بالغت الولايات المتحدة في تقدير التهديد الذي يشكله النفوذ الايراني في اميركا اللاتينية، ويصفه مسؤولون في الادارة الاميركية وأعضاء في الكونغرس وخبراء منذ اشهر، بأنه «مقلق».
فقد اضطر المتحدث باسم وزارة الخارجية ايان كيلي الى تكذيب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون نفسها، بعدما نشرت صحيفة «واشنطن بوست» معلومات محرجة حول عدم وجود ورشة لبناء سفارة ايرانية في عاصمة نيكاراغوا أشارت إليها كلينتون في ايار الماضي. وكانت كلينتون قالت في حينها «ان ايران تبني سفارة كبيرة في ماناغوا»، واصفة الخطوات الدبلوماسية لطهران في اميركا اللاتينية بانها «مقلقة جدا».
وقال كيلي خلال مؤتمر صحافي «ما يمكننا قوله هو انه ليس هناك اي وجود ايراني كبير في نيكاراغوا». وكتبت الصحيفة انه ليس فقط لا وجود لورشة البناء، بل بقيت الوعود الايرانية بالاستثمار في نيكاراغوا التي قطعت خلال اللقاءات بين الرئيسين محمود احمدي نجاد ودانيال اورتيغا ، مجرد وعود. والأسوأ هو ان الصحيفة نقلت عن مسؤول في السفارة الاميركية في ماناغوا تأكيده «عدم وجود مشروع لبناء سفارة ايرانية» في عاصمة نيكاراغوا.
وردا على سؤال حول هذا الموضوع، قال كيلي انه يجهل مصدر معلومات كلينتون. لكن مسؤولا آخر في الخارجية قال ان المعلومات «وردت من نظير أجنبي»، لم يكشف هويته.
وفي الكواليس، قال مسؤولون أميركيون ان المعلومات التي نشرتها «واشنطن بوست» حملتهم على مراجعة مواقفهم. لكن اليوت انغل النائب الديموقراطي عن نيويورك الذي يتولى رئاسة اللجنة الفرعية المكلفة شؤون اميركا اللاتينية في مجلس النواب، يرى ان «التهديد حقيقي». واوضح «اشعر بارتياح كبير للمعلومات التي نفت بناء ايران سفارة كبيرة لها في ماناغوا.. لكني اشعر بالقلق لعدم مراقبة المسافرين الايرانيين الوافدين الى نيكاراغوا وللرحلات بين طهران وكاراكاس التي تكون حمولتها وقائمة ركابها سرية وللمعلومات عن تمويل حزب الله في اميركا اللاتينية».