personita
26/05/2009, 00:34
عندما طلبني وحيد القرن للتَّزاوج، على سُنَّة الغاب ووحوشه، كنت أعلم أنني لست نموذج الأنثى المغرية أو الفاتنة، وكنت أعلم أنني لست تلك المبهرة في عيون أيِّ ذكر، لكنه مع ذلك، اختارني من بين جميع وحيدات القرن وهذا يكفي..
اكتفيت من المدرسة ببعض الدروس ولم يكن يلزمني أكثر للاعتناء برَجُلي، أمي (رحمها الله وأسكنها فسيح غابه) كانت تقول دائما "ظلّ وحيد القرن ولا ظل شجرة"، وعندما توفيت، لم أكن قد عرفت من الغابة أكثر من بضع شجيراتٍ، كانت تنتشر حول البحيرة والمدرسة التي تقع بقربها. ومع ذلك، كنت في غاية السعادة!
بعد أشهر من تزاوجنا جاء ابننا وحيد الأول، ليملأ علينا البحيرة فرحا، ثم وحيد الثاني، والثالت، وكنت سعيدة وأنا أعتني بالجميع، وبلقب أم وحيد أيضا..
حتى عندما كان يأتي أبو وحيد فأجلس عند حوافره لأدلكها له بماء البحيرة المعطَّر بالعشب، كنت سعيدة، مع أن الماء كان أمامه ولطالما تساءلت لماذا لا يغسل حوافره بنفسه، لكنني لم أشتكِ يوما، ولم يكن يهمُّني كثيرا ما دام وحيدي راضيا عني..
إلا أنني بعد فترة بسيطة، لاحظت أن شريكي لم يعد يجلس طويلا في البيت وصارت سهراته متكررة، ولاحظت في نفس الوقت نتوءا مؤلما بدأ بالظهور في مقدِّمة رأسي، وإذا به قرن!! نعم! صرت ثنائية القرون!! لا أخفي عليكم حجم المهانة التي أحسست بها والخجل الذي كنت أعاني منه، كلَّما نظر إلي أهل الغابة.. وكيف كنت أخفي وجهي كي لا يلتفت إلي أحد.. وفهمت لحظتها سرَّ هذه القرون الزائدة التي كنت ألحظها عند بعض الإناث من جنسي..
إناث الغابة أكَّدن لي أن شريعة الغاب هذه موجودة منذ الأزل ولن تتغير الآن لسواد عيوني، وأنه من شأني أن أتعوَّد على قروني وأعتبرها جزءا طبيعيا من حياتي..
أبو وحيد أكَّد لي أيضا أن القرون لن تغيِّر شيئا من علاقتنا ، وأنني أنا الأصل وأم العيال والخير والبركة..
اكتفيت بعدها بصغاري وحرصت على أن يدخلوا المدرسة، و أيضا على أن أتركهم يجولون في الغابة حتى يتعلموا ما لم أتعلمه أنا.. عندما قررت أن أستند إلى ظل وحيد..
كانت قروني تكبر يوما بعد يوم، لكنني، وعلى عكس ما قالت لي إناث الغابة المتمرِّسات، لم أتعوَّد عليها، بل زاد خجلي، حتى أنني لم أعُد أغادر البيت، كي لا يراني أحد.. وحيد مع ذلك، كان ما زال مصراًّ على أنني الأصل والخير والبركة.. لكنه كان يقول ذلك، ليدير لي ظهره فيما بعد ويغطَّ في نوم عميق.. لأظلَّ أنا أعد ُّالنجوم.. إلى أن يغلب النوم صوت شخيره الذي يشقُّ صمت الليل..
ماذا لو نبتت له هو قرون كالتي عندي؟ هل سيكون سعيدا بأنه ثوري الأصيل مثلا؟ حسنا، ربما لم أَعُد مغرية كما كنت، ربما لم أكن مغرية بحياتي، لكن ماذا عنه؟ هل هو "كامل الأوصاف"؟ كرشه يتدلّى أمامه كما لو أنه هو الذي أنجب أطفالنا! ومع ذلك لا يتوقف عن انتقادي.. والحمّام صار ضروريا فقط إذا ما كان على موعد مع أصدقائه (صديقاته)! ما الذي يبقيني إذن بجانبه؟ يا إلهي! قرن آخر بدأ يكبر في مقدمة رأسي!! لن أتحمَّل الأمر، عليه أن يعلم أنني لست مستعدة لتحمل المزيد من الإهانة، عليه أن يعلم أنني سأذهب بعيدا عن ظله، نعم، لا بد أن أمي لم تكن تعرف شيئا عن ظل الأشجار الوارفة، لا بد أنني أستطيع أن أنام في ظلها بسلام، لن تنبت لي قرون بعد اليوم! سوف أربِّي صغاري وأعلِّمهم كيف يعتنون بإناثهم.. سوف أغيِّر هذه الشريعة التي تحبذ القرون المتعددة فقط عند الإناث.. وسأعود كما كنت.. أنثى وحيد القرن.. أتباهى بقرني الوحيد..
اكتفيت من المدرسة ببعض الدروس ولم يكن يلزمني أكثر للاعتناء برَجُلي، أمي (رحمها الله وأسكنها فسيح غابه) كانت تقول دائما "ظلّ وحيد القرن ولا ظل شجرة"، وعندما توفيت، لم أكن قد عرفت من الغابة أكثر من بضع شجيراتٍ، كانت تنتشر حول البحيرة والمدرسة التي تقع بقربها. ومع ذلك، كنت في غاية السعادة!
بعد أشهر من تزاوجنا جاء ابننا وحيد الأول، ليملأ علينا البحيرة فرحا، ثم وحيد الثاني، والثالت، وكنت سعيدة وأنا أعتني بالجميع، وبلقب أم وحيد أيضا..
حتى عندما كان يأتي أبو وحيد فأجلس عند حوافره لأدلكها له بماء البحيرة المعطَّر بالعشب، كنت سعيدة، مع أن الماء كان أمامه ولطالما تساءلت لماذا لا يغسل حوافره بنفسه، لكنني لم أشتكِ يوما، ولم يكن يهمُّني كثيرا ما دام وحيدي راضيا عني..
إلا أنني بعد فترة بسيطة، لاحظت أن شريكي لم يعد يجلس طويلا في البيت وصارت سهراته متكررة، ولاحظت في نفس الوقت نتوءا مؤلما بدأ بالظهور في مقدِّمة رأسي، وإذا به قرن!! نعم! صرت ثنائية القرون!! لا أخفي عليكم حجم المهانة التي أحسست بها والخجل الذي كنت أعاني منه، كلَّما نظر إلي أهل الغابة.. وكيف كنت أخفي وجهي كي لا يلتفت إلي أحد.. وفهمت لحظتها سرَّ هذه القرون الزائدة التي كنت ألحظها عند بعض الإناث من جنسي..
إناث الغابة أكَّدن لي أن شريعة الغاب هذه موجودة منذ الأزل ولن تتغير الآن لسواد عيوني، وأنه من شأني أن أتعوَّد على قروني وأعتبرها جزءا طبيعيا من حياتي..
أبو وحيد أكَّد لي أيضا أن القرون لن تغيِّر شيئا من علاقتنا ، وأنني أنا الأصل وأم العيال والخير والبركة..
اكتفيت بعدها بصغاري وحرصت على أن يدخلوا المدرسة، و أيضا على أن أتركهم يجولون في الغابة حتى يتعلموا ما لم أتعلمه أنا.. عندما قررت أن أستند إلى ظل وحيد..
كانت قروني تكبر يوما بعد يوم، لكنني، وعلى عكس ما قالت لي إناث الغابة المتمرِّسات، لم أتعوَّد عليها، بل زاد خجلي، حتى أنني لم أعُد أغادر البيت، كي لا يراني أحد.. وحيد مع ذلك، كان ما زال مصراًّ على أنني الأصل والخير والبركة.. لكنه كان يقول ذلك، ليدير لي ظهره فيما بعد ويغطَّ في نوم عميق.. لأظلَّ أنا أعد ُّالنجوم.. إلى أن يغلب النوم صوت شخيره الذي يشقُّ صمت الليل..
ماذا لو نبتت له هو قرون كالتي عندي؟ هل سيكون سعيدا بأنه ثوري الأصيل مثلا؟ حسنا، ربما لم أَعُد مغرية كما كنت، ربما لم أكن مغرية بحياتي، لكن ماذا عنه؟ هل هو "كامل الأوصاف"؟ كرشه يتدلّى أمامه كما لو أنه هو الذي أنجب أطفالنا! ومع ذلك لا يتوقف عن انتقادي.. والحمّام صار ضروريا فقط إذا ما كان على موعد مع أصدقائه (صديقاته)! ما الذي يبقيني إذن بجانبه؟ يا إلهي! قرن آخر بدأ يكبر في مقدمة رأسي!! لن أتحمَّل الأمر، عليه أن يعلم أنني لست مستعدة لتحمل المزيد من الإهانة، عليه أن يعلم أنني سأذهب بعيدا عن ظله، نعم، لا بد أن أمي لم تكن تعرف شيئا عن ظل الأشجار الوارفة، لا بد أنني أستطيع أن أنام في ظلها بسلام، لن تنبت لي قرون بعد اليوم! سوف أربِّي صغاري وأعلِّمهم كيف يعتنون بإناثهم.. سوف أغيِّر هذه الشريعة التي تحبذ القرون المتعددة فقط عند الإناث.. وسأعود كما كنت.. أنثى وحيد القرن.. أتباهى بقرني الوحيد..