Nay
07/09/2009, 17:21
دمشق 05/09/09 شوكوماكو
نبيل الملحم
ليس هنالك من هو أكذب من التاريخ، وليس ثمة من هم أكذب من المؤرخين، وتاليا، فان أبرز لقطاء التاريخ (هو التاريخ)، فالتاريخ دائما يتيم الأم والأب، وهو ملقى منذ المؤرخ الأول، على بوابة الأقوى.. الأقوى فردا أم نظام أفراد.. أمة أم عصابة أم مجموعة عصابات، وليس الدليل بعيدا عن ذراعنا القصيرة، فالتاريخ العربي، لم يحفل بالكثير من الأسماء التي (تجاوزت)، وأسست، وغامرت، وجددت. ومن الذين كانوا هكذا أبو العلاء المعري، فهل فكر أحد منا بزيارة قبر الرجل في (معرته) التي أخذ اسمه منها؟
أراهن وأجيب:
لا أحد، مع أنه القائل:" هذا جناه أبي عليّ.. وما جنيت على أحد "، فكان في التاريخ الاسلامي، ربما اكثر ثورية من الاصلاحي البروتستانتي مارتن لوثر كينغ، وأهم بلا منازع من دانتي أوروبا، ولكل لحظة مما وصلنا منه، اعادة نظر بالحياة فلسفة وموقفا وشهادة ، وكذا (رؤيا)، وهو من لم يبصر الألوان وأبصر المعنى.
كذا كان حال أبوحيان التوحيدي، وكان حال ابن عربي، وحال مجموعة من الذين دخلوا ستاتيك الفكر العربي ليحركوا الساكن، فاعملت السكاكين في أجسادهم، وربما غيلان الدمشقي واحد ممن قطع لسانه واطرافه، ولم يتبق طريقة قتل مبتكرة الا واعملت آلاتها في انتهاك روحه وجسده.
مع ذلك لم يحتفل التاريخ بهم، فالتاريخ يبحث عن الأقوى، وليس عن الأجمل، والتاريخ يبحث في الآمن لا في المجازف، والتاريخ لم يكن، الا متسولا على أبواب من يقدم الموائد العامرة، ولهذا فالتاريخ كاذب، وذات يوم، قال لي المؤرخ المصري الذي هجر (التأريخ) وذهب الى السياسة وقت الشدة، والرواية وقت الانفراج، وأعني د / رفعت السعيد:
في الرياضيات بوسعك أن تحصل على علامة 70 % أما في التاريخ فاما أن تأخذ 100 % واما أن تأخذ صفرا، لأن التاريخ فعل مضى، فاما أن يكون مضى وكما حدث مائة بالمائة واما أننا نزوره، وهكذا احترم رفعت السعيد نفسه، وأغلق الباب على أن يكون مؤرخا، ليفتحه على بوابة السياسي والروائي ، لسببين:
لأن الرواية هي تاريخ المخيلة، وبالتالي هو متحرر من وقائع الماضي، ولأن السياسة هي رسم اللحظة ووليدة ارادتها، فاما أن تدخل أفعالها التاريخ واما أن تخرج منه، وبالتالي فمهمة تثبيتها هي مهمة المؤرخ، والرجل لن يلعب هذا الدور، لسبب شديد الدقة وهو أنه يخاف أن يكذب، ومن يؤرخ لابد وأن :
يكذب.
التاريخ يكذب.. لن يحتاج الكلام الى دليل على القديم (الماضي) وانما يمكن استقراء كذبه من أحداث لم تفارق اللحظة.
كيف ؟ ومن ؟ وماذا أرخ لحرب الخليج الثانية بدءا من مدافع صدام حسين العملاقة، وصولا الى لحظة موته؟
قراءة بسيطة لكتابين أرخا للحادث نفسه وسنعرف حجم الكذبة.. الاولى كانت السيدة الامريكية غلاسبي، والثاني كان السوري – الفلسطيني حمدان حمدان، وبين يدي الكتابين في هذه اللحظة.
فظيع هو التاريخ، وفظيعة وقائعه.. فظيعون هم المؤرخون وفظيعة فضائحهم.. فظيع هو (الجمهور- المحتشد ) وفظيعة بلاهته، ومادمنا في التاريخ، تعالوا نكشف عن حادثة دخلت التاريخ، ولو في تاريخ ذاكرة تلفزيون الواقع وقد بات أول المؤرخين وأكثرهم قرفا.
في حرب الخليج الثانية تكرر مشهد نورس، وقد غطاه النفط وهو يتجول على سواحل الكويت التي عام النفط فوق مياهها.
هل تتذكرون تأثير اللقطة، وبشاعتها؟
بالمناسبة ، الطائر (لعبة) يتحرك بالريموت كونترول، ليس طائر نورس.
هل ثمة نورس دخل التاريخ أكثر من نورس حرب الخليج الثانية؟
ملعون ابو التاريخ.. مع أنه لقيط بلا أم ولا أب لنلعنهما.
نبيل الملحم
ليس هنالك من هو أكذب من التاريخ، وليس ثمة من هم أكذب من المؤرخين، وتاليا، فان أبرز لقطاء التاريخ (هو التاريخ)، فالتاريخ دائما يتيم الأم والأب، وهو ملقى منذ المؤرخ الأول، على بوابة الأقوى.. الأقوى فردا أم نظام أفراد.. أمة أم عصابة أم مجموعة عصابات، وليس الدليل بعيدا عن ذراعنا القصيرة، فالتاريخ العربي، لم يحفل بالكثير من الأسماء التي (تجاوزت)، وأسست، وغامرت، وجددت. ومن الذين كانوا هكذا أبو العلاء المعري، فهل فكر أحد منا بزيارة قبر الرجل في (معرته) التي أخذ اسمه منها؟
أراهن وأجيب:
لا أحد، مع أنه القائل:" هذا جناه أبي عليّ.. وما جنيت على أحد "، فكان في التاريخ الاسلامي، ربما اكثر ثورية من الاصلاحي البروتستانتي مارتن لوثر كينغ، وأهم بلا منازع من دانتي أوروبا، ولكل لحظة مما وصلنا منه، اعادة نظر بالحياة فلسفة وموقفا وشهادة ، وكذا (رؤيا)، وهو من لم يبصر الألوان وأبصر المعنى.
كذا كان حال أبوحيان التوحيدي، وكان حال ابن عربي، وحال مجموعة من الذين دخلوا ستاتيك الفكر العربي ليحركوا الساكن، فاعملت السكاكين في أجسادهم، وربما غيلان الدمشقي واحد ممن قطع لسانه واطرافه، ولم يتبق طريقة قتل مبتكرة الا واعملت آلاتها في انتهاك روحه وجسده.
مع ذلك لم يحتفل التاريخ بهم، فالتاريخ يبحث عن الأقوى، وليس عن الأجمل، والتاريخ يبحث في الآمن لا في المجازف، والتاريخ لم يكن، الا متسولا على أبواب من يقدم الموائد العامرة، ولهذا فالتاريخ كاذب، وذات يوم، قال لي المؤرخ المصري الذي هجر (التأريخ) وذهب الى السياسة وقت الشدة، والرواية وقت الانفراج، وأعني د / رفعت السعيد:
في الرياضيات بوسعك أن تحصل على علامة 70 % أما في التاريخ فاما أن تأخذ 100 % واما أن تأخذ صفرا، لأن التاريخ فعل مضى، فاما أن يكون مضى وكما حدث مائة بالمائة واما أننا نزوره، وهكذا احترم رفعت السعيد نفسه، وأغلق الباب على أن يكون مؤرخا، ليفتحه على بوابة السياسي والروائي ، لسببين:
لأن الرواية هي تاريخ المخيلة، وبالتالي هو متحرر من وقائع الماضي، ولأن السياسة هي رسم اللحظة ووليدة ارادتها، فاما أن تدخل أفعالها التاريخ واما أن تخرج منه، وبالتالي فمهمة تثبيتها هي مهمة المؤرخ، والرجل لن يلعب هذا الدور، لسبب شديد الدقة وهو أنه يخاف أن يكذب، ومن يؤرخ لابد وأن :
يكذب.
التاريخ يكذب.. لن يحتاج الكلام الى دليل على القديم (الماضي) وانما يمكن استقراء كذبه من أحداث لم تفارق اللحظة.
كيف ؟ ومن ؟ وماذا أرخ لحرب الخليج الثانية بدءا من مدافع صدام حسين العملاقة، وصولا الى لحظة موته؟
قراءة بسيطة لكتابين أرخا للحادث نفسه وسنعرف حجم الكذبة.. الاولى كانت السيدة الامريكية غلاسبي، والثاني كان السوري – الفلسطيني حمدان حمدان، وبين يدي الكتابين في هذه اللحظة.
فظيع هو التاريخ، وفظيعة وقائعه.. فظيعون هم المؤرخون وفظيعة فضائحهم.. فظيع هو (الجمهور- المحتشد ) وفظيعة بلاهته، ومادمنا في التاريخ، تعالوا نكشف عن حادثة دخلت التاريخ، ولو في تاريخ ذاكرة تلفزيون الواقع وقد بات أول المؤرخين وأكثرهم قرفا.
في حرب الخليج الثانية تكرر مشهد نورس، وقد غطاه النفط وهو يتجول على سواحل الكويت التي عام النفط فوق مياهها.
هل تتذكرون تأثير اللقطة، وبشاعتها؟
بالمناسبة ، الطائر (لعبة) يتحرك بالريموت كونترول، ليس طائر نورس.
هل ثمة نورس دخل التاريخ أكثر من نورس حرب الخليج الثانية؟
ملعون ابو التاريخ.. مع أنه لقيط بلا أم ولا أب لنلعنهما.