رجل من ورق
27/08/2009, 12:08
الدراما الكويتية في أحضان العروبة
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////من «آخر صفقة حب»بدر الإبراهيم
تضع المجنّدة الأميركية رِجلاً فوق أخرى وتنظر ببرودة إلى المراسل الصحافي الذي يُقسم مراراً إنّه ليس إرهابياً. تريد المجنّدة معلومات عن الإرهابيين في العراق، والمراسل لا يقدّم شيئاً غير «أنا لست إرهابياً». تأمر مجموعة من الجنود بتعذيب المراسل. ينفّذون الأوامر فتبدأ عضلات وجهها بالارتخاء وتبدو متلذّذة بما تراه. مشهد التعذيب هذا الذي تمارسه قوات الاحتلال الأميركي في العراق ليس مشهداً في مسلسل سوري أو مصري، بل هو مشهد من مسلسل كويتي بدأ عرضه في رمضان على قناة «الوطن»، وتدور أحداثه بين الكويت والعراق ولبنان.
يحكي «آخر صفقة حبّ» قصة كويتي يعمل موظفاً في السفارة الكويتية في بيروت خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وتتعرّض ابنته خلال الحرب لإصابة تفقدها بصرها، ويضيع ابنه في المخيّمات الفلسطينية. وبعد أن يفشل في العثور على ابنه، يعود إلى الكويت مع زوجته السورية وابنته وابنه الآخر.
تنتقل الأحداث إلى عام 2006 حيث يأتي الابن الآخر إلى بيروت بهدف السياحة على الطريقة الخليجية (التقليدية):lol: قبل أن يفاجَأ باندلاع حرب تموز فيكون شاهداً على الحرب. من جانب آخر، يذهب قريبه كمراسل صحافي إلى العراق، حيث يعتقله الأميركيون لانتزاع معلومات منه عن علاقته بإرهابيين.
هذا المسلسل يبدو مفاجئاً لسببين: الأول أنّه يخرج عن حفلات البكاء الجماعية التي اعتدناها من صنّاع الدراما الخليجية في رمضان. فالعمل لا يتمحور ـــــ كما جرت عادة الدراما الخليجية في السنوات الأخيرة ـــــ حول الخلافات العائلية والصراع على المال والإرث بطريقة إخراج تقليدية، وبتركيز خاص على البكاء والضرب الجماعي والشرر المتطاير من الأعين! والسبب الثاني أنّ العمل يتطرق لقضايا عربية غابت كثيراً عن الأعمال الدرامية الخليجية، إلّا عبر الإشارة السريعة. هذا العمل يدخل في العمق عبر معايشة المواطن الخليجي والكويتي تحديداً لما حدث في حرب تموز، وما يحدث في العراق بالاحتكاك المباشر والوجود في قلب الحدث.
ويأتي المسلسل معاكساً للخطاب الانعزالي الذي ساد الإعلام الكويتي منذ غزو الكويت عام 1990 حتى اليوم. ذلك الخطاب الذي دعا إلى الانعزال عن قضايا الأمة والتفرغ للقضايا المحلية لأنّ العرب «ما يستاهلون». بالتالي، فإن عملاً كهذا يثبت أنّ الكويتيين، لا يمكنهم أن ينعزلوا عن قضايا أمتهم مهما حدث، وأن رواسب الغزو وما رافقه من مواقف لن تؤثر في إحساسهم العميق بهموم العرب في كل مكان.
كذلك، يُعدّ النقد الموجّه إلى قوات الاحتلال في العراق إشارة مهمّةً في ظل بعض الأجواء الإعلامية الكويتية، التي تصوّر الأميركي مخلّصاً، وترى في الاحتلال إنجازاً، وتدافع بشراسة عن السياسة الأميركية في المنطقة.
الاخبار
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////من «آخر صفقة حب»بدر الإبراهيم
تضع المجنّدة الأميركية رِجلاً فوق أخرى وتنظر ببرودة إلى المراسل الصحافي الذي يُقسم مراراً إنّه ليس إرهابياً. تريد المجنّدة معلومات عن الإرهابيين في العراق، والمراسل لا يقدّم شيئاً غير «أنا لست إرهابياً». تأمر مجموعة من الجنود بتعذيب المراسل. ينفّذون الأوامر فتبدأ عضلات وجهها بالارتخاء وتبدو متلذّذة بما تراه. مشهد التعذيب هذا الذي تمارسه قوات الاحتلال الأميركي في العراق ليس مشهداً في مسلسل سوري أو مصري، بل هو مشهد من مسلسل كويتي بدأ عرضه في رمضان على قناة «الوطن»، وتدور أحداثه بين الكويت والعراق ولبنان.
يحكي «آخر صفقة حبّ» قصة كويتي يعمل موظفاً في السفارة الكويتية في بيروت خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وتتعرّض ابنته خلال الحرب لإصابة تفقدها بصرها، ويضيع ابنه في المخيّمات الفلسطينية. وبعد أن يفشل في العثور على ابنه، يعود إلى الكويت مع زوجته السورية وابنته وابنه الآخر.
تنتقل الأحداث إلى عام 2006 حيث يأتي الابن الآخر إلى بيروت بهدف السياحة على الطريقة الخليجية (التقليدية):lol: قبل أن يفاجَأ باندلاع حرب تموز فيكون شاهداً على الحرب. من جانب آخر، يذهب قريبه كمراسل صحافي إلى العراق، حيث يعتقله الأميركيون لانتزاع معلومات منه عن علاقته بإرهابيين.
هذا المسلسل يبدو مفاجئاً لسببين: الأول أنّه يخرج عن حفلات البكاء الجماعية التي اعتدناها من صنّاع الدراما الخليجية في رمضان. فالعمل لا يتمحور ـــــ كما جرت عادة الدراما الخليجية في السنوات الأخيرة ـــــ حول الخلافات العائلية والصراع على المال والإرث بطريقة إخراج تقليدية، وبتركيز خاص على البكاء والضرب الجماعي والشرر المتطاير من الأعين! والسبب الثاني أنّ العمل يتطرق لقضايا عربية غابت كثيراً عن الأعمال الدرامية الخليجية، إلّا عبر الإشارة السريعة. هذا العمل يدخل في العمق عبر معايشة المواطن الخليجي والكويتي تحديداً لما حدث في حرب تموز، وما يحدث في العراق بالاحتكاك المباشر والوجود في قلب الحدث.
ويأتي المسلسل معاكساً للخطاب الانعزالي الذي ساد الإعلام الكويتي منذ غزو الكويت عام 1990 حتى اليوم. ذلك الخطاب الذي دعا إلى الانعزال عن قضايا الأمة والتفرغ للقضايا المحلية لأنّ العرب «ما يستاهلون». بالتالي، فإن عملاً كهذا يثبت أنّ الكويتيين، لا يمكنهم أن ينعزلوا عن قضايا أمتهم مهما حدث، وأن رواسب الغزو وما رافقه من مواقف لن تؤثر في إحساسهم العميق بهموم العرب في كل مكان.
كذلك، يُعدّ النقد الموجّه إلى قوات الاحتلال في العراق إشارة مهمّةً في ظل بعض الأجواء الإعلامية الكويتية، التي تصوّر الأميركي مخلّصاً، وترى في الاحتلال إنجازاً، وتدافع بشراسة عن السياسة الأميركية في المنطقة.
الاخبار