تعتبر الحمية الغذائية الفقيرة بالكاربوهيدرات من الحميات الشهيرة والمنتشرة بكثرة، وهي تعتمد على إلغاء الكربوهيدرات من الوجبات الغذائية (الخبز والمعكرونة والبيتزا والأرز) والإعتماد على الأغذية الغنية بالبروتين.
ورغم أن هذه الحمية تعطي نتائج واضحة بالنسبة لانخفاض الوزن لدى الكثير من الناس، إلا أن الباحثين في أحد مراكز الأبحاث الطبية الأميركية وجدوا أن هذه الحميات تزيد من مخاطر تصلب الشرايين وإمكانية التعرض لانسدادات شريانية.
وقد بدأت الدراسة عندما لاحظ الأطباء في المركز أن الكثير من مرضى الانسداد الشرياني كانو يعتمدون هذه الحمية، فقام بتجربة على الفئران حيث قسموها إلى ثلاث مجموعات، مجموعة تتناول حمية خالية من الكربوهيدرات، والثانية تتناول حمية متوازنة فيها كميات قليلة من الكربوهيدرات، والثالثة تتناول حمية غنية بالكربوهيدرات. وقيست النتائج بعد ستة أسابيع ثم بعد 12 أسبوعاً.
ورغم أن معدلات الكوليسترول لم تتغير لدى الفئران التي لم تتناول الكربوهيدرات إلا أن الفحوص الأكثر تعمقاً أظهرت زيادة في نسبة تصلب الشرايين وزيادة عدد الصفيحات في الدم وهي المؤشرات الأولية لانسداد الشرايين.
ويعزو العلماء ذلك لأن الكربوهيدرات تساعد الشرايين على تجديد خلاياها وبالتالي فنقص الكربوهيدرات يحرم الشرايين من هذه الخلايا المتجددة التي تحافظ على صحتها، كما أن هذه الحمية تؤدي بشكل مباشر إلى زيادة الصفيحات في الدم والتي يؤدي تراكمها في الأماكن المتصلبة من الشرايين إلى انسدادها.
ورغم أن التجربة أجريت فقط على الحيوانات إلا أن نتائجها تستحق التعمق، ويقول الأطباء أن أهم ما يمكن استنتاجه من هذه التجربة هي اعتماد حمية غذائية متوازنة تحوي على كل العناصر الضرورية لصحة الجسم بكميات قليلة، مع نزام تمارين متوازن.

La Repubblica.com 25 Augusto 2009