-
عرض كامل الموضوع : طالب همّاش
شاعر حومصي :sosweet: مواليد 1966
موظف في دائرة المسرح ويعمل في الإخراج المسرحي
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
جاري ياعازف الكمان :hart:
من ظلمةِ داري .
من ظلّي المحفورِ على جدرانِ الحبر العاري .
حيث تلوحُ الأيام محطّمةً
والورقُ الساقطُ من أشجار خريفِ العمر
يغطّيني كالأكفانْ !
وتصاويرُ أحبّائي
تتساقط كقصاصاتٍ سوداء َعلى أصص ِالورد
وفوق كراسي النسيانْ ..
من بيتي المرفوعِ على جدران ِالليل بلا جدرانْ ..
أتطلّعُ نحو الشرفات العليا
فأرى جاري العازف
ينظر نحو بحيراتِ المغربِ كالظمآنْ ..
يتأمّلُ في الأفقِ المُرسل ِ
سربَ عصافيرِ الجنّةِ ،
والبجعَ المتناثر تحت شراعِ الغيم
شرائطَ للأحزانْ ..
يتأملُ في الليلِ مجاهيلَ الليل
ويعزفُ أنغاماً مسكرةً تتطهّر فيها كلمات الحبّ
كما يتطهّرُ قلب ُالغيمة ِفي قزح ِالعذراءِ
وتصفو في كفّ العاشق ِحبّاتُ الرمانْ !
فأمدّ يديّ إليهْ
وأناديهْ :
أحزانكَ في الليل ِكمنجاتٌ جوعى
وأغانيكَ العذبةُ تسقطُ كالدمعاتِ على عينيّْ
فإليّ .. إليّْ !
يا جارَ الليل السهرانْ !
إعزف ْبكمانكَ في الأفقِ الأزرق ِ
كي أتأمّلَ حزنَكَ في ضوءِ القمرِ السكرانْ !
ما أجملَ أن تتقطّر َقرب دموعكَ
في أوقاتِ المحنة ِدمعاتُ أخيكْ !
اعزف ما يجعل ُقلبَ الأمل الواقفِ في بابِ الدمعةِ
حرفَ نداءٍ يرثيك ْ!
اعزف ما يجعلُ ضوء َالقمرِ الآفلِ
ينحلُّ على صدر ِالعاشقِ
كالغصّاتْ !
اعزفْ كي تتطهّرَ نفسي السكرى
في لحظات ِالصمت ِالصوفيّ
وتنحلَّ سكينةُ حزني الأبديِّ
إلى قطرات ْ!
اعزف ما يجعلُ روحي
تتكهرب ُبالأنوارِ الورديَّةِ
فوق غصون ِالرؤيا كالكروانْ ..
فأنا قدّيس ُ العمر المتأمّل ُعند طلوع ِالفجر
طيورَ صلاتكَ سابحة ًفوق بحيراتِ البلّورْ .
إعزفْ كي تتقطّر َأوجاعُ الشاعرِ
من مصباحِ الليل الدامعِ
في كأس ِالصمتِ المكسور ْ !
نوراً مجروحاً يتقطّرُ من جمرةِ نورْ !
* * *
ما أجملَ أن يصبحَ قلبي طيرَ سنونو
يشرب ُدمعات ِمراثيكْ !
ما أجملَ أن تبلغ َزقزقةُ العصفور بصدري
أجراسَ أغانيكْ !
ما أجملَ هذا العزف َالنازف
فوق عذابات ِالإنسان ْ!!
ما أجملَ أن يتطلّعَ نحوك
في أعمقِ ساعات ِالليل غريب ٌحيران ْ!
ما أجملَ هذا الكون العالي
موسيقى سارحةٌ
وفضاءٌ صافٍ
تتصوّفُ في قدّاس ِسكينتهِ البيضاء
نفوس ُالرهبانْ !
ما أجمله .. كوناً يتلألأ أزرقَ
تحت قناديلِ الرحمان ْ!!
فارفعْ صوتكَ في بُحْرَانِ الوحشة ..
عذّبني بنحيبكَ
واقتلني بأنينكَ
أنزلني وارفعني
كسراج ِنبيذ ٍأعمى
لأحدّقَ كالذاهل في رؤياكْ !
فأراكْ ..
مكسوراً وعطوفاً ونقيَّ القلب
فأسقي نفسي الظمآى من ينبوعِ أساكْ ..
حلّق بجناحيكَ لتحملَ آلامي كالطير
لأبصرَ أزهارَ الدنيا في عينيك َ..
وتبصر في عينيّ سماواتِ الخسران ْ !
يا جارَ الليل السهران ْ!
يا بوذا الواقفَ فوق سكونِ العالم
والشاردَ كالراعي بين قداديس ِالسلوانْ !
اعزف أغنيةً عن حزنِ أخيكَ المتعبّد
عن غربته بين سراةِ الناس ْ !
.. أغنية تتلامسُ موسقاها العذبةُ كالأجراس ْ ..
فكلانا تتساقطُ أوراقُ كآبته
من بين يديهِ ، وتبلله الحسراتْ
وكلانا يغمضُ عينيهِ على طيف صديق ٍغابَ
ويبكي منفرداً في القداسْ !
وكلانا لا ينزحُ من بئرِ لياليه السوداءِ
سوى الدمعاتْ ..
فاعزف ما يجعل ُأوتارَ كمانك
تتألّم ُكالمطرِ المرِّ على صدر ِالأمل المهزومِ
وكالريح ِعلى طرقات الحادينْ !
فأنا في هذي الوحدةِ
نحَّاتُ تماثيل الغربة من أحجارِ الدمع
وصدّيقُ البكّائينْ !
..أنحت ُوجهَ الوحشةِ
أنقلُ يأسَ الروح إلى الصلصالْ ..
أنحتُ في الصمتِ المبهم شمس َزوالْ ..
أنحتُ أوجاعَ العازفِ إذ تترقرقُ في سكراتِ الموّالْ ..
أنحت ُوجهَ فتاة ٍأ جمل من قوس هلالْ ..
أنحتُ أصناماً غابرة الحزنِ لأسلافي المفقودينْ ..
أسقي أزهارَ النرجس من ماء الغصّاتِ
فترشحُ عطرَ الزهر حزين ْ .
لا امرأة لتردّ ضفائرها الذهبيةَ فوق جبيني
فأقول لها :
كأسُ النهدِ صغيرٌ في الأبيضِ يا زهراءُ فغطّيني !
فالليلُ حزينُ المطلعِ
والظلمةُ أصفى من عين ِالسكرانْ !
* * *
يا بوذا الليل المتأملِ
هل أبصرتَ جمالَ المصلوب ِيضمّ عذابات ِ
الدنيا بين ذراعيهِ
ويعلو فوق غروب ِالشمس الزائل ِكالربّانْ ؟
هل أبصرتَ شقيق َمراثيك
يمارسُ حزناً روحانياً في البيت
ويرفع ُنحو سماواتِ الفجرِ نحيباً منفردًا
ويموتُ على الصلبانْ ؟
* * *
لكن حين يشيعُ الليلُ وتنطفىء الحجراتْ ..
وتصيرُ الوحشةُ شبحاً مهجور اَ
يتجوّلُ كالظلِّ على الطرقاتْ !
أتطلّع ُنحو الشرفات العليا فأراه ..
العازف إيّاهْ
يطبقُ كفّيهِ على عينيهِ ويبكى كالكهّانْ
والصمتُ يسيلُ كدمعةِ حزنٍ في لحن كمانْ .
المغني الحزين بكى:cry:
في الطريقِ إلى الليلِ
كان المغنّي حزيناً
يقطّعُ بالنايِ مرثيّةَ العمرِ بيتاً فبيتْ!
كانَ مثلَ الغريبِ وحيدَ المواويل،
مستوحشَ العمرِ، تعبانَ، ميتْ!
قلت: يا والد الحزنِ
إنّا رأيناكَ تبكي
كسيفِ المواويلِ في الليلِ
فرداً ضريراً
لماذا بكيتْ؟!
وعرفناك لا فاقداً فنواسيكَ
أو يائساً فنسلّيكَ..
لا أنتَ ظمآن نسقيكَ شربةَ ماءٍ
ولا أنت عريانَ نكسيكَ..
كانَ المغيبُ شجيّاً بعينيكَ،
والليلُ دائرةً من بكاءٍ وصمتْ!
فلماذا بكيتْ؟
ولماذا دشرتَ مع الريحِ
متّخذاً من عراء الكوانينِ داراً وبيتْ؟
هل أصابكَ حزنٌ قديمٌ
فأوجعكَ الليلُ في الناي
حتى تلبّسكَ اليأسُ
والانتحارُ اعتراكْ؟!
هل سمعتَ غناءً بعيداً فأشجاكَ
حتى تشطَّ بك الروحُ يا والدي؟..
كفكفَ الليلُ بعد الفراقِ أساكْ!
فبكى والدي الحزنُ
مثل المؤذّنِ فوق أعالي المساءْ!
وبكتْ مواويلُ متروكة للبكاءْ!
راهبٌ من بعيد
تطلّعَ في وحشةِ الليل مستبهماً
ثمّ أغمضَ عينيه حزناً على نغمةٍ ضائعهْ
ورثاهْـ..
الغريبُ الذي كان يضربُ في بهمةِ الليلِ مستوحشاً
لم يراهْ
.. رجلٌ طاعنُ اليأسِ
يحفرُ في الأرضِ حفرةَ موتٍ
ويسقطُ فوق حطامِ الحياةِ الحزينةِ
ميتْ!
فجعلتُ بآخرةِ الليلِ أبكي بكاءً كثيراً
وأرسلُ صوتي بعيداً مع النايِ
مولايَ مات المغنّي!
سألتُ مواجيده عن أسايَ
وفعلِ الشقاءِ بوحشةِ نفسي
وفرقةِ روحي تحت أديمِ التعاسةِ
لكنه لم يجبني المغني..
تطلّعَ نحوي حزيناً
ففاضَ به الدمعُ
وانتشرَ الحزنُ في الريحِ
فاحتْ برائحة الصمتِ حسرةُ نفسي
فقلتُ له: والدي الحزن
كيفَ ذهبتَ وما زلتُ ألقاكَ
تعبانَ في المغربِ!
كيفَ صرتَ غريباً على هذه الأرضِ
لا تستطيعُ فراقاً ولا سفراً يا أبي!؟
كيفَ تحمي كآبةَ روحكَ
من وقتها المتباكي وهجرانها الأصعبِ؟
أبتاه تمهّلْ قليلاً لأرثيكَ
أنتَ بكائي إذا ما بكيتْ
وشقائي إذا ما ابتليتْ!
.. يا حبيباً إلى هذه الأرضِ ميتْ!
ياعليي أنا:cry:
عازف ناي
للعاشقِ أغنيةٌ
تنساها امرأةُ الصيفِ
وتذهبُ في النسيانْ.
للعاشقِ أن يمحو الثلجَ بإصبعهِ البيضاءِ،
ويغزلَ من شَعْرِ حبيبتهِ الغضِّ
شرائطَ للأحزانْ.
للعاشقِ سبعُ رسائلَ بيضاءَ
محاها الدمعُ..
وكأسُ نبيذٍ ينثالُ على منضدةِ الحزن،،
وذكرى عاشقةٍ
فارقها عندَ النبعةِ تغزلُ ثوبَ
أنوثتها الباكي؛
لتصيرَ عروسةَ حقلِ الرمانْ.
والعاشقُ يقطفُ أوّلَ حبَّاتِ الخوخ
قبيلَ هبوبِ الريحِ
وينسى في شَعْرِ حبيبتهِ الناعمِ
أوراقَ الريحانْ.
للعاشقِ مهرةُ حزنٍ زرقاءَ
يغازلها بزهور اللوز
حمامُ الصيفِ العالي،
وصبايا يملأنَ جرار الحزنِ بدمعِ الليلِ
إذا كحّلَ أعينهنَّ الحبُّ،
وينهلنَ دموعَ الفلِّ الأسيانْ.
للعاشقِ أن يتزوَّجَ ظلَّ امرأةٍ
ويظلَّ يفتّشُ عنها،
ويخبَّ وراء سرابِ جدائلها
المتروكةِ للريحِ
وأن يتأمّلَ بعد غروبِ الشمسِ
دموع حبيبتهِ،
ويُقبّلَ عينيها بالروحِ
ويرفعها فوقَ حمامِ الدهشةِ:
ما أعذبَ هذا الحزنَ الهاشلَ
من عينيكِ الباكيتينِ
إلى أشجارِ صبايْ
للعاشقِ أن يصبحَ
عازفَ نايْ.
عصفور موسيقى
صبحٌ لشيرينَ الصغيرة
فوقَ سطحِ البيتِ،
شلحُ "بلابلٍ" زرقاءَ
تلعبُ في دراج النومِ،
أغنيةٌ ملفّعةٌ بشالِ اللوزِ
تصحو تارةً وتنامْ
عصفورُ موسيقى بشبّاكِ الحبيبةِ
راحَ مثل الأرزِ
يوقظُ بالغناءِ العذبِ
امرأةَ الحمامْ
ذهبتْ بسلّتها الصغيرةِ في طريق الحقلِ
باحثةً عن الرمانِ
سمّاها البنفسج غيمةً للعيد،
والناطورُ سمّاها على الأزهار
سوسنةَ الكلامْ
قالتْ لها الأزهارُ كوني
"أمّنا البيضاءَ"!
نادتها حفافي القمحِ
كوني أختنا في الخبزِ!
والينبوعُ أسمعها خريره
لكنّ شيرينَ الصغيرهْ
سمعتْ حفيفَ الحورِ
يأتي من خريفِ الريحِ
فانتبهتْ لأجراسِ الخريفِ،
وضوءِ قنديل الغروبِ
على جذوع السنديانْ
فتأمّلتْ قمرَ الغيابِ
بطيفهِ النائي
يطالعُ من وراءِ الغيمِ
دنياهُ الحزينةَ بالرحيلِ؛
فأجهشتْ وبكلِّ ما في الروح من ألمٍ
على صدرِ الكمانْ!
كانَ الحمامُ يتيمها بالدمعِ،
والليمونُ توأمها بأزهارِ الحنانْ.
كتبتْ رسائلها إلى الأشجارِ
وارتحلتْ لمملكةِ الأغاني؛
كي تزوّجَ قلبها للغيمِ،
والقمرِ الجميلْ.
كانَ الخريرُ رفيقها في الدربِ،
والأجراسُ جوقتها الكفيفةَ،
والمحارمُ فوقَ غصنِ الصبحِ
تمعنُ بالهديلْ.
مدَّتْ يديها للغيومِ
فسالَ حزنُ حليبها المكسورُ..
نادتْ راهبَ الكرمِ البعيدِ
فلوَّحَ الناطورُ
وانهمرتْ على أيلولَ أوراقُ الرحيلْ
* *
شيرينُ يا شيرينْ!
يا وردةَ العالي
كانَ الحمامُ ببيتنا ومضى
والآنَ لا عنبٌ ولا ذكرى
أوّاه لو تدرينْ!
والبيتُ خالي.
ع روسي كل شوعراء حومص
:D
و ع روسي يلي بيحبو شوعراء حومص
:D
ع روسي كل شوعراء حومص
:D
و ع روسي يلي بيحبو شوعراء حومص
:D
يسلم روسك :D
التفاح من جهة الشروق
من تلكَ
امرأةٌ تعانقُ شمسها الخضراءَ
فوق بحيرةٍ بيضاءَ
أم بنتٌ تسرّحُ شعرها الغجريَّ
مثل يمامةٍ زرقاءَ في ذهب الغروبْ؟
أم تلك أغنيةٌ (نساها)
الليلُ عند تَفتّحِ الرمَّانِ مغمضةً
لتشربَ نهلةَ العنَّابِ من فمها
سنونوةُ الحصى طلاًّ ،
ويقطفَ ثغرها الظمآنَ عصفورُ الجنوبْ.
من تلك لا قمراً
يطلُّ بحزنهِ الشفافِ
من خلفِ المدى الفضيّ
كي يبكي على الأكواب،
لا ناياً يعمّرُ من فؤادِ الحزنِ
تمثالَ الغريبْ.
فقطِ امرأةْ
معضوضةُ النهدينِ
كالتفاحِ من جهة الشروقِ
ووجهها المحمرُّ ترفعهُ
ذراعُ الخوخِ فوق السفحِ
قديساً على الأزهار..
امرأةٌ يضيءُ بنهدها سيفُ الصباحِ البِكرُ
فيما قلبها المبيضُّ
تحملهُ بأجنحةِ الحفيفِ (حمائمٌ بيضٌ)،
وتحرسهُ سويعاتُ المغيبْ.
فقطِ امرأةْ
مرفوعةٌ مثل المغيبِ على
غناءِ العندليبِ.
مقطوفةٌ كالبرتقالةِ
من منابتِ شعرها القمحيّ..
تولدُ من تلامسِ زهرتيْ لوزٍ
على غصنِ السفرجلِ..
من صبا زوجيْ حمامٍ أبيضينِ
يغازلانِ الصبحَ في شهرِ الحليبْ.
لا النهرُ يتركها ترقرقُ ماءها
المنسيَّ فوقَ حجارةٍ ملساءَ
لا موجٌ لتُسمعه خريرَ القشعريرةِ
في مجاري الروحِ..
لا فرسٌ يسابقُ شعرها للكستناءِ..
ويهرعُ الخرّوب نحو غروبها النائي
ليمسحَ عن ملامح وجهها
لونَ الشحوبْ.
لا شيءَ غير غمامةٍ
ورديةِ الأهدابِ
تذرفُ ماءها
لتصيرَ أقواساً من الألوانِ
فوقَ الحقل
أو شفقاً يذرذرُ فوق كوخِ الحبّ
ريحانَ الغروبْ.
من تلك امرأةٌ محلاّةٌ
بطعمِ الموتِ
أم مطرٌ لأحزانِ الطبيعةِ
كوّنتها الريحُ من ضدينِ
من ماء ونارْ؟
لكأنها ثمرٌ لأوجاعِ الخطيئةِ
قطّرتها من لبابِ الناي
خمرةُ عاشقٍ مرٍ
وشمَّ مذاقها السكّيرُ
مذهولاً بطعمِ الاحتضارْ!
هيَ منْ رأتْ في الليلِ يوسفَ
طالعاً كالبدرِ
(أجملَ من غروبِ الشمس)
نادته فلم تسمعْ سوى نغمٍ
يذيبُ طهارةَ الأزهارِ في ماءِ الشموعِ
ويستديرُ على محياه الهلالْ.
هي مَن رآها الصبحُ
(أجملَ من شروقِ الشمس)
طافيةً أنوثتها على التفاحِ
ناداها فلم يسمع سوى
رجعِ التأوّه في المدى..
وتراكضَ الليمونُ في سهلِ البقاعِ
شبيهَ صفرتهِ
لينحتَ من دموعِ اليأسِ أنصابَ الظلالْ!
هي من رأتهُ..
هو ما رآها..
هي ما رأتهُ..
هو من رآها..
لكنما قمرُ المواويلِ اشتهاها
وهي تغسلُ في مياهِ النهرِ
صلصالَ الأنوثةِ
إذ تراءتْ عضّةُ الشمسِ
الصغيرةُ تحتَ نهديها لهُ
حمراءَ كالتفاحةِ البكر
التي ما مسّها ضوء
ولا قطفتْ يدانْ!
من ذلك الماء الذي
ينحلُّ من فطر الوحامِ الغضّ
تنبتُ زهرةُ الحنَّاءِ قانيةً
كصحنِ الأقحوانْ.
ورأى الحليب بأمِّ عينيهِ
يطيّر من غبارِ الطلعِ أصدافاً
لحزنِ الروحِ،
شاهدَ موته المخبوءَ في جسدِ الأنوثةِ
طاهراً كالماءِ،
مرّاً كالجذامْ.
ورأى قصاصاتٍ مدلاةً على الأزهارِ
تقطرُ من فؤادِ المرأةِ المعبودِ..
شاهدَ في عراءِ النهدِ ظلّ حمامةِ
بيضاءَ
فاردةً جناحيها
على زيتونةِ الجنسِ الحرامْ.
هي أيُّ امرأةٍ
تلاطمُ شعرها الأمواجُ
فوقَ رمالها العطشى؟،
ويحملها الحفيفُ
على سنابلِ قمحهِ المبحوحِ...
كي يرثَ الهبوبُ خريرها المخضَّر من دمها..
وشهوتُها ترفرف كالملاءةِ في الظلامْ.
لكأنها مرسومةٌ عند الفراقِ
على موسيقا الحجرةِ الأبهى
بريشةِ عاشقٍ أعمى،
تأملّها طويلاً قبل أن تمضي
وراحَ بلوثة المجنونِ
يعجنُ من زهورِ اللوزِ
والعنبِ العصيّ على الخمورِ،
ومن غبارِ الطلعِ في المنثورِ
ألواناً
ويرسمها بأهدابِ العيونْ!
لكنه بعد انتهاءِ الرسمِ
تعصيه الأنوثةُ في تفتّحِ زهرها الموؤودِ،
والضوءِ المراقِ على غلالةِ
حزنها الشفافِ..
يعصيهِ التأملُ في المدى
المعزولِ للأحداق
لا الأيدي بقادرة على
تضفيرِ خصلةِ شعرها الباكي
كتطريزِ الأرزّ على السطورِ،
ولا العيونُ السودُ قادرة
على إمساك طيفِ جمالها النائي
بإطباقِ الجفونْ.
أهي الخلاصةُ للأنوثةِ ذاتها؟
أم أنها العطرُ الخفيّ لزهرةِ النسيان.
يرسمها خيالٌ دافئٌ كالناي
كي يمضي بقيّةَ عمره الفاني قبالتها
يبادلها أحاديث المنون.
لكأنما الشعراءُ رسّامو نساءٍ
كلما رسموا امرأه
ضاعتْ ملامحها مع الكلماتِ،
واختلطت أنوثتها مع الألوانِ
لا الناياتُ تجدي باستعادةِ حزنها الشفّافِ
بالآهاتِ
لا الصهباءُ تجدي في تمثّل سكرها النائي..
فقطْ وهمُ امرأهْ
من فرطِ عذرتها
تكادُ النفسُ تمسكها بأهدابِ العيونْ!
لا يفعلُ الشعراءُ شيئاً غير دحرِ الموتِ
بالصمتِ الخفيّ لرغبةِ النغماتِ
في أنثى الموات..
ولمسِ أطراف الحياة
بحبّ امرأة إذا اكتهلَ الغروبُ،
وحبسِ أنفاس السكونْ.
كي يسمعوا ما قالت الأشياءُ
قبل الصمت... قبل الصوت
قبل تفتحِ الأحزان من رئةِ المراثي..
قبل خلقِ الليلِ من رحمِ السكونْ.
من تلك امرأةٌ تعانقُ شمسها الخضراءَ
أم لونٌ يزّين برهةً بيضاءَ
بالوهمِ الحنونْ؟
لا الشاعرُ الأبديُّ يدري كنه عذرتها
ولا يدري الجنون.
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة