهلوس..
فايق