العيثوب
14/09/2009, 09:33
قبل الغوص في تفاصيل “التفاحة المحرمة” بين اسرائيل وأكراد العراق , لا بد من العودة الى كتاب " خنجر اسرائيل " للكاتب اليهودي الفريد لليلنتال الذي يتحدث عن خطة صهوينية جهنمية أتت أكلها بالتاكيد وهي نسج علاقات بين الدول الاسلامية غير العربية المحيطة بالدول العربية وهي أثيوبيا وايران وتركيا والأكراد، وقد أفلتت ايران من الفخ بعد خلع الشاه المقبور وتولي الثورة الاسلامية الأمور في ايران ، منذ نحو 30 عاما .
ولا بد من التذكير أن شاه ايران المقبور وجهاز مخابراته لعبا دورا ظاهرا في التقريب بين قيادات الأكراد في العراق - ويتزعمهم الملا مصطفى البارزاني الذي خاض حروبا عدة مع الدولة المركزية في العراق - وبين اسرائيل التي قامت بموجب ذلك العقد المحرم بتدريب ودعم وتمويل البارزاني وقواته الانفصالية للنيل من العراق
تعود العلاقة المحرمة بين الصهاينة وأكراد العراق الى بداية ثلاثينيات القرن المنصرم ، عندما كانت الحركة الصهيونية تدعم التمرد الكردي ضد الحكم الملكي في العراق لاستنزاف الجيش العراقي حتى لا يجد نفسه قويا بما فيه الكفاية للدفاع عن فلسطين مستقبلا
وحتى قبل تأسيس اسرائيل كان للوكالة اليهودية مندوب في بغداد تحت غطاء العمل الاعلامي ويدعى روفين شيلوا الذي غاص في جبال كردستان ونسج علا قات مع عدد من الأكراد العراقيين عام 1931
وقام خبراء عسكريون اسرائيليون بتدريب المتمردين الأكراد الذين يتزعمهم العميل مصطفى البارزاني ونائبه اليهودي أفرايم من أجل الحد من التهديد العسكري العراقي لاسرائيل والمساعدة في تهريب يهود العراق الى فلسطين المحتلة ، وتطور الأمر الى الدعم بالمال والسلاح والأدوية واقامة مستشفى ميداني . ومع كل الدعم الاسرائيلي للاكراد الا أن الجيش العراقي ألحق بهم خسائر فادحة ، وشارك في الدفاع عن الدول العربية وفلسطين ولكن لعب العميل مصطفى البارزاني بقذارة ضد العراق حيث قامت قواته بمشاركة ضباط اسرائيليين بسحق لواء كامل من الجيش العراقي تعداده 3000 جنديا عام 1966 ، ووصفت هذه العملية بانها نقطة التحول في العلاقات الكردية – الاسرائيلية وقد ساعد الأكراد العميل الطيار منير روفا الذي هرب بطائرته روسية الصنع الميغ 21 الى اسرائيل عام 1966 ، كما أن البارزاني رفض التوقيع على وقف اطلاق النار مع الجيش العراقي عام 1967 حتى لا يتوجه هذا الجيش الى جبهات القتال مع اسرائيل ، ناهيك عن قيام البارزاني بذبح كبش سمين تعبيرا عن فرحته بانتصار اسرائيل على الدول العربية، ظنا منه أن هناك حربا جدية جرت على الجهات العربية ، كما أنه زار اسرائيل مهنئا في ذلك العام ، وقدم خنجرا كرديا هدية للأعور موشيه دايان ، وطالب بمدافع مورتر استخدمها في هجومه على معامل تكرير النفط في كركوك في آذار 1969 ، ذلك الهجوم الذي خطط له الاسرائيليون ، كما أن اسرائيل ساعدت الأكراد في انتفاضتهم عام 1974انتقاما من العراق لمشاركته الفاعلة في حرب رمضان المجيدة عام 1973
وبحسب عميل الموساد السابق اليعازر تسافريز ، فان فصائل استطلاع اسرائيلية تجسسية دخلت شمال العراق لبناء جهاز استخابرات كردي ، وبدأ خبراء الموساد بتشكيل جهاز ال " باراستان " الذي يعني الوقاية من الاختراق الأمني العراقي للأكرد وذلك في فترة سبعينيات القرن المنصرم
ويعترف هذا العميل أنه نشط في مناطق شمال غرب العراق في بلدة ديانا ومنطقة حاج عمران المحاذية لايران ، وأن البارزاني فقط كان على علم بمهمته وأنه وبعض المقربين منه كانوا يعلمون أنه جاسوس اسرائيلي علما أنه لم يكن يحمل أي وثيقة تشير الي أنه يهودي او اسرائيلي ، بل كان يحمل جواز سفر أوروبي لم يفصح عن البلد الذي اصدره
ولعل من المفيد التذكير بان شاه ايران المقبور أسهم بتوطيد العلاقة بين اسرائيل وأكراد العراق وأن الأسلحة التي كانت تزودها للبارزاني كانت سوفيتية الصنع غنمتها اسرائيل من الدول العربية في حروبها الممسرحة معها
الملاحظ أن الشريان الايراني الذي كان يوصل المساعدات الاسرائيلية لأكراد العراق توقف بعد مجىء الثورة الاسلامية في ايران وقطعها العلاقات مع اسرائيل واغلاق سفارتها وتسليمها بعد ذلك للفلسطينيين .
ولعل السؤال الذي يجب اثارته في وجوه اكراد العراق هو : لماذا لم تقدم اسرائيل الدعم لأكراد تركيا الذين يخوضون غمار الحرب مع الجيش التركي منذ أكثر من 26 عاما ، بل على العكس من ذلك أسهم الموساد الاسرائيلي في القاء القبض على الزعيم الكردي عبد الله أوجلان ؟
كان رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق ديفيد بن غوريون من المؤمنين بضرورة تغلغل الموساد في العراق ، ووضع خطة للتسلل الى منطقة كردستان العراق نظرا لأهمية ذلك مستقبلا ، وأظن أن احتلال العراق عام 2003 يعد مكملا لتلك الخطة
حرصت اسرائيل على البحث عن عملاء لها في أكراد العراق ، وكان العميل خمران علي بدرخان اول جاسوس كردي يعمل لصالح اسرائيل بعيد تأسيسها وفي عهد رئيس الموساد الاسرائيلي مائير أميت ، اجتمع وزير الدفاع آنذاك شيمون بيريز مع بدرخان في العام 1965
تطورت الأمور وازداد عملاء اسرائيل في العراق وكان أبرزهم عام 1972 المدعو أحمد الجلبي الذي نظم زيارة لبعثة من الموساد الاسرائيلي الى كردستان العراق برئاسة سكرتير حزب العمل الييف ، من أجل اجراء مسح ميداني لمنطقة كردستان ولقاء مصطفى البارزاني الذي طلب منه ابلاغ رئيس الوزراء الاسرائيلي ليفي اشكول " أننا اخوة ، وسوف لن ننسى أفضالكم هذه أو ننسى انكم أنتم اليهود أول وأفضل من ساعدنا في ساعة الشدة "!! ثم قدم له هدية خاصة ، وأعطاه خنجرا ليقدمه باسمه الى صديقه رئيس الكنيست !!
كان العميل مصطفى البارزاني في العام 1978 مريضا وسجينا لدى السى آي ايه في واشنطن ، حين كشف الييف هذه المعلومات ، وتمنى عليه عضو الكونغرس الأمريكي اليهودي ستيفن سولارز أن لا يكون موت البارزاني نهاية للعلاقة الآثمة بين اسرائيل والأكراد
تعددت زيارات العميل البارزاني لاسرائيلي وتجول في مستعمراتها والتقى قادتها أمثال مناحيم بيغين وموشيه دايان وشيمون بيريز وآخرين ، وكان المردخاي هود منسق جهاز البارستان الأمني الكردي في اسرائيل والياهو كوهين في مقر البارزاني في منطقة كردستان وتم تخصيص 50 ألف دولار أمريكي من اسرائيل لدعم المتمردين الأكراد لمشاغلة الجيش العراقي
الغريب في الأمر أن فريقا طبيا يتكون من باحثين من اسرائيل والهند وألمانيا انجز دراسة جينية بتحليل 526 كروموسوم "ي" عام 2001 تم اخذها من ست مجموعات هم : أكراد يهود ، أكراد مسلمون, فلسطينيون عرب ، يهود شرقيون ، يهود غربيون ، وبدو من صحراء النقب ، وأظهر التحليل أن هناك تطابقا بين كروموسومات اليهود الشرقيين والأكراد الى حد بعيد وأوضحت الدراسة أن سلالات اليهود من أولئك الذين كانوا قريبين من المناطق الكردية ربما يشتركون في الآباء قبل مئات السنين
وفي ذات السياق قال الباحث الاسرائيلي اليزير زافير في كتابه " أنا كردي " أن البحث المذكور فرصه لتعميق العلاقات اليهودية الكردية لابقاء الجيش العراقي بعيدا عن اسرائيل 0وهو " الجيش الذي تتطلع اسرئيل أن تراه وقد انتهى " ولعمري أن هذا هو التفسير المنطقي لاصرار الحاكم المدني الأمريكي للعراق بريمر على حل الجيش العراقي فور الاحتلال الأمريكي للعراق في نيسان 2003.
لا شك أن العلاقة هذه الأيام بين اسرائيل واكراد العراق هي في أفضل حالها , اذ أن الهدف الذي عملت عليه اسرائيل والبارزاني قد تحقق ، فالأكراد حصلوا على دولة لهم ، وليس حكما ذاتيا ، وهذا ما كانت اسرائيل تركز عليه وتطلب من البارزاني رفض الحكم الذاتي والمطالبة بدولة مستقلة ، ناهيك عن حل الجيش العراقي وتدمير البنية التحتية العراقية واغراق العراق في الفوضى العارمة كما أن الأكراد يعملون جنبا الى جنب مع الاسرائيليين لالحاق الضرر بالعراق من خلال ملاحقة العلماء العراقيين وكبار الضباط العسكريين القدامى 0 ومن عملوا في البرنامج النووي العراقيي الذي دمرته الطائرات الاسرائيلية عام 1981
خطة النفاذ الاسرائيلي الى كردستان العراق كانت من بنات أفكار رئيسة وزراء اسرائيل السابقة غولدمائير ضمن الخطة الكبرى التى كتب عنها المؤلف اليهودي الفريد لليلنتال كتابا بعنوان " خنجر اسرائيل " .
كان الكاتب اليهودي الأمريكي شلومو نكديمون من المتابعين للملف الكردي الاسرائيلي ، وألف عن ذلك كتابا بعنوان " الموساد في العراق ودول الجوار وانهيار الآمال الاسرائيلية الكردية " ويقول نكديمون أن البارزاني لجأ الى السوفييت بعد أن أصدرت الحكومة العراقية بحقه حكم الاعدام ، الأمر الذ ي أثار شكوك الأمريكيين والاسرائيليين تجاهه ، ومع ذلك تم الاتصال به لمعرفة نواياه وأطلق عليه وزير خارجية اسرائيل عام 1959 أبا ايبان لقب البارزاني الأحمر ونشطت العلاقات بين البارزاني وبين الموساد الاسرائيلي عن طريق جهاز السافاك الايراني ، وبعد المعارك التى خاضها البارزاني مع الجيش العراقي عام 1961 أصبحت هناك ثلاث قنوات اتصال اسرائيلي كردي ، وهي المخابرات الايرانية الشاهنشانية و العملاء الاكراد المرتبطين بالسفارات الاسرائيلية في اوروبا وعلاقة البارزاني نفسه مع صديقه القديم موريس فيشر سفير اسرائيل في روما .
استعان البارزاني منذ العام 1963 باليهود الغربيين الذين تربطهم علاقات طيبة باسرائيل كما استعان بمسؤول من المخابرات الايرلندية يدعى بدير خان الذي اجتمع مع بن غوريون وغولدمائير ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية مائير عاميت ورئيس الاركان تسيفي زماير وقد طلب بدير خان من اسرائيل تزويد البارزاني ب 12 راجمة بازوكا ومدافع مضادة للطائرات وجهاز ارسال وأموال كما اقترح اجراء اتصالات مباشرة مع البارزاني .
منذ اعتراف ايران باسرائيل عام 1950 بدأ التنسيق الفاعل بين الجانبين لتأمين الدعم للبارزاني وابلغ شاه ايران المقبور الاسرائيليين " اننا نتعامل مع التمرد الكردي في العراق كفرصة لا تعوض ورغم ذلك وبسبب الأقلية الكردية في ايران وعلاقاتنا مع تركيا لا نستطيع تاييدهم علنا فنحن لا نرغب في ان يتطورالتمرد كي يصبح دولة كردية كبرى "!!
كانت ايران الشاه ترغب باضعاف العراق وان لا يصبح للأكراد دولة خاصة بهم حتى لا تنتقل العدوى الى أكراد ايران وهذه الرغبة ايضا كانت تركية لكن اسرائيل كانت تسعى لاضعاف العراق واقامة دولة كردية في الشمال لمنع العراق من تقديم المساعدة الى كل من سوريا و الاردن .
منذ العام 1972 كان الاكراد ينقلون معلومات شاملة عن الجيش العراقي الى كل من السافاك الايراني و الموساد الاسرائيلي وتم العثور على وثائقه تؤكد علاقة الاكراد بالسفارة الاسرائيلية في باريس .
في 15 نيسان 1965 عقد رئيس الحكومة الاسرائيلية ليفي اشكول اجتماعا بحضور وزيرة الخارجية انذاك غولدمائير ورئيس الاركان اسحق رابين ورئيس الموساد مائير عميت وجرى مناقشة القضية الكردية و الدعم الاسرائيلي للبارزاني وقرروا منح الاولوية للقضية الكردية و التقى البارزاني بعد عدة ايام مع المبعوث الاسرائيلي المستشار ليشع روني ونجم عن ذلك تواجد الاسرائيليين في محور راندوز الحاج عمران شمال العراق بقيادة تسوري ساجي وتوالى قدوم ضباط اسرائيليين الى المنطقة واقامت اسرائيل مستشفى ميدانيا للأكراد بادراة د.برلسنر واصبحت الطريق سالكة للزعماء الأكراد لاسرائيل عبر ايران الشاهنشاهية واحتفل البارزاني مع الاسرائيليين بعد احتلال القدس بذبح كبش وضع على رقبته شريطا باللونين الازرق و الابيض رمزا للعلم الاسرائيلي وكتب عليه :" هنئوا اسرائيل لاحتلالها بيت المقدس " !!!!!!!!!!علما ان البطل الكردي المسلم صلاح الدين الأيوبي هو الذي حرر بيت المقدس من الفرنجة .
عندما قام البارزاني بزيارة اسرائيل عام 1968 بمناسبة عيد الفصح اليهودي و التقى مع الرئيس الاسرائيلي شوفال طلب منه الأخير التخلي عن فكرة الحكم الذاتي و العمل من اجل اقامة دولة كردية كما اجتمع البارزاني بكبار الشخصيات الاسرائيلية ومن زاروه في كردستان وغنت له المطربة الاسرائيلية شوشنه داماري الشهيرة آنذاك حيث أقاموا له حفلة كبرى تليق بعميل كبير.
اعترف رئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغين في 29 ايلول 1981 ان اسرائيل ساعدت الاكراد بالاسلحة و الاموال وان الخلافات التي كانت تقع بين الفصائل الكردية تسبب لها الازعاج, كما ان اسرائيل ادركت ومنذ زيارة البارزاني الثانية لها وخاصة جهاز الموساد ان مساعدتها للأكراد لا تسير الى أي اتجاه ولا احد يتوقع ان تسفر عن فائدة ما .
وان دل ذلك على شيء فانما يدل على قصور في التفكير الاسرائيلي لأن هذه العلاقة المحرمة قد اسفرت بعد احتلال العراق عام 2003 عن فوائد جمة وغير متوقعة لاسرائيل اذ أن الاكراد فتحوا منطقة كردستان العراق و العراق بمجمله للموساد و الشركات الامنية و التجار الاسرائيليين ووفقا لتقرير نشرته مجلة نيويورك تايمز في 21 حزيران 2004 للكاتب غازي ينغ فان عملاء الاستخبارات والجيش الاسرائليين ناشطون في كردستان العراق .
وهناك مخطط تعمل على تنفيذه كل من امريكا واسرائيل وحكومة كردستان العراق ويقضي بنقل اليهود الاكراد من اسرائيل الى شمال العراق وتوطينهم محل المسيحيين الكلدان و الأشوريون الذين سيتم توطينهم في لبنان ومنحهم الجنسية اللبنانية ولا شك ان هذا المخطط يحظى بدعم المنظمات الكنسية المسيحية – الصهيونية في امريكا وهذا يفسر الاعتداءات المتواصلة ضد المسيحيين في العراق من اجل اجبارهم على الهجرة من العراق وبحسب تقارير امريكية فان فرقة من الموساد الاسرائيلي هي التي تشن الاعتداءات على المسيحيين بالتعاون مع مرتزقة مسيحيين امريكيين ويستهدفون بالتحديد الكلدانيين في الموصل وأربيل و الحمدانية وتل اسقف وقرة قوش وعقرة وألصقتها بتنظيم القاعدة بهدف السيطرة على هذه المناطق وتسليمها لاسرائيل بوصفها ارضا يهودية توراتية !!!!
ولا بد من التذكير أن شاه ايران المقبور وجهاز مخابراته لعبا دورا ظاهرا في التقريب بين قيادات الأكراد في العراق - ويتزعمهم الملا مصطفى البارزاني الذي خاض حروبا عدة مع الدولة المركزية في العراق - وبين اسرائيل التي قامت بموجب ذلك العقد المحرم بتدريب ودعم وتمويل البارزاني وقواته الانفصالية للنيل من العراق
تعود العلاقة المحرمة بين الصهاينة وأكراد العراق الى بداية ثلاثينيات القرن المنصرم ، عندما كانت الحركة الصهيونية تدعم التمرد الكردي ضد الحكم الملكي في العراق لاستنزاف الجيش العراقي حتى لا يجد نفسه قويا بما فيه الكفاية للدفاع عن فلسطين مستقبلا
وحتى قبل تأسيس اسرائيل كان للوكالة اليهودية مندوب في بغداد تحت غطاء العمل الاعلامي ويدعى روفين شيلوا الذي غاص في جبال كردستان ونسج علا قات مع عدد من الأكراد العراقيين عام 1931
وقام خبراء عسكريون اسرائيليون بتدريب المتمردين الأكراد الذين يتزعمهم العميل مصطفى البارزاني ونائبه اليهودي أفرايم من أجل الحد من التهديد العسكري العراقي لاسرائيل والمساعدة في تهريب يهود العراق الى فلسطين المحتلة ، وتطور الأمر الى الدعم بالمال والسلاح والأدوية واقامة مستشفى ميداني . ومع كل الدعم الاسرائيلي للاكراد الا أن الجيش العراقي ألحق بهم خسائر فادحة ، وشارك في الدفاع عن الدول العربية وفلسطين ولكن لعب العميل مصطفى البارزاني بقذارة ضد العراق حيث قامت قواته بمشاركة ضباط اسرائيليين بسحق لواء كامل من الجيش العراقي تعداده 3000 جنديا عام 1966 ، ووصفت هذه العملية بانها نقطة التحول في العلاقات الكردية – الاسرائيلية وقد ساعد الأكراد العميل الطيار منير روفا الذي هرب بطائرته روسية الصنع الميغ 21 الى اسرائيل عام 1966 ، كما أن البارزاني رفض التوقيع على وقف اطلاق النار مع الجيش العراقي عام 1967 حتى لا يتوجه هذا الجيش الى جبهات القتال مع اسرائيل ، ناهيك عن قيام البارزاني بذبح كبش سمين تعبيرا عن فرحته بانتصار اسرائيل على الدول العربية، ظنا منه أن هناك حربا جدية جرت على الجهات العربية ، كما أنه زار اسرائيل مهنئا في ذلك العام ، وقدم خنجرا كرديا هدية للأعور موشيه دايان ، وطالب بمدافع مورتر استخدمها في هجومه على معامل تكرير النفط في كركوك في آذار 1969 ، ذلك الهجوم الذي خطط له الاسرائيليون ، كما أن اسرائيل ساعدت الأكراد في انتفاضتهم عام 1974انتقاما من العراق لمشاركته الفاعلة في حرب رمضان المجيدة عام 1973
وبحسب عميل الموساد السابق اليعازر تسافريز ، فان فصائل استطلاع اسرائيلية تجسسية دخلت شمال العراق لبناء جهاز استخابرات كردي ، وبدأ خبراء الموساد بتشكيل جهاز ال " باراستان " الذي يعني الوقاية من الاختراق الأمني العراقي للأكرد وذلك في فترة سبعينيات القرن المنصرم
ويعترف هذا العميل أنه نشط في مناطق شمال غرب العراق في بلدة ديانا ومنطقة حاج عمران المحاذية لايران ، وأن البارزاني فقط كان على علم بمهمته وأنه وبعض المقربين منه كانوا يعلمون أنه جاسوس اسرائيلي علما أنه لم يكن يحمل أي وثيقة تشير الي أنه يهودي او اسرائيلي ، بل كان يحمل جواز سفر أوروبي لم يفصح عن البلد الذي اصدره
ولعل من المفيد التذكير بان شاه ايران المقبور أسهم بتوطيد العلاقة بين اسرائيل وأكراد العراق وأن الأسلحة التي كانت تزودها للبارزاني كانت سوفيتية الصنع غنمتها اسرائيل من الدول العربية في حروبها الممسرحة معها
الملاحظ أن الشريان الايراني الذي كان يوصل المساعدات الاسرائيلية لأكراد العراق توقف بعد مجىء الثورة الاسلامية في ايران وقطعها العلاقات مع اسرائيل واغلاق سفارتها وتسليمها بعد ذلك للفلسطينيين .
ولعل السؤال الذي يجب اثارته في وجوه اكراد العراق هو : لماذا لم تقدم اسرائيل الدعم لأكراد تركيا الذين يخوضون غمار الحرب مع الجيش التركي منذ أكثر من 26 عاما ، بل على العكس من ذلك أسهم الموساد الاسرائيلي في القاء القبض على الزعيم الكردي عبد الله أوجلان ؟
كان رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق ديفيد بن غوريون من المؤمنين بضرورة تغلغل الموساد في العراق ، ووضع خطة للتسلل الى منطقة كردستان العراق نظرا لأهمية ذلك مستقبلا ، وأظن أن احتلال العراق عام 2003 يعد مكملا لتلك الخطة
حرصت اسرائيل على البحث عن عملاء لها في أكراد العراق ، وكان العميل خمران علي بدرخان اول جاسوس كردي يعمل لصالح اسرائيل بعيد تأسيسها وفي عهد رئيس الموساد الاسرائيلي مائير أميت ، اجتمع وزير الدفاع آنذاك شيمون بيريز مع بدرخان في العام 1965
تطورت الأمور وازداد عملاء اسرائيل في العراق وكان أبرزهم عام 1972 المدعو أحمد الجلبي الذي نظم زيارة لبعثة من الموساد الاسرائيلي الى كردستان العراق برئاسة سكرتير حزب العمل الييف ، من أجل اجراء مسح ميداني لمنطقة كردستان ولقاء مصطفى البارزاني الذي طلب منه ابلاغ رئيس الوزراء الاسرائيلي ليفي اشكول " أننا اخوة ، وسوف لن ننسى أفضالكم هذه أو ننسى انكم أنتم اليهود أول وأفضل من ساعدنا في ساعة الشدة "!! ثم قدم له هدية خاصة ، وأعطاه خنجرا ليقدمه باسمه الى صديقه رئيس الكنيست !!
كان العميل مصطفى البارزاني في العام 1978 مريضا وسجينا لدى السى آي ايه في واشنطن ، حين كشف الييف هذه المعلومات ، وتمنى عليه عضو الكونغرس الأمريكي اليهودي ستيفن سولارز أن لا يكون موت البارزاني نهاية للعلاقة الآثمة بين اسرائيل والأكراد
تعددت زيارات العميل البارزاني لاسرائيلي وتجول في مستعمراتها والتقى قادتها أمثال مناحيم بيغين وموشيه دايان وشيمون بيريز وآخرين ، وكان المردخاي هود منسق جهاز البارستان الأمني الكردي في اسرائيل والياهو كوهين في مقر البارزاني في منطقة كردستان وتم تخصيص 50 ألف دولار أمريكي من اسرائيل لدعم المتمردين الأكراد لمشاغلة الجيش العراقي
الغريب في الأمر أن فريقا طبيا يتكون من باحثين من اسرائيل والهند وألمانيا انجز دراسة جينية بتحليل 526 كروموسوم "ي" عام 2001 تم اخذها من ست مجموعات هم : أكراد يهود ، أكراد مسلمون, فلسطينيون عرب ، يهود شرقيون ، يهود غربيون ، وبدو من صحراء النقب ، وأظهر التحليل أن هناك تطابقا بين كروموسومات اليهود الشرقيين والأكراد الى حد بعيد وأوضحت الدراسة أن سلالات اليهود من أولئك الذين كانوا قريبين من المناطق الكردية ربما يشتركون في الآباء قبل مئات السنين
وفي ذات السياق قال الباحث الاسرائيلي اليزير زافير في كتابه " أنا كردي " أن البحث المذكور فرصه لتعميق العلاقات اليهودية الكردية لابقاء الجيش العراقي بعيدا عن اسرائيل 0وهو " الجيش الذي تتطلع اسرئيل أن تراه وقد انتهى " ولعمري أن هذا هو التفسير المنطقي لاصرار الحاكم المدني الأمريكي للعراق بريمر على حل الجيش العراقي فور الاحتلال الأمريكي للعراق في نيسان 2003.
لا شك أن العلاقة هذه الأيام بين اسرائيل واكراد العراق هي في أفضل حالها , اذ أن الهدف الذي عملت عليه اسرائيل والبارزاني قد تحقق ، فالأكراد حصلوا على دولة لهم ، وليس حكما ذاتيا ، وهذا ما كانت اسرائيل تركز عليه وتطلب من البارزاني رفض الحكم الذاتي والمطالبة بدولة مستقلة ، ناهيك عن حل الجيش العراقي وتدمير البنية التحتية العراقية واغراق العراق في الفوضى العارمة كما أن الأكراد يعملون جنبا الى جنب مع الاسرائيليين لالحاق الضرر بالعراق من خلال ملاحقة العلماء العراقيين وكبار الضباط العسكريين القدامى 0 ومن عملوا في البرنامج النووي العراقيي الذي دمرته الطائرات الاسرائيلية عام 1981
خطة النفاذ الاسرائيلي الى كردستان العراق كانت من بنات أفكار رئيسة وزراء اسرائيل السابقة غولدمائير ضمن الخطة الكبرى التى كتب عنها المؤلف اليهودي الفريد لليلنتال كتابا بعنوان " خنجر اسرائيل " .
كان الكاتب اليهودي الأمريكي شلومو نكديمون من المتابعين للملف الكردي الاسرائيلي ، وألف عن ذلك كتابا بعنوان " الموساد في العراق ودول الجوار وانهيار الآمال الاسرائيلية الكردية " ويقول نكديمون أن البارزاني لجأ الى السوفييت بعد أن أصدرت الحكومة العراقية بحقه حكم الاعدام ، الأمر الذ ي أثار شكوك الأمريكيين والاسرائيليين تجاهه ، ومع ذلك تم الاتصال به لمعرفة نواياه وأطلق عليه وزير خارجية اسرائيل عام 1959 أبا ايبان لقب البارزاني الأحمر ونشطت العلاقات بين البارزاني وبين الموساد الاسرائيلي عن طريق جهاز السافاك الايراني ، وبعد المعارك التى خاضها البارزاني مع الجيش العراقي عام 1961 أصبحت هناك ثلاث قنوات اتصال اسرائيلي كردي ، وهي المخابرات الايرانية الشاهنشانية و العملاء الاكراد المرتبطين بالسفارات الاسرائيلية في اوروبا وعلاقة البارزاني نفسه مع صديقه القديم موريس فيشر سفير اسرائيل في روما .
استعان البارزاني منذ العام 1963 باليهود الغربيين الذين تربطهم علاقات طيبة باسرائيل كما استعان بمسؤول من المخابرات الايرلندية يدعى بدير خان الذي اجتمع مع بن غوريون وغولدمائير ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية مائير عاميت ورئيس الاركان تسيفي زماير وقد طلب بدير خان من اسرائيل تزويد البارزاني ب 12 راجمة بازوكا ومدافع مضادة للطائرات وجهاز ارسال وأموال كما اقترح اجراء اتصالات مباشرة مع البارزاني .
منذ اعتراف ايران باسرائيل عام 1950 بدأ التنسيق الفاعل بين الجانبين لتأمين الدعم للبارزاني وابلغ شاه ايران المقبور الاسرائيليين " اننا نتعامل مع التمرد الكردي في العراق كفرصة لا تعوض ورغم ذلك وبسبب الأقلية الكردية في ايران وعلاقاتنا مع تركيا لا نستطيع تاييدهم علنا فنحن لا نرغب في ان يتطورالتمرد كي يصبح دولة كردية كبرى "!!
كانت ايران الشاه ترغب باضعاف العراق وان لا يصبح للأكراد دولة خاصة بهم حتى لا تنتقل العدوى الى أكراد ايران وهذه الرغبة ايضا كانت تركية لكن اسرائيل كانت تسعى لاضعاف العراق واقامة دولة كردية في الشمال لمنع العراق من تقديم المساعدة الى كل من سوريا و الاردن .
منذ العام 1972 كان الاكراد ينقلون معلومات شاملة عن الجيش العراقي الى كل من السافاك الايراني و الموساد الاسرائيلي وتم العثور على وثائقه تؤكد علاقة الاكراد بالسفارة الاسرائيلية في باريس .
في 15 نيسان 1965 عقد رئيس الحكومة الاسرائيلية ليفي اشكول اجتماعا بحضور وزيرة الخارجية انذاك غولدمائير ورئيس الاركان اسحق رابين ورئيس الموساد مائير عميت وجرى مناقشة القضية الكردية و الدعم الاسرائيلي للبارزاني وقرروا منح الاولوية للقضية الكردية و التقى البارزاني بعد عدة ايام مع المبعوث الاسرائيلي المستشار ليشع روني ونجم عن ذلك تواجد الاسرائيليين في محور راندوز الحاج عمران شمال العراق بقيادة تسوري ساجي وتوالى قدوم ضباط اسرائيليين الى المنطقة واقامت اسرائيل مستشفى ميدانيا للأكراد بادراة د.برلسنر واصبحت الطريق سالكة للزعماء الأكراد لاسرائيل عبر ايران الشاهنشاهية واحتفل البارزاني مع الاسرائيليين بعد احتلال القدس بذبح كبش وضع على رقبته شريطا باللونين الازرق و الابيض رمزا للعلم الاسرائيلي وكتب عليه :" هنئوا اسرائيل لاحتلالها بيت المقدس " !!!!!!!!!!علما ان البطل الكردي المسلم صلاح الدين الأيوبي هو الذي حرر بيت المقدس من الفرنجة .
عندما قام البارزاني بزيارة اسرائيل عام 1968 بمناسبة عيد الفصح اليهودي و التقى مع الرئيس الاسرائيلي شوفال طلب منه الأخير التخلي عن فكرة الحكم الذاتي و العمل من اجل اقامة دولة كردية كما اجتمع البارزاني بكبار الشخصيات الاسرائيلية ومن زاروه في كردستان وغنت له المطربة الاسرائيلية شوشنه داماري الشهيرة آنذاك حيث أقاموا له حفلة كبرى تليق بعميل كبير.
اعترف رئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغين في 29 ايلول 1981 ان اسرائيل ساعدت الاكراد بالاسلحة و الاموال وان الخلافات التي كانت تقع بين الفصائل الكردية تسبب لها الازعاج, كما ان اسرائيل ادركت ومنذ زيارة البارزاني الثانية لها وخاصة جهاز الموساد ان مساعدتها للأكراد لا تسير الى أي اتجاه ولا احد يتوقع ان تسفر عن فائدة ما .
وان دل ذلك على شيء فانما يدل على قصور في التفكير الاسرائيلي لأن هذه العلاقة المحرمة قد اسفرت بعد احتلال العراق عام 2003 عن فوائد جمة وغير متوقعة لاسرائيل اذ أن الاكراد فتحوا منطقة كردستان العراق و العراق بمجمله للموساد و الشركات الامنية و التجار الاسرائيليين ووفقا لتقرير نشرته مجلة نيويورك تايمز في 21 حزيران 2004 للكاتب غازي ينغ فان عملاء الاستخبارات والجيش الاسرائليين ناشطون في كردستان العراق .
وهناك مخطط تعمل على تنفيذه كل من امريكا واسرائيل وحكومة كردستان العراق ويقضي بنقل اليهود الاكراد من اسرائيل الى شمال العراق وتوطينهم محل المسيحيين الكلدان و الأشوريون الذين سيتم توطينهم في لبنان ومنحهم الجنسية اللبنانية ولا شك ان هذا المخطط يحظى بدعم المنظمات الكنسية المسيحية – الصهيونية في امريكا وهذا يفسر الاعتداءات المتواصلة ضد المسيحيين في العراق من اجل اجبارهم على الهجرة من العراق وبحسب تقارير امريكية فان فرقة من الموساد الاسرائيلي هي التي تشن الاعتداءات على المسيحيين بالتعاون مع مرتزقة مسيحيين امريكيين ويستهدفون بالتحديد الكلدانيين في الموصل وأربيل و الحمدانية وتل اسقف وقرة قوش وعقرة وألصقتها بتنظيم القاعدة بهدف السيطرة على هذه المناطق وتسليمها لاسرائيل بوصفها ارضا يهودية توراتية !!!!