-
دخول

عرض كامل الموضوع : حقيبة سفر


وشم الجمال
17/05/2009, 09:04
حمل في حقيبته ما يكفي ليرد عنه أي إشعار لتأنيب الضمير
القرآن الذي أهدته له والدته,,,شال محبوبته,,,قائمة بأرقام هواتف رفاقه,,,,
ولم ينسى ذاكـ الحيز الذي حجزه في حقيبة سفره ليكون حضنا لكل ما كتب غسان كنفاني
من روايات ومسرحيات ومجموعات قصصية
أوليس غسان من أشعل في صدره أولى شرارات الثورة والنضال؟
(طرقات خفيفة)
- تفضلي أماه
*هل ما زلت مصرا على الرحيل؟
- بل ما زلت مصرا على الحياة,,مصرا على إيجاد نفسي على العيش بامان
* أمان!!
- أجل ,,,غريبة هذه الكلمة ففي قواميسنا ليس هناك سوى كلمة واحدة
تندرج تحتها كل مضامين حياتنا,,,الموت,,الموت فقط

وكأنكـ لست فراس الذي أعرف !!وهل هناكـ معنى للحياة بعيدا عن هذا الموت الذي ترفض؟ام أنه الجبن بدأ يتسلل إليكـ ويسري في دمكـ؟
- هل تعلم نور أنكـ مغادر؟

أخبرتها ولكنها أصيبت بنوبة هستيرية فلم تسمح لي أن أتم كلامي- هل أنت مقتنع بما أنت مقبل عليه يا ولدي؟

أماه,,لم يعد لديّ من حلول,,,جسدي غارق في دمائه لن يسمحوا لي بالحياة هنا إن لم أخن رفاقي وهذا فوق طاقتي,,, علي أن أختار العيش بلا خسائر- إذن؟

سأرحل- بما أنكـ مصر خذ هذا
يمد يده كي يلتقط قطعة القماش ويتساءل
- ماذا بها؟

افتحها يا ولدي يتفاجئ عندما يجد بها خاتم خطوبتها,,,نور تلك الفتاة التي اجتمعت بها كل احلام الرجال ولم تختر سواه
- ولكن لماذا؟ألم نعاني الأمرين حتى وصلنا إلى هنا؟أنا سأسافر وسأعمل بشهادتي
وسأبعث لها كي نتزوج ألم تحسب لكل هذا حسابا؟

لم تقل لي أكثر من انها لن تتزوج غيركـ فراس المناضل الثائر ولذا لن تتزوج أبدا- ما معنى ذلك؟

اسأل قلبك وسيجيبك ان كنت تعرف نور جيدا فلن يكذبك- هكذا وبكل بساطة!

يستجمع قواه يمسح دمعة هاربة من طرف عينيه,,,يحتضن والدته
يقبلها على جبينها يحمل حقيبته تودعه بصمت ويخرج

ينظر في كل زاوية في كل شجرة يقرأ ما كتب على الحيطان على الحجارة يكتشف كم أن مدينته عالقة في كل خلية في جسده وبينما هو على اطراف قريته اشتعل المكان ما بين بنادق المناضلين ورشاشات الصهاينة
وبلا اي تفكير وبدون مقدمات قفل عائدا إلى منزله ليعيد حقيبته ويأخذ بندقيته ويلتحق برفاقه ويردد
الان ايقنت اني لا اكون بسواك إما ان نحيا سوية او لا معنى للحياة

مجنون يحكي وعاقل يسمع
17/05/2009, 15:14
ما أصعب أن نبقى معلقين بين الموت والموت , بين اليأس والتشرد , بين الحلم والحلم , كرصاصة تنتظر من يضغط على الزناد . ولا أحد , في تلك المسافة بين القوس والوتر ننتظر كسهام بلا معنى , ننتظر وننتظر ويمل الإنتظار , ولا يأتي تلك الفارس الذي يوتر القوس ويملك القدرة على تركها لينطلق السهم , وما أصعب أن تكون كل الخيارات ليست خياراتنا , حتى خيار الحياة والموت
موجعة أحرفك يا سيدي رغم جمالها

مجنون يحكي وعاقل يسمع
17/05/2009, 15:16
ما أصعب أن نبقى معلقين بين الموت والموت , بين اليأس والتشرد , بين الحلم والحلم , كرصاصة تنتظر من يضغط على الزناد . ولا أحد , في تلك المسافة بين القوس والوتر ننتظر كسهام بلا معنى , ننتظر وننتظر ويمل الإنتظار , ولا يأتي تلك الفارس الذي يوتر القوس ويملك القدرة على تركها لينطلق السهم , وما أصعب أن تكون كل الخيارات ليست خياراتنا , حتى خيار الحياة والموت
موجعة أحرفك يا سيدتي رغم جمالها

وشم الجمال
17/05/2009, 15:21
ما أصعب أن نبقى معلقين بين الموت والموت , بين اليأس والتشرد , بين الحلم والحلم , كرصاصة تنتظر من يضغط على الزناد . ولا أحد , في تلك المسافة بين القوس والوتر ننتظر كسهام بلا معنى , ننتظر وننتظر ويمل الإنتظار , ولا يأتي تلك الفارس الذي يوتر القوس ويملك القدرة على تركها لينطلق السهم , وما أصعب أن تكون كل الخيارات ليست خياراتنا , حتى خيار الحياة والموت
موجعة أحرفك يا سيدتي رغم جمالها

ألا تؤمن يا صديقي اننا خلقنا رافضين للحلول الوسطى؟
إما العشق بجنون أو الموت بلا تردد
ودوما ما التزم القدر باتفاقيته مع العدالة المدعاة لنبقى متأرجحين بين الموت والموت
بين الحلم وحاجتنا للحلم
بين الضلال والتشرد

وكما احترف الانتظار ان يرتكبنا ضللنا الدرب ورفعنا اكفنا وبدأنا الصلاة ونسينا اننا بحاجة الى الانطلاق ولو كان الانطلاق هو رصاصة الرحمة

ألم أقل لكـ سابقا ان من المضحك حد السخرية الجبرية التي نعيشها؟
ألم أقل لك ان الألم صنعتنا؟

مرروك يعني الأمل,,,الأمل كل الأمل:D

achelious
19/05/2009, 17:33
الله يرحم ايام المثالية ..

قصة جميلة:D

butterfly
19/05/2009, 19:48
الله يرحم ايام المثالية ..

قصة جميلة:D
تماما ً ..

( الشخص الوحيد اللي ما حبيتو بهالقصة هو نور :gem: )

وشم الجمال
20/05/2009, 09:18
تماما ً ..

( الشخص الوحيد اللي ما حبيتو بهالقصة هو نور :gem: )
ما بتخيلها مثالية اطلاقا يعني هالنماذج موجودة وبكثرة بس عالارض يللي محتلة
(حينما تكون الارض مهددة يعي الانسان بالضبط معناها تكف عن ان تكون مجرد حجارة وتراب يصبح لها نبض ودفء ورائحة تصبح بطريقة ما امتدادا لجسد الانسان يحس ان دورته الدموية بطريقة ما مشتركة مع جسد الارض ويتخذ حبه لها صفة حب الذات في صورته الواعية)بتخيل هالكلمات لكوليت خوري

واعتقد انهم بعبروا عن يللي قصدتو من هالقصة

الله يرحم ايام المثالية ..

قصة جميلة:D
وجودك اجمل وبفرحني:D

Black Orchid
20/05/2009, 10:12
[quote=وشم الجمال;1267048]حمل في حقيبته ما يكفي ليرد عنه أي إشعار لتأنيب الضمير
القرآن الذي أهدته له والدته,,,شال محبوبته,,,قائمة بأرقام هواتف رفاقه,,,,
ولم ينسى ذاكـ الحيز الذي حجزه في حقيبة سفره ليكون حضنا لكل ما كتب غسان كنفاني
من روايات ومسرحيات ومجموعات قصصية
أوليس غسان من أشعل في صدره أولى شرارات الثورة والنضال؟
(طرقات خفيفة)
- تفضلي أماه
*هل ما زلت مصرا على الرحيل؟
- بل ما زلت مصرا على الحياة,,مصرا على إيجاد نفسي على العيش بامان
* أمان!!
- أجل ,,,غريبة هذه الكلمة ففي قواميسنا ليس هناك سوى كلمة واحدة
تندرج تحتها كل مضامين حياتنا,,,الموت,,الموت فقط

وكأنكـ لست فراس الذي أعرف !!وهل هناكـ معنى للحياة بعيدا عن هذا الموت الذي ترفض؟

ام أنه الجبن بدأ يتسلل إليكـ ويسري في دمكـ؟
- هل تعلم نور أنكـ مغادر؟

أخبرتها ولكنها أصيبت بنوبة هستيرية فلم تسمح لي أن أتم كلامي- هل أنت مقتنع بما أنت مقبل عليه يا ولدي؟

أماه,,لم يعد لديّ من حلول,,,جسدي غارق في دمائه لن يسمحوا لي بالحياة هنا إن لم أخن رفاقي وهذا فوق طاقتي,,, علي أن أختار العيش بلا خسائر- إذن؟

سأرحل- بما أنكـ مصر خذ هذا
يمد يده كي يلتقط قطعة القماش ويتساءل
- ماذا بها؟

افتحها يا ولدييتفاجئ عندما يجد بها خاتم خطوبتها,,,نور تلك الفتاة التي اجتمعت بها كل احلام الرجال ولم تختر سواه
- ولكن لماذا؟ألم نعاني الأمرين حتى وصلنا إلى هنا؟أنا سأسافر وسأعمل بشهادتي
وسأبعث لها كي نتزوج ألم تحسب لكل هذا حسابا؟

لم تقل لي أكثر من انها لن تتزوج غيركـ فراس المناضل الثائر ولذا لن تتزوج أبدا- ما معنى ذلك؟

اسأل قلبك وسيجيبك ان كنت تعرف نور جيدا فلن يكذبك- هكذا وبكل بساطة!

يستجمع قواه يمسح دمعة هاربة من طرف عينيه,,,يحتضن والدته
يقبلها على جبينها يحمل حقيبته تودعه بصمت ويخ
ينظر في كل زاوية في كل شجرة يقرأ ما كتب على الحيطان على الحجارة يكتشف كم أن مدينته عالقة في كل خلية في جسده وبينما هو على اطراف قريته اشتعل المكان ما بين بنادق المناضلين ورشاشات الصهاينة
وبلا اي تفكير وبدون مقدمات قفل عائدا إلى منزله ليعيد حقيبته ويأخذ بندقيته ويلتحق برفاقه ويردد
الان ايقنت اني لا اكون بسواك إما ان نحيا سوية او لا معنى للحياة

[/qu


اه منها تلك الحقيبه المسافره
للابتعاد دائما مستعده
للغياب للسفر.
تعلمت كل فنون البعد
حفظت أساليب كل البشر
نسيان ....قهر.....وهجر
أكرهها
ترحل غير مكترثه
لاتنظر خلفها
وتحمل في أحشائها
غدرا و

قلبا من حجر...........