-
دخول

عرض كامل الموضوع : أشفت جرحاً و أهدته جرحاً أكبر...!!قصة حب


شمس سوريا
24/06/2009, 12:05
بسم الله الرحمن الرحيم .........
أمّا بعد إخواني
قصّة ذاك الشاب المعذّب
و الذي اعتاد نثر كلمات حزنه على جدرانها أيّامه
و برع بالشعر و الخواطر بعدما تغلل حبّها في قلبه
و راح يغزل كلماتٍ عبّرت عنه و عن عشقه
و عن قلبه المكسور
إلى أن أطرب فتاة بمعانيه
فبعد مضيّ أعوام قليلة على جروح قلبه البريء
و أثناء فترة دراسةٍ لثقافته الاجتماعية
كان يخرج بصحبة أصدقاء له
كانوا مجموعة مثل الإخوة
كانو يحسون بجروح بعضهم
يخرجون سوياً فلا فرق بين شاب و فتاة
كانوا أصدقاء فحسب
حتّى اتفقوا فيما بينهم لإيجاد طريقة يُنسون فيها هموم صاحبهم
و يجبرون قلبه المكسور
فاجتمعوا عليه بشتّى الطرق الغير مباشرة فما
وجدوا منه أملاً
في الرجوع لما كان عليه من
تفاؤل و تمتع بالحياة
و لا حتّى برجوعه لروحه الفكاهية التي اشتهر بها
لكنها صممت على أن تُنسيه ما مرّ به من آلام
نعم صممت صديقة من المجموعة على ذلك
و انتهزت حبّه للشعر و تحدّته أمام الأصدقاء
حتّى بدأوا مسير جديدة
كان يتحدّى ولا يدري ما يُحاك له خلف الكواليس
فبدؤا كلماتهم عن الغزل و العشق
و مرّة بعد مرّة تتالت صيحاتهم بارتجالها الكلمات
و شاء القدر أن يفكّر صاحبنا بمن تتحدّاه
أن يُفكّر بحروف كلماتها حين تُلقيها
فكانت تلقيها و تنظر إليه
و كأنها تخاطبه بعيونها
كم أحسّ بها مخاطرة
و كم ردّ عليها بصمته و فهم معاني صمتها الدافئة
ففي الصمت كانا يغزلان قصائد بليغة صعبة الوصوف
في صمتهم تاه الشعراء في الغزل
بين المنطق والا منطق
أمعقول أنّه بدأ بنسيان حبّه القديم ؟
أمعقول أنّه بدأ يفهم عليها و يُدخلها لمملكته رويداً رويدا؟
حتّى أحس الشاب أن حزنه القديم لا نهاية له
و لا يستطيع أن يبقى عمره منتظراً لحظات لن يكتبها له القدر
منتظراً معجزة اللقاء بعد ما شقّ كل واحد منهم طريقه في الحياة
فعلاً إخواني ..............
بدأ يتناسى حبذه القديم مُتأمِّلاً أن يجد ما افتقده في صديقتة التي
غدت على حدود مملكته تنتظر من أبوابها الإذن
تنتظر من حرّاسها ختم الدخول لقلبه
فبدأ لون العشق الحقيقي من خلال كلماته الواصفة
صعبة المقاومة كانت
و ما أجمل كلماتها حين ترد عليه بأقوى
حتّى صرَّح لها بالدخول لقلبه من خلال كلماته
و أحس بهم أصحابهم المحبين
و اتّفقوا على مناظرتهم من بُعيد
و بدأت الفتاة بوحها بدلاً منه
لأنها كانت تعلم مدى احتراقه من الداخل
فكان كلّ مرّة ينوي البوح فيها يُحسّ بأنه خائن لحبّه الأول
و حين ينفرد بنفسه يُبسّط الامور و يقول لا
لا و ألف لا
فتلك ليست بخيانة
و يعاود الكرّة .....
حتّى تأتي و يضع كل منهما عينه بعين الآخر
و يبحرون بمراكبهم في صمت الكلمات
يبحرون بكل شغف
و يتلعثم من جديد
و حين بدأت أحسّ بخنق في حلقه
و كأنه ينوي قول أشياء مخباءة منذ زمن
لكنّه لا يستطيع
فهونت عليه و قالت له اكتب
اكتب حبيبي ما يجول في خاطرك
اكتب عساي أفهم ذاك القلب الحزين مالذي يُفرحه
اكتب يامن اشتاقه وهو بجانبي
يامن أحسست بلمساته قبل أن أطالها
يا أنت يا رجلاً أتاني في زمان الإنعتاق
أنا يا صديق .....
أراك عُمراً .... ليس يحتمل الفراق
الشام قبلك لم تكن
و الشام بعدك لا تُطاق
حتّى فجرت كلماتها البسيطة و النابعة من صلب عفويتها المطلقة
أحاسيسه و بدأ البوح لها
و كم أطال البوح ذاك العاشق
و كأنّه محروم من الحنان و وجده في ذاتها
و كأنه طفلاً بات يبحث عن نهد أمّه
ووجده بعد طول غياب
و أجابها ..........
مساؤك خيير عالية الجبين
كيف حالك و ماذا تفعلين
مرتاحة أنت ؟؟؟ أم من المتعبين ؟
حزين قلبك ؟؟؟ أم من الفرحين
سأبدك كلامي بحزن مكين
سأسأل عنّي إن كنت من المُقرّبين
أم صديقٌ لك القدرة أن تتركين
ما بالك ...
ما بال نظراتك
تسحق قلبي و الشرايين
وأنا فعلاً لا أطلب إلا
ابتسامةٌ مرسومةٌ على تلك الشفتين
أبعدي أحزانكِ
و اغمريني بحنانكِ
و دعيني أُحس بأني من العاشقين ............
و طبعاً غاص كل ولحد منهم في قلب الآخر
و قضيا فترة قصيرة نوعاً ما
فما لحقوا أن يكملوا درب العشق الذي رسموه
بكل شغف أخرجوه من قلوبهم
حتّى بدأو التفكير بجدّية في مستقبلهم
فكان الشاب لا يحب تمضية الوقت معها فحسب
بل كان يتوق لأن يرسم مستقبلا مشرقاً
فكم تمناها أماً صالحة لأطفاله المُنتظرين
لكنها رغم أنّها أحبّته بصدق
لم تكن تنوي الزواج
و قالت بأنّها ستبقى عاشقة له للأبد
و ما أغرب تلك الفتاة
و ما أغرب حبّها و همسات عشقها
مالذي تقووله كانت ؟
أهي تعي كل كلمة تقولها في هذا المجال ؟
حاول معها مراراً و تِكراراً
لكن دون جدوى
فمنطقه بعيداً جدّاً عن منطقها
هو يحب الاستقرار
و هي تحب الممنوع
لكنّه تذكّر قصّت عشقه و قلبه المكسور
و أحسّ أنّه كان درساً لم يكسر ظهره
بل زاده صلابة
فما اهتم ذاك الاهتمام بما حلّ به
و طلب منها صداقة سطحية جداً
و تنصّل من حبّها المجنون الذي صعب على بعض العقول أن تحمله
بكت عليه و على أيّامه
و أعطاها فرصة طويلة للتفكير
لكنّها كانت عنيدة و متشبثة برأيها
و ما كانت تفكر بذات التفكير
فتركها بعدما أثّرت في قلبه
فأشفت جرحاً و أهدته جرحاً أكبر
لكنّ جرحه الجديد رغم كبره
ما أحسّ به مثل الأول
فكان قلبه بدأ بالصلابة و القساوة
و كان قد اعتاد نوعاً ما على الحزن و الأسى
خصوصاً في حبّه
و ها هو ذا تجددت أحزانه من جديد
منزوي على نفسه كارهاً كل من قالت أنا حوّاء
و عاد يغزل كلماته على جدران أيّامه
يغزل بها قصص عشقه الفاشلة
منتظراً حظاً أكبر في المرّة القادمة
فهل من مرّة قادمة ؟
كا يستبعد هذا لامر
لكنّه كان مؤمن بالأقدار
فما انقطع أمله في البحث عن قمر جديد
يضيء سماء العشق لدنياه المظلمة
..............................:cry::cry::cry::cry: