yass
06/06/2009, 19:48
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
صادفت يوم الخميس الماضي (الرابع من حزيران) الذكرى العشرين لمجزرة ساحة تيان آن مين ي بكين, عاصمة جمهورية الصين الشعبية. هذه المجزرة التي وضعت حدّاً لأكثر من شهر و نصف من المظاهرات و الإضرابات الطلابية و العمالية احتجاجاً على استبداد الحكومة الصينية و بطشها, بالإضافة إلى خطواتها المتسارعة آنذاك في طريق تحويل الصين إلى مقصد لكبريات الشركات الصناعية العالمية الباحثة عن يد عاملة رخيصة و سلطة تغض النظر عن ظروف العمل المأساوية, و التي يمكن اعتبارها بحق أحد أمثلة عبودية العصور الحديثة.
انتهت تلك الموجة من الاحتجاجات بشكل مأساوي عندما قررت السلطات الصينية فرض حظر التجوّل و أرسلت الدبابات و المدرّعات و فرق المشاة إلى ساحة تيان آن مين الشهيرة لقمع المتظاهرين المحتشدين فيها, و نتج عن ذلك الإجراء الهمجي مجزرة كبرى حيث قُتل المئات من المتظاهرين (يقدّر الصليب الأحمر عدد القتلى بحوالي الـ 2400 قتيل) و آلاف الجرحى و المعتقلين.
لم يبق للتاريخ من تلك الأحداث المؤلمة إلا شهادة المحظوظين الذين استطاعوا النجاة من حمّام الدم و مشهد مصوّر دار حول العالم في تلك الأيام, و لم يزل حتى اليوم رمزاً ض البطش و القهر و الظلم.
يجري المشهد في شارعٍ عريض من الشوارع المحاذية للساحة, و يظهر الشارع خالياً إلا من رتل من الدبابات يتقدّم بعنجهية الحديد الصلب, و لكن طريق الدبابات يُقطع عندما يقف أمام الدبابة الأولى شابٌ نحيل يرتدي قميصاً أبيض اللون و يحمل بيده اليمنى سترةً و باليسرى ما يبدو أنه كيس, فيتوقف رتل الدبابات للحظات أمام هذا الحاجز الهزيل, ثم تحاول الدبابة الأولى الانحراف إلى الجهة اليمنى لتتابع طريقها متفادية الشاب, لكنه يتحرّك سريعاً ليعود للوقوف أمام الدبابة الأولى مرّة أخرى, لتعاود الدبابة الأولى الانحراف إلى الجهة اليسرى هرباً منه لكنه يعود لملاحقتها و الوقوف أمامها, فتتوقف الدبابة نهائياً مستسلمةً لمنع الشاب لها من المرور, و يظهر الشاب في نهاية المشهد و هو يحاول الصعود إلى سطح الدبابة, و هنا ينتهي التسجيل.
لا أبالغ إن قلت أن هذا المشهد قد شكّل عنواناً من عناوين تلك الحقبة الزاخرة بالتغيّرات السياسية و الاجتماعية في كثير من دول العالم, و نالت الصورة التي تلتقط لحظة وقوف الدبابة أمام الحاجز الإنساني الضعيف بالبنية و القوي بالإرادة, نالت جائزة "وورد برس فوتو" لأفضل صورة فوتوغرافية لعام 1989, متغلّبة على مشاهد سقوط جدار برلين بعد أشهرٍ قليلة.
بعد مشهد "بطل تيان آن مين" بأحد عشر عاماً التقطت كاميرات الصحافة العالمة صورةً أخرى لتحدّي الإنسان بجسمه الضعيف جبروت الحديد و النار, و لكن هذه المرّة تميّز المشهد عن سابقه بأن من وقف بوجه دبّابة كان مجرّد طفل.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
حدث ذلك في غزّة, عام 2000, في بدايات الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى), و افتتحت نشرات الأخبار بمشهد طفلٍ صغير يرمي الحجارة نحو دبّابة ضخمة, و الدبّابة تتراجع و هو يتقدّم و يستمر بالرجم حتى تنتهي حفنة الحجارة التي كان يحملها بيده الصغيرة, لكنّه يستمر بالتقاط الحجارة و رميها نحو الدبابة التي تستمر بالتراجع في مشهدٍ تقشعر له الأبدان.
فارس عودة ... كان اسم ذلك الطفل الجبّار الذي اختطفت يد الغدر الجبانة حياته اليافعة عندما اغتاله قنّاص صهيوني قرب أحد المعابر خلال اشتباك لاحق.
لو نظرنا إلى كلا الحالتين بمنظور فيزيائي بحت لقلنا ربما أن كلا المشهدين ليسا إلا ضرباً من ضروب الرومانسية العاطفية, فالإنسان المجرّد لا يستطيع أن يوقف دبابة لأنه لا يملك القوّة الكافية, و ليست يده بالسلاح القادر على إلحاق أدنى ضرر بدبّابة مدرّعة, و بالمقابل تستطيع الدبّابة مسح عشرات الرجال خلال ثوانٍ معدودة من وجه الأرض.
لكنّ الفيزياء المجرّدة غير قادرة على تفسير خوف الجالس داخل الدّبابة من شابٍ هزيلٍ أعزل, أو من طفلٍ يرمي حجارةً صغيرة..
هي غير قادرة على تفسير عجز القوّة المفرطة و الجبروت عن إخراس صرخة الحرّية, منذ فجر التاريخ و حتى يومنا هذا..
يستطيع الجبروت أن يقتل الصارخ, لكنه بهذا لا يُصمت الصرخة, و هو عندما يقتل الصارخ لا ينتصر عليه بل أنه يسرق منه حياته, و لا يسمّى اعتداءُ السارق على المسروق منه انتصاراً...
لا يمكننا إلا أن نقرّ بوجود "شيء ما" لا نراه يفسّر صمود الأحرار أمام أي قوّة مهما تجبّرت, أمام الحديد مهما كان صلباً, و أمام النار مهما كانت حارقة.. و في هذا "الشيء" يكمن سرّ عظمة الإنسان و الإنسانية..
..
هذه السطور مهداة إلى صديقي كريم.. أرسلها له على أمل قريب اللقاء...
في حلمنا الذي غداً سيتحقق..
في عالمنا الذي نريد..
:akh:
Yass
صادفت يوم الخميس الماضي (الرابع من حزيران) الذكرى العشرين لمجزرة ساحة تيان آن مين ي بكين, عاصمة جمهورية الصين الشعبية. هذه المجزرة التي وضعت حدّاً لأكثر من شهر و نصف من المظاهرات و الإضرابات الطلابية و العمالية احتجاجاً على استبداد الحكومة الصينية و بطشها, بالإضافة إلى خطواتها المتسارعة آنذاك في طريق تحويل الصين إلى مقصد لكبريات الشركات الصناعية العالمية الباحثة عن يد عاملة رخيصة و سلطة تغض النظر عن ظروف العمل المأساوية, و التي يمكن اعتبارها بحق أحد أمثلة عبودية العصور الحديثة.
انتهت تلك الموجة من الاحتجاجات بشكل مأساوي عندما قررت السلطات الصينية فرض حظر التجوّل و أرسلت الدبابات و المدرّعات و فرق المشاة إلى ساحة تيان آن مين الشهيرة لقمع المتظاهرين المحتشدين فيها, و نتج عن ذلك الإجراء الهمجي مجزرة كبرى حيث قُتل المئات من المتظاهرين (يقدّر الصليب الأحمر عدد القتلى بحوالي الـ 2400 قتيل) و آلاف الجرحى و المعتقلين.
لم يبق للتاريخ من تلك الأحداث المؤلمة إلا شهادة المحظوظين الذين استطاعوا النجاة من حمّام الدم و مشهد مصوّر دار حول العالم في تلك الأيام, و لم يزل حتى اليوم رمزاً ض البطش و القهر و الظلم.
يجري المشهد في شارعٍ عريض من الشوارع المحاذية للساحة, و يظهر الشارع خالياً إلا من رتل من الدبابات يتقدّم بعنجهية الحديد الصلب, و لكن طريق الدبابات يُقطع عندما يقف أمام الدبابة الأولى شابٌ نحيل يرتدي قميصاً أبيض اللون و يحمل بيده اليمنى سترةً و باليسرى ما يبدو أنه كيس, فيتوقف رتل الدبابات للحظات أمام هذا الحاجز الهزيل, ثم تحاول الدبابة الأولى الانحراف إلى الجهة اليمنى لتتابع طريقها متفادية الشاب, لكنه يتحرّك سريعاً ليعود للوقوف أمام الدبابة الأولى مرّة أخرى, لتعاود الدبابة الأولى الانحراف إلى الجهة اليسرى هرباً منه لكنه يعود لملاحقتها و الوقوف أمامها, فتتوقف الدبابة نهائياً مستسلمةً لمنع الشاب لها من المرور, و يظهر الشاب في نهاية المشهد و هو يحاول الصعود إلى سطح الدبابة, و هنا ينتهي التسجيل.
لا أبالغ إن قلت أن هذا المشهد قد شكّل عنواناً من عناوين تلك الحقبة الزاخرة بالتغيّرات السياسية و الاجتماعية في كثير من دول العالم, و نالت الصورة التي تلتقط لحظة وقوف الدبابة أمام الحاجز الإنساني الضعيف بالبنية و القوي بالإرادة, نالت جائزة "وورد برس فوتو" لأفضل صورة فوتوغرافية لعام 1989, متغلّبة على مشاهد سقوط جدار برلين بعد أشهرٍ قليلة.
بعد مشهد "بطل تيان آن مين" بأحد عشر عاماً التقطت كاميرات الصحافة العالمة صورةً أخرى لتحدّي الإنسان بجسمه الضعيف جبروت الحديد و النار, و لكن هذه المرّة تميّز المشهد عن سابقه بأن من وقف بوجه دبّابة كان مجرّد طفل.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
حدث ذلك في غزّة, عام 2000, في بدايات الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى), و افتتحت نشرات الأخبار بمشهد طفلٍ صغير يرمي الحجارة نحو دبّابة ضخمة, و الدبّابة تتراجع و هو يتقدّم و يستمر بالرجم حتى تنتهي حفنة الحجارة التي كان يحملها بيده الصغيرة, لكنّه يستمر بالتقاط الحجارة و رميها نحو الدبابة التي تستمر بالتراجع في مشهدٍ تقشعر له الأبدان.
فارس عودة ... كان اسم ذلك الطفل الجبّار الذي اختطفت يد الغدر الجبانة حياته اليافعة عندما اغتاله قنّاص صهيوني قرب أحد المعابر خلال اشتباك لاحق.
لو نظرنا إلى كلا الحالتين بمنظور فيزيائي بحت لقلنا ربما أن كلا المشهدين ليسا إلا ضرباً من ضروب الرومانسية العاطفية, فالإنسان المجرّد لا يستطيع أن يوقف دبابة لأنه لا يملك القوّة الكافية, و ليست يده بالسلاح القادر على إلحاق أدنى ضرر بدبّابة مدرّعة, و بالمقابل تستطيع الدبّابة مسح عشرات الرجال خلال ثوانٍ معدودة من وجه الأرض.
لكنّ الفيزياء المجرّدة غير قادرة على تفسير خوف الجالس داخل الدّبابة من شابٍ هزيلٍ أعزل, أو من طفلٍ يرمي حجارةً صغيرة..
هي غير قادرة على تفسير عجز القوّة المفرطة و الجبروت عن إخراس صرخة الحرّية, منذ فجر التاريخ و حتى يومنا هذا..
يستطيع الجبروت أن يقتل الصارخ, لكنه بهذا لا يُصمت الصرخة, و هو عندما يقتل الصارخ لا ينتصر عليه بل أنه يسرق منه حياته, و لا يسمّى اعتداءُ السارق على المسروق منه انتصاراً...
لا يمكننا إلا أن نقرّ بوجود "شيء ما" لا نراه يفسّر صمود الأحرار أمام أي قوّة مهما تجبّرت, أمام الحديد مهما كان صلباً, و أمام النار مهما كانت حارقة.. و في هذا "الشيء" يكمن سرّ عظمة الإنسان و الإنسانية..
..
هذه السطور مهداة إلى صديقي كريم.. أرسلها له على أمل قريب اللقاء...
في حلمنا الذي غداً سيتحقق..
في عالمنا الذي نريد..
:akh:
Yass