-
دخول

عرض كامل الموضوع : رباعيات للفرح - محمد عفيفى مطر


اسبيرانزا
28/05/2009, 23:28
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

تخرج فى قسم الفلسفة اكاديميا ومن مدرسة الشعر ابداعيا عاصر الحرب والسلم والموت والحياة فى غصن شجرة
مسار حياته انحصر داخل منزل من الطوب اللبن و حقل يرعى فيه بقراته , لم يبرحانه وجدانيا وتأملينا حتى اللحظة
فبرغم ضجيج الندوات التى تحمل اسمه فى القاهرة ما زال الراهب يحيا حياة الفلاح البسيط وحياة الفيلسوف المزدوجة

هنا اخر ما اصدرته مكتبة الاسرة للشاعر

( رباعيات الفرح ) ...فرح بالتراب ,,فرح بالنار ,, فرح بالماء ,, فرح بالهواء

كل يوم بنزل قصيدة من الرباعية الواحدة حتى تنتهى الرباعيات الاربع

فرح بالتراب ( فهرس )

مفتتح اول

مفتتح ثان

مفتتح ثالث

فرح ما لموت ما

زيارة

صبى الفرح بالتراب

اسبيرانزا
28/05/2009, 23:31
مفتتح أول


طلقة الماء الزجاجية برصاصتها الشفافة


سددها البحر – بين النوم واليقظة –


فأردتنى عشقا


وغُشى علىّ من وهج الظهيرة المبتعدة ..


أطرافى مهرة والبحر ربيع من ليونة الجسد الذى


يمدّ ُ لى موائده بالجوع أطباقا أطباقا


وأحلامى طيور متوحشة فاجأها الليل بالحيرة


ونداء المسافة


أربعون بابا هى مزولة أعضاءك المفتوحة على


ينابيع الطعام والشراب


أكلت وشربت ,


نظرت ُ الى أقدامى فرأيت الخطوة ولم أر الطريق


اربعون بابا أجيئك منها بعدد السنين


أكتسى دما ولحما وأتكلم ولا أولد


شمس ُ منتصف الليل وقمر الظهيرة :


ل هذا هو اقتران الوطن بالنفى


واللغة بفزع الكهوف ؟


هل هو ميقات استطالة الظل أم موعد ُ


لفطرة الينابيع أزفت تفجراته


لتكتمل أعضائى وتنفرط فواصل َ ومسابح َ وإيقاعات !


أقول أنا المولود من أربعين إمرأة :


هذه بطولة الانتظار وتعثرات الخضرة البطيئة ..

اسبيرانزا
29/05/2009, 21:04
مفتتح ثان

أربعون بابا . تشتبك منها الدوائر وتتواشج

الدهاليز وتتفرع أشجار الدرج صعودا وهبوطا

يفاجئنى صديقى " زينون " الإيلى ويفتح المسافة

بين السهم والأفق

ويملأ فراغ الأوراق بوحشية السباق بينى

وبين سلحفاة البداية وكلمة الفتح

ويفاجئنى صديقى النفرى بوردة الماء المدمم ووهج

البحر وطعم الهواء المالح

فأشتهى الخبز وأنتظر الوقت وطفولة المسامرة

والكشف وإيذان الذهول

أنا المولود من أربعين امرأة

أتريض لهذيان التذكر وجموح الأشكال

فالأرض محدودبة على حصاد الموت وقوارير

الظمأ المعتق

فهل أنت على أهبة أيها الساقى

لتنفض أختام الطين وتمد المائدة بالكئوس

وشظايا الطعام وأحزمة العشب المحنط والزيتون

أم تتلفّت كما يتلفت الرأس الساقط من شجرة الجسد !

وهل انت _ بين من مضى ومن يأتى _ خليفةُ ُ

على مسافة بين أول خطاك على حصباء الموت

وأول خطاك على عتبة الزلزلة

ها هو النهر يجلس القرفصاء

يفك سيور خفيه المجدولين من البرنوف

وليونة العشب

عباءته من هشاشة القش وضفائر السنابل

تطرزها أزهار القرطم والزّغلنت

وتتدلى من عراها أربطة العليق وأزرار

الرّمان الساقطة من وردة الدم السنوى

ها هو يتجلى كائناً نباتياً مزدحم الأعضاء

بالطحلب والبشنين ورغوة الخضرة والرائحة الميتة

والليل يسّاقط من أطراف الأيدى

وبين الأصابع تتلاصق الأحجار بيوتاً مغلقة

النوافذ ومجهولة الدهاليز .

فهل أنت امرأة لأن الملوك يزدحمون بين القميص

وبين تضاريس الجسد؟

أم أن الملوك يحاصرونك لأنك امرأة ؟

أم أنت امرأة لأن نهديك وفخذيك مقاصيرُُ ُ

للشجر المكتوب على أكف الليل والنهار ودوامات الريح ؟

كشف الليل عن ساقيك وانتصب عمود الصبح

بين نهديك أرض ممدودة ليوم موعود

وهذا قِرانُ العناصر

تسّاقط عنك دريئة الحطب ِ والشجر ِ اليابس ِ

وتعلو شجرة الأفق

والنحل البرى يبنى سداسياته فى صحن السرة

الناضجة

فيسلكون حولك ِ مسالك َ الريح صفاً صفاً كأن

على رؤوسهم الطير

ذلك أوان ُ الفرح والموت

وأنت من كل شئ ينبوع ينتفض بالحمى

وصرخة تفرفر فى دمها

تلك آية لمشيئة الغضب وقيامة الأرض السابعة

فانظرى

ها هى الشمس مقطوفة ً من براعمها

نثرت من قطيفتها زَغباً فوق برج الولادة

تكتبين الألف خطوة ساقطة كالقذيفة

على لحم الورق المستسلم

وتكتبين الياء سريراً يترجرج على زئبق اللغة.

تتعلمين الأرقام والحساب :

هذا هو الواحد ...ملتفُ ُ بالفرادة

منتشر ُُ ُ وكثير

ترسمين الأربعة بيتاً من طابقين مفتوحا ً للرياح والمطر

تجمعين فتحبل الكائنات ُ بإحتفالية الزواج

تطرحين فينسلخ النهار من الليل وينفلق النوى

ويخرج الحى من الميت

تقسمين فتمتلئ السلال سمكاً وأرغفة ً

تقفين على عتبة الألوان وإغراءات المساحة

والأقلام شجرة مقطوعة من قوس قزح

يسكنها النوم المجنون بالصور

وتعشش فيها طيور الحلم والرغبة

تتقدمين خطوة إلى أبهاء الشكل وأروقة العبارةِ

فينقلب كل شئ

ينقلب كل شئ .....

اسبيرانزا
30/05/2009, 18:17
مفتتح ثالث

هل قلتُ ان الأرض أقربُ من دمى

أن الدم الفوار طمى من خرائطها

ومشوىُ ُ من القرميد يدفُقُ بالسلالات القديمة

والرفات من الخرائب ِ ؟

قلتُ صلصالُ ُ وفخارُ ُ هو الدمع المبادر والمقيم

قلتُ البلاد قريبة ليست تمر الشمس من دونى

ولا ترمى الرياح عباءة الغيم الرحيم

إلا وكنت تشقق الألوان فى شفق انهمار الفجر

والإيقاع فى الأمطارِ ,

ليست مولجات النوم فى الرؤيا وليل الخلق

فى صبح السديم

إلا خطاى الباحثات عن البلاد المستكنّة فى البلاد

قلت البلاد قريبة ...فيداى مُنسربُ لمحض اللمسِ

فوق خلائق الملكوت فيها بين طلع شهوةِِ ِ

متوقد الودق العميم

_ فالريح حبلى والدم اللونىّ معقود ُ ُ سلالاتِ ِ

وأنساباً تواشج خفقة الطيب المقدس _

وانفجار الأرض بالميلاد

بين الماء والجذر القديم

والأرض أرخت ظلها المكدود من طمث وخلق واشتهاء

ويداى منسربُ ُ لمحض اللمس

عشر من نوافير الحواس

هذى هى البطن التى استرخت قباباً

يعروها سوى حمى يدىَّ

فيما بيننا بحرُ ُ وصحراءُ ُ ومشبوبُ الجنون

والأرض أقرب من دمى ..فأنا اختيار الأرضِ

والأرض اختيارى , والمواثيق التى انعقدت

_ بغيب النذر فى الأصلاب – يشهد مغزل

الأفلاك والفجر المرفرف تحت عرش اللّه أن

النطق بالإشهاد مختومُ ُ بوشم دمى وطينى

النطق يشهد أن رَقّ الموثِقِ المعقود ما

بينى وبين الرب يفتح أضلعى فى لوحة المحفوظ ..

فانطق يا يقينى

وانفخ دمى فى الصّور , ولتشهد يمينى

أن المدائن والمدافن تحت محض اللمس يرجف ُ

من رواجفها انفجارُ المشهد اليومى بالرؤيا ...

اسبيرانزا
31/05/2009, 18:40
وقت ما لموت ما

للريح محلول العباءة أم لوجه الشمس ما

ذرّ الترابُ على جبينك من نحاس الفجر ؟!

مهرتك استهل ّ صهيلُها ضبحاً

صداه الغيم والطلّ ُ الخفيف ُ

على اتساع الأرض والفلوات,

تعلو خطوة الشمس التى تعلو كأن المهرة اشتبكت

بمهماز الفضاء وأنت تعلو فوق صهوتها

المطهمة الركاب بنجمة الصبح الأخيرة

ايس للشمس الوليدة فى قماط الفجر أن

تتشعّع الحناء منها فى ذؤابة شعرك المرخى : لها مسُّ

الحوافر .. دونها وهج الركاب بنجمة الصبح الأخيرةِ

ليس لليل المولّى فى سهوب الفجر أن

يلقاك عدوا من براريه القديمة : ألف

عام والضحى والليل ينتسخان وجهك

لا تضئ ولا تذوب ولا تنام ولا تقوم

وأنت فى ألفيّة الأرق المنوّم لست تسمع ٌ

أو ترى ألا تراب سلالة النوم المؤرق إذ

تذريه السوافى العاصفات وأنت تعقد عقدة َ

الثأر الكظيم وتصطلى حُرق التذكر والحنين..

فهل لوجهك من نحاس الفجر ما ذرّ التراب !

ألفُ من السنوات كانت ألف باب

يأتيك منها السيل والطوفان

يجرف ما انتظرت من الأجنة..

ألف باب

تتفتق الآفاق منها بالهزائم والخراب

تجلو بعظمك فضةَ الأصفاد

علّ بجوهر القيد الشكيمة والركاب

غالتك فى العشق النساء فهن أطلال ُ من

الفتن الدواثر فى نشيج الإغتراب

طلعت عليك جميلة ُ فرعاء ُ فى وهج الضحى العالى

وأنت مطوّح الأعماق ما بين الحضور البورِ

والخصب الغياب

اسبيرانزا
02/06/2009, 21:08
طلعت وخلفكما سراديب الملوك الأقدمين

يضئ فيها من شباب الصخر عشقُ بازغُ

قلت : انتهى طوفانك السرى ُّ .. هذى من

شظاياك القديمة قد أتتك حمامةً بيضاءَ تحمل من

جَنى فوضاك من غرق القصائد فى وحول

الخلق والإلهام غصناً مثمراً..

قلت : اتَّبع أهواء رقصتها وبعثر ما تبقى من

بكائك أو رمادك فى غوايات الضحى أو فى

غوايات الصواهل من حروف كلامها أو

لثغة الراء المهيّيِجة ..اتبع بهو الملوك الأقدمين

إلى أوائل دهشة الأنسان للدنيا وصورة ما

تجلى من ضرام العشق للأرض الوسيعة

والسموات المضوّاة القباب

قلت : اتبع رقص الغزالة فهى تغوى فى

دمائك لهفة الشعر المزلزل والحنين الصعبَ ..

لا تدرى أتُغويك القنيصة أم هى الصياد يرقب

بغتة ً من غفلة الأنس الرحيم فتدّيك بما

يشف وتنثنى ودماك تشخُبُ

قلت : اتبعُها .. وفى بهو الملوك سيعقد

السحر ُ المرمّد فى السراديب السحيقة ونتهى للبدء..

كانت لمسة الكفين فوق

برودة الأحجار ميثاقَ التذاوب فى مشاهدها :

الحياةُ بفيضها انفرطت على الجدران ,

طعم النهر يقطر فى العناقيد , الطيور بهية الأسراب

فى الأحراش , فى المستنقعات الزهرُ والسمك الملون ,

والمجاديف الرشيقة تضرب الإيقاع

للموال والرقص المجنح ,

والخلائق فى زفاف من سفاد الطير والحيوان ,

جندُ يلبسون رشاقة الموت الجليل ,

وكان قوس النصر فلاحين عصّارين صيادين حفّارين .

والملك استراح على أريكة ملكه يسقى مليكته وتسقيه ..

العقاب محوّم ُ

بجناحه الذهب , التماعة عينه شمس ُ تضئ

المشهد الحجرى ..

اسبيرانزا
02/06/2009, 21:31
كانت لهفة الشعر القديمة تشرئب

ويستفيض بها رمادك

كنت تجهش بالقصيدة وهى فى أصفادها الحجرية ,

التفتت جوارحك .. النداء بكل جارحة يغمغم ُ

والتفت ُّ وقلت : ينبجس السراب

ماء عميم الرّوح والريحان , يطلع من شظايا

الموت والدمن الخراب

موالك المصفود فى ألفية النوم المؤرق..

يرجفُ الحجرُ , الحياة تستعيد سيرتها :

ثغاء الطير والحيوان يعلو , الزهر منفتحُ لأسراب ِ

الفراش وعاسلات النحل , تبتُّ الشواديف ,

المياه يفضن بالبشنين والسمك الملون ,

والمراكب مثقلاتُ بالبواكير , الجنود على

ثغور الأرض والموت الجليل مرابطون ,

الأرض فى عرس وقوس النصر معقودُ الزخارف

والملوك الأقدمين على الأرائك لحظة التتويج ..

اسبيرانزا
03/06/2009, 18:46
ريح من رخُاء السحر

طال بنا اغترابك واغترابى فى رميم الأرض والروح

استفيقى من شظاياك انهضى منكِ

القصيدة فى رماد القلب توشك أن تبلُّ عظامها

الإيقاع فى ضرب المجاذيف استهل فَرفرِفى

لنكون فى قلب الرعية وانفجار الماءِ

والشمس القديمة فوق أطلال الملوكِ

استنهضى الحلم المبددّ فى رماد العشق وانفرطى

معى لنكون فيضاً فى

الحياة المستفيضة من جنون الصخر..

كانت تستدير الشمس من أفق الضحى العالى

وتجنح للغياب

قلت : الضحى والليل ينتسخان وجهك

فارتكض

خلف الغزالة وهى تمعن فى ملاعبها اليباب

قلت : ارتكض واترك لهذا الصخر موعده المؤجَّل علّها

ابتدرتك بالعشق المؤجل ..

كان صمت الليل معقوداً بلاداً فى البراح

ومستضيئا بالجراح وكان منكمشا ببرد الريح

ملتجئاً إلى صمت الملاحم والمواويل الجريحة

والنعاس الرطب فى خشب الرباب

حتى استفقت وقلت :

من أى البلاد – وقد خلت من عاشقيها – جئت

من أى المواعيد انفلتِّ فأنت مطلقة السراح غوايةً

للغابرين الهاربين من القصائد وانتظار العشق !

قالت : أنت ..كفكف عن مجازات الجنون الصعب..

راودتُ القناع عن الملامح والملامحَ عن تواريخ

المبددّ من رماد العشق

وامتدت يداها بالحنان المستريب ..

الليل والصحراء ينبسطان,

والنهر المشرَّد فى مخادع طينه ,

ريحُ مبللةُ الضفائر بالندى , والكون أنثى من

أصابعها تقطّرت القصائد أنجماً تدنو بأوّل ما

يثير الشعر من شجن البدايات..

اسبيرانزا
03/06/2009, 18:47
الحريرُ تفتحت منه العرى

طلع يفوح بما استكن من الروائح والفراشات الغوية

نجمتان على كثيبين ,

ارتخاء الموجة الحرَّى , العمودان الرخاميان

من رمل التشهى , وردتان أضاءتا غمازتين فهل هو

الجسد الململمُ من شظايا كل فاتنة ٍ مضت أم هذه

حال التفتُّح فى الخليقة لحظة التكوين والخلق ؟

استراب حنانها القلق ُ ابتدرت ُ حنانها بالفيض من

دمع التلقِّى المستشفِّ لعارض الشعر الملوِّح

بالقصيدة , قلتُ للخيل العِراب

نزق الغيوم وشهوة الرقص المباغت فى انفساح

الأرض باللغة الجموح وشهقة الشبق المصلصل فى

الصهيل وفى الكتاب ِ

اسبيرانزا
05/06/2009, 19:55
قلت : انظرى للغيم ..كونى مهرة الملكوت وهو

يشكل اللغة الحميمة فى لسانك وامنحى لغتى المذّوب فيه

من لغة مقطرة القبائل والصهيل..

وكنت تجهش بالقصيدة وهى فى

رتق العيوم فلا تفتّق ..

ليس ينهلُّ السراب

إلا بومض زجاج عينيها ولفتتها الفقيرة لانتصاف الليل

كانت تستعيد رمادها وتعيد سيرتها إلى بدد العناصر ,

من يديك تفلَّتت :

للرمل ينسرب الكثيبان اللذان

توهجا بيديك من وعد تقدّر للرضاعة ,

لاصطخاب البحر موجتها التى انعقدت بسرتها

وحقويها على برج التفتح للولادة

للرياح ولاهتراءات الغيوم حريرُها

للهدم والشفرات كان رخامها يهوى

ومن بين الركام تهبُّ سافيةُ التذكر:

ها همو من كل حدب ينسلون

بكل مُشرعة القواضب والحراب

قد احدقوا بك

لم تكن تدرى أهذى من خواتيم القنيصة أم هو

الفتح المزلزل باكتشاف حُبالة العشق المؤقت !

فانفلت ونجمة الصبح الأخيرة وحدها فى الأفق ,

مهرتك استهلّ صهيلها فى غابر الشعر,

ارتخت فى خطفة الحلم الشكيمةُ , وانجلى من

فضة القيد الركاب

اسبيرانزا
06/06/2009, 19:18
هذا هو السفَر المقدّر ....ليس من زمن له أو

من بلاد غير ما يعلو به الوجع العصىّ ُ ويبتليك نداؤه

الدموىّ ُ

آخرُ هذه الفوضى وأولُ ما يقوم من السلالة.

ذلك النسر المحاضر ُ .

كنت تفتح من جراحك كلما اشتعل الدم الموتورُ

واشتجرت سهام القنص فى الآفاق واستعرت

بأيدى الزاحفين غريزة القتل الجماعى , الجراحُ

تفتحت لحصاد ما يهوى من الصيد المجندل ِ

والجِواء خلون من عنف الرشاقة وامتلاك

الريح نسرا بعد نسر ..ها هو النسر الأخير

محاصرُ بين المخارم والسحاب .

والأرض - بالوجع العصى وبالنزيف

من النداءات المزلزلة –

استعادت ذكريات الطلق...

مهرتك استهل صهيلها فى غابر

العشق المكتّم فى القصيدة , أنت تعلو خطوة الشمس

التى تعلو ..لها مسّ ُ الحوافر ..دونها وهج

الركاب بنجمة الصبح الأخيرة.

ليس من زمن فلا وجه الضحى العالى ولا

الليل المخاتل من رعايا وجهك النضّاح بالؤيا

لك الملكوت والعرش المنمنم

والقسائد من نقيع سلالة النسر المرمّد فى

دمائك

والنداءات العصيات , الطبول مدمدمات

والسلالة من ملوك العشق طلق

يستجيش بها التراب ...

اسبيرانزا
07/06/2009, 19:57
زيارة

طيناً من الطين انجلبتُ ففى دمى المركوزُ من

طبع التراب الحى

فورةُ لازب , وتخمّر الخلق البطئ ,

ووقدةُ الفخار فى وهج التحول , وانتشار الذرو فى

حرية الحلم , انفراط مسابح الفوضى حصى ,

وصلابة الفولاذ فى حدق الحجارة واليواقيت,

انخطفتُ بنشوة الحمى , الأوابد من وحوش

الطير تحملنى وتمرق..

فى حواصلها أعاين محنة

الملكوت والأرض الفسيحة..

خفقةُ ُ تعلو ورفرفة تسفّ ُ , ويابك الفلك

المدور يا أبى ورتاجك الطينى والقفل الحبالةّ

والشراك,

وهجعة ُ الأطيار إن حل الظلام – على الشواهد-

فوق صبَّارات قبرك , صوتهن بكل معترك الجِواء

ومجتلى الدم والمنام هو النداءات الخفية من ترابى

صحو هو الفجر المعلق فى ثريات القصيدة إذ

أحرك فى ضرام الخضرة الشمسَ التى

صدئت على أقفال بابك يا أبى

ناديتُ فى طقس الزيارة : كيف أزمنة التراب

وكيف تنجبل السلالة من ترابى

ناديت والفجر المشعشع تحت أجنحة الغرابِ

يستنفر الطير الأوابد – من مجاثمها البلية بالتذكر –

للسياحات العلية فى اجتلاء الأرض والدم

من بداية بابك الطينى حتى

منتهى صوتى المجلجل بالخطاب ..

اسبيرانزا
09/06/2009, 23:25
صبىّ الفرح بالتراب

بوجهك وهج ُ دم يتكشف فيه النبيون

والخيلُ تصهل تحت انفلاق الوراثة والسلف الصالح

عن وقدة تتغير فيها خطى الريح

يعلو الكلام ُ ويخلع أوزانه

يستعيد المراسيم َ والسجع ينبت من همهمات الكهانة

والنفث فى عقد الليف والعشب

فالأرض مُخضرة والسماء مياة مقدرة

والنبيون مستغرقون ..

بوجهك ألف دم والدوارق شفافة وأنا

اتقسّم منك بلادا وانفرط الرقص والراقصين

أفيض وأعلو سيولا من الخلف المتكثِّر..

ها جسدى واحدُُُ ُوكثيرُُ ُ

وها وحشة ُ المتوحد أرض تزاحم فيها الخلائق

عهدُ ُ أوثِّقه ,

سفرُ ُ فى التذكر , بيت ُ الإقامة

جلجلة العصف , مضغ الجذور الطرية فى الأرض

فتح ُ الكلام من الطير والوحش

خطفُ الفروع ومشتبك ُ الماء تحت لسانى..

تَنظَّرتُ

يخشوشن الصوت أو يسقط

الزغب الأصفر ُ العشق ُ يعطيك شارات أمجاده

عُشباَ َ لائذاً بالذراعين

رائحةً يتفتق منها خفىُّ النداءات..

اسمع حمحمةً للذكورة والعشق فى خفق نعليك

أسمع فى جسدى رعدة الملكوت وأسمع ُ

خطو الملايين ما بين خطوى وخطوك..


نذرتُك تقدمةً لاندلاع البراعم فى خشب الوقت

فالشمس ذائبةُ ُ تحت خضرة قمصانك الطلُّ

مختبئ ُ والحريق ُ


املأ الأرض َ بالغابرين من السلف , املأ


بوجهى الملوّح ارجاز بادية الأهل

واتبع خُطى الماء بين الغضا والأراك ِ

سهيل ُ دليلك والفتح ُ ميقاتُك..

اكتمل العرسُ

فانظر دمى هَبوةً فى فضاءات عشقك:

أنصبُّ بينكما فى مياة الدوارق

ألتفُّ فى نكهة الكعكِ ..

وانظر دمى فى لواءٍ من الطير يسكن أفق الممالك

والبحر :

اسكنُ بين الترائب والصلب ِ

أغدو المواريثَ والوارثين..

اسبيرانزا
10/06/2009, 20:59
فرح بالنار

-1 –

مضت حقبُ ليس يدرى أوائلها أو خواتيمها

أحدُ ُ غيرُ ميراثه من دم ملكى ِّ وفطرته فى

مغالبة الموت بالإرث أو فى غلاب السقوط عن

العرش بالنسل أو بالانتشار ملامحه فى

السلالة أو بانتقال الشرائع والصولجانات فى

الخَلَف الوارثين .


وهم – واحداً واحداً – يجلسون على العرش,

يحيون آخرهم مثل أولهم,

فإذا أزفت لحظة الموت ماتوا كأيهمو :

ملكُ الوقت ِ يجثو على ركبتيه وحيداً يقلِّب

عينيه فى ملكوت الظلام ويسمع أهوال

صوت السماوات إذ تتفتَّق أفلاكها

وانفساح ِ البسيطة إذ تتفجر أجداثُها عن

دوىِّ التواريخ , يسمع ما التطمت فى دماه

وأنفاسه من دهور الترقُب والحذر المتوحش

وهو يرى كيف فاضت عليه الممالك تأكل من

مُلكه وتراث السلالة حتى تُساكنه جلده ودماه

وكيف يفيض فينحصر الآخرون إلى آخر الظن ..

حتى إذا اقترب الفجر ألقى عباءته وانتضى شِكَّةَ

الصيد والحرب , أرخى شكيمة مهرته منصتاً

للنداءات مُزلزلاتِ ِ يناوشنه عن خطاه,

جوارحه يتلفتن شكته تتفصد من صدأِ ِ

وارتعادة حمَّى وتعروه غاشيةُ الفجر

بالفرح المتفجع , يغريه برد الندى وانفساح ُ

البسيطة بالصمت والطير ,

تعلو نداءاتُه :

يا زمان الولاء المبعثر كالريح هل

عصفت بحدودى عواصفُك المستسرّةُ

فالعرش منغرسات قوائمه فى

المسافة بين الشهيق وبين الزفير

أم انحسر الواغلون

فمملكتى آخر الظن أولها !


والولاءاتُ .. هل فتّحت فى جدالاتها

الأفق فانهمرت من ثقوب السماوات

ألوية ُُ ُ وبنود تزمجر فيها الطواطم دامية !

وعُقابُ السلالة ...هل من مسافة

رفرفة غير ما تزفر الروح من حسرة

غيرُ ما حزَّرته الأسنة فوق المخنَّقِِ !

صيد أناوشه فى الطّراد أم الموت

ينسج أشراك غيلته

يا زمان الولا .. لا .. آ ..آ .. ت .. تى !

ملك الوقت يأتى - ككل ملوك السلالة – شكته

تتلامح منها غواياته طعنة طعنة ,

والجراح تنز ينابيعها تحت مغفره وهو منفرط

تتساكب أعضاؤه من سنابك مهرته

فالنجيع على الأرض وشم الأهلَّة ...

اسبيرانزا
12/06/2009, 00:48
آنت طقوس المراسيم والدفن:

هذا أنا وارث الوقت ..لفلفتُه فى الجراحات,

شكته كفنُُ ُ وترابُ السلالة والرمل والطمى طيبُ الحنوط

وأرقدتُه جنب جدىّ .. ( تنتظم العائلة

صفوفاً من الشهداء تراصف أجداثها جدثاً جدثاً )

وابتدأت زمانى :

:king:أنا صاحبُ العرش والصولجان

تفرّدتُ فى المُلك ...ما من رعايا سوى شبحى

المتفلّتِ فى الظل والنور , مملكتى الضدُّ , رؤيا

اصطخابٍ من الإحتمالات , مسُّ جنون من

الإنتظار المرابط فى عاصف المد والجزر..


لى امرأة كلّلت رأسها الشمسُ وانفتحت بين

هالات حنائها مدن اللون وانتثرت حول

سُرتها الأنجم العالية

وألقت قميصين من زخرف الطمى :

هذا قميص المسافات – فى – الضوء

تلبسه خطوة الطين فى برعم يتنفس فى

حجر الإحتمالات , تلبسه الشهوات المليئةُ والرحم المثقلة

خطفت عطيتّها ( والعطايا اختطاف )

وحاصرنى وجهها .. فأنا النهر وهى الضفاف

وبعثرنى رقصها .. فأنا البرق وهى الرياح

اسبيرانزا
12/06/2009, 18:22
( ظل العُقاب مرفرفُ ُ ما بين أجفانى

فى عارض يرفضُّ منه برقه القانى

فقرأت فى أطرافه أسماء آبائى وعنوانى :

ميم : يدُ ُ مغلولة فى طميها الوارى

والزند فى بازلته العارى

أوتادُ نارٍ السِّقط فى كهف البلاد المعتم الهارى

والطاء : عنقاء انتظار لبَّثتها فى

زمان القش والأحطاب تأويلات ُ ما

خطته فى رق الوصايا مهرةُ النار

والراء: وشمُ السنبك المفطور من

سهد الرباط الصعب فى ليل الثغور,

القوسُ فى الشَّدِّ , الهلال الفضةُ

المهمازُ بين الأفق والينبوع , دمعُ ُ

جمرة ما بين أجفانى) .

وهذا قميص المسافات – فى – الليل

أنتِ الفضاء المقبَّب والحرثُ لى .

بيننا كان ماء الترائب والصلب يغلى بأسمائه ,

وأنا فوق نهديك دائرتا حمرة تتكحَّل

من جسدى قد منحتك مملكةُ ُ فتجليتِ :

هذا هو الأفق مسجورةُ ُ فى نوافذه الشمسُ

والنوم جُمَّيزةُ والعصافير مسكونةُ ُ بالشجر

وتحت الخطى غيمة , وشرارة برق تطايرُ فى

ودق الطلع , والنهر مختبئ فى زبيبة نهديك ,

أذكر طين الجسور التى كتبتها المواويل فى

رائحة النهر , أذكرُ...

اسبيرانزا
14/06/2009, 15:31
عين يا عين يا ليلى يا ليل

أنا الخطى ..وفى دمى الطريق

أنا الذى تزرعه الكتابة

فى الريح أو تطرحه فى القشر

منطفئا وساقطاً فى نفسه ,

وضارباً جبهته فى الصخر

كى يفتح المجهول فى مملكة الأشياء

الحائط المقام دون وجهه والقبر

ليلى يا ليلى يا عينى يا عين

أنا الذى يحمل من مدائن الرعب مفاتح الكنوز

فتطلعين ...هوة مليئة واقفةً فى طرقى

وتسقطين فى كل خلية من جسدى

فأبدأ التخارج الأول بالسقوط فى الرموز

يا عينى يا عين يا ليل يا ليلى

فى نفَسى لم تزل روائح الطحلب والشرارة

وشهوةُ النسج على مناسج الأسماء

أحمل فى أصابعى الخاتمَ من طينتك الموّارة

بالسر والبكارة

إن قلت يا أشجار

تفجرت فى الجسد البراعم الخضرُ وسقطت

فى فمىَالأثمار

إن قلت يا سماء

تكوَّرت فى فلك العينين

كواكب الظلمة والنهار

إن قلت يا خليقة

تجسدت فى زهرة النهدين

والزغب المشمس رجفةُ المدائن التى تولد فى توحُّد

الأنساب والكتابة

يا ليلى يا ليل يا عينى يا عين

أتعبنى السُّكر وأثقلت ذاكرتى مواسمُ القطاف

أسندت رأسى مثقلا بالشعر والقدرة

أغفيت ..أعضائى هى الأرض الوسيعة ُ

والخليقة قبضةُ ُ من طينتى

والناس أبنائى

يا ليل