MadMax
28/08/2009, 15:39
زكريا أوزون: إن صُمتَ، فصُمّ حرّاً!
«عندما ترى قبل الغروب وجوهاً صفراء كالحة مكفهرّة وأزمة سير خانقة، وصيحة سبّ من هنا، وتأفّفاً من هناك، وفوضى عارمة في الشارع، فاعلم أنك في شهر رمضان!»، ترد هذه الخلاصة في مراجعة يريدها زكريا أوزون نقديّة لفريضة الصوم، وللممارسات الاجتماعيّة المصاحبة لها. في كتابه «الأركان في الميزان ـــــ الصوم» (دار الريّس)، يقارع الكاتب السوري، بأسلوب سهل ومبسّط، ومن منظوره «الحر النقي والمطمئن»، منطق الصوم، كما ورد في التفاسير القرآنية. يرى أوزون أنّ «فريضة الصيام جاءت في كتاب الله، بشكل عام وواسع، من دون قيود أو شروط دقيقة لتبيّن لنا جميعاً عموميّة الخيار وتوسّعه.
فمن ير في الصيام ما يريح نفسه ويهذبها ويقرّبها إلى خالقها فليصم، إن شاء يوماً أو يومين أو ثلاثة أو شهراً (...) ومن لا يجد في الصيام ما ذكرناه سابقاً، فليبتعد عنه وهو مطمئن النفس». هذه ليست المرّة الأولى التي يقترب فيها أوزون من مناطق محرمة في الفكر الإسلامي، بعدما جلبت له كتبه السابقة مثل «جناية الشافعي ـــــ تخليص الأمة من فقه الأئمة» و«الإسلام هل هو الحل؟»، الشتائم من كل حدب وصوب. هنا، بعد تقديم مراجعة مختصرة للصوم قبل الإسلام، يمحّص الباحث في الآيات القرآنية الثلاث المعنيّة بالصوم (البقرة 183 و184 و185)، داعياً إلى الاكتفاء بها، بعيداً عن كلّ ما ورد في التفاسير من «تهويل وترويع وترهيب لفاطر يوم من شهر رمضان لغير عذر»، الذي قد تصل عقوبته إلى حدّ «حرمانه من الجنّة».
لكنّ المقاربة الدينيّة لا تأخذ حصّة كبيرة في مراجعة أوزون، إذ يركّز في ثلاثة من فصول كتابه الخمسة على الصوم كظاهرة ثقافيّة وحياتيّة في الدول الإسلاميّة. في رأيه، إنّ العدالة المطلقة لا
تتحقق بين الصائمين: فترة الصيام اليوميّة، واختلاف توقيت الشروق والغروب بين بلد وآخر، واختلاف البيئة والمناخ بين بلد وآخر، واختلاف الحالة الماديّة بين غنيّ وفقير. أين العدل في هذا؟ يسأل الكاتب مشدداً على أنّ الذكر الحكيم لا يزيد أجر الصائم الصابر على أجر الصائم في نعيم المكيّفات والتبريد مثلاً.
يمعن الباحث في توجيه نقد لاذع لما سمّاه «هستيريا رمضان»، ويمضي في وصفها بهزء. فهو يرى أنّّ رمضان، شهر التقشف، يتحول إلى مناسبة للربح التجاري، وحجة لتضاؤل ساعات العمل والإنجاز. ثمّ يسأل: هل ستتأثر السياحة، التي هي مصدر دخل رئيس في البلدان العربيّة، بقدوم شهر رمضان في أيام الحر كما هو منتظر في السنوات القادمة؟
عموماً، لم يترك أوزون شيئاً يتعلق بشهر الصوم إلا قاربه: هنا يرى في الاستيقاظ على السحور إزعاجاً لغير الصائم، وهناك يؤكد أنّ السماح بإجراء الامتحانات أثناء الصوم أمر مناف لضرورات الصحة الذهنيّة، لتصل الموسى إلى ذقن المسلسلات الرمضانيّة يتقدمها «باب الحارة». العمل الدرامي الأخير يناقض الحقائق التاريخيّة، حيث كانت الشخصية الرئيسة مثلاً ـــــ العقيد ـــــ مرادفة للتسلّط .في النهاية، يقول زكريا أوزون إنّ معركته ليست ضدّ أحد أركان الإسلام، بل في موضع آخر، يلخّصها برغبته في «إلقاء الضوء على أهمية حرية التفكير وإبداء الرأي الآخر». يقول لنا كأنّه يصرخ: «الأمر يتعلق بالأنا التي لم يحترموها فينا، بل ذلّوها وعذّبوها واغتصبوها وجرحوها وجرّدوها من حريتها». بعد كل هذا، يسأل زكريا نفسه: بأي ذنب تمنع كتبه في معارض الكتب العربيّة؟
جريدة الأخبار (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
«عندما ترى قبل الغروب وجوهاً صفراء كالحة مكفهرّة وأزمة سير خانقة، وصيحة سبّ من هنا، وتأفّفاً من هناك، وفوضى عارمة في الشارع، فاعلم أنك في شهر رمضان!»، ترد هذه الخلاصة في مراجعة يريدها زكريا أوزون نقديّة لفريضة الصوم، وللممارسات الاجتماعيّة المصاحبة لها. في كتابه «الأركان في الميزان ـــــ الصوم» (دار الريّس)، يقارع الكاتب السوري، بأسلوب سهل ومبسّط، ومن منظوره «الحر النقي والمطمئن»، منطق الصوم، كما ورد في التفاسير القرآنية. يرى أوزون أنّ «فريضة الصيام جاءت في كتاب الله، بشكل عام وواسع، من دون قيود أو شروط دقيقة لتبيّن لنا جميعاً عموميّة الخيار وتوسّعه.
فمن ير في الصيام ما يريح نفسه ويهذبها ويقرّبها إلى خالقها فليصم، إن شاء يوماً أو يومين أو ثلاثة أو شهراً (...) ومن لا يجد في الصيام ما ذكرناه سابقاً، فليبتعد عنه وهو مطمئن النفس». هذه ليست المرّة الأولى التي يقترب فيها أوزون من مناطق محرمة في الفكر الإسلامي، بعدما جلبت له كتبه السابقة مثل «جناية الشافعي ـــــ تخليص الأمة من فقه الأئمة» و«الإسلام هل هو الحل؟»، الشتائم من كل حدب وصوب. هنا، بعد تقديم مراجعة مختصرة للصوم قبل الإسلام، يمحّص الباحث في الآيات القرآنية الثلاث المعنيّة بالصوم (البقرة 183 و184 و185)، داعياً إلى الاكتفاء بها، بعيداً عن كلّ ما ورد في التفاسير من «تهويل وترويع وترهيب لفاطر يوم من شهر رمضان لغير عذر»، الذي قد تصل عقوبته إلى حدّ «حرمانه من الجنّة».
لكنّ المقاربة الدينيّة لا تأخذ حصّة كبيرة في مراجعة أوزون، إذ يركّز في ثلاثة من فصول كتابه الخمسة على الصوم كظاهرة ثقافيّة وحياتيّة في الدول الإسلاميّة. في رأيه، إنّ العدالة المطلقة لا
تتحقق بين الصائمين: فترة الصيام اليوميّة، واختلاف توقيت الشروق والغروب بين بلد وآخر، واختلاف البيئة والمناخ بين بلد وآخر، واختلاف الحالة الماديّة بين غنيّ وفقير. أين العدل في هذا؟ يسأل الكاتب مشدداً على أنّ الذكر الحكيم لا يزيد أجر الصائم الصابر على أجر الصائم في نعيم المكيّفات والتبريد مثلاً.
يمعن الباحث في توجيه نقد لاذع لما سمّاه «هستيريا رمضان»، ويمضي في وصفها بهزء. فهو يرى أنّّ رمضان، شهر التقشف، يتحول إلى مناسبة للربح التجاري، وحجة لتضاؤل ساعات العمل والإنجاز. ثمّ يسأل: هل ستتأثر السياحة، التي هي مصدر دخل رئيس في البلدان العربيّة، بقدوم شهر رمضان في أيام الحر كما هو منتظر في السنوات القادمة؟
عموماً، لم يترك أوزون شيئاً يتعلق بشهر الصوم إلا قاربه: هنا يرى في الاستيقاظ على السحور إزعاجاً لغير الصائم، وهناك يؤكد أنّ السماح بإجراء الامتحانات أثناء الصوم أمر مناف لضرورات الصحة الذهنيّة، لتصل الموسى إلى ذقن المسلسلات الرمضانيّة يتقدمها «باب الحارة». العمل الدرامي الأخير يناقض الحقائق التاريخيّة، حيث كانت الشخصية الرئيسة مثلاً ـــــ العقيد ـــــ مرادفة للتسلّط .في النهاية، يقول زكريا أوزون إنّ معركته ليست ضدّ أحد أركان الإسلام، بل في موضع آخر، يلخّصها برغبته في «إلقاء الضوء على أهمية حرية التفكير وإبداء الرأي الآخر». يقول لنا كأنّه يصرخ: «الأمر يتعلق بالأنا التي لم يحترموها فينا، بل ذلّوها وعذّبوها واغتصبوها وجرحوها وجرّدوها من حريتها». بعد كل هذا، يسأل زكريا نفسه: بأي ذنب تمنع كتبه في معارض الكتب العربيّة؟
جريدة الأخبار (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)