ayhamm26
31/05/2009, 23:46
لم تكن لحظة المواجهة العسكرية بين ايران و اسرائيل وشيكة قبلا كما هي الآن , فالتهديدات الاسرائيلية المستمرة منذ وصول اليمين المتطرف الى سدة الحكم و المترافقة مع الاستعداد لأضخم مناورة عسكرية في تاريخ اسرائيل و التحذير الأميركي لاسرائيل من التورط بأي ضربة عسكرية لمنشآت ايران النووية يوحي بشكل غير قابل للشك بأن المواجهة قادمة لا محالة .
ايران تترقب هذه المغامرة الاسرائلية و تستعد لها منذ زمن , فهي تدرك أن انتصارها في هذه المواجهة سيكرسها زعيما مطلقا على الشرق الأوسط من سواحل المتوسط و حتى تخوم آسيا الوسطى بالتعاون مع شبكة التحالفات المعقدة التي صاغتها عبر السنين الأخيرة مع دول و أحزاب و جماعات هي الأقوى والأفعل على أرض الواقع .
اسرائيل التي تلقت أكثر من ضربة سياسية و عسكرية جعلتها تتحول بسحر ساحر من قوة اقليمية كبرى ,ان لم نقل من القوة الاقليمية الكبرى , الى كيان عاجز عن حماية وجوده من قوى عسكرية صغيرة غير نظامية ناهيك عن دول و منظومات اقليمية اجتمعت على معاداة اسرائيل و رفض وجودها.
اميركا و الغرب من ورائها الذين حكمت سياساتهم و مواقفهم من اسرائيل عقدة ذنب تاريخية تجاه اليهود و دور كانت اسرائيل موكلة به بنجاح كشرطي المنطقة و كقاعدة عسكرية غربية متقدمة تتولى حماية مصالحهم في الشرق الأوسط , يبدو أنهم الآن و في ظل تغير قواعد المواجهة بين شعوب المنطقة و اسرائيل من حروب سريعة الى حروب استنزاف مستمرة و طويلة ناهيك عن التكاليف العالية لدعم استمرار اسرائيل في ظل أقسى أزمة اقتصادية تعصف بالعالم اضافة الى فقدان اسرائيل لهيبتها العسكرية الرادعة , يبدو أنهم أي أميركا و الغرب على وشك القبول بتغيير ما في المعادلة الاقليمية للشرق الأوسط .
الاميركيون يحذرون اسرائيل من مغامرة عسكرية ضد ايران و هم لو أرادوا يمكنهم أن يكونوا حاسمين في هذا الموضوع و باستطاعتهم أن يأمروا اسرائيل بشكل قطعي بعدم المضي قدما بهذه المغامرة و لكهم يكتفون بالتحذير و الترديد ليسمعوا العالم بأنهم قد قاموا بواجبهم ولكن اسرائيل أبت الأخذ بالنصيحة و تورطت في حرب مع ايران و بالتالي فأميركا غير مجبرة على الانجرار مع اسرائيل الى هذه الحرب .
من الناحية الاسرائيلية يرى الاسرائيليون أن هزيمة ايران ضرورة حيوية و مصيرية لاستمرار كيانهم و لاستمرار دورهم , فهم رغم كل المخاطر و النتائج الكارثية و الاحتمالات الكبيرة لتلقي هزيمة عسكرية قاسية يجدون أنفسهم مضطرين لخوضها فهم مهزومون مهزومون و هم فقدوا دورهم و مكانتهم بالمنطقة سلفا و بالتالي فهم لن يفوتوا فرصة لعب ورقتهم الأخيرة في محاولة يائسة لقلب الطاولة و اعادة توزيع الأدوار التي قد تعيد لاسرائيل مجدها و مكانتها المفقودين .
أما عن سيناريو الحرب ان وقعت فغالبا انها ستقتصر على مواجهة معزولة بين اسرائيل و ايران و هي مواجهة عن بعد عمادها الطائرات و سلاح الصواريخ الموجهة بعيدة المدى والتي ستستطيع ايران استيعاب عواقبها التدميرية بعكس اسرائيل ذات المساحة الجغرافية الصغيرة و غير المؤهلة لقبول خسائر بشرية كبرى و خوض حرب استنزاف لمدة طويلة من الزمن .
أميركا لن تنجر الى هذه المواجهة التي قد تضع مصالحها و قواعدها في الخليج و أفغانستان في مرمى الاستهداف الايراني و لذلك هي تحيد نفسها اليوم علانية أمام العالم بأكمله من خلال تحذيرها الملغوم لاسرائيل , أيضا سوريا و حزب الله و حماس لن تنجر الى هذه المواجهة ما لم تكن ايران في وضع مأزوم عسكريا ,و هذا مستبعد, و التجربة خير برهان على ذلك عندما و قفت سوريا و ايران جانبا خلال مواجهة كل من حزب الله و حماس مع اسرائيل لأن سير المعركة لم يستدع التدخل و الانجرار الى مواجهة اقليمية كبرى .
في النهاية اسرائيل التي تدرك أن فرص انتصارها على ايران قليلة جدا تراهن على جر الغرب الى هذه المعركة في اللحظة الأخيرة لانقاذها و تدرك جيدا أن هذه المواجهة ضرورية و مصيرية و لا بد منها اذا ما أرادت الحفاظ على وجودها ,و بالتالي المواجهة قادمة على الأغلب اذا لم نقل بأنها قادمة بكل تأكيد .
د.ماهر ياسين- نشرة كلنا شركاء
ايران تترقب هذه المغامرة الاسرائلية و تستعد لها منذ زمن , فهي تدرك أن انتصارها في هذه المواجهة سيكرسها زعيما مطلقا على الشرق الأوسط من سواحل المتوسط و حتى تخوم آسيا الوسطى بالتعاون مع شبكة التحالفات المعقدة التي صاغتها عبر السنين الأخيرة مع دول و أحزاب و جماعات هي الأقوى والأفعل على أرض الواقع .
اسرائيل التي تلقت أكثر من ضربة سياسية و عسكرية جعلتها تتحول بسحر ساحر من قوة اقليمية كبرى ,ان لم نقل من القوة الاقليمية الكبرى , الى كيان عاجز عن حماية وجوده من قوى عسكرية صغيرة غير نظامية ناهيك عن دول و منظومات اقليمية اجتمعت على معاداة اسرائيل و رفض وجودها.
اميركا و الغرب من ورائها الذين حكمت سياساتهم و مواقفهم من اسرائيل عقدة ذنب تاريخية تجاه اليهود و دور كانت اسرائيل موكلة به بنجاح كشرطي المنطقة و كقاعدة عسكرية غربية متقدمة تتولى حماية مصالحهم في الشرق الأوسط , يبدو أنهم الآن و في ظل تغير قواعد المواجهة بين شعوب المنطقة و اسرائيل من حروب سريعة الى حروب استنزاف مستمرة و طويلة ناهيك عن التكاليف العالية لدعم استمرار اسرائيل في ظل أقسى أزمة اقتصادية تعصف بالعالم اضافة الى فقدان اسرائيل لهيبتها العسكرية الرادعة , يبدو أنهم أي أميركا و الغرب على وشك القبول بتغيير ما في المعادلة الاقليمية للشرق الأوسط .
الاميركيون يحذرون اسرائيل من مغامرة عسكرية ضد ايران و هم لو أرادوا يمكنهم أن يكونوا حاسمين في هذا الموضوع و باستطاعتهم أن يأمروا اسرائيل بشكل قطعي بعدم المضي قدما بهذه المغامرة و لكهم يكتفون بالتحذير و الترديد ليسمعوا العالم بأنهم قد قاموا بواجبهم ولكن اسرائيل أبت الأخذ بالنصيحة و تورطت في حرب مع ايران و بالتالي فأميركا غير مجبرة على الانجرار مع اسرائيل الى هذه الحرب .
من الناحية الاسرائيلية يرى الاسرائيليون أن هزيمة ايران ضرورة حيوية و مصيرية لاستمرار كيانهم و لاستمرار دورهم , فهم رغم كل المخاطر و النتائج الكارثية و الاحتمالات الكبيرة لتلقي هزيمة عسكرية قاسية يجدون أنفسهم مضطرين لخوضها فهم مهزومون مهزومون و هم فقدوا دورهم و مكانتهم بالمنطقة سلفا و بالتالي فهم لن يفوتوا فرصة لعب ورقتهم الأخيرة في محاولة يائسة لقلب الطاولة و اعادة توزيع الأدوار التي قد تعيد لاسرائيل مجدها و مكانتها المفقودين .
أما عن سيناريو الحرب ان وقعت فغالبا انها ستقتصر على مواجهة معزولة بين اسرائيل و ايران و هي مواجهة عن بعد عمادها الطائرات و سلاح الصواريخ الموجهة بعيدة المدى والتي ستستطيع ايران استيعاب عواقبها التدميرية بعكس اسرائيل ذات المساحة الجغرافية الصغيرة و غير المؤهلة لقبول خسائر بشرية كبرى و خوض حرب استنزاف لمدة طويلة من الزمن .
أميركا لن تنجر الى هذه المواجهة التي قد تضع مصالحها و قواعدها في الخليج و أفغانستان في مرمى الاستهداف الايراني و لذلك هي تحيد نفسها اليوم علانية أمام العالم بأكمله من خلال تحذيرها الملغوم لاسرائيل , أيضا سوريا و حزب الله و حماس لن تنجر الى هذه المواجهة ما لم تكن ايران في وضع مأزوم عسكريا ,و هذا مستبعد, و التجربة خير برهان على ذلك عندما و قفت سوريا و ايران جانبا خلال مواجهة كل من حزب الله و حماس مع اسرائيل لأن سير المعركة لم يستدع التدخل و الانجرار الى مواجهة اقليمية كبرى .
في النهاية اسرائيل التي تدرك أن فرص انتصارها على ايران قليلة جدا تراهن على جر الغرب الى هذه المعركة في اللحظة الأخيرة لانقاذها و تدرك جيدا أن هذه المواجهة ضرورية و مصيرية و لا بد منها اذا ما أرادت الحفاظ على وجودها ,و بالتالي المواجهة قادمة على الأغلب اذا لم نقل بأنها قادمة بكل تأكيد .
د.ماهر ياسين- نشرة كلنا شركاء