sona78
21/04/2009, 13:16
مصافحة بين تشافيز وأوباما وكتاب عن نهب أميركا اللاتينية
قضية واحدة ونجمان. كلمات ثلاث اختصرت قمة الأميركيتين، التي اختتمت أعمالها في ترينيداد وتوباغو أمس الأول. القضية، هي كوبا، التي فشلت القمة في التوصل إلى اتفاق حول مطلبها الرئيسي المتمثل برفع الحصار، رغم الإشارات الإيجابية التي صدرت من واشنطن وهافانا خلال الأيام الماضية. أمّا النجمان فكانا الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الفنزويلي هوغو تشافيز، اللذان وضعا، بمصافحتهما التاريخية، حجر الأساس لتطبيع العلاقات المتوترة بين بلديهما.
وفشل قادة الدول الـ34 في التوافق على بيان ختامي، بعدما أبدت دول عديدة، لاسيما تلك المنتمية إلى البديل البوليفاري بقيادة تشافيز، تحفظات على «المسودة التسوية»، وتحديداً في ما يتعلق بإنهاء الحصار الأميركي على كوبا.
وبمبادرة من تشافيز اعتبر أعضاء البديل البوليفاري (الذي يضم فنزويلا وكوبا وبوليفيا ونيكاراغوا والهندوراس والدومينيكان وسانت فنسنت) أنّ البيان الختامي «غير مقبول» بسبب الحظر الاميركي على كوبا. وقال تشافيز «نحن نتنبى موقفا حازما... ولا اعتقد ان لدينا الوقت لتغيير البيان، ولذلك فإننا لن نوقعه». ومضى تشافيز أبعد بطرحه، حيث اقترح على نظرائه أن تستضيف هافانا القمة المقبلة للأميركيتين، ما أثار تصفيق المشاركين.
وفي أوّل رد فعل كوبي على قمة الأميركيتين، اعتبر الرئيس السابق فيدل كاسترو أنّ أوباما «كان قاسياً ومتهرباً في ما يتعلق بالحظر». وكتب كاسترو، في تعليق نشره موقع «كوبا ديبايت» الحكومي، «أرغب في تذكيره بمبدأ أخلاقي أساسي في ما يتعلق بكوبا: ان استمرار الظلم الجائر أو الجريمة، لا يمكن تبريره بغض النظر عن الحقبة التي وقع فيها»، مشيراً إلى أنّ هذا «الحظر الوحشي المفروض على كوبا يزهق أرواحا ويسبب معاناة».
وكان اوباما أقر بأن السياسة التي انتهجتها الولايات المتحدة تجاه كوبا «لم تنجح»، لكنه اعتبر أنّ هذه السياسة لن تتغير «بين ليلة وضحاها»، موضحاً أنّ «المسائل المتعلقة بالسجناء السياسيين وحرية التعبير والديموقراطية مهمة، ولا يمكن وضعها جانبا ببساطة».
من جهته، اعتبر الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا أن على واشنطن ألا «تتوقع مبادرات» من كوبا للتقرّب منها، معتبراً أنّ الجزيرة تمثل «قيمة رمزية كبيرة» في أميركا اللاتينية، وبالتالي فإنّ استبعادها من الهيئات الإقليمية «أمر غير طبيعي».
وإذا كان الإعجاب الذي أبداه العديد من الرؤساء الجنوبيين بأوباما لم يكن بالأمر الجديد، فإن المفاجأة جاءت من تشافيز، خصم واشنطن اللدود، الذي عبّر للرئيس الأميركي عن صداقة غريبة. وصافح تشافيز أوباما بحرارة، وأهداه كتاب «الشريان المفتوح في أميركا اللاتينية»، الذي يتحدث عن النهب الذي تعرضت له القارة منذ القرن الخامس عشر. وقد أرفقه بالعبارة التالية «إلى اوباما مع المودة».
واقر اوباما بأنه شعر للحظة قصيرة ببعض الحرج عندما أهداه تشافيز الكتاب. وقال «ظننت انه كتاب لتشافيز نفسه... وكنت على وشك أن أقدم له احد كتبي».
وبعد هذا الإهداء للكتاب، الذي ألهم جيلا من اليساريين في أميركا اللاتينية، شهد اقبالا واسعا ليحتل المرتبة الثانية بين الكتب الأكثر مبيعاً في موقع «أمازون» على شبكة الانترنت. وعلق تشافيز مازحاً «قلت لأوباما: لنبدأ عملا تجاريا. سنروج للكتب، أنا أعطيك واحدا وأنت تعطيني آخر».
وكانت الترجمة العملية لتلك المصالحة في إعلان تشافيز ترشيح روي شانديرتون سفيراً لبلاده لدى الولايات المتحدة، مشيراً إلى انه لم يبق إلا انتظار موافقة واشنطن على مرشحه، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها «ستعمل الآن» على إعادة سفيرها إلى كاراكاس وعودة نظيره الفنزويلي إلى واشنطن.
من جهة ثانية، دعا الرئيس البوليفي ايفو موراليس اوباما، الى ابداء حسن نيته بادانة المؤامرات التي تحيكها ضده المعارضة المحافظة في بوليفيا، معتبراً أنّ «تحسين العلاقات (بين واشنطن ولا باز) بأيدي الحكومة الأميركية».
وبعد ساعات خرج أوباما أمام الصحافيين ليعلن أنّ إدارته « تعارض تماماً» الإطاحة من خلال العنف بالحكومات المنتخبة بشكل ديموقراطي، مشدداً على أنّ «هذه ليست سياسة حكومتنا.ليست هذه هي الطريــقة التي يتوقع الشعب الأميركي أن تقــوده بها حكــومته».
من جريدة السفير
قضية واحدة ونجمان. كلمات ثلاث اختصرت قمة الأميركيتين، التي اختتمت أعمالها في ترينيداد وتوباغو أمس الأول. القضية، هي كوبا، التي فشلت القمة في التوصل إلى اتفاق حول مطلبها الرئيسي المتمثل برفع الحصار، رغم الإشارات الإيجابية التي صدرت من واشنطن وهافانا خلال الأيام الماضية. أمّا النجمان فكانا الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الفنزويلي هوغو تشافيز، اللذان وضعا، بمصافحتهما التاريخية، حجر الأساس لتطبيع العلاقات المتوترة بين بلديهما.
وفشل قادة الدول الـ34 في التوافق على بيان ختامي، بعدما أبدت دول عديدة، لاسيما تلك المنتمية إلى البديل البوليفاري بقيادة تشافيز، تحفظات على «المسودة التسوية»، وتحديداً في ما يتعلق بإنهاء الحصار الأميركي على كوبا.
وبمبادرة من تشافيز اعتبر أعضاء البديل البوليفاري (الذي يضم فنزويلا وكوبا وبوليفيا ونيكاراغوا والهندوراس والدومينيكان وسانت فنسنت) أنّ البيان الختامي «غير مقبول» بسبب الحظر الاميركي على كوبا. وقال تشافيز «نحن نتنبى موقفا حازما... ولا اعتقد ان لدينا الوقت لتغيير البيان، ولذلك فإننا لن نوقعه». ومضى تشافيز أبعد بطرحه، حيث اقترح على نظرائه أن تستضيف هافانا القمة المقبلة للأميركيتين، ما أثار تصفيق المشاركين.
وفي أوّل رد فعل كوبي على قمة الأميركيتين، اعتبر الرئيس السابق فيدل كاسترو أنّ أوباما «كان قاسياً ومتهرباً في ما يتعلق بالحظر». وكتب كاسترو، في تعليق نشره موقع «كوبا ديبايت» الحكومي، «أرغب في تذكيره بمبدأ أخلاقي أساسي في ما يتعلق بكوبا: ان استمرار الظلم الجائر أو الجريمة، لا يمكن تبريره بغض النظر عن الحقبة التي وقع فيها»، مشيراً إلى أنّ هذا «الحظر الوحشي المفروض على كوبا يزهق أرواحا ويسبب معاناة».
وكان اوباما أقر بأن السياسة التي انتهجتها الولايات المتحدة تجاه كوبا «لم تنجح»، لكنه اعتبر أنّ هذه السياسة لن تتغير «بين ليلة وضحاها»، موضحاً أنّ «المسائل المتعلقة بالسجناء السياسيين وحرية التعبير والديموقراطية مهمة، ولا يمكن وضعها جانبا ببساطة».
من جهته، اعتبر الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا أن على واشنطن ألا «تتوقع مبادرات» من كوبا للتقرّب منها، معتبراً أنّ الجزيرة تمثل «قيمة رمزية كبيرة» في أميركا اللاتينية، وبالتالي فإنّ استبعادها من الهيئات الإقليمية «أمر غير طبيعي».
وإذا كان الإعجاب الذي أبداه العديد من الرؤساء الجنوبيين بأوباما لم يكن بالأمر الجديد، فإن المفاجأة جاءت من تشافيز، خصم واشنطن اللدود، الذي عبّر للرئيس الأميركي عن صداقة غريبة. وصافح تشافيز أوباما بحرارة، وأهداه كتاب «الشريان المفتوح في أميركا اللاتينية»، الذي يتحدث عن النهب الذي تعرضت له القارة منذ القرن الخامس عشر. وقد أرفقه بالعبارة التالية «إلى اوباما مع المودة».
واقر اوباما بأنه شعر للحظة قصيرة ببعض الحرج عندما أهداه تشافيز الكتاب. وقال «ظننت انه كتاب لتشافيز نفسه... وكنت على وشك أن أقدم له احد كتبي».
وبعد هذا الإهداء للكتاب، الذي ألهم جيلا من اليساريين في أميركا اللاتينية، شهد اقبالا واسعا ليحتل المرتبة الثانية بين الكتب الأكثر مبيعاً في موقع «أمازون» على شبكة الانترنت. وعلق تشافيز مازحاً «قلت لأوباما: لنبدأ عملا تجاريا. سنروج للكتب، أنا أعطيك واحدا وأنت تعطيني آخر».
وكانت الترجمة العملية لتلك المصالحة في إعلان تشافيز ترشيح روي شانديرتون سفيراً لبلاده لدى الولايات المتحدة، مشيراً إلى انه لم يبق إلا انتظار موافقة واشنطن على مرشحه، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها «ستعمل الآن» على إعادة سفيرها إلى كاراكاس وعودة نظيره الفنزويلي إلى واشنطن.
من جهة ثانية، دعا الرئيس البوليفي ايفو موراليس اوباما، الى ابداء حسن نيته بادانة المؤامرات التي تحيكها ضده المعارضة المحافظة في بوليفيا، معتبراً أنّ «تحسين العلاقات (بين واشنطن ولا باز) بأيدي الحكومة الأميركية».
وبعد ساعات خرج أوباما أمام الصحافيين ليعلن أنّ إدارته « تعارض تماماً» الإطاحة من خلال العنف بالحكومات المنتخبة بشكل ديموقراطي، مشدداً على أنّ «هذه ليست سياسة حكومتنا.ليست هذه هي الطريــقة التي يتوقع الشعب الأميركي أن تقــوده بها حكــومته».
من جريدة السفير