-
دخول

عرض كامل الموضوع : الـ" انا" المتسلطة ... العنجهية .


mblue
28/08/2009, 19:11
الأبوة أو التربية هي إحدى مظاهر السلطة الموجودة في كل عائلة من العوائل سواء كانت السلطة تابعة للأب او للأم او كلاهما معا .
ولكن كما هي حال السلطة في اغلب الاحيان فهي تمنح صاحبها نوعا من التفوق الذي يشعر معه بأن له الحق "دائما" في تقرير الخطأ والصواب ، واتخاذ القرارت سواء كانت مصيرية أم سطحية ، وتوزيع المهمات والتوجيهات وطبعا "في أغلب الاحيان " الترفع عن الاعتراف بحدوث الأخطاء في حال حدوثها ، والتمسك بصحة الرأي والثبات على الموقف مهما كان صغيرا ام كبيرا بحجة الخبرة الطويلة في الحياة ومعرفة ما لا يمكن للابناء معرفته نظرا لقلة إدراكهم بخفايا الامور .
ومهما كبر الأبناء وزادت مراتبهم واتسعت ثقافتهم فهم يبقون دائما أولئك الصغار الذين لا يستطيعون اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب والذين لا يحق لهم النظر أو النقاش في تصرفات ذويهم ،سواء كانت في مجالات الحياة عامة ام في بعض المسائل الخاصة .
وكما هي حال السلطة في أغلب الأحيان فهي تعمي صاحبها عن الخطأ وتجعله متمسكاًً بخطئه وغير قادر على الاعتراف بصحة قرار اتخذه من عدمه .
ومهما اتسع افق الآباء ( وهنا لا تقتصر كلمة آباء على الأب فقط وانما على الأم ايضا ) ،وكانت أذهانهم منفتحة على الحوار والنقاش ، إلا أنهم في كثير من الأحيان يشعرون بتلك الهالة التي تمنحهم اياها سلطة الابوة وتجعلهم منغلقين على الحوار المنفتح ويشعرون بحال من الأحوال بالتهديد والخطر من جراء حدوث نوع من انواع النقاش " الحاد " ( هنا اشدد على أن النقاش" الحاد" ضمن حدود الاحترام الذي تفرضه علينا " السلطة الأبوية " التي يتمتعون بها ) بينهم وبين أبنائهم ، وتقف عظمة وكبرياء الـ ( أنا ) في وجه اكمال ما ابتدؤوا به من حوار وفي أغلب الأحيان بقطع الحديث في منتصفه ودون الوصول الى أي نتيجة تذكر ، بل وأحيانا ينقلب السحر على الساحر ويصبح الابن من المنشقين عن "السلطة" والراغبين في احالة ذويهم الى " التقاعد " والاستيلاء المبكر على قلائد " السلطة " بحجة الكبر في السن وضعف البصيرة (في نظرهم ) .
فإذا لم نستطع التواصل مع ذوينا ولم يكن بمقدورنا أن نريهم أو حتى أن ننتقد تصرفا من تصرفاتهم ( تصرفا او موقفا وليس شخصيتهم أو ما هم يمثلونه لنا )، اذا لم نكن قادرين على ايصال ما نشعر به تجاه اصطدام افكارنا بأفكارهم ،وكانت الغلبة دائما " للسلطة " فكيف بنا نعمل على تقويم مجتمعنا واصلاحه ؟
ان " السلطة الأبوية " لا تعفي أصحابها عن الوقوع الخطأ ، وكل انسان معرض لأن ينظر لأمر ما بنظرة محدودة نتيجة تعلقه به بعاطفة أو حتى بإدراك خاطئ !
وعندما يقوم الأبناء بمناقشة هذه الأخطاء فهذا لا يعني بالضرورة انتقاصا من شأن الأباء أو من مكانتهم أو من خبرتهم التي اكتسبوها من معاركة الحياة ... ولكن ...
كيف بنا ان نرتقي بأنفسنا اذا لم نكن قادرين على سماع وجهة نظر (من هو في نظرنا) أقل منا علما وخبرة ؟!
اذا لم يستطع آباؤنا تفهم أفكارنا ( تفهمها وليس بالضرورة قبولها ) فكيف بالمدير يسمع آراء موظفيه ؟ وكيف بالمسؤول يتفهم مشكلات مواطنيه ؟ وكيف بالرئيس يتفهم آلام مرؤوسيه ؟
اذا لم نستطع أن نفتح أذهاننا للحوار والتقييم الداخلي فكيف بنا نكتشف أخطاءنا ونقوم بتفاديها في المستقبل .
ألم يكونوا في يوم من الأيام ( او حتى ما زالوا ) أبناء لآباء يكبرونهم ولديهم أفكارهم الخاصة بهم والتي على الأغلب لطالما ما كانت تختلف مع وجهات نظرهم ؟
اليس لهؤلاء الأبناء الحق في ابداء وجهات نظرهم في بعض تصرفات آبائهم(والتي من الممكن ان يكونوا على صواب في انتقادها ) ولكن مجرد الحوار فيها سيوضح من هو المخطئ من المصيب دون المساس بمنزلة أحد أو الانتقاص من شأنه أو التقليل من سدادة رأيه ؟
هل هي انتقاص لمكانة شخص ما ؟ لا ... وانما هي محاولة للوصول الى التفاهم في حل المشكلات والتي تصيب كل أسرة وكل منزل .
انا لا أطالب بحملة " للانقلاب " على سلطة الأباء ، ولا أطالب بتحديهم او مجابهتهم ، ولكن ما استغربه هو الترفع دوما عن محاورة هذا " الصغير " الذي كان صغيرا ، وسيبقى صغيرا مهما طال به العمر واشتدت به السنون .
لا أدري الى أين سأصل بعد هذا كله فقد نفذت الأفكار وزالت " فورة " الغضب التي اجتاحتني قبل البدء بالكتابة وأظن انني هنا لم اصل الى شيء ، ولكن في النهاية أود ارسال رسالة صغيرة :
الى كل أب أو ام : حاول ... ولو بجهد جهيد أن تتفهم هذا المخلوق الذي هو من لحمك ودمك و حاول ... أن تسمع مالديه ( ان تسمع فقط واذا لم يعجبك ما سمعت فاضرب به عرض الحائط ) ولكن أعطه ذلك الشعور بالمسؤولية بأن يكون قادرا على طرح مشكلاته ومناقشة أفكاره معك ، دون اللجوء الى " عنجهية الأنا المتسلطة " وقطع الطريق على اي محاولة للحوار الجاد وتقويم الذات .
والى كل ابن شاب كان ام غير ذلك لا تدع تجاربك التي خضتها وما زلت تخوضها مع ذويك تجعلك تتعامل مع ابنائك في المستقبل بنفس الاسلوب الفوقي الذي يكون في بعض الأحيان ( وأشدد على بعض الأحيان ) خاطئا ولا لزوم لاستخدامه .
تحية الى كل الأباء والأمهات لكل ما يواجهونه في سبيل تربية أبنائهم وتقويم سلوكهم ، ولكن فسحة من الحرية تعطيهم الثقة والأمل وتعطيكم المزيد من المحبة والتقدير .

حنين.
29/08/2009, 18:41
مشكلة الحوار والنقاش هي مشكلة عامة
تستطيع ملاحظتها اينما دهبت بين الزوج والزوجة بين الزملاء في العمل ....
رايي الخاص ان السبب الوحيد وراء العصبية والتهرب بشتى لوسائل من اي نقاش في اي موضوع
هو الخوف من ان تهتز صورتنا امام محدثنا وتظهر اننا نحن غير مقتنعين تماما بصوابية وجهة نظنا
كان والدي رحمة الله عليه يناقشنا في كل الامور
كل شيء كل شيء سواء كان ديني او دنيوي
من ميزانية البيت لاختيار فيلم او برنامج السهرة
لامور مصيرية كتغيير السكن وخلافو
وماكان يعطينا اوامر بس يحلل الموضوع ويورجينا الايجابيات والسلبيات
ويقلنا كل واحد عندو ضميرو وتقتي بيكم كاملة
صدقا هالتقة كانت اقوى من اي رقابة مشددة ممكن تنفرض على اي انسان
ضلت مستمرة للان 8 سنوات بعد وفاته
شكرا لك وعدرا على الاطالة:D
برايي هي انسب طريقة للتربية وان شاء الله رح اتبناها

boozy
29/08/2009, 23:48
اي والله صحيح
بس لا تنسى..هم عاشوا عمر بزمن وظروف مختلفة تمااااااما عنّا

mblue
30/08/2009, 02:39
رايي الخاص ان السبب الوحيد وراء العصبية والتهرب بشتى لوسائل من اي نقاش في اي موضوع
هو الخوف من ان تهتز صورتنا امام محدثنا وتظهر اننا نحن غير مقتنعين تماما بصوابية وجهة نظنا


انا بوافقك انه يمكن هاد هو السبب الأساسي يلي بخلي كل شخص متمسك برأيه وما بيتنازل عنه بسهولة !

وماكان يعطينا اوامر بس يحلل الموضوع ويورجينا الايجابيات والسلبيات

انا ما عم قول انه ما يعطوا اوامر بس القصد انه اذا صار نقاش فيها ما يكون الموضوع منتهي سلفا وانه الشي اللي هنن شايفينه مناسب خلص هاد هو الشي الصح وكلشي غيره مرفوض :frown:

وان شالله تقدري تكوني حل وسط بالمستقبل مع ابنائك :D

mblue
30/08/2009, 02:40
اي والله صحيح
بس لا تنسى..هم عاشوا عمر بزمن وظروف مختلفة تمااااااما عنّا


صحيح وما حدا بينكر انه خبرتهن بالحياة بتكون اكبر بكتير ... بس كمان كل شخص اله وجهة نظر واله رأي خاض فيه
مو بالضرورة يتفقوا على رأي واحد ولكن يكون في مساحة للنقد ( ضمن الأصول ) من غير ما يكون في فكرة انه عم تستخفوا برأي اهلكم او انه ما عاد تاخدوا بمشورتهم

boozy
30/08/2009, 03:32
صحيح وما حدا بينكر انه خبرتهن بالحياة بتكون اكبر بكتير ... بس كمان كل شخص اله وجهة نظر واله رأي خاض فيه
مو بالضرورة يتفقوا على رأي واحد ولكن يكون في مساحة للنقد ( ضمن الأصول ) من غير ما يكون في فكرة انه عم تستخفوا برأي اهلكم او انه ما عاد تاخدوا بمشورتهم

اي صحيح بس انت لازم تخليهم يفهموا انك مقتنع بوجهة نظرهم
حتى تتماشى وياهم
وله شو الحل؟

حنين.
30/08/2009, 14:04
انا بوافقك انه يمكن هاد هو السبب الأساسي يلي بخلي كل شخص متمسك برأيه وما بيتنازل عنه بسهولة !



انا ما عم قول انه ما يعطوا اوامر بس القصد انه اذا صار نقاش فيها ما يكون الموضوع منتهي سلفا وانه الشي اللي هنن شايفينه مناسب خلص هاد هو الشي الصح وكلشي غيره مرفوض :frown:

وان شالله تقدري تكوني حل وسط بالمستقبل مع ابنائك :D
هي ذاتها شو الفرق بين يعطوك اوامر وما تناقش او يقترحو اقتراح مرفوض النقاش فيه او العمل بغيرو:shock:
اي كترلي من هالدعوات لاني فعلا بخاف من اللاشعور يخليني اقسى على اولادي بالمستقبل
صعب تختار الطريقة المناسبة والصحيحة للتربية واصعب انك تضمن حالك ماتغلط ابدا
لهيك نقدر نلتمس الف عذر للاباء المتسلطين لان في نهاية الامر هم بيقدمو احسن شيء بنظرهم
وكل شيء نابع عن حب اوخوف زيادة
:D

حنين.
30/08/2009, 14:07
اي صحيح بس انت لازم تخليهم يفهموا انك مقتنع بوجهة نظرهم
حتى تتماشى وياهم
وله شو الحل؟
الحل؟
يا بتحكي معهم وتقنعهم برايك فان كان مستحيل او شفت انو بس يباعد الهوة بيناتكم
ضروري المسايرة من طرف الابناء يعني نلاقي حل وسط بين اننا نعمل اللي بنقتنع فيه وما نزعل اهلنا

mblue
30/08/2009, 21:15
هي ذاتها شو الفرق بين يعطوك اوامر وما تناقش او يقترحو اقتراح مرفوض النقاش فيه او العمل بغيرو:shock:

ما هاد هو القصد انه على قولة المثل ( مقسوم ما مناكل وصحيح ما منقسم ) يعني المطلوب انه يكون الانفتاح بين الاهل والابناء مو بس مجرد سماع فارغ او تمثيل دور المستمع لازم يكون في تفهم وعدم استصغار للرأي ... وبعيدا عن التمسك بالافكار والتبجح دائما بالخبرة الطويلة بالحياة ... لانه كل انسان معرض للخطأ ما هو بالنتيجة انسان مشاعر و عواطف وممكن في مرة من المرات تتوجه باتجاه خاطئ .

واصعب انك تضمن حالك ماتغلط ابدا
ما تغلط ابدا هي شغلة مستحيلة لانه كل انسان لازم يغلط ويتعلم من غلطه ... والا كيف بتجي خبرة الحياة من النجاحات بس ؟!!

ضروري المسايرة من طرف الابناء يعني نلاقي حل وسط بين اننا نعمل اللي بنقتنع فيه وما نزعل اهلنا
انا ما عم قول انه الابناء يعملوا انقلاب على اهلهم لا بالعكس من واجبهم انه يسايروا ( على قولتك) ... بس الهدف من الموضوع هون انه نحاول نكون منفتحين على تقبل فكر ابناءنا وتقبل فكرة انه يناقشونا بافكارنا وتصرفاتنا من غير الكبرياء الابوي اللي هو على الأغلب بسكر الطريق بوجه الحوار والنقاش واللي كتير من الاوقات بحس انه بيمثل نوع من التهديد او شعور بتضاؤل دور الاهل تدريحيا في تحديد افكار ومشاركة ابناؤهم عملية اتخاذ القرار

ما اقتنعوا هنن احرار ... بس يكون في مساحة لحتى نقول: نفذنا بس ما اقتنعنا ( يعني على مذهب الجيش : نفذ ثم اعترض ) :D