zen
16/09/2005, 12:17
لم يعد الشباب اليوم ـ في العديد من المجتمعات العربية ـ يخشى تلصص عيون الأهل ورقابة المجتمعات.
ولم يعد في حاجة لحارس البناية التي يسكن فيها، أو خادمة الأسرة؛ لإيصال خطاب سري يعبر فيه عن حبه لمحبوبته، كما أنهم أيضا لم يعودوا في حاجة للوقوف أسفل نوافذ أو شرفات محبوباتهم؛ لاختلاس نظرة أو تبادل كلمات العواطف.
فقد أصبح اليوم ـ بفضل تقنية البلوتوث Bluetooth ـ لديه القدرة أن يرسل ويستقبل العبارات الساخنة، والصور الأكثر حرارة.
وتقنية البلوتوث تمكن مستخدميها من إرسال واستقبال الرسائل دون الحاجة إلى الاستعانة بشبكات وكابلات، وغير ذلك من الأسلاك التي تربط بين أكثر من جهاز كمبيوتر، أو مجموعة البلوتوث Bluetooth Special Interest Group، أو التي تعرف اختصارًا بـ SIG؛ التي تتيح نقل البيانات والملفات دون استخدام كابلات، ودون المرور على شركات الاتصالات؛ التي تتبع في ملكيتها ـ في أغلب الدول العربية ـ إلى الحكومات.
هذه التقنية من أسهل وأسرع وسائل نقل المعلومات من جهاز لآخر دون الحاجة لمعرفة الرقم الذي تريد الاتصال بحامله، ويكفي فقط تشغيل موجات "البلوتوث" فتصل الرسائل إلى الهاتف المطلوب. ويمكن كذلك التعرف على اسم الجهاز.
دخلت هذه التقنية إلى مجال الاستخدام الشخصي وعلى نطاق جماهيري في العامين الأخيرين. لكن العالم العربي ـ وبخاصة دول الخليج المحافظة ـ ترى في تلك التقنية خروجا على التقاليد والعادات الاجتماعية.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية كانت السلطات السعودية ـ مثلا ـ تحظر بيع الهواتف النقالة المزودة بكاميرات، وهي تقنية حديثة تتيح لمستخدمها التقاط العديد من الصور الرقمية على الفور وتخزينها في هاتفه وطبعها أيضا، الأمر الذي تخشى معه هذه السلطات من إمكانية إساءة هذه التقنية، وبخاصة بين الشباب من الجنسين الذي لايتاح له ـ أساسا ـ الاختلاط في الأماكن العامة. ثم ما لبثت السلطات السعودية أن قامت برفع الحظر عن بيع الهواتف النقالة المزودة بكاميرا.
خدمة "البلوتوث" هذه نجحت في خرق الحواجز التقليدية المتبعة في بعض المجتمعات العربية. وأصبح الاتصال عبر تقنية "البلوتوث" أكثر أمناً وسهولة، حيث يقوم المستخدم بتفعيل وظيفة "البلوتوث" في هاتفه، ثم يبحث عن أشخاص آخرين لديهم التقنية ذاتها في محيط دائرة تقدر بنحو 10 أمتار.
وبعدها، تظهر قائمة بأسماء الهواتف التي في حوزة الأشخاص الموجودين ـ ضمن نطاق تلك الدائرة ـ على شاشة هاتفه، وغالبا ما تكون بأسماء مستعارة، وباللغة العربية في معظمها، مما يزيد من الإثارة والمرح مثل: "ساعي البريد"، و"حبيسة الدموع"، و"حورية البحر"، و"همس الظلام".
كما أنه مع التعرف عن قرب إلى هذه التقنية يمكن ملاحظة انتشار تبادل عبارات الغزل بواسطة هواتف "البلوتوث" في مراكز التسوق الكبرى أو المعروفة غالبا باسم "المولات" في تلك المجتمعات.
وكذلك تجد هذه التقنية منتشرة في المطاعم التي تراعي في نظامها عدم اختلاط الجنسين، حتى أنه يمكن رؤية العديد من الحواجز تفصل بين الطاولات المعدة للطعام.
وتبذل السلطات الخليجية جهودا كبيرة في عدم خرق التقاليد المجتمعية بهذه التقنيات الحديثة. لكن ربما تجد هذه السلطات في الأمر صعوبة خاصة مع انتشار خدمات لاسلكية مثل "البلوتوث" التي يصعب الانتباه لوجودها.
لكن هذه التقنية التي تستخدم ـ فقط ـ للتسلية والترفيه في هذه البلاد، ومحاولة كسر الرتابة والجمود اللذين ينتابان الحياة الاجتماعية هناك، غالبا ما تؤدي إلى مشكلات اجتماعية بين العائلات، يتسبب فيها شباب يحملون هواتف نقالة مزودة بتقنية "البلوتوث"، ولاسيما أن النظام العائلي هو الشكل المميز لمواطني الدول الخليجية.
وطبقا لمصادر عاملة في سوق تكنولوجيا الاتصال في دولة الإمارات، فإن عدد مستخدمي تقنية "البلوتوث" تخطى هناك ثلاثة ملايين مستخدم، غالبيتهم من الشباب من الجنسين.
والمراكز التجارية والمطاعم من أكثر الأماكن في الإمارات؛ التي يتم تبادل رسائل "البلوتوث" فيها، بالإضافة إلى أماكن العمل، والتي عادة ما يتبادل العاملون فيها رسائل مضحكة من باب الترفيه.
وانتشار هذه التقنية لم يقتصر على دول الخليج، بل تجاوز ذلك لتجده في مصر بين أيدي شباب الأندية الرياضية والاجتماعية الشهيرة، التي غالبا ما يكون روادها من ذوي الدخول المرتفعة إلى حد كبير.
ورغم أن الهاتف النقال أصبح متداولا بشكل مكثف بين المصريين؛ حيث أشار وزير الاتصالات المصري ـ في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام هناك مؤخرا ـ إلى أن عدد مستخدمي الهاتف النقال تعدى في مصر حاليا 8.1 مليون مستخدم، إلا أن هذه التقنية لم تتخط بعد أبنية هذه الأندية الشهيرة.
تقول "ن. مروان" ـ 22 سنة من القاهرة طالبة بالصف النهائي في كلية الآداب: إن أنظمة الاتصال الحديثة بين أجهزة الهواتف النقالة وما تقدمه من تقنيات متقدمة قد كسرت "التابو" ـ المُحرمات" ـ والاستمتاع بخصائصها أتاح لنا مزيدا من الحُرية. لكن هذه التكنولوجيا المتطورة حرمتنا في ذات الوقت من الرومانسية التقليدية التي تشعل حرارة قلوب المحبين.
وتستطرد: "حينما أنظر لأفلام زمان وأشاهد عمق لهفة المحبين أتشوق لعودة هذا الزمن على أرض الواقع، في ذات الوقت لا يمكن أن نحرم أنفسنا من الاستفادة بالتقدم"، واختتمت كلامها بالقول: "إنها مُعادلة صعبة".
أما "ر. سليمان" ـ 24 سنة يعمل في مجال تسويق الإعلانات لصحيفة مصرية كبرى ـ فيقول: "إن المسألة اليوم أكثر سهولة ويسرًا من ذي قبل، فحينما أجلس على شاطئ البحر أو في النادي وأرى فتاة تعجبني، ليس بالضرورة لرغبتي في الارتباط بها أو إقامة علاقة من أي نوع، فقط على سبيل الدردشة؛ حيث نتبادل الرسائل ويمكن تبادل الصور أيضا، دون مراقبة الآخرين، وربما تكون مرتبطة بشخص ما لكنها تريد الشكوى أو "الفضفضة" لإنسان لا تعرفه، وقد أفعل أنا نفس الشيء".
وحول كيفية التعرف على جهاز هاتف نقال يوجد به خاصية البلوتوث، تقول "م. جلال" ـ 19 سنة طالبة في كلية الحقوق: "لو كنت على مقربة من فتاة أو شاب أستطيع التعرف على الأجهزة الحديثة.. أما إذا كنت بعيدة نسبيا فالمسألة هي مقامرة أن أوجه إشارات هاتفية لالتقاط أو إرسال رسالة، وحينها أتعرف على اسم الجهاز ونبدأ المراسلة، ومن الممكن أن أتجاوب أو لا، وذلك حسب سلوك الشخص وطريقته في التخاطب، هل تعجبني أم لا ..."
وتقول: "أحيانا تصلني وأنا في حديقة الجامعة رسائل خارجة وصور خليعة، أقوم على الفور بإغلاق جهازي.
:D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D
ولم يعد في حاجة لحارس البناية التي يسكن فيها، أو خادمة الأسرة؛ لإيصال خطاب سري يعبر فيه عن حبه لمحبوبته، كما أنهم أيضا لم يعودوا في حاجة للوقوف أسفل نوافذ أو شرفات محبوباتهم؛ لاختلاس نظرة أو تبادل كلمات العواطف.
فقد أصبح اليوم ـ بفضل تقنية البلوتوث Bluetooth ـ لديه القدرة أن يرسل ويستقبل العبارات الساخنة، والصور الأكثر حرارة.
وتقنية البلوتوث تمكن مستخدميها من إرسال واستقبال الرسائل دون الحاجة إلى الاستعانة بشبكات وكابلات، وغير ذلك من الأسلاك التي تربط بين أكثر من جهاز كمبيوتر، أو مجموعة البلوتوث Bluetooth Special Interest Group، أو التي تعرف اختصارًا بـ SIG؛ التي تتيح نقل البيانات والملفات دون استخدام كابلات، ودون المرور على شركات الاتصالات؛ التي تتبع في ملكيتها ـ في أغلب الدول العربية ـ إلى الحكومات.
هذه التقنية من أسهل وأسرع وسائل نقل المعلومات من جهاز لآخر دون الحاجة لمعرفة الرقم الذي تريد الاتصال بحامله، ويكفي فقط تشغيل موجات "البلوتوث" فتصل الرسائل إلى الهاتف المطلوب. ويمكن كذلك التعرف على اسم الجهاز.
دخلت هذه التقنية إلى مجال الاستخدام الشخصي وعلى نطاق جماهيري في العامين الأخيرين. لكن العالم العربي ـ وبخاصة دول الخليج المحافظة ـ ترى في تلك التقنية خروجا على التقاليد والعادات الاجتماعية.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية كانت السلطات السعودية ـ مثلا ـ تحظر بيع الهواتف النقالة المزودة بكاميرات، وهي تقنية حديثة تتيح لمستخدمها التقاط العديد من الصور الرقمية على الفور وتخزينها في هاتفه وطبعها أيضا، الأمر الذي تخشى معه هذه السلطات من إمكانية إساءة هذه التقنية، وبخاصة بين الشباب من الجنسين الذي لايتاح له ـ أساسا ـ الاختلاط في الأماكن العامة. ثم ما لبثت السلطات السعودية أن قامت برفع الحظر عن بيع الهواتف النقالة المزودة بكاميرا.
خدمة "البلوتوث" هذه نجحت في خرق الحواجز التقليدية المتبعة في بعض المجتمعات العربية. وأصبح الاتصال عبر تقنية "البلوتوث" أكثر أمناً وسهولة، حيث يقوم المستخدم بتفعيل وظيفة "البلوتوث" في هاتفه، ثم يبحث عن أشخاص آخرين لديهم التقنية ذاتها في محيط دائرة تقدر بنحو 10 أمتار.
وبعدها، تظهر قائمة بأسماء الهواتف التي في حوزة الأشخاص الموجودين ـ ضمن نطاق تلك الدائرة ـ على شاشة هاتفه، وغالبا ما تكون بأسماء مستعارة، وباللغة العربية في معظمها، مما يزيد من الإثارة والمرح مثل: "ساعي البريد"، و"حبيسة الدموع"، و"حورية البحر"، و"همس الظلام".
كما أنه مع التعرف عن قرب إلى هذه التقنية يمكن ملاحظة انتشار تبادل عبارات الغزل بواسطة هواتف "البلوتوث" في مراكز التسوق الكبرى أو المعروفة غالبا باسم "المولات" في تلك المجتمعات.
وكذلك تجد هذه التقنية منتشرة في المطاعم التي تراعي في نظامها عدم اختلاط الجنسين، حتى أنه يمكن رؤية العديد من الحواجز تفصل بين الطاولات المعدة للطعام.
وتبذل السلطات الخليجية جهودا كبيرة في عدم خرق التقاليد المجتمعية بهذه التقنيات الحديثة. لكن ربما تجد هذه السلطات في الأمر صعوبة خاصة مع انتشار خدمات لاسلكية مثل "البلوتوث" التي يصعب الانتباه لوجودها.
لكن هذه التقنية التي تستخدم ـ فقط ـ للتسلية والترفيه في هذه البلاد، ومحاولة كسر الرتابة والجمود اللذين ينتابان الحياة الاجتماعية هناك، غالبا ما تؤدي إلى مشكلات اجتماعية بين العائلات، يتسبب فيها شباب يحملون هواتف نقالة مزودة بتقنية "البلوتوث"، ولاسيما أن النظام العائلي هو الشكل المميز لمواطني الدول الخليجية.
وطبقا لمصادر عاملة في سوق تكنولوجيا الاتصال في دولة الإمارات، فإن عدد مستخدمي تقنية "البلوتوث" تخطى هناك ثلاثة ملايين مستخدم، غالبيتهم من الشباب من الجنسين.
والمراكز التجارية والمطاعم من أكثر الأماكن في الإمارات؛ التي يتم تبادل رسائل "البلوتوث" فيها، بالإضافة إلى أماكن العمل، والتي عادة ما يتبادل العاملون فيها رسائل مضحكة من باب الترفيه.
وانتشار هذه التقنية لم يقتصر على دول الخليج، بل تجاوز ذلك لتجده في مصر بين أيدي شباب الأندية الرياضية والاجتماعية الشهيرة، التي غالبا ما يكون روادها من ذوي الدخول المرتفعة إلى حد كبير.
ورغم أن الهاتف النقال أصبح متداولا بشكل مكثف بين المصريين؛ حيث أشار وزير الاتصالات المصري ـ في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام هناك مؤخرا ـ إلى أن عدد مستخدمي الهاتف النقال تعدى في مصر حاليا 8.1 مليون مستخدم، إلا أن هذه التقنية لم تتخط بعد أبنية هذه الأندية الشهيرة.
تقول "ن. مروان" ـ 22 سنة من القاهرة طالبة بالصف النهائي في كلية الآداب: إن أنظمة الاتصال الحديثة بين أجهزة الهواتف النقالة وما تقدمه من تقنيات متقدمة قد كسرت "التابو" ـ المُحرمات" ـ والاستمتاع بخصائصها أتاح لنا مزيدا من الحُرية. لكن هذه التكنولوجيا المتطورة حرمتنا في ذات الوقت من الرومانسية التقليدية التي تشعل حرارة قلوب المحبين.
وتستطرد: "حينما أنظر لأفلام زمان وأشاهد عمق لهفة المحبين أتشوق لعودة هذا الزمن على أرض الواقع، في ذات الوقت لا يمكن أن نحرم أنفسنا من الاستفادة بالتقدم"، واختتمت كلامها بالقول: "إنها مُعادلة صعبة".
أما "ر. سليمان" ـ 24 سنة يعمل في مجال تسويق الإعلانات لصحيفة مصرية كبرى ـ فيقول: "إن المسألة اليوم أكثر سهولة ويسرًا من ذي قبل، فحينما أجلس على شاطئ البحر أو في النادي وأرى فتاة تعجبني، ليس بالضرورة لرغبتي في الارتباط بها أو إقامة علاقة من أي نوع، فقط على سبيل الدردشة؛ حيث نتبادل الرسائل ويمكن تبادل الصور أيضا، دون مراقبة الآخرين، وربما تكون مرتبطة بشخص ما لكنها تريد الشكوى أو "الفضفضة" لإنسان لا تعرفه، وقد أفعل أنا نفس الشيء".
وحول كيفية التعرف على جهاز هاتف نقال يوجد به خاصية البلوتوث، تقول "م. جلال" ـ 19 سنة طالبة في كلية الحقوق: "لو كنت على مقربة من فتاة أو شاب أستطيع التعرف على الأجهزة الحديثة.. أما إذا كنت بعيدة نسبيا فالمسألة هي مقامرة أن أوجه إشارات هاتفية لالتقاط أو إرسال رسالة، وحينها أتعرف على اسم الجهاز ونبدأ المراسلة، ومن الممكن أن أتجاوب أو لا، وذلك حسب سلوك الشخص وطريقته في التخاطب، هل تعجبني أم لا ..."
وتقول: "أحيانا تصلني وأنا في حديقة الجامعة رسائل خارجة وصور خليعة، أقوم على الفور بإغلاق جهازي.
:D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D