يعسوب الشامي
21/09/2005, 16:56
تنفرد حكومة سوريا ومعارضاتها بخصوصيات تميزها عن حكومات ومعارضات الشرق قاطبة، وربما كان أبرز ملامح هذا التمايز لدى الحكومة بأنها تمكنت وبسرعة لافتة وبراعة منقطعة النظير محولة معظم الأصدقاء لخصوم من المجتمع الدولي وتصر على سياسة بدائية مرفوضة داخليا وخارجيا، لدرجة أن المراقب للشأن الحكومي الرسمي يستغرب أن يكون لهذه الدولة رأس موحد في الهرم لما فيها من تخبط وعشوائية وقراءة خاطئة وحماقات مستمرة، تصر عليها الحكومة رغم القناعة بعدم جدواها، ناهيك عن بداهة نتائجها السلبية على الجميع في الحكم وخارجه وعزل سورية عن العالم الخارجي. أما المعارضة السورية من عربية وكردية وغيرها فتحترب فيما بينها وكل يقزم الآخر ويخونه ويتوسم فيه متطفلا أو طارئا على الساحة، وغاب التعاون والتكاتف من أجل الإصلاح والتغيير الحقيقي سوى بعبارات مجاملة وبرقيات التأييد أو الشجب لهذا المظهر أو ذاك.
المجلس الوطني السوري-الأميركاني المولود في حزيران 2005م.
تنادت ثلة من المغتربين السوريين وعقدوا اجتماعا مغلقا في واشنطن في 18 و19 يونيو (حزيران) 2005. تمخض عن ولادة المجلس الوطني السوري، ولم تعلن جميع أسماء الأعضاء المؤسسين خشية بعضهم على سلامته وفضل النضال ليلا في الظلام. لابد هنا من الإشارة إلى أنه يصعب على المتخصصين استظهار اسماء عشرة من أعتق الأحزاب السورية فما بالك بجديدها، وذلك لتشابه بل تكاد تتطابق الاسماء. أما هذا المجلس فتشكيل سياسي لا يختلف عن غيره، ولا يمكن أن ندرك طبيعة تكوينه وتوجهه الأيديولوجي بمجرد قراءة اسمه فقط ما لم يصدر برنامج عمله أو مشروعه السياسي الذي يميزه عن غيره ويضبط تصرفاته على أرض الواقع، وبما أنه بدأ يحتضر، ويكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة ولم يصدر بعد برنامجه، لذا لابد من استطلاع حيثيات الوفاة وتسجيل الواقعة.
فور ظهور ما سمي بالمجلس الوطني السوري، وبدون مقدمات وعلى طريقة "الكاوبوي" دعى الفهيمون منه الأحزاب السياسية لحل نفسها والمسارعة بالانضمام إليه قبل أن يفوتهم القطار أو تمتلئ المقاعد، وخاطبوا المعارضة التي في الداخل والخارج بالهرولة إلي الدخول تحت عباءتهم ليكونوا من الفرقة الناجية، علما أن قيادة أي حزب في المعارضة "المتعوب عليها" متشبثة بمقاعدها مثل النظام أو أسوأ بقليل. فما هذه الفعالية السورية وكيف ولدت وماتت، ومن هم الداعين لها ومؤسسيها وماذا نعرف عنهم يا ترى؟
الشخصيات الداعية للمؤتمر:
منذ بداية العام 2005م. وزع المتحدث باسم حزب الغادري السيد علي الحاج حسين دعوة لاجتماع خاص بالسوريين المقيمين في القارة الأمريكية، يبدو كانت انتقائية، وتمكن الأخوان من استثناء المعتدل منهم، وحضر من يأتم بكل من السيدين الغادري والبيانوني إلى جانب مسيحي يتيم وبعض فلول صدام. وطرح هؤلاء بضاعتهم على "بسطة" كغيرهم من الدكاكين المعارضجية من عربية وكوردية وبقية السبائك والخلطات السورية.. وما أن استووا على الأرائك حتى باشروا تقاسم الوزارات والمناصب الدنيا والعليا. . كانوا قرابة عشرين نفرا جلهم يعرف سوريا على الخارطة ويتلعثم باستظهار أسماء المحافظات الكبيرة فما بالك بالمناطق والنواحي، لكن هذا لم يمنعهم ادعاء تمثيل السوريين بكل فئاتهم القومية والدينية والأثنية. فمن هم ولنستطلع ألمعهم.
- علي الحاج حسين: هو اسم مستعار للسيد الغادري، أصدر الدعوة للاجتماع الأول، وهو عبارة عن شخصية وهمية لا وجود لها إلا بذهن السيد فريد الغادري ومن يدور بفلكه، ولا يختلف عن أشباح الأستاذ نزار نيوف ومؤسساته الكثيرة أو سلوى العلي في أضغاث أحلام الدكتور هيثم مناع. وحين التأم شمل قادة سوريا المستقبل غاب هذا الاسم وكأن النمل سحبه وأخفاه في وادي عبقر ليظهر مجددا في طيات التصريح التالي للسيد الغادري.
- فريد الغادري: الإصلاحي السوري المعروف وراعي الحفل، كان بمثابة أم العروس، حضر متعكزا على الصقر ريتشارد بيرل، ويعتبر مهندس ومنظم المؤتمر بالتنسيق مع صقور وصقرات وموظفين وموظفات وزارة الخارجية على قاعدة علاقاته الشخصية. ويشار إلى أنه حول أموال والده الموالي لنظام دمشق من خاصة لملكية عامة. سوى أن المقدمات الموضوعية والذاتية أظهرت للصحفي السوري المعروف نهاد الغادري ما لم يتبينه من ذي قبل فرضى عن نجله الغادري الابن، ورغم أن لكل منهما منهجه، لكن بلا شك ازداد الغادري بالغادري قوة ومناعة. وما عرف عن السيد الغادري موقفه الإيجابي من اليهود والمسيحيين والأكراد والطوائف من شيعة وعلويين ودروز وغيرهم من الأقليات ولا نعرف فيما إن كان لديه مشاعر موازية نحو العرب والمسلمين السنة الذين ينتمي إليهم. وخلال بحثنا وددنا أن نعرف موقعه من ملذات الحياة الدنيا، فوجدناه كقديس هندوسي لا يؤم الحانات ولا يطارد النساء في البارات ولا يتعاطى القمار والمخدرات كما هو شائع عند بعض السوريين في بلد الحريات، ويؤكد أيتام الغادري انه مروزي بالميليمات وطائي بالقنطار. يقدم نفسه على أنه وطني أمريكي بين الأمريكان ووطني سوري بين السوريين، موحيا أن الإدارة الأمريكية تعده كحصان سباق مرحلة ما بعد بشار، متخطيا الأستاذ نيوف والمسلط وأهل الكواعب المتأمركين ممن قد يناط بهم تسلم مقود السفينة وليس هو الجلبي السوري الوحيد، علما أن ما يربطه بسوريا مكان الولادة، وحتى لهجته العربية لبنانية.
- محمد الجبيلي: ربما كان الدكتور الجبيلي الرجل المناسب في المكان غير المناسب، قد يجيد ألف وباء السياسة، شخصية غير منفرة، فاختاره القوم واجهة يتلطى خلفها الباقون ممن لا وجه لهم، إلا أن الدكتور ربما كان أكاديميا ناجحا، لكنه دلل بما لا يدحضه شك أنه سياسي بين الرعاة وراع بين الساسة، إذ لا يرى أبعد من ذبابة أنفه، ويتميز بالدروشة السياسية وحسن نية وطيبة القلب الأمر الذي حوله لنعجة سوداء في قطيع أجرب..
- بسام درويش: قد لا يتدلى الصليب أسفل ذقنه، لكنه بلا منازع كان الذمي الوحيد في بلد مسيحي الديانة كالولايات المتحدة، وجرّت له هذه المشاركة فتوى تكفيرية تقصيه عن الساحة السورية وتبرأ منه قس القرية، وأمعن بعضهم معتبرا درويش الطُرّة لنقش فياض الذي صرفه الغادري على عجل. الناقد درويش من الناس الذين يَنتقدون ولا يُنتقدون، ما أن اتضح له في أول جلسة تداول أن القوم يتجاذبون أطراف الحديث عن حقبة أربعين سنة خلت من عمر سورية وليس 1400 سنة قبلها كما اعتاد أن يفعل، حتى أخلى على الفور مقعده وتنصل من مهام الوزارة الموعودة وخرج من مولد الغادري والأخوان بلا حمّص، وانكب يقرض عكاظيته التالية على شكل شريط أنباء ناقد. ولم يقتد بورقة بن نوفل ولا الراهب بحيرة.
- نجيب الغضبان: لاشك أن الأستاذ الغضبان اخواني لا يشق له غبار، بل ومن سلالة أخوانية أب عن جد، يلمح ولا يصرح بمعدنه طالما العم سام "زعلان" من الأخوان، ولو لم يكن الدكتور أخوانيا لظننته شقيق الدكتور نيوف من شدة عشقه للضوء وحب الكاميرات، يبيع عنزته ولحية تيسه ليظهر على شاشة ولو كانت منزلية. ويعمل بمزيج من الحنكة والتقية ليضع أخاه عبد المهيمن على الرف بعد استخدامه، معتبرا أن السلوقي الذي لا يحسن الصيد لا يحمي قطيع، ويؤمن أيضا أن الصقر الذي لا يحسن القنص ليس هناك ما يمنع شيه. وقد سمع القاصي والداني أن الدكتورة رايس سوف تلتقي الدكتور الغضبان سوى أننا لم نتحقق بعد هل وافقت الدكتورة على مطلب الدكتور أن تكون محجبة أم سافرة أثناء اللقاء. ويعتبره صحبه حصان الرهان الفائز. أما عمه الشيخ منير عضو مجلس النصح والإرشاد وشورى الأستاذ أبو أنس البيانوني فكان مهندس تأصيل مشروع سوريا الحضاري الأخواني المستقبلي، بينما عمه الثاني (حموه) أي والد زوجته دكتور الأشعة منذر القحف، الذي كان يتخذ من السعودية مقرا له فمن الشخصيات الأخوانية المؤثرة خصوصا وان علاقته "خوش بوش" مع خلفية الخارجية الأمريكية المتمثلة بمخابراتها آنذاك، مما يجعله يحلم بدور يناسب المعطيات، ويراهن كثيرون على أن الغضبان الشاب سيلعب على عدة حبال مستفيدا من هذه الميزات المتعددة، وخصوصا في مرحلة خلط الأوراق وإعادة توزيعها في الشرق الأوسط من قبل الإدارة الأمريكية، ويحاول أن يكون الجسر الذي يصل الأخوان بالمخابرات الأمريكية ليكون لهم حصة الأسد من الفطيرة السورية لدى إعادة خلط الأوراق وتوزيعها من جديد.
- محمد الخوام: مشغول بلعبة تصفيف الكراسي الموسيقية، وهو ضرب من الإمّعات، يتقمص شخص لينين مع الشيوعي ويرتدي جلباب الشيخ البنّا مع الأخواني، ويزاود على عفلق مع القومجي. الطبيب محمد الخوام ممولا للمشروع الأخواني في أمريكا يغمره الحماس لمشروع تغيير النظام وإقامة الولاية الإسلامية مما جعله يتبنى بوقا له اسمه فهمي خير الله، الذي يعتاش على فتات ما يلقيه الطبيب مقابل خدمات مدفوعة.
- فهمي خير الله: ما كان معارضا في يوم من الأيام، سوى أن لمعان المنصب الموعود وقرقعة فلوس الخوام اجتذبته وما أن ينضب القطر حتى يقصر ويجمع، ويعتبر الأستاذ أبو كاعود حافظا لمفردات لا تحويها قواميس ولا معاجم، وجوابه الحاضر لكل سؤال أو تعليق لمحدثه ناعتا إياه بالسخيف. ولعب على الدرويش الجبيلي لعبة دوخه بها. أظهر إيصالا دفع فيه تكاليف تسجيل وترخيص المجلس إياه، وطلب منه في الحادي عشر من آب أن يوقع على ورقة ليدرج اسمه بين المؤسسين، وبما أن حبل الكذب قصير تبين أن فهمي خير الله والسيدة الأولى المرتقبة - الديري قد سجلوا الرخصة باسمهم في الخامس من آب، أي قبل أسبوع من توقيع الجبيلي. ولدى إعداد هذا المقال استغرب أحد مصادري من الأدالبة ممن يعرفونه، كان شتاما مشاكسا غير مبال، ولا ندري من ورطه بلعبة السياسة.
- بني المرجة: أول العصافير الطيارة، خرج من حيث دخل وانصرف مغادرا المجلس، وشنع الباقون بذيله كغيره من المنسحبين، واتهموه برجل الغادري بينهم.
- حسام عبده الديري: هو نجل عبده الديري الحوراني المنشأ، الذي جعلته أموال صدام يتخلى عن "حوران اللي تريد حكوكها" ويتكلم بلهجة عراقية كان قد أتقنها لدى مرافقته لنجلي صدام المتوفيين عدي وقصي في جولاتهم ولياليهم الملاح، وربما ورث عنهم العقلية المشاكسة واستخدام العراك بالأيدي بدل الحوار مع من يختلف معه، لدرجة أن سماكة ملفه الجنائي في شيكاغو تجاوزت عشرة سنتيميترات سببها استخدام اليد عوضا عن اللسان، ولم يسلم من الأذى حتى شريكه وهو دكتور، فبدل الحوار يلجأ للطم والركل. وبما أن الأخوان ترعرعوا على سفرة صدام فلم يجدوا حرجا من اعتباره بمثابة عكرمة بن أبي جهل، أناب وأبلى ثم نال المبتغى. وللسيد حسام الديري الفضل "بتطفيش" الذمي الوحيد في بلد مسيحي من المجلس، ثم هرّ بوجه الغادري قبيل وبُعيد التأسيس واتصل بقواعد وقيادات حزبه في كندا وأوربا ليتبعوه ويطلقون الغادري، وهو الذي "زَعَبَ" بني المرجة، وحلق للناطق العام السيد الجبيلي "عالناشف". رغم ما يتميز به السيد الديري من جهل بألف باء السياسة والخبل الظاهر فتراه يجادل في المسلمات والبديهيات، إلا أن بريق 22 مليون دولار يجعل للكذا زوجة ويحلف بطلاقها. ويشار إلى أن بهلوانبته جعلته بمثابة الخل الوفي والصديق المقرب لنجلي صدام. أما في المؤتمر المذكور كان السيد حسام طيلة الجلسة يكرر: "من ليس معنا فهو خصمنا" أو "اللي مو سوري يكول" مع أنه عراقي المال واللهجة، واقتصرت أسئلته للسيد بيرل على عراق صدام، فامتعظ حتى صحبه من بلادته وبلاهته لعدم ذكر سورية بشيء. ورفض تلفزيون عربي استضافته متذرعين بفقر معجمه وسوقية عباراته. أما على صعيد التعامل الاجتماعي فشيمته الغدر والنميمة والغيبة والضرب من الخلف. بعد أن صفى الجبيلي يعد الطبخة لينقض على الغضبان ليفطر به قبل أن يتعشاه الأخير ويُؤكل كما أُكل الثور الأبيض.
- هيثم قضيماتي: ربما كان السيد قضيماتي من الأخوان المسلمين المارقين على الأستاذ أبو أنس البيانوني، وما أسرج عليه لولا تاريخه النضالي، فهو قضى سنوات أليمة في سجون النظام السوري تركت بصماتها على مجمل حياته وتصرفاته اللاحقة، سوى أنه لم يتاجر بآلامه ويختلق بطولات أمام عدسات الكاميرات الباريسية، ويهذي أحيانا محدثا نفسه ويتخاصم مع ذاته.
- إياس المالح: رغم أن ابن المحامي المعروف يعيش في أمريكا، سوى أنه مازال بمفاهيمه يعكس عقلية صبية وأبناء حارته الشعبية، ووجد نفسه داخل المجلس كفأرة رعديد وسط قطيع من الفيلة. ببغاء والده. يصر على أن تستجدي معارضة الخارج الداخل. ويعتقد بعضهم أنه مزروع من جهة أمنية ويؤدي رسالة محبوكة مسبقا.
- نجدت أصفري: شخص لا رأي له، ينسخ ما يمليه عليه السيد حسام الديري، لدرجة أنه اقترح التصويت بجواز أو تحريم الحديث مع الغادري ورد السلام عليه، نفّذ نجدت سيناريو حسام بالحرف. وكلما تفوه الديري بكلمة مخلة، أتبعها نجدت بقوله: "أي والله معك حق". وبالتالي لا يعدو كونه تكملة عدد.
- عبد المهيمن السباعي: أخواني أصلي، ومنذ شهرين منبطح على باب الخارجية الأمريكية ويكثر الابتهالات راجيا استقباله وجماعته ولو من بواب الوزارة، لكنه لم يوفق بعد. ويمارس التقية ببراعة أميركانية. منطو على نفسه يكن ما لا يعلن.
- سلمى الديري: السيدة سلمى الديري قد تكون الحمامة الضالة في غير عشها، لا تختلف عن شقيقها سوى أنها أنثى وهو مذكر، مضافا لهذا الفرق ما نودي عليها بالطلاق ستة مرات متفرقات بلا رجعة وهرب منها زوجين على التوالي والثالث على وشك أن يغلق الباب قبل أن يلجه. وقد وصفها بعلاها بأنها "حيّة حوران". الغريب أنها تملك من سفاهة القول ما يخجل أوقح الرجال. وهي تحيك قصصا وحكاوي بين المشاركين من مستوى روايات الجدات في الأحياء الشعبية. وتتواصل مع الأعضاء تنم بينهم وتجيّش هذا ضد ذاك مما أنشب الخلافات. وتحاول أن تكون مركز انتباه ومحط أنظار من حولها رغم ما لديها من ضحالة وفقر في المعارف وصحراء قاحلة ثقافيا، أما شكلا فذاك من صنع الرب لا شأنا لنا به. سوى أن إغداغها المجاملات مراودة هذا وذاك لم يصنع من الغولة حسناء. ولابد هنا من الإشارة إلى أن سبب العقد النفسية التي تعاني منها هذه السيدة هو والدها وشقيقها حصرا كما يروي مقربون من المضافة الحورانية الأميركانية.
- عبده الديري: هو العضو الحاضر الغائب، استحوذ على ما مجموعه 22 مليون دولار، "شفطها" من الأموال العراقية بالتعامل مع النظام السابق، وفي الوقت الذي تتهيأ فيه أوساط عراقية استرجاع ما بقي منها عبر جهات أمريكية معتبرة، يحاول السيد عبده توظيفها في السياسة السورية القادمة، ولا يمنع ذلك من أن يحلم بحكم سوريا من قبل دكتاتور صغير سجد وصلى لصدام. ولم يوضح بعد ما هو شكل الديمقراطية التي ينوي جلبها لسورية أهي من بقايا صدام أم من كاوبوي العم سام. وبما أن هذه السيرة تكاد تبدأ ولا تنتهي، سنفرد نافذة خاصة تطل على مملكة آل الديري (عبده – سلمى – حسام) وملايين صدام وطلابها العراقيين، لكن وفي هذه العجالة لابد من الإشارة إلى أن دار الديري الأب في جورج تاون تحولت لمركز لحياكة المؤامرات، ومطبخ لطهي وترويج الشائعات، وبيع الكاسد من البضائع والنمائم والدسائس.
- نبيل فياض: صيدلاني يبحث في غير تخصصه ويلعب في غير ميدانه، حمل على أهل سنته وتنكر لجلده وسحنته، تم اعتقاله وجهاد نصرة بحملة مفبركة من قبل المخابرات بغية إظهارهم على السطح وتداولتهم الألسن ووسائل الإعلام، وخرج مروجا للسجون السورية التي ابتلعت عشرات ألوف السوريين على أنها من نمرة خمس نجوم، ويشاع أن صديقه الأستاذ بهجت سليمان أحرقه ومثله كثر، لئلا يصلح للاستخدام بعد إقالته من منصبه. ونبيل فياض روّج أنه الحمامة التي ألهمت صقر الغادري العودة لمربط خيله وأنه وضع في المنام كل فصول وأبواب مشروع المجلس، ورواه للغادري الذي رأى نفس الحلم، لذا بدأ مروجا أنه الأب الروحي للمجلس، لكن الغادري ركله بضربة جزاء قاضية أسكتت بهرجته كرجل ثان في حزبه الناشيء وأستخدمه منديلا ورقية تستخدم لمرة واحدة، يشاع أن السيد الغادري أقدم على هذا الإجراء نزولا عند رغبة فرع حزبه في الداخل الذي كان يفترض أن يتزعمه السيد فياض، والذي فيه مجموعة من العاملين في حقل الأمن والمخابرات من الذين يمدون رئيسهم بتصورات مخابراتية وتقارير داخلية أقرب لما يتخيل المشاهد عن بعد.
قراءة خاطئة لواقع صحيح:
ربما كان عمار قربي مصيبا بوصفه المرض المستشري حين قال: ".. بعد قمع وكبت استمر لاكثر من أربعين عاما اصبح هناك حالة عطش لمزاولة العمل السياسي كان من نتيجتها العجلة والإسراع دون مناقشة جدية للتشكيلات واوراق العمل المطروحة ... وهذا لا يتحقق إلا بالانخراط في العمل والممارسة اليومية ولهذا كان لابد من ظهور هذه الاثار على السطح" . أقدر تماما أني من خلال الاستطلاع الحيادي والذي لا يمشط لحية ولا يمسح جوخا لأحد، نغمز من قناة الكل وفقا للمعطيات المتوفرة والتي تتوفر لدينا بدئا بقبعة الدكتور بشار وسرايا عمه الدكتور مرورا بشوارب الأستاذ الغادري ونظارات الأستاذ عبد العظيم وصولا للحية أبو أنس مع احترامنا الكامل لشخص أي منهم كشخص، ومن لا يعجبه النقد ولا يستطيع العمل إلا في الظل فحري به ألا يتعامل بالشأن السوري العام وليترأس عصابة مافيا تقتل منتقديها وأعضائها دون تمييز. وبما أننا نقر بعجزنا عن استخلاص النتائج والفوائد من الموضوع قيد الدرس، نحبذ طرح تساؤلات في الجواب عنها يجد القاريء ضالته وكل على طريقته، فلنبدأ:
- المجلس الوطني السوري الأخوان-أميركاني: عبارة عن هيكلية غوغائية، هدفه مؤسسوها تصفية بعضهم واقتتلوا على فطيرة غيرهم قبل أن تنضج وتطهى على موقد الجيران، ولدوا ليموتوا، بدءوا بعشرين شخصا وآلوا إلى خمسة والخير لقدام..
- اقتصر تمثيلهم لكافة أطياف الشعب السوري على حفنة من غلاة السنة، ليس بينهم كردي أو شيعي او اسماعيلي أو علوي أو آشوري أو درزي واحد. بل كانوا صورة مصغرة عن جماعة الأستاذ أبو أنس البيانوني. فهل هذا تمثيل صحيح لما يدعون؟
- قدم الغضبان نفسه لمحطة تلفزيونية عربية كبديل عن الجبيلي فقيل له لم نستضفه لأنه ناطق، بل لأنه لم يطلب الظهور على الشاشة ومتواضع. فهل فعلا هدف الغضبان الكاميرا أم كرسي الوزارة؟
- لماذا يجتمع الغادري في مبنى الاتحاد الأوربي ومجلس اللوردات والبرلمان الفرنسي وخارجية بلجيكا والبيت الأبيض ويحضر بيرل تحت إباطه وهم لم يلتقوا رايس سواء سافرة أو محجبة؟ وهو أيضا الذي حملهم في حقيبته إلى وزراة الخارجية وأجلسهم مع الصقرة تشيني وكلما قزمه صحبه دفعته قوة ما للأعلى، فهل خلف الصقر السوري المتأمرك هذا قوة خفية؟ هل على الدكتور بشار أن يطلب نجدة الغادري ليحل خلاف آل أسد مع آل بوش؟ من أين لك هذا يا أستاذ الغادري؟ فهل وراء الأكمة ما وراءها؟
- هل سيؤجل الدكتور بشار زيارة نيويورك خشية أن يظهر بوجهه الغادري ويفزعه فجاة أم ديتليف ميليس يظهر له في المنامات والكوابيس المرعبة؟
- هل سيلتحق محمد الجبيلي بالغادري أم يكتفي بشق مجلس البيانوني ويرممه من الملل والنحل غير السنية بحثا عن مصداقية أشمل؟
- هل يدعم الجبيلي مؤتمر الدكتور رفعت الباريسي وهو الذي تبادل المجاملات مع ناطقه بعد مناوشات أنترنيتية قصيرة بدون ضحايا؟
- هل الغادري ضرورة تفرض نفسها أم ملحا لوجبة تالية يتناولها البيانوني على مائدة كردية؟
- هل دفع عبده الديري من أموال صدام تكاليف الاجتماع في الفندق والمياه المعدنية والقهوة والشاي أم هي من أموال الغادري الأب حولها الابن لملكية عامة؟
- المال السياسي: هل فعلا الغادري سيكون بمثابة الحريري السوري وينفق بلا حساب ليخلق تيار قوي فقط في الداخل، أم هو زوبعة في فنجان؟
- هل نفقت الخيول ليسرج البيانوني على أيتام صدام حسين كعبده الديري أم حنينا لنكهة نفط الرافدين؟
- هل كان الغادري طاردا أم مطرودا من المجلس الذي دعى له وأسسه وأحضر له بيرل وبمباركة السيدة تشيني؟
- هل السلطة السورية فعلا خائفة من معارضة المناقرات أم تسخر من خراقة النتائج؟
- هل يتفق البيانوني والغادري والأكراد وماذا يجمعهم وتحت مظلة من؟
- هل حكومة الغادري القادمة في المنفى نسخة رديئة عن حكومة الاستاذ جواد الملا أم بديلا عن حكومة الدكتور بشار؟
- هل كثرة المؤتمرات الوطنية السورية مظهر قوة ونشاط أم تفرقة وتبديد للقوى؟
- هل وفاة المجلس الأخواني الأميركاني بداية مخاض ولادة مجلس أخواني بريطاني يبعث الحياة في ميثاق لندن المتوفي أم زفرات الاحتضار؟
- هل يتصالح الدكتور رفعت مع البيانوني والغادري ويقولون للبقية "طز يا شعب" أم يستمر الأسد للأبد؟
- هل مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان في سوريا أطرافا سياسية معارضة أم مقشات تلميع وجه النظام؟
- هل انشقاق حزب الوطنيين الأحرار المشكل من صنائعيي حلب الذي انفرط عقده فرعا سريا لنفس الاسم الذي يديره عبد الله الحميدي في حمص أم الأثنان صفرا على الشمال؟
- هل الأكراد يلعبون لعبتهم وحدهم ولا يجمعهم جامع أم في حيرة من أمرهم أيركبون حصان الأستاذ الغادري او المحامي أبو أنس وربما الدكتور رفعت؟
- هل تحالف أيتام الغادري مع الدكتور رفعت انتقاما منه والأخوان أم لطرق بوابة كردستان من باريس؟
- هل أسفرت خلافات طلال كيالي ونادر جركس وسمير نشار لتفكيك أضلع حزب تحالف الوطنيين الاحرار في حلب أم انعكاسا لاحتضار المجلس الأميركاني؟
- هل فهم الغادري والجبيلي النبرة الإسلامية في مجلسهم منذ التأسيس أم هي لعبة تمويت الأموات؟
- هل على ذميي اليوم قبول مرجعية الغضبان رغم أنوفهم، أم أن قدر سورية الحضاري المستقبلي مرهون بنظام طالبان؟
- هل هؤلاء فعلا من سيحكم سوريا أم أن الزبد يفرزه الطوفان؟
- # الملف القادم بخصوص التحالف الديمقراطي السوري أو ما عرف بتيار الغادري المعارض
_______________________________________
* د. سلمان حيدرة – مراقب حيادي للشفافية في المعارضة السورية.
المجلس الوطني السوري-الأميركاني المولود في حزيران 2005م.
تنادت ثلة من المغتربين السوريين وعقدوا اجتماعا مغلقا في واشنطن في 18 و19 يونيو (حزيران) 2005. تمخض عن ولادة المجلس الوطني السوري، ولم تعلن جميع أسماء الأعضاء المؤسسين خشية بعضهم على سلامته وفضل النضال ليلا في الظلام. لابد هنا من الإشارة إلى أنه يصعب على المتخصصين استظهار اسماء عشرة من أعتق الأحزاب السورية فما بالك بجديدها، وذلك لتشابه بل تكاد تتطابق الاسماء. أما هذا المجلس فتشكيل سياسي لا يختلف عن غيره، ولا يمكن أن ندرك طبيعة تكوينه وتوجهه الأيديولوجي بمجرد قراءة اسمه فقط ما لم يصدر برنامج عمله أو مشروعه السياسي الذي يميزه عن غيره ويضبط تصرفاته على أرض الواقع، وبما أنه بدأ يحتضر، ويكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة ولم يصدر بعد برنامجه، لذا لابد من استطلاع حيثيات الوفاة وتسجيل الواقعة.
فور ظهور ما سمي بالمجلس الوطني السوري، وبدون مقدمات وعلى طريقة "الكاوبوي" دعى الفهيمون منه الأحزاب السياسية لحل نفسها والمسارعة بالانضمام إليه قبل أن يفوتهم القطار أو تمتلئ المقاعد، وخاطبوا المعارضة التي في الداخل والخارج بالهرولة إلي الدخول تحت عباءتهم ليكونوا من الفرقة الناجية، علما أن قيادة أي حزب في المعارضة "المتعوب عليها" متشبثة بمقاعدها مثل النظام أو أسوأ بقليل. فما هذه الفعالية السورية وكيف ولدت وماتت، ومن هم الداعين لها ومؤسسيها وماذا نعرف عنهم يا ترى؟
الشخصيات الداعية للمؤتمر:
منذ بداية العام 2005م. وزع المتحدث باسم حزب الغادري السيد علي الحاج حسين دعوة لاجتماع خاص بالسوريين المقيمين في القارة الأمريكية، يبدو كانت انتقائية، وتمكن الأخوان من استثناء المعتدل منهم، وحضر من يأتم بكل من السيدين الغادري والبيانوني إلى جانب مسيحي يتيم وبعض فلول صدام. وطرح هؤلاء بضاعتهم على "بسطة" كغيرهم من الدكاكين المعارضجية من عربية وكوردية وبقية السبائك والخلطات السورية.. وما أن استووا على الأرائك حتى باشروا تقاسم الوزارات والمناصب الدنيا والعليا. . كانوا قرابة عشرين نفرا جلهم يعرف سوريا على الخارطة ويتلعثم باستظهار أسماء المحافظات الكبيرة فما بالك بالمناطق والنواحي، لكن هذا لم يمنعهم ادعاء تمثيل السوريين بكل فئاتهم القومية والدينية والأثنية. فمن هم ولنستطلع ألمعهم.
- علي الحاج حسين: هو اسم مستعار للسيد الغادري، أصدر الدعوة للاجتماع الأول، وهو عبارة عن شخصية وهمية لا وجود لها إلا بذهن السيد فريد الغادري ومن يدور بفلكه، ولا يختلف عن أشباح الأستاذ نزار نيوف ومؤسساته الكثيرة أو سلوى العلي في أضغاث أحلام الدكتور هيثم مناع. وحين التأم شمل قادة سوريا المستقبل غاب هذا الاسم وكأن النمل سحبه وأخفاه في وادي عبقر ليظهر مجددا في طيات التصريح التالي للسيد الغادري.
- فريد الغادري: الإصلاحي السوري المعروف وراعي الحفل، كان بمثابة أم العروس، حضر متعكزا على الصقر ريتشارد بيرل، ويعتبر مهندس ومنظم المؤتمر بالتنسيق مع صقور وصقرات وموظفين وموظفات وزارة الخارجية على قاعدة علاقاته الشخصية. ويشار إلى أنه حول أموال والده الموالي لنظام دمشق من خاصة لملكية عامة. سوى أن المقدمات الموضوعية والذاتية أظهرت للصحفي السوري المعروف نهاد الغادري ما لم يتبينه من ذي قبل فرضى عن نجله الغادري الابن، ورغم أن لكل منهما منهجه، لكن بلا شك ازداد الغادري بالغادري قوة ومناعة. وما عرف عن السيد الغادري موقفه الإيجابي من اليهود والمسيحيين والأكراد والطوائف من شيعة وعلويين ودروز وغيرهم من الأقليات ولا نعرف فيما إن كان لديه مشاعر موازية نحو العرب والمسلمين السنة الذين ينتمي إليهم. وخلال بحثنا وددنا أن نعرف موقعه من ملذات الحياة الدنيا، فوجدناه كقديس هندوسي لا يؤم الحانات ولا يطارد النساء في البارات ولا يتعاطى القمار والمخدرات كما هو شائع عند بعض السوريين في بلد الحريات، ويؤكد أيتام الغادري انه مروزي بالميليمات وطائي بالقنطار. يقدم نفسه على أنه وطني أمريكي بين الأمريكان ووطني سوري بين السوريين، موحيا أن الإدارة الأمريكية تعده كحصان سباق مرحلة ما بعد بشار، متخطيا الأستاذ نيوف والمسلط وأهل الكواعب المتأمركين ممن قد يناط بهم تسلم مقود السفينة وليس هو الجلبي السوري الوحيد، علما أن ما يربطه بسوريا مكان الولادة، وحتى لهجته العربية لبنانية.
- محمد الجبيلي: ربما كان الدكتور الجبيلي الرجل المناسب في المكان غير المناسب، قد يجيد ألف وباء السياسة، شخصية غير منفرة، فاختاره القوم واجهة يتلطى خلفها الباقون ممن لا وجه لهم، إلا أن الدكتور ربما كان أكاديميا ناجحا، لكنه دلل بما لا يدحضه شك أنه سياسي بين الرعاة وراع بين الساسة، إذ لا يرى أبعد من ذبابة أنفه، ويتميز بالدروشة السياسية وحسن نية وطيبة القلب الأمر الذي حوله لنعجة سوداء في قطيع أجرب..
- بسام درويش: قد لا يتدلى الصليب أسفل ذقنه، لكنه بلا منازع كان الذمي الوحيد في بلد مسيحي الديانة كالولايات المتحدة، وجرّت له هذه المشاركة فتوى تكفيرية تقصيه عن الساحة السورية وتبرأ منه قس القرية، وأمعن بعضهم معتبرا درويش الطُرّة لنقش فياض الذي صرفه الغادري على عجل. الناقد درويش من الناس الذين يَنتقدون ولا يُنتقدون، ما أن اتضح له في أول جلسة تداول أن القوم يتجاذبون أطراف الحديث عن حقبة أربعين سنة خلت من عمر سورية وليس 1400 سنة قبلها كما اعتاد أن يفعل، حتى أخلى على الفور مقعده وتنصل من مهام الوزارة الموعودة وخرج من مولد الغادري والأخوان بلا حمّص، وانكب يقرض عكاظيته التالية على شكل شريط أنباء ناقد. ولم يقتد بورقة بن نوفل ولا الراهب بحيرة.
- نجيب الغضبان: لاشك أن الأستاذ الغضبان اخواني لا يشق له غبار، بل ومن سلالة أخوانية أب عن جد، يلمح ولا يصرح بمعدنه طالما العم سام "زعلان" من الأخوان، ولو لم يكن الدكتور أخوانيا لظننته شقيق الدكتور نيوف من شدة عشقه للضوء وحب الكاميرات، يبيع عنزته ولحية تيسه ليظهر على شاشة ولو كانت منزلية. ويعمل بمزيج من الحنكة والتقية ليضع أخاه عبد المهيمن على الرف بعد استخدامه، معتبرا أن السلوقي الذي لا يحسن الصيد لا يحمي قطيع، ويؤمن أيضا أن الصقر الذي لا يحسن القنص ليس هناك ما يمنع شيه. وقد سمع القاصي والداني أن الدكتورة رايس سوف تلتقي الدكتور الغضبان سوى أننا لم نتحقق بعد هل وافقت الدكتورة على مطلب الدكتور أن تكون محجبة أم سافرة أثناء اللقاء. ويعتبره صحبه حصان الرهان الفائز. أما عمه الشيخ منير عضو مجلس النصح والإرشاد وشورى الأستاذ أبو أنس البيانوني فكان مهندس تأصيل مشروع سوريا الحضاري الأخواني المستقبلي، بينما عمه الثاني (حموه) أي والد زوجته دكتور الأشعة منذر القحف، الذي كان يتخذ من السعودية مقرا له فمن الشخصيات الأخوانية المؤثرة خصوصا وان علاقته "خوش بوش" مع خلفية الخارجية الأمريكية المتمثلة بمخابراتها آنذاك، مما يجعله يحلم بدور يناسب المعطيات، ويراهن كثيرون على أن الغضبان الشاب سيلعب على عدة حبال مستفيدا من هذه الميزات المتعددة، وخصوصا في مرحلة خلط الأوراق وإعادة توزيعها في الشرق الأوسط من قبل الإدارة الأمريكية، ويحاول أن يكون الجسر الذي يصل الأخوان بالمخابرات الأمريكية ليكون لهم حصة الأسد من الفطيرة السورية لدى إعادة خلط الأوراق وتوزيعها من جديد.
- محمد الخوام: مشغول بلعبة تصفيف الكراسي الموسيقية، وهو ضرب من الإمّعات، يتقمص شخص لينين مع الشيوعي ويرتدي جلباب الشيخ البنّا مع الأخواني، ويزاود على عفلق مع القومجي. الطبيب محمد الخوام ممولا للمشروع الأخواني في أمريكا يغمره الحماس لمشروع تغيير النظام وإقامة الولاية الإسلامية مما جعله يتبنى بوقا له اسمه فهمي خير الله، الذي يعتاش على فتات ما يلقيه الطبيب مقابل خدمات مدفوعة.
- فهمي خير الله: ما كان معارضا في يوم من الأيام، سوى أن لمعان المنصب الموعود وقرقعة فلوس الخوام اجتذبته وما أن ينضب القطر حتى يقصر ويجمع، ويعتبر الأستاذ أبو كاعود حافظا لمفردات لا تحويها قواميس ولا معاجم، وجوابه الحاضر لكل سؤال أو تعليق لمحدثه ناعتا إياه بالسخيف. ولعب على الدرويش الجبيلي لعبة دوخه بها. أظهر إيصالا دفع فيه تكاليف تسجيل وترخيص المجلس إياه، وطلب منه في الحادي عشر من آب أن يوقع على ورقة ليدرج اسمه بين المؤسسين، وبما أن حبل الكذب قصير تبين أن فهمي خير الله والسيدة الأولى المرتقبة - الديري قد سجلوا الرخصة باسمهم في الخامس من آب، أي قبل أسبوع من توقيع الجبيلي. ولدى إعداد هذا المقال استغرب أحد مصادري من الأدالبة ممن يعرفونه، كان شتاما مشاكسا غير مبال، ولا ندري من ورطه بلعبة السياسة.
- بني المرجة: أول العصافير الطيارة، خرج من حيث دخل وانصرف مغادرا المجلس، وشنع الباقون بذيله كغيره من المنسحبين، واتهموه برجل الغادري بينهم.
- حسام عبده الديري: هو نجل عبده الديري الحوراني المنشأ، الذي جعلته أموال صدام يتخلى عن "حوران اللي تريد حكوكها" ويتكلم بلهجة عراقية كان قد أتقنها لدى مرافقته لنجلي صدام المتوفيين عدي وقصي في جولاتهم ولياليهم الملاح، وربما ورث عنهم العقلية المشاكسة واستخدام العراك بالأيدي بدل الحوار مع من يختلف معه، لدرجة أن سماكة ملفه الجنائي في شيكاغو تجاوزت عشرة سنتيميترات سببها استخدام اليد عوضا عن اللسان، ولم يسلم من الأذى حتى شريكه وهو دكتور، فبدل الحوار يلجأ للطم والركل. وبما أن الأخوان ترعرعوا على سفرة صدام فلم يجدوا حرجا من اعتباره بمثابة عكرمة بن أبي جهل، أناب وأبلى ثم نال المبتغى. وللسيد حسام الديري الفضل "بتطفيش" الذمي الوحيد في بلد مسيحي من المجلس، ثم هرّ بوجه الغادري قبيل وبُعيد التأسيس واتصل بقواعد وقيادات حزبه في كندا وأوربا ليتبعوه ويطلقون الغادري، وهو الذي "زَعَبَ" بني المرجة، وحلق للناطق العام السيد الجبيلي "عالناشف". رغم ما يتميز به السيد الديري من جهل بألف باء السياسة والخبل الظاهر فتراه يجادل في المسلمات والبديهيات، إلا أن بريق 22 مليون دولار يجعل للكذا زوجة ويحلف بطلاقها. ويشار إلى أن بهلوانبته جعلته بمثابة الخل الوفي والصديق المقرب لنجلي صدام. أما في المؤتمر المذكور كان السيد حسام طيلة الجلسة يكرر: "من ليس معنا فهو خصمنا" أو "اللي مو سوري يكول" مع أنه عراقي المال واللهجة، واقتصرت أسئلته للسيد بيرل على عراق صدام، فامتعظ حتى صحبه من بلادته وبلاهته لعدم ذكر سورية بشيء. ورفض تلفزيون عربي استضافته متذرعين بفقر معجمه وسوقية عباراته. أما على صعيد التعامل الاجتماعي فشيمته الغدر والنميمة والغيبة والضرب من الخلف. بعد أن صفى الجبيلي يعد الطبخة لينقض على الغضبان ليفطر به قبل أن يتعشاه الأخير ويُؤكل كما أُكل الثور الأبيض.
- هيثم قضيماتي: ربما كان السيد قضيماتي من الأخوان المسلمين المارقين على الأستاذ أبو أنس البيانوني، وما أسرج عليه لولا تاريخه النضالي، فهو قضى سنوات أليمة في سجون النظام السوري تركت بصماتها على مجمل حياته وتصرفاته اللاحقة، سوى أنه لم يتاجر بآلامه ويختلق بطولات أمام عدسات الكاميرات الباريسية، ويهذي أحيانا محدثا نفسه ويتخاصم مع ذاته.
- إياس المالح: رغم أن ابن المحامي المعروف يعيش في أمريكا، سوى أنه مازال بمفاهيمه يعكس عقلية صبية وأبناء حارته الشعبية، ووجد نفسه داخل المجلس كفأرة رعديد وسط قطيع من الفيلة. ببغاء والده. يصر على أن تستجدي معارضة الخارج الداخل. ويعتقد بعضهم أنه مزروع من جهة أمنية ويؤدي رسالة محبوكة مسبقا.
- نجدت أصفري: شخص لا رأي له، ينسخ ما يمليه عليه السيد حسام الديري، لدرجة أنه اقترح التصويت بجواز أو تحريم الحديث مع الغادري ورد السلام عليه، نفّذ نجدت سيناريو حسام بالحرف. وكلما تفوه الديري بكلمة مخلة، أتبعها نجدت بقوله: "أي والله معك حق". وبالتالي لا يعدو كونه تكملة عدد.
- عبد المهيمن السباعي: أخواني أصلي، ومنذ شهرين منبطح على باب الخارجية الأمريكية ويكثر الابتهالات راجيا استقباله وجماعته ولو من بواب الوزارة، لكنه لم يوفق بعد. ويمارس التقية ببراعة أميركانية. منطو على نفسه يكن ما لا يعلن.
- سلمى الديري: السيدة سلمى الديري قد تكون الحمامة الضالة في غير عشها، لا تختلف عن شقيقها سوى أنها أنثى وهو مذكر، مضافا لهذا الفرق ما نودي عليها بالطلاق ستة مرات متفرقات بلا رجعة وهرب منها زوجين على التوالي والثالث على وشك أن يغلق الباب قبل أن يلجه. وقد وصفها بعلاها بأنها "حيّة حوران". الغريب أنها تملك من سفاهة القول ما يخجل أوقح الرجال. وهي تحيك قصصا وحكاوي بين المشاركين من مستوى روايات الجدات في الأحياء الشعبية. وتتواصل مع الأعضاء تنم بينهم وتجيّش هذا ضد ذاك مما أنشب الخلافات. وتحاول أن تكون مركز انتباه ومحط أنظار من حولها رغم ما لديها من ضحالة وفقر في المعارف وصحراء قاحلة ثقافيا، أما شكلا فذاك من صنع الرب لا شأنا لنا به. سوى أن إغداغها المجاملات مراودة هذا وذاك لم يصنع من الغولة حسناء. ولابد هنا من الإشارة إلى أن سبب العقد النفسية التي تعاني منها هذه السيدة هو والدها وشقيقها حصرا كما يروي مقربون من المضافة الحورانية الأميركانية.
- عبده الديري: هو العضو الحاضر الغائب، استحوذ على ما مجموعه 22 مليون دولار، "شفطها" من الأموال العراقية بالتعامل مع النظام السابق، وفي الوقت الذي تتهيأ فيه أوساط عراقية استرجاع ما بقي منها عبر جهات أمريكية معتبرة، يحاول السيد عبده توظيفها في السياسة السورية القادمة، ولا يمنع ذلك من أن يحلم بحكم سوريا من قبل دكتاتور صغير سجد وصلى لصدام. ولم يوضح بعد ما هو شكل الديمقراطية التي ينوي جلبها لسورية أهي من بقايا صدام أم من كاوبوي العم سام. وبما أن هذه السيرة تكاد تبدأ ولا تنتهي، سنفرد نافذة خاصة تطل على مملكة آل الديري (عبده – سلمى – حسام) وملايين صدام وطلابها العراقيين، لكن وفي هذه العجالة لابد من الإشارة إلى أن دار الديري الأب في جورج تاون تحولت لمركز لحياكة المؤامرات، ومطبخ لطهي وترويج الشائعات، وبيع الكاسد من البضائع والنمائم والدسائس.
- نبيل فياض: صيدلاني يبحث في غير تخصصه ويلعب في غير ميدانه، حمل على أهل سنته وتنكر لجلده وسحنته، تم اعتقاله وجهاد نصرة بحملة مفبركة من قبل المخابرات بغية إظهارهم على السطح وتداولتهم الألسن ووسائل الإعلام، وخرج مروجا للسجون السورية التي ابتلعت عشرات ألوف السوريين على أنها من نمرة خمس نجوم، ويشاع أن صديقه الأستاذ بهجت سليمان أحرقه ومثله كثر، لئلا يصلح للاستخدام بعد إقالته من منصبه. ونبيل فياض روّج أنه الحمامة التي ألهمت صقر الغادري العودة لمربط خيله وأنه وضع في المنام كل فصول وأبواب مشروع المجلس، ورواه للغادري الذي رأى نفس الحلم، لذا بدأ مروجا أنه الأب الروحي للمجلس، لكن الغادري ركله بضربة جزاء قاضية أسكتت بهرجته كرجل ثان في حزبه الناشيء وأستخدمه منديلا ورقية تستخدم لمرة واحدة، يشاع أن السيد الغادري أقدم على هذا الإجراء نزولا عند رغبة فرع حزبه في الداخل الذي كان يفترض أن يتزعمه السيد فياض، والذي فيه مجموعة من العاملين في حقل الأمن والمخابرات من الذين يمدون رئيسهم بتصورات مخابراتية وتقارير داخلية أقرب لما يتخيل المشاهد عن بعد.
قراءة خاطئة لواقع صحيح:
ربما كان عمار قربي مصيبا بوصفه المرض المستشري حين قال: ".. بعد قمع وكبت استمر لاكثر من أربعين عاما اصبح هناك حالة عطش لمزاولة العمل السياسي كان من نتيجتها العجلة والإسراع دون مناقشة جدية للتشكيلات واوراق العمل المطروحة ... وهذا لا يتحقق إلا بالانخراط في العمل والممارسة اليومية ولهذا كان لابد من ظهور هذه الاثار على السطح" . أقدر تماما أني من خلال الاستطلاع الحيادي والذي لا يمشط لحية ولا يمسح جوخا لأحد، نغمز من قناة الكل وفقا للمعطيات المتوفرة والتي تتوفر لدينا بدئا بقبعة الدكتور بشار وسرايا عمه الدكتور مرورا بشوارب الأستاذ الغادري ونظارات الأستاذ عبد العظيم وصولا للحية أبو أنس مع احترامنا الكامل لشخص أي منهم كشخص، ومن لا يعجبه النقد ولا يستطيع العمل إلا في الظل فحري به ألا يتعامل بالشأن السوري العام وليترأس عصابة مافيا تقتل منتقديها وأعضائها دون تمييز. وبما أننا نقر بعجزنا عن استخلاص النتائج والفوائد من الموضوع قيد الدرس، نحبذ طرح تساؤلات في الجواب عنها يجد القاريء ضالته وكل على طريقته، فلنبدأ:
- المجلس الوطني السوري الأخوان-أميركاني: عبارة عن هيكلية غوغائية، هدفه مؤسسوها تصفية بعضهم واقتتلوا على فطيرة غيرهم قبل أن تنضج وتطهى على موقد الجيران، ولدوا ليموتوا، بدءوا بعشرين شخصا وآلوا إلى خمسة والخير لقدام..
- اقتصر تمثيلهم لكافة أطياف الشعب السوري على حفنة من غلاة السنة، ليس بينهم كردي أو شيعي او اسماعيلي أو علوي أو آشوري أو درزي واحد. بل كانوا صورة مصغرة عن جماعة الأستاذ أبو أنس البيانوني. فهل هذا تمثيل صحيح لما يدعون؟
- قدم الغضبان نفسه لمحطة تلفزيونية عربية كبديل عن الجبيلي فقيل له لم نستضفه لأنه ناطق، بل لأنه لم يطلب الظهور على الشاشة ومتواضع. فهل فعلا هدف الغضبان الكاميرا أم كرسي الوزارة؟
- لماذا يجتمع الغادري في مبنى الاتحاد الأوربي ومجلس اللوردات والبرلمان الفرنسي وخارجية بلجيكا والبيت الأبيض ويحضر بيرل تحت إباطه وهم لم يلتقوا رايس سواء سافرة أو محجبة؟ وهو أيضا الذي حملهم في حقيبته إلى وزراة الخارجية وأجلسهم مع الصقرة تشيني وكلما قزمه صحبه دفعته قوة ما للأعلى، فهل خلف الصقر السوري المتأمرك هذا قوة خفية؟ هل على الدكتور بشار أن يطلب نجدة الغادري ليحل خلاف آل أسد مع آل بوش؟ من أين لك هذا يا أستاذ الغادري؟ فهل وراء الأكمة ما وراءها؟
- هل سيؤجل الدكتور بشار زيارة نيويورك خشية أن يظهر بوجهه الغادري ويفزعه فجاة أم ديتليف ميليس يظهر له في المنامات والكوابيس المرعبة؟
- هل سيلتحق محمد الجبيلي بالغادري أم يكتفي بشق مجلس البيانوني ويرممه من الملل والنحل غير السنية بحثا عن مصداقية أشمل؟
- هل يدعم الجبيلي مؤتمر الدكتور رفعت الباريسي وهو الذي تبادل المجاملات مع ناطقه بعد مناوشات أنترنيتية قصيرة بدون ضحايا؟
- هل الغادري ضرورة تفرض نفسها أم ملحا لوجبة تالية يتناولها البيانوني على مائدة كردية؟
- هل دفع عبده الديري من أموال صدام تكاليف الاجتماع في الفندق والمياه المعدنية والقهوة والشاي أم هي من أموال الغادري الأب حولها الابن لملكية عامة؟
- المال السياسي: هل فعلا الغادري سيكون بمثابة الحريري السوري وينفق بلا حساب ليخلق تيار قوي فقط في الداخل، أم هو زوبعة في فنجان؟
- هل نفقت الخيول ليسرج البيانوني على أيتام صدام حسين كعبده الديري أم حنينا لنكهة نفط الرافدين؟
- هل كان الغادري طاردا أم مطرودا من المجلس الذي دعى له وأسسه وأحضر له بيرل وبمباركة السيدة تشيني؟
- هل السلطة السورية فعلا خائفة من معارضة المناقرات أم تسخر من خراقة النتائج؟
- هل يتفق البيانوني والغادري والأكراد وماذا يجمعهم وتحت مظلة من؟
- هل حكومة الغادري القادمة في المنفى نسخة رديئة عن حكومة الاستاذ جواد الملا أم بديلا عن حكومة الدكتور بشار؟
- هل كثرة المؤتمرات الوطنية السورية مظهر قوة ونشاط أم تفرقة وتبديد للقوى؟
- هل وفاة المجلس الأخواني الأميركاني بداية مخاض ولادة مجلس أخواني بريطاني يبعث الحياة في ميثاق لندن المتوفي أم زفرات الاحتضار؟
- هل يتصالح الدكتور رفعت مع البيانوني والغادري ويقولون للبقية "طز يا شعب" أم يستمر الأسد للأبد؟
- هل مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان في سوريا أطرافا سياسية معارضة أم مقشات تلميع وجه النظام؟
- هل انشقاق حزب الوطنيين الأحرار المشكل من صنائعيي حلب الذي انفرط عقده فرعا سريا لنفس الاسم الذي يديره عبد الله الحميدي في حمص أم الأثنان صفرا على الشمال؟
- هل الأكراد يلعبون لعبتهم وحدهم ولا يجمعهم جامع أم في حيرة من أمرهم أيركبون حصان الأستاذ الغادري او المحامي أبو أنس وربما الدكتور رفعت؟
- هل تحالف أيتام الغادري مع الدكتور رفعت انتقاما منه والأخوان أم لطرق بوابة كردستان من باريس؟
- هل أسفرت خلافات طلال كيالي ونادر جركس وسمير نشار لتفكيك أضلع حزب تحالف الوطنيين الاحرار في حلب أم انعكاسا لاحتضار المجلس الأميركاني؟
- هل فهم الغادري والجبيلي النبرة الإسلامية في مجلسهم منذ التأسيس أم هي لعبة تمويت الأموات؟
- هل على ذميي اليوم قبول مرجعية الغضبان رغم أنوفهم، أم أن قدر سورية الحضاري المستقبلي مرهون بنظام طالبان؟
- هل هؤلاء فعلا من سيحكم سوريا أم أن الزبد يفرزه الطوفان؟
- # الملف القادم بخصوص التحالف الديمقراطي السوري أو ما عرف بتيار الغادري المعارض
_______________________________________
* د. سلمان حيدرة – مراقب حيادي للشفافية في المعارضة السورية.