VivaSyria
26/05/2009, 05:33
على بعد عشرة أيام من اعتباره يوم السابع من أيار "يومًا مجيدًا من أيام المقاومة في لبنان"، أطل أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله في ذكرى التحرير متوجهًا إلى أهالي بيروت وإلى من وصفهم بـ"سُنّة الموالاة" الذين قال إنهم لم يستمعوا لسياق خطابه حين وصف السابع من أيار بـ"اليوم المجيد"، فأعلن نصرالله قبوله اعتبار ذلك اليوم "يومًا أليما وحزينا نظرًا لسقوط ضحايا فيه ولأن المقاومة تركت وحيدة يومها حين كانت تدافع عن سلاحها". كما توجه نصرالله إلى الطائفة الدرزية في الجبل مؤكدًا باسم "حزب الله" و"حركة أمل" إستعداده "للتلاقي والحوار"، مشيدًا في معرض رده على التقرير الذي نشرته صحيفة "ديرشبيغل" الألمانية بـ"شجاعة وجرأة" النائب وليد جنبلاط إزاء هذا التقرير متبنيًا توصيفه للتقرير لجهة اعتباره "أخطر من بوسطة عين الرمانة"، ومؤكدًا في الإطار نفسه على أن "حزب الله" سيتعاطى مع إتهامه باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري على أنه "إتهام إسرائيلي".
نصر الله كان تحدث في مستهل كلمته عن تاريخ "حزب الله" لافتا الى ان الحزب لم يدخل الى المعادلة الداخلية إلا بعد العام 2005 واغتيال الرئيس رفيق الحريري، وذلك "لم يكن بحثا عن سلطة ولا طلبا لمغانم، بل لنسهم في حفظ وطننا الموجود على خط الزلزال وندافع عنه بوجه الاخطار". وتوجه نصر الله الى الدروز بالقول: "خلال السنوات الماضية كنا حريصين على أن نكون على علاقة جيدة مع الجميع، وألا ندخل في صراع مع أحد. وأؤكد لأهلنا الدروز في الجبل، أن، ومنذ تأسيس "حزب الله" أقمنا علاقات مع كل الدروز في كل لبنان ومع جميع قياداتهم، ولم نشعر في يوم أن هناك مشكلة بين الشيعة والدروز بشكل عام وبين "حزب الله" والدروز بشكل خاص، والعلاقة مع الجميع كانت طيبة وفي مقدمهم "الحزب التقدمي الإشتراكي" الذي بقيت العلاقة معه طيبة حتى بعد الإنقسام إلى فريقي 8 آذار و14 آذار". أضاف: "المشكلة بدأت بعد خطاب معين عن المقاومة، ووصلت الى تاريخ 7 ايار حين لعب الوزير طلال ارسلان دورًا في تصويب الامور، وذهبنا الى الدوحة، وكان للنائب وليد جنبلاط دور ايجابي في الدوحة، وبعد الدوحة لعب دور التهدئة بالاضافة الى لقاءات عديدة مع قيادة الاشتراكي برعاية ارسلان مع احتفاظ كل واحد منا بموقعه السياسي".
وتابع: "إننا معنيون بالتواصل والحوار والتلاقي، ونحن معنيون بإجراء مراجعة بعد السابع من حزيران أيا تكن نتائج الإنتخابات، ويجب أن يتلاقى كل اللبنانيين لأنه لا يمكن بناء وطن على قاعدة الخصومة والإنقطاع. أؤكد لأهلنا الدروز باسم "حزب الله" و"أمل" حرصنا على العيش سويا في الضاحية والجبل والبقاع الغربي وحاصبيا مرجعيون، ونحن مستعدون لكل حوار لتنقية الأجواء وإزالة الشكوك والإلتباسات. أحذر إخواننا الدروز من كل من يريد أن يقدم لكم الشيعة و"حزب الله" كعدو، كما أحذر الشيعة من كل من يريد أن يقدم "الحزب التقدمي الإشتراكي" كعدو، والإسرائيليون هم من يريدون إيجاد عداء بين الطوائف والقوى اللبنانية".
وتحدث نصر الله عن العلاقة مع "التيار الوطني الحر"، فقال: "نحن لم نكن بعيدين عن بعضنا وكنا على حوار في أصعب الظروف التي كان يعيشها التيار في لبنان وحين كان على صدام مع السلطة اللبنانية ومع القوات السورية. بعد عودة العماد ميشال عون لم يتم التأسيس لتفاهم أو تحالف، وهذا أمر طبيعي فنحن كنا في 8 آذار والتيار كان الأساس في 14 آذار ورغم اختلافنا في الموقع السياسي بقيت علاقة الإحترام المتبادل. عندما عقدنا التحالف الرباعي كان الخلاف على الشريك المسيحي، ونحن أكملنا مع سعد الحريري ما اتفقنا عليه مع رفيق الحريري، وبالنسبة الينا لم يكن لدينا مشكلة بأن يكون "التيار الوطني الحر" هو حليفنا المسيحي، بل كان هو الافضل بالنسبة لنا، وكانت التحالفات الاخرى تشكل لنا حرجًا، ولكن الفريق الآخر في التحالف الرباعي رفض ان يكون العماد عون هو حليفنا المسيحي. الخلاف بين بقية مكونات 14 اذار وخصوصا مسيحيي 14 اذار مع العماد عون هو سابق على أي تحالف بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، وهذه النقطة الوحيدة التي يصوبون عليها لانهم لا يجدون شيئاً يصوبون عليه. بعد الانتخابات تواصلنا مع التيار لأن الانتخابات اثبتت ان العماد عون يمثل الاغلبية في الشارع المسيحي. وبعد حوار طويل وقعنا ورقة التفاهم التي كانت علنية وشفافة، وكان هذا التفاهم موجودًا للتأسيس عليه وهو ليس موجهًا ضد أحد، ومضمون هذا التفاهم اعتمد في خطاب القسم وعلى طاولة الحوار الوطني".
وتابع: "أقول لقواعدنا التي ستصوت للوائح المعارضة ان التحالف مع "التيار" ليس تحالفا ظرفيا وليس عابرا، وهذا تحالف إستراتيجي سياسي وطني مسؤول صمد في أعتى الظروف ويمكن أن يبنى عليه لشراكة وطنية حقيقة. تجربتنا تقول ان عون قائد لديه رؤية واضحة ولديه برنامج واضح، وهو رجل مستقل، ولا تأثير للسفارات على قراراته، ولا أحد يمكن ان يملي عليه شيئاً على حساب قناعاته وهو شفاف لا يظهر شيئا ويضمر شيئاً اخر، وتجربتي معه تؤكد انه مخلص للبنان كوطن ودولة واحدة، وفي نفس الوقت هو من أشد المخلصين للمسيحيين في لبنان ودورهم ومستقبلهم. الأهم في هذا الرجل من زاوية معاييرنا في تقييم الرجال، أنه وفيّ، وقد شهدنا هذا الوفاء في موقفه في حرب تموز مع العلم أن التفاهم بيننا كان عمره أشهر عدة والدنيا كلها كانت هاجمة علينا".
ورأى نصر الله ان "حملة الطرف الآخر على العماد عون و"التيار الوطني الحر" تنطلق من تحالفه مع "حزب الله"، ويحاولون تحميله مسؤولية التحالف لكن في عام 2005 كانوا هم المتحالفون مع "حزب الله" وليس هو، وهذا يثبت أنهم كاذبون". أضاف: "اتهموه بالمثالثة وهذا كذب، وبقية المعارضة في دائرة الاتهام، هم صنعوا تهمة المثالثة وتقصير ولاية الرئيس، واتهموه بتفسيرهم للجمهورية الثالثة، ومن اغرب ما سمعته من مرشح بالمتن هو ان الجمهورية الثالثة هي جمهورية حزب الله. يقولون ان اذا فازت المعارضة سيحكم "حزب الله" وليس عون، والجميع يعلم ان لا احد يستطيع ان يحكم لوحده. يصنعون هذه التهم لأنهم لا يستطيعون ان يقولوا ان عون ليس استقلاليا ولا سياديا، ولا يستطيعون أن يقولوا ان عون فاسد أو نازل على الزعامة "بالباراشوت" أو أنه تقسيمي أو فيدرالي. بكل صدق وجرأة أقول إن وجود هذا القائد والتيار هو ضمانة حقيقية للبنان واحد موحد ولقيام الدولة القوية العادلة المسؤولة".
وتناول نصر الله أحداث السابع من أيار، فقال: منذ العام 1982 لا مشكلة لنا مع أهل بيروت ولا مشكلة لهم معنا، وعلى إثر الإنقسامات السياسية بعد حرب تموز ونتيجة مطالبتنا بحكومة وحدة واعتبارنا ان الحكومة القائمة في ذلك الوقت غير قادرة على حماية الوطن حصل انقسام بين المعارضة والموالاة، ولكن منذ العام 1982 هل سمعتم لي خطابا ذات طابع مذهبي وطائفي وتحريضي؟ عندما اختلفنا مع تيار "المستقبل" لم نهاجم السنة، بينما هاجمت الخطب والصحف الشيعة، والخطاب المذهبي حرام ويرتقي لمستوى الخيانة".
وأردف: "رأينا أن الإعتصام لن يعطي نتيجة، ولم يكن هناك امامنا سوى انتظار عام حتى الإنتخابات، لكن في المقابل كان هناك مشروع يركب ويستهدف المقاومة، وهذا المشروع اكتملت عناصره قبل 5 أيار. تم اجتزاء خطابي وأخذ منه ان 7 ايار "يوم مجيد" بينما لم تتم الاجابة على أي سؤال طرحته. كان هناك مشروع يحضر ويتم بناء ميليشيات تحت ستار الشركات الامنية، ودُرب عناصرها في بلدان عربية لن اسميها. استُقدم ألاف المسلحين إلى مدينة بيروت ولا شيء في بيروت يهددها، لماذا استقدم آلاف المقاتلين إلى بيروت؟ لماذا اجتمعت حكومة السنيورة وناقشت من خارج جدول الأعلام قصة السلكي وقصة جهاز أمن المطار؟ قبل جلسة مجلس الوزراء شُكلت لجنة من كبار الضباط وتضم من ضمنها اللواء ريفي والعميد جورج خوري واتصلوا فينا واوضحنا لهم كل ما يتعلق بالشبكة وانتهى الموضوع، وأخبر الضباط السنيورة بما حصل، فما الذي دفع نحو إعادة طرح هذا الموضوع من خارج جدول الاعمال في الحكومة وأسأل لمصلحة من فك هذه الشبكة واعتبار من يقوم بها خارج عن القانون وينهب المال العام؟ هذه الشبكة موجودة قبل العام 2000 وبعض الوزراء قال داخل الحكومة ان تفكيك الشبكة يؤدي الى فتنة ولم يُصغى إليهم، وعلى أهل بيروت سؤال السنيورة وتيار المستقبل لمصلحة من تم اتخاذ هذا القرار".
أضاف: "نحن لم نذهب للقتال لكننا أخذنا قرارا أننا لن نسكت في حال تم إطلاق النار علينا لأن هذا الأمر بداية للحرب، والرد يجب أن يكون حاسما وسريعا وهذا ما حدث في 7 أيار، وأنا قلت إن 7 أيار قطع الطريق أمام الفتنة بين السنة والشيعة وأمام الحرب الأهلية، وعندما قلت أن 7 أيار منعت الفتنة والحرب ومنعت الإقتتال ومنعت ضرب المقاومة والإيقاع بينها وبين الجيش وأسست للدوحة، سميت 7 أيار يوما مجيدا، وأنا أقبل أنه يوم أليم وحزين، وأقبل ملاحظة الرئيس سليم الحص وأقبل ملاحظة كل القيادات السنية، ونعم كان نهارا حزينا بسبب سقوط الضحايا وبسبب الخسائر وبسبب المشاعر الحادة التي تركها بين اللبنانيين، وكان يوما حزين لأن المقاومة التي صنعت العزة للبنان تركت لوحدها تقاتل عن وجودها". وزاد: "أيا تكن الاثار والاحزان التي ترتبت على ما حصل في 7 ايار تبقى اقل بكثير من المشروع الذي كان يراد عبره أخذ بيروت ولبنان اليه. اؤكد لاهلنا في بيروت وأريد ان اقول للطائفة السنية في الموالاة وللجميع: نحن عندما قاتلنا في الجنوب لم نقاتل بخلفية مذهبية، قاتلنا لكل المناطق وتطلعنا لكل قرية في جنوب لبنان لبنت جبيل كما لجزين وكنا نريد لكل من تورط بالعمالة في الشريط الحدودي ان يعود الى وطنه واقول لكم بدماء أغلى وأعز ابنائنا وقادتنا: لحمكم لحمنا، دمكم دمنا، مصيركم مصيرنا، ولا يمكن ان نكون الا كذلك".
نصر الله علّق على ما نشرته صحيفة "ديرشبيغل" الألمانية، فقال: "قبل أيام قلت إن آخر سلاح في جبعة المشروع الأميركي الإسرائيلي هو إيجاد صراع عربي إيراني، وأقول إن بعد حرب تموز آخر المعارك التي يخطط البعض لخوضها ضد "حزب الله" هو الإتهام الظالم للحزب باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما ذكرته "دير شبيغل" أمر خطير جدا جدا، وهو ليس خبرا صحفيا لا نعلق عليه، وأنا أوافق أنها ليست المرة الأولى التي تذكر فيها صحف إتهامات وتلفق فبركات من هذا النوع. وقبل أشهر جريدة السياسة الكويتية التي باتت معروفة بتلفيقها للأخبار فبركت اخبار عن اغتيال "حزب الله" للحريري. بعد تقرير "ديرشبيغل" تناول الخبر تلفزيون "العربية" وبدأت التصاريح الاسرائيلية، وخرج ليبرمان الذي قال ان بناء على تقرير "ديرشبيغل" يجب اصدار مذكرة توقيف بحق السيد نصرالله، وانه يجب اعتقاله بالقوة اذا لم يسلمه لبنان، والأخطر من كلام ليبرمان كلام باراك الذي اعتبر فيه - ان كان ذلك على سبيل المعلومات او كانت زلة لسان- ان "قرار المحكمة الدولية"، وهو لم يقل "ديرشبيغل"، باعتبار حزب الله مسؤولا عن قتل رئيس حكومة لبنان الاسبق يدل مجددا على ان طبيعة ووظيفة "حزب الله" ليست فقط محاربتنا بل محاربة عقلانية لبنان، وإن كان حديثه اكثر من زلة لسان عبر اسقاطه ديرشبيغل واسمها وتحويل التقرير للمحكمة الدولية فهو اخطر من ذلك.
واعتبر نصر الله ان "تعاطي الإسرائيلي مع الموضوع أبعد من تعاطيه مع مقال صحافي، بالتوقيت هناك انتخابات في لبنان والإسرائيلي والأميركي يتخوفان من فوز المعارضة، والأخطر ليس التوقيت بل الإستراتيجية، فالإسرائيلي يقول: أيها السنة إن الذي قتل زعيمكم هم الشيعة وبالتحديد حزب الله وبالتالي حربكم وثأركم وعداؤكم هناك". وقال: "هذا الذي اكتشفه سريعا عقلاء القوم في لبنان عندما تحدثوا عن استنبات الفتنة في لبنان، وأشهد بالحق وأسجل بشكل خاص شجاعة وجرأة ما قاله النائب وليد جنبلاط، وأكرر ما قاله ان على اللبنانيين ان يتعاملوا مع تقرير "ديرشبيغل" انه أخطر من بوسطة عين الرمانة، لذلك يجب ان نتعاطى مع الامر بحذر والمفروض التعامل مع الموضوع على انه مشروع فتنة. معلوماتنا تؤكد أن الأبواب ما زالت مشرعة لمن ضلل التحقيق في اغتيال الحريري ومنهم من نعرف ومنهم من لا نعرف، لذلك أدعو الجميع للتصرف بمسؤولية ولأن لا نأخذ بعاطفة أو انفعال، وبالنسبة إلينا ما كتبته "دير شبيغل" وما عقب عليه الصهاينة نعتبره إتهاما إسرائيليا باغتيال الحريري وسنتعاطى معه على أنه اتهام إسرائيلي".
لبنان الآن
نصر الله كان تحدث في مستهل كلمته عن تاريخ "حزب الله" لافتا الى ان الحزب لم يدخل الى المعادلة الداخلية إلا بعد العام 2005 واغتيال الرئيس رفيق الحريري، وذلك "لم يكن بحثا عن سلطة ولا طلبا لمغانم، بل لنسهم في حفظ وطننا الموجود على خط الزلزال وندافع عنه بوجه الاخطار". وتوجه نصر الله الى الدروز بالقول: "خلال السنوات الماضية كنا حريصين على أن نكون على علاقة جيدة مع الجميع، وألا ندخل في صراع مع أحد. وأؤكد لأهلنا الدروز في الجبل، أن، ومنذ تأسيس "حزب الله" أقمنا علاقات مع كل الدروز في كل لبنان ومع جميع قياداتهم، ولم نشعر في يوم أن هناك مشكلة بين الشيعة والدروز بشكل عام وبين "حزب الله" والدروز بشكل خاص، والعلاقة مع الجميع كانت طيبة وفي مقدمهم "الحزب التقدمي الإشتراكي" الذي بقيت العلاقة معه طيبة حتى بعد الإنقسام إلى فريقي 8 آذار و14 آذار". أضاف: "المشكلة بدأت بعد خطاب معين عن المقاومة، ووصلت الى تاريخ 7 ايار حين لعب الوزير طلال ارسلان دورًا في تصويب الامور، وذهبنا الى الدوحة، وكان للنائب وليد جنبلاط دور ايجابي في الدوحة، وبعد الدوحة لعب دور التهدئة بالاضافة الى لقاءات عديدة مع قيادة الاشتراكي برعاية ارسلان مع احتفاظ كل واحد منا بموقعه السياسي".
وتابع: "إننا معنيون بالتواصل والحوار والتلاقي، ونحن معنيون بإجراء مراجعة بعد السابع من حزيران أيا تكن نتائج الإنتخابات، ويجب أن يتلاقى كل اللبنانيين لأنه لا يمكن بناء وطن على قاعدة الخصومة والإنقطاع. أؤكد لأهلنا الدروز باسم "حزب الله" و"أمل" حرصنا على العيش سويا في الضاحية والجبل والبقاع الغربي وحاصبيا مرجعيون، ونحن مستعدون لكل حوار لتنقية الأجواء وإزالة الشكوك والإلتباسات. أحذر إخواننا الدروز من كل من يريد أن يقدم لكم الشيعة و"حزب الله" كعدو، كما أحذر الشيعة من كل من يريد أن يقدم "الحزب التقدمي الإشتراكي" كعدو، والإسرائيليون هم من يريدون إيجاد عداء بين الطوائف والقوى اللبنانية".
وتحدث نصر الله عن العلاقة مع "التيار الوطني الحر"، فقال: "نحن لم نكن بعيدين عن بعضنا وكنا على حوار في أصعب الظروف التي كان يعيشها التيار في لبنان وحين كان على صدام مع السلطة اللبنانية ومع القوات السورية. بعد عودة العماد ميشال عون لم يتم التأسيس لتفاهم أو تحالف، وهذا أمر طبيعي فنحن كنا في 8 آذار والتيار كان الأساس في 14 آذار ورغم اختلافنا في الموقع السياسي بقيت علاقة الإحترام المتبادل. عندما عقدنا التحالف الرباعي كان الخلاف على الشريك المسيحي، ونحن أكملنا مع سعد الحريري ما اتفقنا عليه مع رفيق الحريري، وبالنسبة الينا لم يكن لدينا مشكلة بأن يكون "التيار الوطني الحر" هو حليفنا المسيحي، بل كان هو الافضل بالنسبة لنا، وكانت التحالفات الاخرى تشكل لنا حرجًا، ولكن الفريق الآخر في التحالف الرباعي رفض ان يكون العماد عون هو حليفنا المسيحي. الخلاف بين بقية مكونات 14 اذار وخصوصا مسيحيي 14 اذار مع العماد عون هو سابق على أي تحالف بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، وهذه النقطة الوحيدة التي يصوبون عليها لانهم لا يجدون شيئاً يصوبون عليه. بعد الانتخابات تواصلنا مع التيار لأن الانتخابات اثبتت ان العماد عون يمثل الاغلبية في الشارع المسيحي. وبعد حوار طويل وقعنا ورقة التفاهم التي كانت علنية وشفافة، وكان هذا التفاهم موجودًا للتأسيس عليه وهو ليس موجهًا ضد أحد، ومضمون هذا التفاهم اعتمد في خطاب القسم وعلى طاولة الحوار الوطني".
وتابع: "أقول لقواعدنا التي ستصوت للوائح المعارضة ان التحالف مع "التيار" ليس تحالفا ظرفيا وليس عابرا، وهذا تحالف إستراتيجي سياسي وطني مسؤول صمد في أعتى الظروف ويمكن أن يبنى عليه لشراكة وطنية حقيقة. تجربتنا تقول ان عون قائد لديه رؤية واضحة ولديه برنامج واضح، وهو رجل مستقل، ولا تأثير للسفارات على قراراته، ولا أحد يمكن ان يملي عليه شيئاً على حساب قناعاته وهو شفاف لا يظهر شيئا ويضمر شيئاً اخر، وتجربتي معه تؤكد انه مخلص للبنان كوطن ودولة واحدة، وفي نفس الوقت هو من أشد المخلصين للمسيحيين في لبنان ودورهم ومستقبلهم. الأهم في هذا الرجل من زاوية معاييرنا في تقييم الرجال، أنه وفيّ، وقد شهدنا هذا الوفاء في موقفه في حرب تموز مع العلم أن التفاهم بيننا كان عمره أشهر عدة والدنيا كلها كانت هاجمة علينا".
ورأى نصر الله ان "حملة الطرف الآخر على العماد عون و"التيار الوطني الحر" تنطلق من تحالفه مع "حزب الله"، ويحاولون تحميله مسؤولية التحالف لكن في عام 2005 كانوا هم المتحالفون مع "حزب الله" وليس هو، وهذا يثبت أنهم كاذبون". أضاف: "اتهموه بالمثالثة وهذا كذب، وبقية المعارضة في دائرة الاتهام، هم صنعوا تهمة المثالثة وتقصير ولاية الرئيس، واتهموه بتفسيرهم للجمهورية الثالثة، ومن اغرب ما سمعته من مرشح بالمتن هو ان الجمهورية الثالثة هي جمهورية حزب الله. يقولون ان اذا فازت المعارضة سيحكم "حزب الله" وليس عون، والجميع يعلم ان لا احد يستطيع ان يحكم لوحده. يصنعون هذه التهم لأنهم لا يستطيعون ان يقولوا ان عون ليس استقلاليا ولا سياديا، ولا يستطيعون أن يقولوا ان عون فاسد أو نازل على الزعامة "بالباراشوت" أو أنه تقسيمي أو فيدرالي. بكل صدق وجرأة أقول إن وجود هذا القائد والتيار هو ضمانة حقيقية للبنان واحد موحد ولقيام الدولة القوية العادلة المسؤولة".
وتناول نصر الله أحداث السابع من أيار، فقال: منذ العام 1982 لا مشكلة لنا مع أهل بيروت ولا مشكلة لهم معنا، وعلى إثر الإنقسامات السياسية بعد حرب تموز ونتيجة مطالبتنا بحكومة وحدة واعتبارنا ان الحكومة القائمة في ذلك الوقت غير قادرة على حماية الوطن حصل انقسام بين المعارضة والموالاة، ولكن منذ العام 1982 هل سمعتم لي خطابا ذات طابع مذهبي وطائفي وتحريضي؟ عندما اختلفنا مع تيار "المستقبل" لم نهاجم السنة، بينما هاجمت الخطب والصحف الشيعة، والخطاب المذهبي حرام ويرتقي لمستوى الخيانة".
وأردف: "رأينا أن الإعتصام لن يعطي نتيجة، ولم يكن هناك امامنا سوى انتظار عام حتى الإنتخابات، لكن في المقابل كان هناك مشروع يركب ويستهدف المقاومة، وهذا المشروع اكتملت عناصره قبل 5 أيار. تم اجتزاء خطابي وأخذ منه ان 7 ايار "يوم مجيد" بينما لم تتم الاجابة على أي سؤال طرحته. كان هناك مشروع يحضر ويتم بناء ميليشيات تحت ستار الشركات الامنية، ودُرب عناصرها في بلدان عربية لن اسميها. استُقدم ألاف المسلحين إلى مدينة بيروت ولا شيء في بيروت يهددها، لماذا استقدم آلاف المقاتلين إلى بيروت؟ لماذا اجتمعت حكومة السنيورة وناقشت من خارج جدول الأعلام قصة السلكي وقصة جهاز أمن المطار؟ قبل جلسة مجلس الوزراء شُكلت لجنة من كبار الضباط وتضم من ضمنها اللواء ريفي والعميد جورج خوري واتصلوا فينا واوضحنا لهم كل ما يتعلق بالشبكة وانتهى الموضوع، وأخبر الضباط السنيورة بما حصل، فما الذي دفع نحو إعادة طرح هذا الموضوع من خارج جدول الاعمال في الحكومة وأسأل لمصلحة من فك هذه الشبكة واعتبار من يقوم بها خارج عن القانون وينهب المال العام؟ هذه الشبكة موجودة قبل العام 2000 وبعض الوزراء قال داخل الحكومة ان تفكيك الشبكة يؤدي الى فتنة ولم يُصغى إليهم، وعلى أهل بيروت سؤال السنيورة وتيار المستقبل لمصلحة من تم اتخاذ هذا القرار".
أضاف: "نحن لم نذهب للقتال لكننا أخذنا قرارا أننا لن نسكت في حال تم إطلاق النار علينا لأن هذا الأمر بداية للحرب، والرد يجب أن يكون حاسما وسريعا وهذا ما حدث في 7 أيار، وأنا قلت إن 7 أيار قطع الطريق أمام الفتنة بين السنة والشيعة وأمام الحرب الأهلية، وعندما قلت أن 7 أيار منعت الفتنة والحرب ومنعت الإقتتال ومنعت ضرب المقاومة والإيقاع بينها وبين الجيش وأسست للدوحة، سميت 7 أيار يوما مجيدا، وأنا أقبل أنه يوم أليم وحزين، وأقبل ملاحظة الرئيس سليم الحص وأقبل ملاحظة كل القيادات السنية، ونعم كان نهارا حزينا بسبب سقوط الضحايا وبسبب الخسائر وبسبب المشاعر الحادة التي تركها بين اللبنانيين، وكان يوما حزين لأن المقاومة التي صنعت العزة للبنان تركت لوحدها تقاتل عن وجودها". وزاد: "أيا تكن الاثار والاحزان التي ترتبت على ما حصل في 7 ايار تبقى اقل بكثير من المشروع الذي كان يراد عبره أخذ بيروت ولبنان اليه. اؤكد لاهلنا في بيروت وأريد ان اقول للطائفة السنية في الموالاة وللجميع: نحن عندما قاتلنا في الجنوب لم نقاتل بخلفية مذهبية، قاتلنا لكل المناطق وتطلعنا لكل قرية في جنوب لبنان لبنت جبيل كما لجزين وكنا نريد لكل من تورط بالعمالة في الشريط الحدودي ان يعود الى وطنه واقول لكم بدماء أغلى وأعز ابنائنا وقادتنا: لحمكم لحمنا، دمكم دمنا، مصيركم مصيرنا، ولا يمكن ان نكون الا كذلك".
نصر الله علّق على ما نشرته صحيفة "ديرشبيغل" الألمانية، فقال: "قبل أيام قلت إن آخر سلاح في جبعة المشروع الأميركي الإسرائيلي هو إيجاد صراع عربي إيراني، وأقول إن بعد حرب تموز آخر المعارك التي يخطط البعض لخوضها ضد "حزب الله" هو الإتهام الظالم للحزب باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما ذكرته "دير شبيغل" أمر خطير جدا جدا، وهو ليس خبرا صحفيا لا نعلق عليه، وأنا أوافق أنها ليست المرة الأولى التي تذكر فيها صحف إتهامات وتلفق فبركات من هذا النوع. وقبل أشهر جريدة السياسة الكويتية التي باتت معروفة بتلفيقها للأخبار فبركت اخبار عن اغتيال "حزب الله" للحريري. بعد تقرير "ديرشبيغل" تناول الخبر تلفزيون "العربية" وبدأت التصاريح الاسرائيلية، وخرج ليبرمان الذي قال ان بناء على تقرير "ديرشبيغل" يجب اصدار مذكرة توقيف بحق السيد نصرالله، وانه يجب اعتقاله بالقوة اذا لم يسلمه لبنان، والأخطر من كلام ليبرمان كلام باراك الذي اعتبر فيه - ان كان ذلك على سبيل المعلومات او كانت زلة لسان- ان "قرار المحكمة الدولية"، وهو لم يقل "ديرشبيغل"، باعتبار حزب الله مسؤولا عن قتل رئيس حكومة لبنان الاسبق يدل مجددا على ان طبيعة ووظيفة "حزب الله" ليست فقط محاربتنا بل محاربة عقلانية لبنان، وإن كان حديثه اكثر من زلة لسان عبر اسقاطه ديرشبيغل واسمها وتحويل التقرير للمحكمة الدولية فهو اخطر من ذلك.
واعتبر نصر الله ان "تعاطي الإسرائيلي مع الموضوع أبعد من تعاطيه مع مقال صحافي، بالتوقيت هناك انتخابات في لبنان والإسرائيلي والأميركي يتخوفان من فوز المعارضة، والأخطر ليس التوقيت بل الإستراتيجية، فالإسرائيلي يقول: أيها السنة إن الذي قتل زعيمكم هم الشيعة وبالتحديد حزب الله وبالتالي حربكم وثأركم وعداؤكم هناك". وقال: "هذا الذي اكتشفه سريعا عقلاء القوم في لبنان عندما تحدثوا عن استنبات الفتنة في لبنان، وأشهد بالحق وأسجل بشكل خاص شجاعة وجرأة ما قاله النائب وليد جنبلاط، وأكرر ما قاله ان على اللبنانيين ان يتعاملوا مع تقرير "ديرشبيغل" انه أخطر من بوسطة عين الرمانة، لذلك يجب ان نتعاطى مع الامر بحذر والمفروض التعامل مع الموضوع على انه مشروع فتنة. معلوماتنا تؤكد أن الأبواب ما زالت مشرعة لمن ضلل التحقيق في اغتيال الحريري ومنهم من نعرف ومنهم من لا نعرف، لذلك أدعو الجميع للتصرف بمسؤولية ولأن لا نأخذ بعاطفة أو انفعال، وبالنسبة إلينا ما كتبته "دير شبيغل" وما عقب عليه الصهاينة نعتبره إتهاما إسرائيليا باغتيال الحريري وسنتعاطى معه على أنه اتهام إسرائيلي".
لبنان الآن