-
دخول

عرض كامل الموضوع : التجربة العونية


ducetayyar
17/06/2009, 18:54
كثيرون هم من عارضوا الاحتلال لبلدانهم ولكن‮ ‬يبقى العماد عون مختلف عن الآخرين،‮ ‬فعون‮ ‬يعتبر من القلائل الذين عارضوا الوجود السوري‮ ‬في‮ ‬لبنان وفي‮ ‬ذلك الوقت كان كثيرون‮ ‬يطبلون ويسيرون وراء سوريا في‮ ‬لبنان بل كان معظم المختلفين اليوم هم من مناصري‮ ‬الوجود السوري‮ ‬في‮ ‬لبنان وكانوا‮ ‬يستفيدون من الجيش السوري‮ ‬لمصالحهم الشخصية والحزبية‮.‬
بينما بقي‮ ‬العماد عون وحده معارضاً‮ ‬لسوريا ولكن الفرق اليوم الذي‮ ‬يجب أن‮ ‬يفهمه من‮ ‬ينتقد عون بان هذا الرجل كان‮ ‬يعارض وجود سوريا في‮ ‬لبنان ويطالب باستقلال وحقوق لبنان،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فهو لم‮ ‬يعارض سوريا خدمةً‮ ‬لإسرائيل بل من اجل مصلحة لبنان،‮ ‬وهذا هو الاختلاف بينه وبين بعض الافرقاء اللبنانيين الذين كانوا‮ ‬يعارضون سوريا فقط من اجل خدمة إسرائيل‮.‬
والعماد عون كان حريصاً‮ ‬على مصلحة المسيحيين في‮ ‬لبنان والشرق وهو من الداعين الرئيسيين لاستمرار وجود المسيحيين في‮ ‬الشرق،‮ ‬ولذلك فهو‮ ‬يتفق مع السياسة الأمريكية بشأن لبنان عندما كانت تلك السياسية تخدم مصلحة لبنان وأصبح‮ ‬يعارضها عندما أصبحت تضر بمصلحة لبنان،‮ ‬وعندما أصبحت السياسة الأمريكية تشكل خطراً‮ ‬على الوفاق اللبناني‮ - ‬اللبناني‮ .‬
وحرص العماد عون على الوفاق اللبناني‮ ‬يتضح بشكل كبير في‮ ‬حرصه على العيش المشترك بين اللبنانيين،‮ ‬وهذا واضح من خلال التفاهم مع حزب الله وهذا التفاهم الذي‮ ‬انتقل إلى أحزاب أخرى لبنانية كالحزب الشيوعي‮ ‬وأصبح هذا التفاهم عنواناً‮ ‬للعلاقة بين الأحزاب اللبنانية وهى ظاهرة لم تكن موجودة من قبل وتعتبر صيغة من صيغ‮ ‬العيش المشترك بين الطوائف والمذاهب اللبنانية‮.‬
ولكن‮ ‬يبقى الجانب المهم عند التيار الوطني‮ ‬الحر والعماد عون هو قدرته على تحصين المسيحيين،‮ ‬وبعد عودته أصبح للمسيحيين مرجعية سياسية واحدة هو عون وهي‮ ‬مرجعية لم تكن موجودة من قبل بل كان المسيحيون متناثرين بعكس المسلمين في‮ ‬لبنان‮.‬
فنحن في‮ ‬الوطن العربي‮ ‬بحاجة إلى دراسة التجربة العونية في‮ ‬لبنان وصيغ‮ ‬التفاهم بين مكونات الشعب الواحد،‮ ‬فالعيش المشترك بين مكونات الشعب الواحد تحتاج إلى تنازلات متبادلة وتسامح وتفاهم على القضايا الأساسية،‮ ‬فحتى الدول التي‮ ‬تعاني‮ ‬من صراع مذهبي‮ ‬أو طائفي‮ ‬بحاجة إلى تفاهم ووثيقة وفاق وطني‮ ‬وتفاهم على القضايا الأساسية ولغة الحوار للوصول إلى القواسم المشتركة‮.‬
فحزب الله والتيار الوطني‮ ‬الحر كانا عدوَّين ثم بفضل الحرص على مصلحة لبنان نتج حوار التفاهم بينهما ولا‮ ‬يمكن لأحد أن‮ ‬يزايد على وطنية الجنرال عون فهو لمصلحة لبنان عمل على اخراج الجيش السوري‮ ‬من لبنان،‮ ‬وكان احد أسباب صدور القانون الامريكي‮ »‬محاسبة سوريا‮«. ‬وبالتالي‮ ‬فلا مجال للتشكيك في‮ ‬وطنيته أو الترويج لشائعات بأنه‮ ‬يعمل لمصلحة سوريا،‮ ‬بل كما هو واضح للمتابعين في‮ ‬الشأن اللبناني‮ ‬بأنه‮ ‬يعمل لمصلحة لبنان فقط‮.‬
الانتقاد الأخير الذي‮ ‬وجهه العماد عون للولايات المتحدة الأمريكية بأنها تعمل على خروج المسيحيين من لبنان صائب،‮ ‬وذلك في‮ ‬ظل السياسة الأمريكية تجاه لبنان،‮ ‬خصوصاً‮ ‬عملية تخويف المسيحيين من المسلمين والعكس‮. ‬ولكن‮ ‬يبقى أن الجنرال قد نسي‮ ‬أن‮ ‬يذكر كذلك التطرف الاسلامي‮ ‬ودوره في‮ ‬هجرة المسيحيين من الشرق عموماً،‮ ‬وهو ما‮ ‬يسبب كذلك أزمة حول العيش المشترك بين المسلمين وأتباع الديانات السماوية الأخرى‮ .‬
ومن هنا‮ ‬يمكن للراصد السياسي‮ ‬المتابع للشأن اللبناني‮ ‬أن‮ ‬يرى في‮ ‬نضال العماد عون تجربة فريدة من نوعها من حيث الصدق والشفافية وعدم الرغبة في‮ ‬الانتقام،‮ ‬وهي‮ ‬سمات قليل ما نجدها،‮ ‬خصوصاً‮ ‬الرغبة في‮ ‬الانتقام عند بعض السياسيين،‮ ‬بينما الجنرال نسي‮ ‬سنوات الإبعاد القسري‮ ‬عن بلده ونسي‮ ‬قصف قصر بعبدا بالطائرات وتذكر فقط مصلحة لبنان الخارج ومع الداخل انفتح على الجميع فهل تعمل جميع زعامات المعارضة والموالاة‮ ‬في‮ ‬الوطن العربي‮ ‬بلغة التسامح كما هي‮ ‬عند الجنرال عون ومع الجميع؟

Abed Rtc
30/06/2009, 18:40
(فحزب الله والتيار الوطني‮ ‬الحر كانا عدوَّين ثم بفضل الحرص على مصلحة لبنان نتج حوار التفاهم بينهما)
مقولة فيها الكثير من العبر, أو المغاطات. خلينا نفكر فيها أكتر من هيك. ما هيك؟؟؟