-
دخول

عرض كامل الموضوع : من فعلها بنا؟ محاولة غير ماركسية لتصنيف البشر


Nay
01/09/2009, 10:57
من فعلها بنا؟ محاولة غير ماركسية لتصنيف البشر طالب ابراهيم

يتشابه الناس في شوارع دمشق، في الحميدية، في باب توما، في المساكن، أما في ضاحية الإسكان فتختلف، لأن الناس ينمون بدون ماء "بعل".
التشابه يسحق محاولات تصنيفك لهم طبقياً أو فئوياً أو فنياً، ووضعهم في جداول تعلمتها من مغامرة اختصار التاريخ إلى حفنة قوانين.
باستثناء "عمال اليوم" الذين يجلسون حول دوار ضاحية حرستا، و ركن الدين، و باب الجابية، وأبواب أخرى، و باستثناء داهنات مكياج البسطة الرخيصة، فهم لا يشبهون إلا أنفسهم.
تخمّن أن الرجل الذي عبر بسرعة، هو فلاح "ابن الثورة"، لتُفاجأ أنه رجل أعمال معروف، و أنت لا تعرفه.
و تخمن أن تلك الفتاة ريفية، أي تنتمي إلى تلفزيون الأبيض و الأسود، لتُفاجأ أنها "بنت مدينة"، "أمّاً عن ست" على وزن أباً عن جد.
و تخمن أن تلك داعرة، من لباسها، و مشيتها، و نظراتها، و مكياجها، خاصة أنه لايوجد شارع معين يخصّهن، فكل الشوارع ملكهن، لتُفاجأ أنها مربية أجيال.
و السيدة المحترمة التي تؤدب مراهقاً، قلل الأدب، تثير سخرية الذين يعرفونها، الذين يرددون "وجدت من تستشرف عليه".
جاري لا يصدق أنه ثمة دعارة في عاصمتنا. و الآخر لا يصدق أن ثمة عمل شريف فيها. و الثالث لا يصدق أن ثمة عمل غير بيع اليانصيب و الشاي.
تخرج إلى الطريق العام لتحاول تصنيف الناس من سياراتهم، فالسيارات قد تدل على راكبيها.
هذا وزير..هذا ابن وزير.. هذا ابن نائب وزير.
هذا ابن نائب.. و مفردة نائب تنطبق على المذكر و المؤنث.
ثم تقول هذا ابن نائبة.. "النائبة هي المصيبة".
وتمر سيارة فارهة للغاية، و قبل أن تقول: هذا ابن.... يرفع يده ملوِّحاً لأنه يعرفك، و تعرف أنه يعمل كوميكاً في مطعم، "الكوميك هو شوفير الصّينّية". وقد استأجر سيارة ليوم واحد من مكتب سيارات براتب شهر كامل حتى يعطي انطباعاً أنه ابن....
وستفشل إذا اعتمدت نوع الموبايل للتصنيف. فـ "قاهر الشمعة" وهو أرخص موبايل قد يحمله رجل ينتمي إلى قاطرات التجارة. و "الامبراطور" أغلاها قد يحمله واحد، أو واحدة، من حافيات الأرجل.
ثم تقول بينك وبين نفسك:
من غيَّر الأشياء؟! "سبحان مغيّر الحال"
إذا كانت الثورة قد فعلت فعلها. فقد حولت الأرض لمن يفلحها، والمعمل لمن يعمل به، فمن حوّل الناس؟! من خلطهم بهذا الشكل الغريب، ليغدوا عصييّن عن التصنيف؟!
تخلط بين رجل الأعمال والفلاح، ولا تفرق الداعرة عن مربية الأجيال، ولا تميز الريف عن المدينة.
من فعلها بنا؟!
من اختصر المجتمع بهذا السوء؟!
من أعمى عيوننا و عقولنا؟!
من شابه بين الأفراد على رغم اختلافهم؟!
من حوّل هؤلاء الأفراد الذين يتسلّقون أعمدة الصحف كل صباح باعتبارهم مواطنين، ليُلقى بهم في الحاويات مساءً على أنهم فضلات.

عن موقع ألف

ارسلان
01/09/2009, 12:51
تخلط بين رجل الأعمال والفلاح، ولا تفرق الداعرة عن مربية الأجيال، ولا تميز الريف عن المدينة.
من فعلها بنا؟!
من اختصر المجتمع بهذا السوء؟!
من أعمى عيوننا و عقولنا؟!
من شابه بين الأفراد على رغم اختلافهم؟!
من حوّل هؤلاء الأفراد الذين يتسلّقون أعمدة الصحف كل صباح باعتبارهم مواطنين، ليُلقى بهم في الحاويات مساءً على أنهم فضلات.

عن موقع ألف


هذه سمة طبيعية يفرضها التقدم التكنلوجي والانفتاح الفضائي لم تعُد المدينةذاك العالم الخيالي بعيدُ المنال عن ابن القرية ولم يعُد تقمص الادوار والطبائع والتشابه أمرٌ صعب المنال في هذا العالم لكنها فعلاً مشكلة عندما تجد البفلاحُ معلقاً مابين ماضيه وما صُنع له من حاضر وعند التدقيق لا تجده نال أي المكانتين ويبقى معلقا بين الثوب الفلاحي واكل المرقة بالشوكة

بالفعل الاختلاف من نعم الله علينا وعلى عقولنا وابصارنا

Nay
01/09/2009, 13:12
أنا ارسلان لا اتقبل الموضوع ببساطة كما أنت.. أشعر ان هناك شيئا خاطئا في رغبة المعلمة ان تتشبه بالداعرة وافتخار الزبال بالتشبه بابن المسؤول الكبير..
وتحمل أسر كثيرة واشخاص كثيرين لمصروفات هائلة تكسر كاهلهم فقط ليظهرو بمظهر لا ينتمون له إطلاقاً.. ويشعرون بأن قيمتهم ومقياس نجاحهم في الحياه تكمن في موديل الموبايل الذي يحملون والسيارة التي يركبون

jano.
01/09/2009, 15:45
من فعلها بنا؟!
من اختصر المجتمع بهذا السوء؟!
من أعمى عيوننا و عقولنا؟!
من شابه بين الأفراد على رغم اختلافهم؟!
من حوّل هؤلاء الأفراد الذين يتسلّقون أعمدة الصحف كل صباح باعتبارهم مواطنين، ليُلقى بهم في الحاويات مساءً على أنهم فضلات.


بتصور أنو نحنا بشكل عام تم رفع منخيرنا زيادة عن اللزوم، في شي بيميزنا ويفضلنا عن غيرنا، بس هالشي مانو موجود فعلياً، شي بيحيّر:?
كتاب القومية وحكي الحكومة ورجال الدين زرعو فينا مفهوم انو نحنا أفضل من غيرنا، بس على أرض الواقع عم نعيش التعتير والذل والفقر وعم نشوف غيرنا "يلي نحنا أفضل منون" عايشين بألف نعمة، فيمكن مشان نصحح هالخلل ونعوض هالفرق بنشتري أغلى موبايل ونأجر أحلى سيارة (حتى لو بالدَين وبعد الشحادة) ونتشبه بفلان وفلانة، المهم ولو بالمظاهر والبهورة أنو نحس حالنا متل غيرنا عالقليلة.

مافي مانع يكون عنا "فقير" وغني -هيك الدنية وهيك البشر طول عمرون مختلفين- بشرط أن يكون أفقر مواطن عايش بكرامة، بس طبعاً هالشي غير وارد بسوريا.
المفروض يكون في فوارق واضحة بين الناس من حيث الوضع الإقتصادي وأنو الكل يتقبل هالشي ويعيش ويدير مواردو الاقتصادية على حسب قدرتو ووضعو، بهالحالة رح تركز الناس ع تحسين وضعها فعلياً، إن كان من الناحية الإقتصادية أو من ناحية الوعي بكل مجالاتو (وهاد أهم شي)، غير هيك رح ياخد التقليد عقل الناس ويصرفو كل طاقاتون ليعيشو عيشة وهمية والفقير رح يضل طول عمرو فقير والجاهل رح يضل طول عمرو جاهل ومارح يطور نفسو.
طبعاً مالازم نحط الحق كلو عالوضع العام بالبلد، مع أنو سبب كتير مهم (وهون بضيف على تساؤلات طالب ابراهيم: "من يريدنا ان نبقى هكذا؟"). الشغلة بدها وعي وكل واحد فيه -إذا قدر يتحدى الكليشيه الحالية- أنو ينجح بالحياة وما يلتفت لهيك أمور.
--------

إذا كانت الثورة قد فعلت فعلها. فقد حولت الأرض لمن يفلحها، والمعمل لمن يعمل به، فمن حوّل الناس؟! من خلطهم بهذا الشكل الغريب، ليغدوا عصييّن عن التصنيف؟!هي كمان شغلة. أنو هالثورة اجت ضحكت علينا وراحت! عم نشتغل بالأرض وبالمعمل وماعم نقدر نعيش. وفي ناس غيرنا يعني شي متل السحر! كيف عايشين هيك فوق الريح مع أنو كانو متلون متلنا ويمكن مؤهلاتنا أفضل من مؤهلاتون؟ يالله، خلينا نقلدون ونعمل حالنا عايشين متلون مشان تصدق نظرية الثورة ولو بالمظهر :o

ارسلان
01/09/2009, 22:32
هي كمان شغلة. أنو هالثورة اجت ضحكت علينا وراحت! عم نشتغل بالأرض وبالمعمل وماعم نقدر نعيش. وفي ناس غيرنا يعني شي متل السحر! كيف عايشين هيك فوق الريح مع أنو كانو متلون متلنا ويمكن مؤهلاتنا أفضل من مؤهلاتون؟ يالله، خلينا نقلدون ونعمل حالنا عايشين متلون مشان تصدق نظرية الثورة ولو بالمظهر :o

بتذكرني بقصة طريفة إبان استقلال الجزائر حدثة أزمة اقتصادية انعكست بتقلص قدرة الدولة على سد حاجة المواطنين من الخُبز المهم انتشرت خلال الازمة ظاهرة الطوابير أمام أبواب مخابز الخبز , وكانت هناك امرأة عجوز تتأفف وقد علا وجهها ملامح التعب ورجل مثقف خلفها يوصيها بالصبر
فسألته العجوز عن سبب هذه الازمة
فقال لها الصبر يا حجة هاي ضريبة الاستقلال
فقالت له الحجة ومتى راح نتخلص من هاد الاستقلال