-
دخول

عرض كامل الموضوع : رسائل مُبعثرة


قرصان الأدرياتيك
16/06/2009, 21:10
ديانا الحبيبة


ها إنَّ نفسي مغمورةٌ بعطف الطّبيعة وهي تقف على شرفة جبلٍ من جبالِ كسروانَ، ترى بيروتَ - وقد مدّت ساقيها على شاطئ المتوسّط - ومضت تسترقُ السّمعَ إلى هنهنات العصافير وتنهّدات الحمام، خشية أن تقطعَ عليها خلوتها في أحضان البلّوط وسكينة الكروم، بيدَ أنَّ أصواتَ المدنيّة لا تني تكسرُ بضوضائها سكينتنا، فتسمعين بين الحين والآخر أبواق السيّارات المُزعجة كلّ إزعاج، وصراخات البشر حينَ يتحدّثون، وكأنّهم صمٌّ لا يسمعون، وفي غمرة هذا النّزاع بين طهارة الطّبيعة وبراءتها وسكينتها وبين المدنيّة وإنسانها الغارق في الجهل والأنانيّة؛ أقفُ لا أدري أيَّ الطّريقين أسلك... فالطّبيعة الأم لا تكلّ من العطفِ على ابنها الإنسان وأبنائها الآخرين من الأحياء، ولا تملّ من العطاء بسخاءٍ لا مثيل له ودون مقابل؛ بينما المدنيّة المـُصطنعة وإنسانُ يومها هذا خاليان من الجمال والعطاء ومن كلّ فضيلة تجدينها بين الأفنانِ وفي أكناف الطّيور وشرائع الغاب!


باللهِ عليكِ يا رفيقةَ روحي ألا تمدّي ليَ يدَ العون فتخبريني أيَّ الطّريقين يقودُ إلى منابع الحياة وبساتين الخلود؟! باللهِ عليكِ ألا يحتار المرءُ إذ يجدُ عالمه بعيداً كلَّ البعد عن عالم الإنسان وترّهاته وسفاسفه ومظالمه وأطماعه وعن كلّ ما اعتمر به قلبُ إنسانٍ من رذيلة؟! كيفَ لي وقد بلغتُ الحادية والثّلاثين فملأتني أدرانُ العالمِ وسلبتني تلك الطّهارة التي وسمتني أيّام الطّفولة والفتوّة... كيفَ لي أن أعودَ إلى أمّنا الطّبيعة وأحملَ إلى أحضانها ما أخذتُه عن العالمِ من قذارة ورذالة؟! حريٌّ بي أن أصمتَ فلا أنطق حرفاً، وأحشو أذنيَّ فلا أسمع صوتاً، وأن أعمي عينيَّ فلا أرى صورةً أو مشهداً؛ عسى سنوات أصرفها بجسدٍ لا حسَّ فيه أن تغسلَ فيَّ هذا العار الصّارخ بكلّ شياطينِه!


أريدُ أن أكتبَ إليكِ أكثرَ وأكثرَ وأن أحملَ إليكِ صورةً تبلّغك عن حالي، فاليومَ وحيُ القلم يدفعُ فيَّ كلَّ حماسة، ويمدّني بذخائر الكلم والأفكار، ويهبني أن أكونَ واحداً من أبنائه الكثر؛ إلا أنّي لم أذق طعاماً منذ مساء الأمس، وها قد مضت السّاعات الثمانية عشر ومعدتي تنتحبُ وتصرخُ وتبكّتني قائلةً: ما أشدّ ظلمك يا حجّاج الطّعام، وما أبعدك عن أن تكونَ راعياً تحمل القطيعَ حيث المراعي الخصبة، وما كثرة إهمالك إلا دليلاً على بُعدك عن هذه الحياة الدنيا بكلّ ما فيها من شرٍّ وخير، من قبحٍ وجمال، من نقصٍ وكمال!


ومثلما وقفتُ بين الطّبيعة والمدنيّة حائراً في اختيار الصّراط الأقوم، أجدُ نفسي حائراً أيضاً بين القلم الذي لا يرغبُ أن يغادرَ الصّفحة إلا وقد أفضى بكلّ ما في جعبته، وبين الجوع الذي يناديني بأعلى الأصوات، ويحجبُ عنّي بضأضائه الكثيرِ كلَّ وحيٍ وجمال... فماذا تريني فاعلاً السّاعة؟! كلُّ ما في الوجود يبعثُ على الحيرة، فهل للإنسانِ وأطماعِه أن يتخلّى عن شيءٍ مقابلَ شيءٍ أسمى؟! وهل المدنيّة أسمى من الطّبيعة؟! لا وألف لا، فشتّان بين تلك الأعالي تحلّق فيها النّسور، وبين الحضيض تملأه الشياطين! وهل الطّعام أسمى من الكلمة؟! لا وألف لا، إلا اللهمَّ ما كان منه يسدّ الرمقَ ويدفع الجوعَ ويُبقي الحياةَ تسير بوقعها الرّتيب في نفسِ صاحبها! فالكلمة لغة الأرواح ولسان الفكر وحبرُ بناتِه، ومن دونها لا معنى للإنسان بإزاء إنسان آخر، ولا معنى له بإزاء هذا الكون الفسيح، ولا معنى له ولا لوجوده إذا ما عرفَ أنَّ له عقلاً وأنَّ له حواسّاً خمسة تبحثُ فيه قبلَ أن تبحثَ في أيِّ شيءٍ آخر.


لكنَّ العالمَ ومدنيّته البائسة وقد قلبت المفاهيم، وقضّت مضاجعَ الفكرِ، وحمّمت برمادها وثفلها كلَّ جمال؛ جعلتِ الطّعام والمالَ والجسدَ أسمى من الكلمة والرّوح، وهذا لعمري بدء المخاض! لستُ أقولُ مثلَ أصحاب المدينة الفاضلة والمثل التي تبقى في أطرها مثلاً بعيدة عن واقع الإنسان ومصائبه التي تسحُّ من غيومِ مدنيّته الثقيلة، لكنّي أسأله أن يرأفَ بروحِه وأن يردَّ الجميلَ إلى أمّه الطّبيعة التي غمرته وتغمره بكلّ عطفٍ وسخاء؛ ولا أجدُ منه إلا النكران فما أشدّ غيّك أيّها الإنسان، وما أبعدك عن ردّ المعروف يا إنسان اليوم، وما أحلك ظلمتك يا بشرَ المدنيّة الضالّة! ألعلّك تكره ما فيكَ وتجدُ أنَّ الصّورة التي وُهبتها بشعة إلى حدّ أردتَ فيه أن تنزعها عنك وترسم لك ولأرضِ وجودك صوراً أخرى من صنعِك ومن بنات أفكارِك؟! أم تُراكَ خرجتَ من هذا العالم مثلما خرجَ منه الشّيطانُ الأكبر؟ لكنَّ الفرقَ بينَك وبينه أنّك عبدُ الشّياطين وهو سيّدهم، أنّك خرجتَ منه بما تصنع وجسدُك عالقٌ فيه، وهو خارجٌ عنه بكلّ ما فيه... بروحِه وشرورِه التي لا تُعدّ ولا تُحصى.


هل لي أن أسألَك يا بشرَ اليوم عمّا تريد وأين تريد أن تبلغ؟! هل لكَ أن تبدي لي مأثرةً تبقيكَ إنساناً وُلد من الطّبيعة وهو منها وإليها يعود؟! أفي هذه المقابر التي تدفن فيها زبالة استهلاكك عديم النّفعِ؟! أم في تلك المصانع التي تُخرج منها ما يفتُك بالأرواح قبلَ الأجساد؟! أم في الصّناعة التي حشيتها من سموم الجحيم وأخرجتها طعاماً يُباعُ في الأسواق؟! أم في الرّذيلة تنشرُها في كلّ مقروءٍ ومسموع، أمام الصّغار قبلَ الكبار؟! لا يسع لساني وصفَ الحضيض القابع أنتَ فيه، ولا عدَّ قباحاتك، ولا حتّى الكلام بعدُ عنك وعن هذا التبدّل الطارئ في عالم الخير وعالم الشرّ، في عالم الحقّ والجمال وعالم العنت والقبح... هذه الصّورة تمثّلك يا إنسانَ المدنيّة المهترئة، أيّها السّاعي إلى حتفه بجدٍّ ونشاط، يا فاقد العقل والوجدان، يا معدوم الضّمير.


عزيزتي ديانا

يبدو أنّي أسكتُّ حتّى اللحظة صراخات بطني لكنّي لن أقوى على الصّمود أكثر من ذلك... أُعلمُكِ بأنّي الآنَ في لبنان أسرّح الطّرفَ بجمالِه وبشاعة تمزّقه، بلغتُه صباح الاثنين الماضي وكما تعلمين قد أبقى فيه لأشهرٍ لا أعلمُ كثرتها السّاعة! وأرجو أن أسمعَ عنكِ وعن أخبارِك التي قطعتِها وكأنَّ مسَّ المدنيّة بدأ يحومُ حول بيتك فيبعدك أكثر في تلك اللجّة سحيقة الغور وسودائه!


أبعثُ إليكِ هذا التعليق الذي جاءَ على مقالتك المُحكمة "أنا سوري... آه يا نيّالي"، وكلّي أمل أن تنشريه، وهذا يعودُ إليك ِقطعاً! وأنتِ تعلمين أنَّ واجبَ الكاتبِ هو في نشرِ الثّناء والمديح والنّقد والتجريح ليعطي لكلِّ ذي حقٍّ حقَّه، فأمّا القرار فلكِ.


لتبقى المحبّة عامرةً في قلبِك والصّفاءُ في فكرِكِ، ودمتِ لمـُحبّك...

قرصان الأدرياتيك
26/10/2009, 22:18
يا صاحبي العزيز ورفيقَ روحي الضّائع

سلامٌ عاطرٌ عليكَ، ودعوة بالبقاءِ في روضِ السّعادة، وبعد

هي الرّسالة الأولى التي أخطُّها إليك بعد أن تبادلنا القليلَ في الأيّام الماضية على صفحاتنا غير المحسوسة، وإذ أكتبُ إليكَ هذه الكلمات، يملؤني الأملُ بأنّها ستكون بوّابةً لتواصل حقيقيٍّ أعمق وأمثل!

بالأمسِ التقينا في شهبائك الباكية، فأبهجتَ نفسي بلقياكَ برغمِ ما ارتسمَ على محيّاكَ من حزنٍ وألمٍ عميقين راحا ينهشانِ من روحِك وأنت لا تدري، أوَ كنتَ تدري ولم تقلْ شيئاً؟! رأيتُك في ذاك المساء كعصفورٍ صغيرٍ حزين يلهجُ بين القضبان بذكرى ماضٍ في أحضان الحقول وبين الأشجارِ والأزهار وبرفقة الأطيار. كنتُ أحدّثُك فتجيبني من بئرٍ لا قرارَ لها، وبالكاد كانت الكلمات تبلغ مسمعي، فقد طبعتني بطبعِكَ وجعلتني جزءاً من حالِك أيّاً كان ذلك الحال! هل كنتَ معي، أم في مكانٍ آخر؟!

أدركتُ أنّك بعيدٌ عنّي كلَّ البعد، وآلمني أن أدركَ ذلك، فملأني الأملُ ودفعني إلى الاقترابِ منكَ شيئاً فشيئاً... أردتُ أن أشهدَك عن قربٍ... لكنّك رأيتني أفعلُ ذلك فهربتَ تعدو كأنّك غمامة صيفٍ بلا ثمار تجرّها الرّياح حيثُ لا تدري! فكنتُ كلّما اقتربتُ منك خطوةً ابتعدتَ خطوتين مختبئاً عنّي خلفَ أسوار بنيتَها من صوّان ألمِكَ، حينها شعرتُ بأنّك لا تقوى حتّى على البوحِ بما تكنّه نفسُك في عتمةِ عتماتِها... وكانت الكلمات القليلة التي أخرجتَها من فمِك -رغماً عنكَ وخجلاً- من صخرٍ أصمٍّ أعمى.

كنتُ في الحقيقةِ مثلَك ولهذا لم أقوَ على فكِّ عقدة الصّمتِ إلا بتلك الكليمات التي تبادلناها، وحالي كانَ حالَك شكلاً وقلباً، فلم يأتِ الكلامُ في معناه كما اشتهتْهُ روحانا، فضاعَ لقاءُ الأمسِ بينَ عَبَراتِك ودموعِك التي رأيتُها في صدرِكَ، ولكأنَّ مَعيْنَها في عينيكَ ناضبٌ لا ينبضُ بالدّمع بعد اليوم. كانت الغصّة المتعلّقة بشفتيك تكلّلك بالسّكينة، وهذا ما دفعني مراراً وتكراراً إلى البكاء، لكنّي لم أفعلْ وقلتُ لكَ حينَها: صعبٌ عليَّ البكاءُ أمام أنظارِ الآخرين! هل تذكر قولي بعد كلِّ تلك الشّهور؟! أكرهُ يا صديقي ضعفي وأخفيه في قعرِ ذاتي، هذا هو الإنسانُ على حقيقته فتيلةٌ مدخّنة تأبى الانطفاء ولا تقوى على الاشتعال، وقصبةٌ مرضوضةٌ لم تنكسرْ بعد.

إنَّ براثنَ الوَسَنِ في هذه اللحظات تنغرزُ في جسدي، وأنيابُه بحدّتها تطوي جفنيَّ؛ لكنَّ حبَّ الكتابةِ إليك يدفعُه بعيداً عنّي، ويوقظ فيَّ ملكاتي، ويطردُ كلَّ شياطين النّوم والرّقاد. وها أنا أحلّقُ على متنِ ذات الجناحين بعيداً عنكَ وعن مستقرّكَ، والعزلةُ تتركني حرّاً دون رقيب.

في هذا اليوم يا صديقي، أعني يوم الكتابة إليك، ولدتني أمّي، ووضعتني بين كفّي الحياة كأنّها تخلقني من جديد. وذكرى المولد تغصبك على عدِّ الأيّام والشّهور والسّنين، كما ترغمك على العودة إلى محطّاتها الكثيرة، وأخصّ منها بالذّكر تلك الأليمة التي تترك في النّفسِ أثراً لا يُمّحى! كانَ حسناً أن نلتقيَ ليلةً قُبيل ذكرى مولدي، وكانَ حسناً أيضاً أن نبكي معاً دونَ دموع مثلَ سماء القحط اللعين وسحابات الصّيف العابرة. إنَّ الكآبة التي حلّقتْ بالأمسِ فوقَ رأسينا فأنستنا العالمَ وكلَّ ما أحاطَ بنا، لم تحرمْني الرّجاءَ، فكانَ في قلبي خاتمة اللقاء. والبسمةُ الدّامعة التي التقيتني بها أحلتُها أملاً غمرَني فاعتمرتْ نفسي بالإيمانِ بكِ وبقدرتِك على الغلبة، فكنتُ حينَ ودّعتُك على أملِ لقاءٍ قريبٍ لمّا يحدث بعد، أرجو بكَ مثلَ رجائي بالخير الأعمّ.

عليكَ في مشرّفتك القادمة أن تستفيضَ في الحديث عن الكتاب الذي بين يديك، أريدُ أن تشاطرني أفكارَك: ما أعجبَك وما لم يعجبْكَ، ما طبعكَ بعمقِه، وما مرَّ عليكَ دون سلام.

أدعو اللهَ في ختامِ كتابي إليك أن يجمعني بكَ عمّا قريب، تكونُ حينها رافلاً بكلِّ غبطة وسلام وفرح ووئام.

صديقُك


(كُتبتْ منذ أكثر من ستّة شهور ثُمَّ لم تُرسلْ إلى صاحبِها).

حنين.
02/11/2009, 20:24
لقلبك:D

اللامنتمي
03/11/2009, 21:13
صديقي العزيز



أريدُ أن أتكلم قليلاً مع أنني أتقنُ الصمت

حاولتُ مراراً أن أمزقَ هذهِ الصفحات , لكني فشلت

فكتبت إليك هذهِ الرسالة الخائفة والتي قد تحدثكَ عماّ يستتر في داخلي



في الحقيقة .. ثمّة أشـياءٌ تجعلني أكتب وَ ثمّة أشـياءٌ تجعلني أمتهن الغياب بجنون

ألهجُ العشق بشهيقٍ وزفيرٍ عالٍ وَ لا أعرف مَصدره

إنهُ الليل وما أشـقاه مِن ليل , إنهُ يشـبهُ نهارَ بلادي

صدقني , ما عدت أعرفُ الليلَ مِن النهار ، وما عدت أعرفُ الكاذبَ مِن الصادق

اختلطت عليَّ الأمورُ كثيراً يا صاحبي ..

ولكن مَن يعلم ربما هُناك وطناً تعرفهُ أقمارنا .. لكنها مَشغولة ٌ الآن وَلهذا وجهُها شـاحب

أتعلمُ شيئا .. إن وطناً لا يَصلحُ للحياة ، لا يَصلحُ للحب

وَ أنا مُقيد , تائهٌ بين الأزقة الغريبة , وآلاف الهواجس تغتالُ طيبتي

وحزين , هذا كُل ما في الأمر يا صاحبي

أشعرُ أن لعناتِ الدنيا تدوسُ بنعلها المُغبرِ فوقَ جُمجمتي

وأنَ الأحبة بصقوا على قلبي كأنهُ إسـفلتٌ مُتسخ , فغدوتُ ما غدوت

هاربٌ من الأصحاب , هاربٌ مِن الأحباب

صدقني لا أحد لديهِ ما لديه من رصيدٍ , كَرصيدِ خذلاني

لذلك قررتُ أن أخونَ جنوني وَ أبيعَ حَرفي

وأفنى في كلَّ حين ٍ بسكتةٍ حَنينيةٍ قاتلة , وخيبةَ حياةٍ عميقة َ الطعن



أريدُ أن نتبادلَ الأدوارَ قليلاً ، وأن أحزنَ أكثرَ من حُزنِ عَينيك

ويأتيني الردُ مِنكَ سَـجيًّا يعتصرُ قلقي بالخير والسلوان

أريدُ أن أدخنُ كثيراً وابتسم , وأبكي ولا أبكي كذاكَ الوداع


محبتي واشتياقي لكَ.

جـدل
08/11/2009, 15:39
"هوَ هادئٌ،
وأنا كذلك
يحتسي شاياً بليمونٍ،
وأشربُ قهوةً،
هذا هو الشيءُ المغايرُ بيننا.
هوَ يرتدي، مثلي، قميصاً واسعاً ومُخططاً
وأنا أطالعُ، مثلَهُ، صُحُفَ المساءْ.
هو لا يراني حين أنظرُ خلسةً،
أنا لا أراه حين ينظرُ خلسةً،
هو هادئٌ، وأنا كذلك.
يسألُ الجرسون شيئاً،
أسألُ الجرسونَ شيئاً...
قطةٌ سوداءُ تعبُرُ بيننا،
فأجسّ فروةَ ليلها
ويجسُّ فروةَ ليلها...
أنا لا أقول لَهُ: السماءُ اليومَ صافيةٌ
وأكثرُ زرقةً.
هو لا يقول لي: السماءُ اليوم صافيةٌ.
هو المرئيُّ والرائي
أنا المرئيُّ والرائي.
أحرِّكُ رِجْليَ اليُسرى
يحرك رجلَهُ اليُمنى.
أدندنُ لحن أغنيةٍ،
يدندن لحن أغنية مشابهةٍ.أفكِّرُ:
هل هو المرآة أبصر فيه نفسي؟
ثم أنظر نحو عينيه،
ولكن لا أراهُ..
.فأتركُ المقهى على عجلٍ.
أفكّر: رُبَّما هو قاتلٌ،
أو رُبماهو عابرٌ قد ظنَّ أني قاتلٌ
هو خائفٌ، وأنا كذلك"

قرصان الأدرياتيك
11/11/2009, 16:32
لقلبك:D
وللطفِكِ وطيبتِك :D.

مشلف من المدرسة
21/11/2009, 13:49
نجلس أحيانا لنتذكر ما فينا من أوراق
ونحفر ما لم يلتئم من جروح
ونبكي فراقا لم يكن ليحدث
فهل هو خطأ منا
أم هو الزمن الذي لا يعرف جريحا ولا عليل؟
عن نفسي أرجح الثاني
وأستبعد الباقي

تحياتي وألف :D لك