-
دخول

عرض كامل الموضوع : مطر..وغيوم ... وحب: وليد معماري


sweetangle
16/08/2009, 15:22
مطر وغيوم وحب


أحب المطر!.. من منا لا يحب المطر؟...
ونحن صحراويون مملوءون بالرمل حتى ذروة الروح..
وها هي قطرات الغيم تهطل لترطب جفافنا.. وتغسل بعض أوشابنا.. وتقلل بعض عطشنا.. وتمحو دخاناً، ولو إلى حين، عن هواء مدننا.. وتغسل العتمة عن أوراق شجرنا، كي تستعيد الأوراق ذكرى اخضرارها..
وأذكر، ونحن في الربع الأخير من شارع الملك فيصل، نعاند جهة الغروب نحو الشرق... كنت تشيرين إلى شرفة بيت، وتقولين:
هنا كانت ملاعب طفولتي.. فانهمر مطر مثل دموع الثكالى..
وبلّل مطر المساء ليل شعرك.. فانبثقت منه حقول ليل.. وحين انثنيت عليّ، شممتُ رائحة سنابل خضراء، ورائحة بيادر، ورائحة قمح يأتي.. وسمعت رحى طواحين تتلو نشيد الأرغفة عندتخوم الجائعين.


‏لا غيمة تشبه الأخرى.. لا مطر يشبه مطراً.. مثلما لا قامة تشبه قامتك في مساءات الغروب..
ولأني، كنت كما الآن، وإلى آخر الجفاف،أحبك...
أرى المطر يشبه الحب... يجافي الحقول زمناً.. ثم ينهمر دون موعد.. ثم يغيب،ويغيب، معانداً كل أوراق التقويم... مخيباً كل توقعات خبراء الأرصاد الجوية، ما عداالعاشقين!.. ‏أسألك: هل تتفجع الحقول حين يجافيها المطر؟..
لقد سمعت عويل حقول تتفجع...
‏وهل تصاب جرود الجبال بنزلات البرد حين يخلع الجفاف عنها قبعاتهاالبيضاء؟..
لقد رأيت حقولاً تبكي... لكني رأيت جروداً تستحيل إلى مشروع براكين،وكانت ترسل برقيات احتجاج إلى ملك الرعود والبرق، وتهدد بالانفجار... برقيات احتجاج خلبية تشبه صوت طلقات من مسدسات الأطفال في يوم عيد متلفع بالصقيع..
‏وأحابيك،يا أميرة الغيوم، والصحو، والعواصف، والمطر... ألم نحتمي من هجير الشمس ذات آب،فانتحينا إلى ظل غابة... واستجرنا بصنوبرة كثيفة، وهممنا باستجداء الأوكسجين منها،وأعلنت الصنوبرة حياداً جارحاً تجاهنا... ثم حين رفعنا راية القُبلة، جاء الغيم.. وأسقط كل معاطفه.. وحاصرتنا السيول؟... ولم يأخذنا الخوف إلى اليأس.. كان ثمة زورق من حنين، ومن سعف العشق، يحملنا إلى برزخ الأمان، وما كان البرزخ سيقبل جوازيسفرنا، لولا أختام المطر فوق أغلفة خلايانا.. ‏تلك حكايات خرافة، أو ما يشبه الخرافة.. أو ما يشبه قراءة طالع برج الثور في زاوية الأبراج.. حيث تخضع نظريات العزيز الغالي فيثاغورث للجداول اللوغارتمية... مع أن صديقنا قال، لمرة أولى،ونهائية، بأن أضلع المثلث تساوي زاويتين قائمتين، وثلاث قرنفلات..
‏ها هوالمطر يهطل من أول الليل حتى الفجر.. أراقبه كي لا ينام.. ‏لكنه ينام.. وتبقين تحت دثار النوم، تنتظرين ينابيع قد تأتي، وقد لا تأتي..
وتلك مشاكسات نرتكبها في معاندة الطبيعة..
ويا أيها المطر في الزمن الزمهرير: يتلبس الوحل رخام روحي..
فاهطل.. وفتت الوحل عني.. ‏
‏ملحق:
«قالت العجوز لحفيدها:

خذ المرأةوارحل..
‏ـ لماذا المرأة يا جدة؟..
‏ـ لترى نفسك حين تشتاق إليها..
‏ـ والرحيل؟!...
‏ـ لتغافل الموت، إذا ما جاء الموت يبحث عنك هنا..»..‏

sweetangle
16/08/2009, 15:33
حين نؤمن بالشمس
محاصرة هي الروح من كل الجهات.. لا المطر يكفي,
ولا الحرية تهطل.. ولا الكروم تسفح خوابيها..
وذات زمن للحصار سينفجر صمّام الأمان في مرج الأرض, ولن تحتمل الجبال لسع الشمس, ولا الأنهار برودة الصقيع, ولا العصافير دخانالفضاء..
فاركض اركض.. اركض أيها المتعب خلف عجلة تهبط من قمة,
أو رصاصة تمضي لاغتيال نجمة.. أو غزالة حاصرتها الخناجر والزمن..

والزمن, ما الذي يعنيه لك, وقد نزعت عقارب ساعتك,
ودست عليها بخطاك القلقة..
سوى الشمس, تطلع وتغيب, فهي ميقاتك الدافئ والبارد, وما عداها متشابه تشابه ذرات الملح.. وها أنت تفتح هويتك لتقرأ رقم الخانة التي ادرجوك تحتها
رقماً في جدول الضرب.. يطالعك
فم ضاحك في آخرصورة التقطوها لك, وتختفي الدموع خلف المقلتين..
لماذا لا يبكي الناس في صورالهوية؟! أم إن في وجه المصور ما يضحك دائماً؟!.. فتضحك.. وتضحك من العمر الذي يمضي
والفرح الذي لا يأتي.. ‏‏والفرح لا يأتي.. والحرية هاجسك ما دمت جعلت من أصابعك شموعاً تحارب العتمة, وأخرجت أضلاعك, ونحت منها أسنّة..
وسحقت دمك لتكتب بخثراته قصائد عن البلاد المضرجة, وأناشيد للجياع, والغيوم البخيلة.. ودجلةالذي حجب إخوتك في الشمال ثلاثة أرباع مياهه عنك..
ولم يبق لك إلا العجاج!.. ولم تفقد الأمل..
لأن الصبار في حقول المزة, يحمل ثماره على الرغم من الشوك,
والواحة موجودة مهما امتدت الرمال.. جذورك في تراب إنسانيتك..
وأغصانك تحتضن وهج نجوم تنبلج في ليل معتم..
وذلك قدر الماشين على دروب الجرح إلى فرح القرنفل.. المؤمنين أن زبيب الكرم آت لمن زرعوا الكرم, وسقوه بأنهار مآقيهم.. وخمر الكروم للآتين من جحيم الحرمان.. والأنخاب لمن جبلوا غضار الأيام, وصاغوها أكواباً لفرات العيش.. ‏الحلم فيك.. واليقظة فيك.. والشمس فيك.. تطلع من أفق.. أو تغرب خلف غابة.. البركان الحي لا يعلن عن ساعة غضبه.. يختمر النار والفولاذ المتلظي في جوفه.. ثم تنبجس حمم القهر فيه, وتخبئ حجارة الصوان أنيابها على جدرانه لساعة المجيء, فلايصمد إلا الذين احتسبوا يقين العلم.. وأما الغائبون فيمضون إلى الغيب.. الغيب الذي لا برهان عليه!..
‏وأقول يا قرنفلة العمر.. محاصرة هي الروح من كل الجهات..
لا المطر يكفي, ولا الحرية تهطل على أرض العراق..
لكن النهر وسيع لوأردنا.. والنهار وسيع حين نؤمن بالشمس.. ‏
لا يمكن لعباءة تغطية غابةٍ مهمااتسعت العباءة..
ولا يمكن للصيف أن يختصر في سلة تين..
النهار وسيع.. ‏
أنت الحنونة إليّ, وأنا الحنون إليكِ.. إلى وطن!.. ‏

ابو نجبو
16/08/2009, 15:40
ما عمبعرفك....:?

هلاء انتي نفسك سويت انجل اللي بتحبّ تمّورة ....ملكة قسم الملطوشات و عـ الطاير...و لا حدا مستعمل اليوزر......:lol:

ازا انتي ....فـ بحييكي من صمصوم ئلبي.....:D

sweetangle
16/08/2009, 23:50
ما عمبعرفك....:?



ازا انتي ....فـ بحييكي من صمصوم ئلبي.....:D


لا والله مو انا

على كل حال ياأهلين فيك نوّرت:D

sweetangle
17/08/2009, 00:10
ليلةاختبارات العشق

ذكرتك خمس مرات هذه الليلة ...خمس مرات ...
ولم يكن قمر في سماء المدينة ..ولا قرنفلة على أرصفة التعب ...
ولاخمسرايات على أبواب دمشق السبعة.. ولا رائحة تشبه رائحتك
في ست قارات من هذا الكون ..
ولاعشرةأصابع من تعب وحنين ..ولاعينان تختزنان الينابيع ,
وليل التعري..ولا ليل ينسدل على كتف الصباح..ولاقامة السنبلة..
ولا قامة في الحلم تشبه قامتك..ولابلابل لها بحة صوتك..
ولا ملائكة لها أجنحة حنانك.. أيتها الحنونة...
ولأن لاشيء يشبهك, لافي الوقت, ولافي المكان ..لافي الحدود ,ولافي المطلق..
ذكرتك خمس مرات ...خمس مرات هذه الليلة ,
وهذا دليل لعشقي الذي لاينتهي ..دليل على ذاكرتي الخصبة بك..دليل على أنك تسكنين الشريان الأبهر ..دليل أنك بدء الغيوم ,وانتهاء المطر ..
وأنت الصخرة الحبلى بينبوع وينابيع ..وأنهار لا تتقن العودة ..
أيتها المرأةالحبيبة ، المضيئة مثل سياط الجلادين .
وآهٍ لهذا الشوق ، لأحجارك الأولى ,وصفائك الأوّل..آه لتاريخ لانهاية شائعة له ..
آه لمجدك المجد ..لأسوارك العليا،لجسدك السامق ..
لصفاء عينيك لحظة اشتعال حطب في التنور وحسب..
أقول :
ذكرتك خمس مرات هذه الليلة كي أموّه على الآخرين ..فأنا لا أذكرك ، ولا أتذكرك , ولاتمرّين في البال ،لأنك فجيعة الشوق ياامرأة.. يا امرأة لها سبعة فروع..
يا امرأة لها نكهة الضفة اليسرى من بردى ،وطعم الضفة المستباحة ..
يا امرأة : لا أذكر ينبوعا ًلا يحمل حرفا ً من اسمك ..
ولا متنا ًلا يحفظ مرور نعليك فوقه ..ولا رمل بحر لم يخبّئ ظلك تحته ..
ذكرتك خمس مرّات ..خمس مرّات هذه الليلة ،دون مناسبة لتذكارك ..
خمس مرّات هذه الليلة ..عشرمرّات في الليلة التي سبقت ..
ألف ليلة في الليلة التي ستلي ..وكم مليار مرّة سأشتاق إلى امرأة تسكنها الريح ,
والجنون والغيم ,والوحل, والرمل ,والندى ,وأطاريف القرنفل ,والسيول , والمراعي المجدبة ,وصمت الصخور ،ومفرق الطرق ،والبابونج , والزعتر البري،وعباءات القبيلة ، والزوفا ,والسكاكين ،وزقزقات عصافير الدوري ،عند الفجر ،وقرعالطبول الموحشة ..
وقلت لحجر في السور :
يا إله الحبّ ..كم مرّة نطقت باسمهاعند جذعك النائم ..
كم مرّة بكيت نداها فوق جفافك ؟..
كم مرّة جرحت سبّابتي وكتبت ضجيجها فوق صمتك ..
على أمل أن تعاود المرور.. ولن تمر..
فأروقة العبور صارت أكثررفضا ًللعاشقين ..
وبكيت فوق حجر في السور..
جرّحت قساوته بطراوة اشتياقي , فبكى من وجعه عليّ ،
وكففت دمي لأجل دمع في الحجر.. وما أكثر العشاق الذين يموتون...
سوى أنا وهذا الحجر باقيين.. هو من حب لدمشق وأنا من حبّ ٍ إليك .....
ذكرتك خمس مرّات ..خمس مرّات هذه الليلة ,
لعلّك تشرقين ذات ليلة وعتمة ورعود ..ذات بكاء ..
ذات قرنفل مستنبت تحت بيوت الثلج..
أو في رحابة صيف.. ليس ثمة جذع شجرة يغرق في البحر..
وليس ثمة حوت تأكله أمواج النسيان..
وأنا اليسوع , وأنت الجلجلة..وأنا العاشق..أنتظر قرع نواقيس الحنين..

ابو نجبو
18/08/2009, 06:42
اي والله...مو انتي ..بتأسف

:D

sweetangle
20/08/2009, 00:59
سراج يقاوم العتمة
وأنت قبلة من فرح.. وناقوس في برج يطير منه الحمام
ورنين أمل، واحتمالات غيوم.. والأفضل أن تكون الغيوم ممطرة،
كي تتصافيا على مائدةابتسامة.. ويدور مغزل الحب بينكما،
حيث تصير مسافات العناق على بعد قرنفلة، أوقرنفلتين..
وتتحول السكاكين إلى هلام.. وأنتما نهر صفاء، يسير وئيداً إلى حقول الحنطة،
والفعل الجميل، وتواثب القبل..

مسافتان بينكما، والتلاقي.. أيهاالجميلان على بساط الرغبة..
مسافة للوقت.. وأخرى للخناجر والسياط المشرئبة..
كيف يضيق العالم عن هديل حمامة؟.. عن عبق وردة.. عن سحبة آه في الأغنية؟..
يضيق عليكما.. فلا أرصفة للمسير.. ولا مقاعد للسنونو.. ولا سقوف للحالمين..

‏وحالم أنت.. مضغت حكايات الجدة طويلاً، مثلما يمضغ اللبان.. وعبأت رأسك بدفاتر المجانين.. وخضبت يديك بحناء القصائد.. وغسلت اهدابك تحت ليل الأغنية..
وقلت سيأتي الغد الأجمل، لأن المظلومين في حكايات جدتك كانوا ينتصرون قبل أن تغفو.. والفلاسفة قالوا بشمس تشرق بعد ليل وعتمة.. والشعراء يرتجون نجمة الصبح.. والأغنيات تومي إلى درب.. وما صدقت العابسين،
ولا سمحت بأن يعلّق غبارهم على معطفك الوحيد..
وقد نصحوك بأن حكايات الجدات محض خيال، وتعويض مناسب عن القهر،
والأوراق المطبوعة بين درفتي أضغاث أحلام لمهووسين بالحرية..
والقصائد وهم.. لكن الحياة أوسع من ضيق الأفق عند المتشائمين..
‏يأخذك الحلم إلى بحر.. والبحر إلى محيطات وحيتان..
يأخذك الحلم إلى نبع ورابية.. ثم إلى جدول صاف مثل الحقيقة..
ثم إلى صخرة ترشح نقطة ماء كل عشر سنوات.. إلى غرفة وشباك وهدوء..
فلا يقودك الحلم إلا إلى حيث ابتدأت.. وما أبشع الدوران في الدوائر..
حيث الخط يكرر نفسه إلى حدود البلادة..
بينما السوي أن ينطلق السهم من القوس بخط مستقيم وناري نحو الهدف.. ‏

.. وأنت المولود في غابة وقبلة.. وأنت الراسم ابتسامة للحزانى..
رغيفاً للجياع.. ومراحاً للمتعبين، وأكواخاً للعشاق.. وشوارع لعربات الضحك..
أنت أيها الناسج من تغاريد العصافير بسطاً للمتنزهين..
ومن دخان المعامل كباكيب صوف للذاكرة..
ومن رفيف أجنحة اليمام خرائط أمل للتائهين..
وها أنت تدور من حارات رماد إلى حارات عتمة،
مثل سراج ليل يحرق فتيله كي يصنع النور.. ‏تشتعل شمسك الصغيرة فيك،
وتضيءبشارة ميلاد قادم لم يذكره المنجمون.. وتقول:
خطوة أخرى.. خطوة أخرى، وستكتشف الطف لفي المغارة..
‏تجرح أقدامك خناجر القبائل.. وترمي عليك الجبال بعرماعزها..
وينبت الشوك في مساكب الروح، وأنت ماض إلى الحلم..
مستغرق في أروقة الشمس،تبحث عن خيط أو دليل..
وتلهج بالنافذة القادمة، والأفق المشتعل، والغزالة العاشقة..
‏ويا أنت.. أيها الجليلي الجليل.. تعبت من خطوك الصنادل...
وخلِقت خفاف العمر، وأنت تغزّ السير في رمال موحشة..
وتكتب أن البوصلة لا تخدم البحّار... وأن البدوي يتقن درب التبانة في الليل،
مثلما يتقن العاشق أسوار المدن، وسواد الترائب في شعر الحبيبة..
والواحة حلم.. الواحة سراب يلوح في أفق... الواحة امرأة سرقتهاالريح..
وكروم أكلتها الثعالب.. وسنابل سرقتها الغربان.. وسمن لعقته القطط السمان..
‏فهل أنت بحر يخاصم الموج.. وشجرة تعاند الجهات.. وأفق يعاند التراب؟..
ووحدك تمضي.. أتمضي وحدك؟.. ‏تخفق خلاياك بأمل آت.. وتقول ها هي البلاد..
العاشقة معي.. وترى الربيع في الفراشة.. ومطلع الشمس على تويجات القرنفلة..
والواحة في شاهق الجبل.. ‏وللأنقياء رفيف الرايات المنتصرة..
وللعاشقة ما تبقى من مياه ‏العمر.. ‏
وليد معماري

sweetangle
25/08/2009, 00:33
ما الذي بقي لك من فسحات الوقت.. أيها المكلل بشوق الانتظار ،سوى الحلم...
حلمتَ ببحر يمتد ّمن رمل إلى أفق .. وخلعتَ تشعباتك اللامجدية ،
وكشطتَ حراشفك المتعبة .. ومضيتَ عاريا ًمثل حقيقة ..
ومستقيما ًمثل وتر ..رميت أقدامك في الملح..
وجدلت الموج على ذراعيك...
ثم ّأخرجت من جيب ذاكرتك أغنية نقية ًمثل نسيمات صباح ،
ونثرتها فوق ضجيج الماء ،فاستحالت الكلمات إلى مراكب مبحرة نحو مرفأ رغيد .. والفواصل إلى أجنحة عنادل تلوّن الأفق..
وإشارات الاستفهام إلى أسماك ضاحكة تحت الماء .
حلمت بكوخ فوق رابية.. وليكن من طين أوقصب..تأتيه متعبا ً..
تخلع عند عتبته صندل جروحك ،وترمي على مشاجب حيطانه معاطفالأنين..
تفتح شبابيك تفضي إلى أفق شرقي يستقبل ولادة النهارات..
وتستقبل رحيق التجدد كل يوم ..وتستعطف المطر المتشرد في كل الجهات ،
لعلّه يهطل فوق قروح القلب ..ويغسلها ..
وتزرع صوتك على أثلام الدفاتر،مثلما تزرع فلاحة بسيطة أرغفتها على جدران تنور..
ثم ّ توزّعها على عابري السبيل .
حلمت بلعبة لطفولتك، فأعطوك مسبحة من الحصا ،لا ينتهي العدّ فيها..
حلمت بكتاب ..فأعطوك كتبا ً أوراقها مصنوعة ٌمن جلود الضفادع ..
حلمت بمنضدة تحتمل ثقل ذراعيك ،
فرموا إليك حصيرة من هواك مشكوك في نسب نسيجه ..
حلمت بأغنيات تشجيك .. فثقبوا أذنيك بدبيب الشياطين ..
وغطوك بألحفة من التوتياء المحمّى ،وسمحوا لكَ أن
ترقص ،وترقص ،حتى نهايات هذا العالم... وأنتَ المذنب ،
لأنك شططتَ بأحلامك نحو المعابر الممنوعة على أنقياء السريرة..
فهل نسيتَ أن قضاتك أكلوك..وأنّ محاميك خاصموك ؟...
وأسألك : هل انتهت الكروم إلى ثعالبها؟..أم أنّ الصقيع اغتال براعم الحصرم ؟..
فحرّكْ أضراسك على تفاحة متوهّمة ...وتبخترْ بديباج متخيّل ..
لم يعد لك سوى سبورة المخ تحتمل الطباشير ..
فهاك السبورة ،وارسم فوقها كلّ سنابل أحلامك.. وانتظر الحصاد .
تمسّكْ بالساريةجيّدا ًيا ولد..وغالب ِ الريح والإعصار ..
وها حلمك لا يزال حلما ً.. لكنّه سيتحقق..فاذهب لتنبت في حقول فرحك الوحيد..
واغرس جذورك فيه.. وحاذر اللانسلاخ..حيث لم يبق سوى راية أخيرة على الجرف الأخير ..
و(( لا تصالح ))... وقل ((لا ))في وجه منقالوا (( نعم ))..
فأنت من عبّأتَ البحار بالماء والملح..
وأرسلت أشرعتك إلى نهايات الحقيقة..
سيأتي القطار أيّها المنتظرون على المحطات..
ستأتي الغيوم والعصافيروالسنابل ومناديل الفرح والأحلام .
سيأتي النصر .

sweetangle
30/08/2009, 17:30
مضى وقت ثقيل وفارغ .. ارفع غطاء القلم, ثم اعيده من جديد
انتظر وحي الكتابة فلا يأتي..
وثمة بعوضة متسللة إلى المكان,هاربة من زمهرير الخارج وتزعجني
لعلها هي التي أخرت مجيئ الفكرة المناسبة..
أصنع من بعض الجرائد العتيقة عصا ، وألاحق الحشرة أتخيل العصا سيفاً والبعوضة أعداء ..
ها انا ألوح بسيفي وأضرب هواء الغرفة مستلهماً الفارس الحزين ,
محارباً طواحين الهواء تلك تحركها شياطين الرياح ..
ثم أستكين خلف منضدتي...
والكتابة لا تأتي ربما بسبب إحساس بالخيبة وعبثية الكلمة ..
وها نحن جموع الكتاب , عشاق الحرف المتمددين على مساحات الورق ,
نحمل سيوفنا الورقيةونحارب الغبار في محاولة متفائلة للدفاع عن كوى نظيفة في الحياة ..
عن الشعر والقرنفلة والرغيف..والمرأة الحبيبة والوطن الجميل
ثم لا نحصد من الكتابة سوى وجع الأصابع .. وألم فقرات الرقبة
وجروح الروح .. وأما عالم المثل الذي دافعنا عن بذوره في حقول العمر,
فقد جاء الصقيع وحصده ...
هل كانت العلة فينا من البداية ,
فصنعنا أحلاماً اوسع من بقعة العمر؟!!
أم ان ملاعب الأرض ضاقت على أحلامنا؟!!
ذات يوم حللت ضيفاً زائراً مدعواً لزيارة ثقافية في بلد عربي ..
وقد أنزلوني في فندق فخم هو فرع من سلاسل عالمية ..
ولأن برنامج العمل كان ينتهي عند الظهيرة تبقى ساعات العصر والليل فارغة من أي نشاط .. على الرغم من فخامة المكان فقد تحول إلى سجن حقيقي
عدا شكلي غير المتلائم مع الترف كان ثمة اغتراب عن المكان بسبب جيبي المهترىء
فأية خدمة تطلبها خارج وجبات الطعام هي خدمة لا تحتملها حساباتك المتواضعة
وسقوف لا يمكنك تجاوزها
وكان ثمة إعلانات تواجهني في الفندق أينما تحركت وتشرح لي أنواع الخدمات المقدمة
وعدا أحدث أنواع الاتصالات وآخر صرعات تحريك الحسابات الجارية
وأرفع أساليب إدارة الأعمال عن بعد , ثمة المطعم الايطالي والعشاء الاسباني والصالة المكسيكية وصالة موتزارت للموسيقا الكلاسيكية والشرفة الصينية
وقبو الديسكو والمسبح المدفأ وقاعة البولينغ وحمامات الساونا
ومطارح الجيكوزي وكانت ترد في النهاية إعلان عبارة مرعبة تقول :
تعال ...فنحن نعرف من أنت
أما هذه العبارة يحس المرء القادم من العالم المتواضع (أقصد من الدخل المتواضع)
أنه عار تماما كما لو أنه موضوع تحت أشعة أو أمام أجهزة تقرأ أفكارك
وتحولك إلى مجرد رقم الزيرو في آلة حاسبة فتسقط أرصدتك الانسانية ,
وتغدو آلاف الكلمات التي كتبتها وعشرات القصائد بلا قيمة
لأن الأمور تقاس هنا بموازين الذهب .. والكلام ليس له وزن
هكذا تصبح الكلمات سيفا من ورق عليه أن يلاحق البعوض ..
وها أنا ما أزال أحمل سيفي وألاحق بعوضة مراوغة
في فضاء غرفتي لعلي أفلح في منعها من امتصاص دمي ...

SelavI
30/08/2009, 23:04
حاد القلم هنا لا يهفو

تسجيل متابعة:D

دانة رياض
30/08/2009, 23:59
[quote=sweetangle;1326000]مضى وقت ثقيل وفارغ .. ارفع غطاء القلم, ثم اعيده من جديد
انتظر وحي الكتابة فلا يأتي..


ونحن سنأتي ونتابع بوح وليد المعماري من خلال صفحتك

شكرا لك سويت آنجل

sweetangle
31/08/2009, 02:05
كيف أصف لكم هذه المرأة من دون أن أفتح نوافذ الحلم..
وأدعكم تنظرون إلى بحيرة عميقة من الوداعة..
وحيث تبدو السماء صافية، تهب عواصف من رمال لا تعرف الهدوء،
ولا تتقن الاسترخاء.. كأنما تسكن الرياح مسام جلدها...

وحين تسند رأسها فوق كتفي،يأكلها الخوف.. وأصبح أنا متهماً بإحراق الأشرعة..
ويصبح الصمت لغة القبائل النائمة بيننا.. وها هي نائية..
أبعد من واحة خلف صحراء.. أبعد من محيط خلف بحر..
والنأي بيننا يشبه حقول سنابل أنضجتها الشمس.. ونام الحاصدون عن مناجلها..
هي المرأة التي لا أخجل من دمعي فوق كفّيها، لأني أبكي بدلاً عنها،
مثلما هي كانت تفعل في أمسيات الجنون...
‏ودعوني أصف الوجع الممتد تحت أصابعها..
والوقت الراشح من غضبها.. وأرسم على دفّة الغروب­
هي تعشق المط... والغروب ­لون جنونها، ولون عينيها..
ولون الرائحة المنبثقة منها.. رائحة لا تشبه أية رائحة في العالم..
رائحة ينابيع تنبثق من صحرائي.. وجداول من بدايات مريبة...
‏وأقول إن العيد مرّ من هنا.. العيد مرّ بيننا..
العيد مرّ ونسي جراحات الحنين.. نسي أراجيح الروح،
والفضاءات الممتدة إلى نهايات الوجع.. والمطارات البعيدة..
لأجل هذا، سأغرس وجعي في الأرض.. وأسقيه صدى قبلاتك النائمة..
وأسمّد حقوله بجنونك النقي.. كي ينبت القرنفل.. ذات طفولة وعيد،
رٌبط حبل الأرجوحة في القنطرة الحجرية..
وكنت تطيرين مثل فراشة إلى الأعلى.. إلى الأعلى..
تضحكين من خوف ومن فرح..
وجديلتاك مثل سنونوتين تعبران فضاء المكان..
من الأرض إلى معابر الأفق..
والأتراب من حولنا يحتجون: جاءدورنا..
وأنت تطيرين.. تصنعين بحراً أزرق يشبه لون ثوبك المزركش بالورد،
وكان ثمةأمواج صاخبة، وزوارق تغادر من ميناء القلب، ولا تعود..
ترسمين خرائط لزمن آت،ترحلين فيه، وأبقى مثل ابن بحار..
يقف على شواطئ ينتظر أوبة أبيه وقد أمضه وجع الانتظار..
‏مرّ العيد ولم تمري.. مرّ الفرح على الناس، ولم يمر علي..
فأي محيطات سرقتك؟.. أية أشرعة حملتك إلى وجعي،
وأبقتني على مرمى حجر من الشمس، والدفء، والرمّان، والفرات العذب؟..
‏مرّ العيد.. ولم تمري... وها أنتظرك تحت القنطرة..
وأدفع بيديّ أرجوحة في الحلم.. وأنتظر وسط صقيع هذا العام،
مرورموكبك الملكي، ملفعاً بالياسمين.. عسى، لو حين يمر الموكب،
تفتحين نافذة العربة،وترشين عليّ زخات من ضحكاتك البريئة..
‏مرّ العيد ولم تمري.. مرّ العيد ولم يمر الفرح...
‏وما أزال أدفع بيدي أرجوحة الوهم..
وأنتظر مرور فراشة زرقاء، على تخوم بحر من الرمل..
أنا المغمس بأوجاع الحنين...

sweetangle
03/09/2009, 03:15
جاءت القصيدة .. تسللت من سلم معتم ..
وهبطت بضع درجات ... ثم وجدت باباً عتيقاً مغلقاً,فلم تقرعه
بل انسربت من شقوق فيه ..
وحين صارت في الغرفة تحوّلت إلى فراشة تحوم في فضاء بخيل
أو يمامة تنام على رف مكتبة...
وقطة تتثاءب فوق بلاط عار... وعصفورة تتقافز..
ويالها القصيدة...
كيف لاتتقن اختيار البيوت الفاخرة
ولا تلتفت إلى الشرفات المترفة..
ولا يغويها الكريستال المضيء؟ ...
ذلك لأنها عاشقة متيمة يسكنها الجنون
ويسري في أو ردتها دفق المغامرة الصعبة ..
وتنبض خلاياها بحب الحقيقة ملتهبة لا تخاف الصقيع...
وبردانة لا تطيق معاطف الفرو..
وغزالة لا تتقن عجلات الزيف

لم يفتح الشاعر نافذة للقصيدة .. وهوالذي يكره الجدران المغلقة
ولم يكن لغرفته سوى كوة واحدة مخصصة لدخول الشمس وطيف الحبيبة وحين تهبط العتمة,لم يكن لديه ثمة شموع ,
روحه فقط كانت تشتعل مثل مصابيح الكيروسين,وتتلاءم مع صفاء الليل
ثم تأتي الكلمات مثل يعاسيب أو مثل طلقات الرصاص..
وكان ثمة منضدة يحن خشبها إلى غابة انقرضت تحت سطوالمناشيرأو الحرائق المفتعلة ...
ومن أجل الحفاظ على طقوس الصمت اصطنع عدّاداً مبتكراً للوقت
من اعقاب السجائر في المنفضة..أو من تناقص شراب قرمزي في زجاجة مهملة..
وأحياناً كان يتسلّى,وهو ينتظر الفجر,بعدّ نبضات البطين الأيمن في أوردة القلب..حريصاًعلى أن ينتهي من عشقه قبل أن يطرق بابه جباة الضرائب...


وياللقصيدة..
غابة وغيوم ..وقطة وفراشة..ويمامة وعصفور..
تتحول أو تنشطر إلى جداول ريح تعصف بالرئتين ثم تخرج مثل حجرة محبرة ..أو تظل سائحة في الشرايين
ثم تنفجر أو تنفجر الشرايين.. سيان..لأن البراكين لاتماك تلافيف دماغ..
والشاعر لا يملك إلابراكين دمه..

مدّ الشاعر يديه فوق ذكريات الغابة,مثل ساريتين لمركب متعب
مثل عيني سجين تحلمان بشارع,أو وجه امرأة
مثل قطارات تنتظر شارة المسير... وكان ينتظر القصيدة..
والقصيدة تفرد شلالات ليلها الصعب فوق الكتفين..
وتفتح مرافىء عينيها لسفن التفاؤل.. وتطلق ترانيم الحنجرة لأغنية الكرز
وترشّ على صدرها عطر تفاح جبلي..
وتترك النهر المنسي يصير جدولين لزوارق منسية..

وقالت القصيدة:
ضمّني تحت خوافيك أيها النسر..ودثّرني بأجنحة انتظارك,
واغمرني برفيف شوقك..
هلأرى عاشقين تحت شجرة في غابة يرتكبان القبلة..ويتبادلان جفاف المواثيق,وبينهما حلم يشبّ مثل خيول جامحة,وتركض في مضامير الأمل
وتارةً يصبح الحلم حقلاً تمشطه الأثلام..
وتنتظره سنابل الحنطة..ويباركه قمر خجول..

وقالت القصيدة:
كلانا متعبٌ..أنت من جوع, وأنا من حرية..
نتبادل التعب كل هنيهة.. ونطرّزعلى مفارش الزمن الآتي
أطفالاً ملونين بالطمأنينة ..وأقلاماًلا تكتب إلا الوردة..
ودفاتر لا تقرأ إلا الشمس..
فضمني إليك لتحمني من زمهرير..وأحميك من نسيان

وياللقصيدة...
إغراء عاشقة تسكن في أوراق الشوق..
ونسغ في شجرة برتقال,يبرعم ثماراً للغد بعد يوم مدنف..
جاءت القصيدة..
ولم يكن لدى الشاعر ما يكتبه سوى تكرار لكلمة واحدة ...

هي الحرية

THE_unforgiven
03/09/2009, 10:13
حلو .. حلو كتير ...
متقن .. ماطر .. مشبع برجفان البرد .. :D