يوم كبير من ايامي الصغيرة


اخرج مسرعا..مختنقا..حائرا ..غاضبا..حزينا.. مهزوما..
اعبر الشارع عجولا بغير مبالاة, وسط زحام السيارات المحتجة بأبواقها على كل شئ..
تنفسي يتسارع بحثا عن هواء فقدت الاحساس بوجوده كليا..
قدماي اصبحتا بدون رقيب وبدون اوامر تتحرك من ذاتهما..
أمشي.. وأمشي... وأمشي... دون ادنى شعور بالمحيط..
تارة مسرعا كالممسوس.. وتارة مبطئا كتائه وحيد في صحراء..
تدخيني المتلاحق كالمجنون لم يعد يمنحني الاكتفاء... لم يعد اي شيء يشعرني بأي شيء..
اقتحم اجواء حديقة ما.. ملقيا بجسدي المرتجف على مقعد مجهول..
ارخي اصابع يدي لاضع بجانبي مغلفا من الاوراق..
تبدأ سيول الافكار تعصف برأسي وتحاصرني من كل الجهات...
امسك بالهاتف النقال ...ابحث بين الاسماء المحفوظة... كل اسم يحمل شيئا من ذكرياتي وتاريخي ولوحات من الماضي..
سابحث بين الاصدقاء والاقارب.. وحتى الاعداء.. قبل ان اتراجع بعد ان يتملكني احساس ببعدي او ببعدهم..
احساس بانني غير مرغوب وغير محبوب..احساس بالوحدة المطلقة... احساس بالهزيمة والاحباط...احساس بالفشل..
التفت لمغلفي المضطجع بصمت استفزازي الى جانبي الايسر... افتحه..... اسحب منه ورقة معينة مطبوعة بحبر ملون..
اتأمل بالورقة قليلا .. قبل ان تستقر مقلتي بجمود عند كلمة صغيرة وكبيرة...
انها : السرطان...........
اتذكر كيف قالها طبيبي قبل ان اخرج من عنده كالمجنون...
اتذكر كيف انه بعد كلمته لم تعد تسمع اي كلمات... لم يعد يستوعب اي حوار...
شعرت ان شفتيه ويديه تتحرك وتعبر وتشرح بصمت.. لقد كنت محاطا بعوالم اخرى.. عوالم قفزت من ذاكرتي لتعرض صورا متلاحقة من حياتي ولحظاتي منذ الولادة.. اقفز بالزمن برشاقة وخفة واتذكر مغامراتي وعشقي وحتى العابي واصدقاء الطفولة..
انتبه فجأة لصوت قطة عابرة للحدائق والطرقات...
اتساءل بصمت..
اليس الانسان بأعحب المخلوقات على هذه الارض!!!
الا ينفرد بقدرته على الجمع بين اضداد المشاعر في ذات الوقت!!!
شعوره بالرغبة في الحياة وبالخلاص منها!!
شعوره بحبه للحياة ونقمته منها!!!
شعوره بجبروت الغضب وذل الانكسار والهزيمة!!!
لو انني حاولت ان اختزل نفسي وحياتي كلها ببعض الاعترافات..
سأعترف ........ بأني أعشق التدخين
سأعترف ........ بأني أعشق قهوتي
سأعترف ...... بأني أعشق الإستماع لروائع فيروز وطارق الناصر..
سأعترف ..... بأني شخص فوضوي ومزاجي
سأعترف .... بأني خسرت المرأة التي أحب للأبد..
سأعترف .... بأني خسرت الكثير وربحت القليل..
سأعترف بأني قاطعت التلفاز منذ عصور..
سأعترف .... بأني قرأت لكارل ماركس و بول سارتر و هيجل
سأعترف ... بأني أعشق رواية الحب في زمن الكوليرا الى درجة الثمالة..
سأعترف .... بأني أقرأ أحلام مستغانمي كما هي..
سأعترف .... بأني أحب رؤية الغيوم من الأعلى..
سأعترف ....باني لا أحب ولم أستطع تبرير تصرفاتي..
سأعترف ... بأني لم أعترف بكل شيء..
سأعترف .... بأني لا أفكر أن أعترف بما لم أعترف به...
لكن كل هذا كان غير مهم .......
المهم.... مالذي سيتوجب علي ان افعله؟؟؟
لمن سأبوح بمصيبتي؟؟؟ من أين لي تكاليف العلاج؟؟؟
هل سأتألم كثيرا؟؟؟ هل سأفقد كل شعري؟؟
هل يتوجب علي ان اؤمن بالله بعد ان كنت مقتنعا في علمانيتي؟؟
ثم السؤال الاكبر بكثير.....
هل حقا سأعيش؟؟؟

فقط اود منك توضيحا ثم سياتيك الرد.. هل تريد ان تحيا ام تريد ان تعيش لان بين الحياة والعيش فرق شاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااسع...

لك من القوه ما تختار ما بين ان تعيش او تكون ضعيف امامه ....وكثير من الناس هزموه ...

سردك للتفاصيل وبطريقه تحدثك عن الناس والاشياء تبين الاستسلام بسرعه وكانهم اصبحو ذكريات ...

القصه بسردها جميله ومختلطه بكثير من المشاعر ...بس الانسان بطبيعته قوي لدرجه مابتتخيلها .

:D

طبعا اتساءل عن العيش وليس فقط الحياة...
ولك ان تتخيل ما يندرج تحت هذه الكلمة من رغبات وتفاصيل..

حتى لو كان الانسان قويا او يتوجب عليه ذلك.. لكن يبقى وقع الصدمة ليس منها مهرب..
والخوف والاحساس بالهزيمة مشروع في تلكما مواقف.

اخذتي الحروف والكلمات الى عالم اخر احساس لا بد ان نمر به في حياتنا على امور اتفه من ان تكون حياتنا على المحك
اشكر لك قلمك المبدع والشيق نعم ما اغرب الانسان يجمع بين الاضاد ويبقى صامدا في وجه المحن حتى حين يبدو للجميع وكانه ينهار
هو هول الصدمة التي اشعرتك بكل هذه التساؤلات وقوة عزيمتك هي التي جعلتك تكتبها في كلمات

واقولها لك بوضوح نعم ستعيش لان من يملك قلمك وروحك لابد ان يعيش

اخذتي الحروف والكلمات الى عالم اخر احساس لا بد ان نمر به في حياتنا على امور اتفه من ان تكون حياتنا على المحك
اشكر لك قلمك المبدع والشيق نعم ما اغرب الانسان يجمع بين الاضاد ويبقى صامدا في وجه المحن حتى حين يبدو للجميع وكانه ينهار
هو هول الصدمة التي اشعرتك بكل هذه التساؤلات وقوة عزيمتك هي التي جعلتك تكتبها في كلمات

واقولها لك بوضوح نعم ستعيش لان من يملك قلمك وروحك لابد ان يعيش


اشكر لك هذه الكلمات اللطيفة, واعتز بشهادتك لكتاباتي.