-
دخول

عرض كامل الموضوع : التصويت لمسابقة القصة - حملة حق العمل


achelious
12/04/2009, 19:10
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////



حق العمل حقّ مقدّس يتماهى مع الحقّ في الحياة، و هو أحد مبادئ ميثاق حقوق الإنسان التي أقرَّها الإعلان العالمي، من خلال المادة 23 التي تنصُّ على أن
"لكل شخص الحق في العمل، وله حرية اختياره بشروط عادلة مرضية كما أن له حق الحماية من البطالة"،
حسب تأهيله و مهاراته، و بما يكفل له كرامته، وتحقيق الشروط المناسبة لاستقراره العائلي وتقدمه الاجتماعي؛و على السلطات الحكومية الالتزام بالقيام بهذه المهمة المنوطة بها و تكريس هذا الحق حتى يصبح ممارسا و ملموسا من طرف المواطن، وحتى لا يظل مقصورا فقط على الحيز النظري أو -يبقى بالنسبة لشريحة واسعة من المواطنين- ضربا من الخيال. فكما يقول فيكتور هوجو "العمل لايمكن أن يكون قانونا قبل أن يكون حقا".

من خلال هذه الحملة، أخوية ستحاول تسليط الضوء على حيثيات هذا الحق،تداعياته و انعكاساته على المجتمع، م خصوصا منه الشريحة العمرية الشابة، و التي تعتبر الأكثر تضررا، في حال تم حرمانها من هذا الحق

ننتظر تفاعلكم و آراءكم و ومشاركتكم الفعالة في كل نشاطات الحملة ..
وشكرا ً ..


Personita




في سياق حملة أخوية لدعم حق العمل .. شارك قسم القصة بمسابقة .. في القسم
تتمثل بكتابة قصة قصيرة تلقي الضوء على البطالة او حق العمل
نرجو التصويت للقصة التي ألقت الضوء على موضوع البطالة أو حق العمل بشكل أفضل برأيك
مدة التصويت 3 ايام

وشكرا ً لمشاركتكم





[////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)



" ثمان سنين فقط "



مُنع دخول السيارات لوسط المدينة بمساحة كيلومترات مربعة طويلة لأسباب أمنية مشددة خوفا من أي هجمات إرهابية بسيارة مفخخة. قررنا العودة لمدينتنا بعدما قضينا ثمانية أيام لا تُنسى هنا.
كان يجب أن ننطلق عند الساعة الثانية بعد منتصف الليلة لنضمن وصولنا
( للكراج ) الخاص لسيارات السفر عند السادسة صباحاً. كانت أمتعتنا ثقيلة وكثيرة إضافة للهدايا وعلب الحلويات التي اقتنيناها, والوسيلة الوحيدة التي لاحظناها للنقل والترحال بين شوارع وسط المدينة وفنادقها وأسواقها وبين المرقدين الشريفين وباقي الأماكن السياحية الأخرى هي العربات الخشبية التي يدفعها الصبية أو الشبان.
المدينة تعج بالزوار الإيرانيين والهنود وغيرهم من الجنسيات المسلمة, اغلبهم من كبار السن فكانوا يستخدمون هذه العربات بالتنقل مع أمتعتهم, منظرهم مضحك ٌ وهم جالسون فيها كونهم – أقزاماً – قصيري القامة نسبة لنا نحن العراقيين يدفعهم أولئك الصبية ( تخيّلت نفسي بالصين ).
خرجنا من الفندق وأمتعتنا الكثيرة عند الثانية بعد منتصف الليل تماماً, كان كل من في الشارع من حرس وشرطة نيّامٌ, حتى الصبيان أو الشبان الذين يدفعون العربات توسّدوا عرباتهم الخشبية أسرّة – رغم قسوتها -, حاولنا استئجار احدهم بأي سعر يطلب دون جدوى لتأخر الوقت وبُعد المسافة. وافق أخيراً فتىً صغير العمر ضئيل الحجم يرتدي بنطالاً قصيراً عليه نسبياً وبلوزة خفيفة. وضعنا أمتعتنا بعربته وسار إمامنا يدفعها بكل همةٍ ونشاط!
قطعنا الشوارع نستدلّ على مكان ( الكراج ) من عناصر الجيش والشرطة المنتشرة بكل مكان, لاحظنا تباطؤ الفتى, سرنا مسافة ساعة كاملة , حاول أخي كسر روتين الملل والسير المُتعب ليلا بهذا الجو البارد الهادئ جدا إلا من نباح بعض الكلاب هنا وهناك. سال الفتى عن اسمه وعمره وبعض الأسئلة الروتينية الأخرى, كان الفتى نعساً جداً, يبلغ من العمر ثمان سنين فقط, في الصف الثالث الابتدائي, يرتاد مدرسته صباحا وينطلق للعمل بعد انتهاء الدوام مباشرة حتى الصباح التالي.
واضبنا على السير قدماً نحو ( الكراج ) بخطىً متثائبة تعبة , لاحظنا الفتى الصغير يدفع العربة مع ( أخي ) مُسنداً جبينه على ( المقبض ).
- لقد غفا وهو يمشي.
( قال أخي ).
وقفنا, حمله أخي ووضعه على احد الحقائب الكبيرة في العربة ودون أن يشعر الفتى بما حصل إلتفّ على نفسه ونام كالملاك الصغير.
وصلنا ( الكراج ) أخيرا قرابة الخامسة صباحا . اخترقت أصوات الآذان المتتالية هدنة الصمت تلتها زقزقة العصافير مُعلنةً بدء صياح جديد. ما زال الفتى نائماً, حملنا أمتعتنا وأوصينا احد رجال الشرطة بباب ( الكراج ) أن ينتبه عليه وبينما كنا نحدثه استفاق الفتى. أعطيناه إجرته ووقفنا ننتظر اختفاءه وعربته بحضن أفق الشارع الطويل الذي جئنا منه.

9:09 p.m
11:3:2009
ايفان الدراجي





تُفرَج
-انظر إلي.
قالت بصوتها الحنون ونبرتها الهادئة.
-ألا تريد أن تخبرني ما ....
عاجلها بقبلة من شفتيها حتى لا تكمل باقي الكلمات ولم يزل مغمض العينين فلا يريدها أن ترى الدموع التي تغرغر في الداخل.
- حبيبتي أيمكنني فقط أن أبق رأسي المثقل داخل حجرك الدافئ انه المكان الوحيد الذي أحتمي به .
- طبعا
وعادت أناملها لتداعب شعره المغزوّ بالشيب وعاد هو ليسرح بأفكاره.
كان قد اتفق مع نفسه منذ زمن بعيد أن لا ينقل همومه في العمل إلى المنزل, رأى أن هذا أفضل واعتاد أن يرميها عند عتبة الباب ويدخل, ثم اتفق معها فيما بعد ألا تسأله عن همومه ان بدت عليه كان دائما ما يقول لها : إنني إنما أريد أن أنساها بوجودك قربي لا أن أتذاكرها مرة أخرى.
عادت به الذاكرة ثلاثة أعوام ونيف عندما بدا بالعمل في متجره واستبشر خيرا به.
ثلاثة أعوام كان يقضي ستة عشر ساعة يوميا بعيدا عن منزله يخرج صباحا أحيانا قبل استيقاظ أبنائه ليعود مساءا وقد ناموا.
أحيانا تكون هي بانتظاره وأحيانا يتعبها السهر حتى الثانية صباحا فتنام متكئة,
لم تتذمر يوما ولم تشعره بضيقها لم تشعره أن ساعة واحدة يقضيها بقربها أفضل لديها من كنوز الدنيا كانت تخاف ان يؤثّر ذلك على همته وعمله او ان يشعره بالتقصير.
هو كان يعلم تمام العلم بذلك ويعلم بضيقها ويعلم بتقصيره في الوجود بجانبهم.
لكن الظروف لم تخدمه مرة واحدة ليأخذ يوم عطلة أو حتى يستريح كل يوم جمعة بقربها.
ثلاث سنين أرهقه العمل وأرهقته التكاليف المرتفعة والفواتير والضرائب التي تزداد كل عام.
ثلاث سنين لم يستطع أن يؤمن ما يزيد عن مصروفاتهم الشخصية
ثلاث سنين وقد اقترب عيدها وهو لا يستطيع أن يشتري لها هدية تليق بها أن يشتري فستانا جديدا لها, تتباهى به أمام صديقاتها. أن يقيم لها حفلا أو يقومان معا بنزهة طويلة تنسيها تعبها.
عاد يفكر مرة أخرى لو انه لم يفتتح ذلك المتجر وبقي يعمل بمهنته عند الآخرين... أما كان أفضل ؟, عندها قد يكون الأجر مساويا لما يحصّله في متجره , لكنه على الأقل سيكون له يوم عطلة كل أسبوع وعلى الأقل سوف لن تكون لديه هموم يجلبها له عمله الخاص ومصاريف تزداد يوما وآخر.
يفكر ويفكر ليجد انه بدأ يخسر على جميع الجبهات. فساعات العمل الطويلة لا تأتيه بمردود مادي كريم وتبعده عن أهله وتبعده حتى نفسه .كما ان عمله لا يتحسّن بشكل ملحوظ. ضياع بضياع...
ردد العبارة التي يرددها دائما " علّها تُفرَج ".
لكنّه يخاف أن تفرج بعد فوات الأوان, أن تفرج وقد كبر أبنائه وهو عنهم بعيد.
أن تفرج بعد أن تكون هي قد تعبت و السنون أرهقتها تماما فأنستها معنى الفرح.
ما العمل؟؟؟ أين الحل؟؟ كيف يستطيع أن يوفق بين التكاليف العالية للحياة وبين بيته وأهله وأولاده.؟
ما ذنب هذه المسكينة طيبة القلب لتقاسي معه ما يُتعبه؟ وقد كانت عندما عرفها أول مرة كفراشة تراقصها الشمس . أما الآن فهي تحمل على عاتقها تربية الأولاد وعمل المنزل وهو عنها بعيد...
فتح عينيه ليجد أن الشمس أشرقت , نظر حوله ... مازال في حجرها وهي نصف مستلقية يبدو أنها لم ترد إزعاجه. كانت تصرفاتها هذه هي التي تبقيه صامدا ومبتسما في وجه المصاعب لكن اليوم.....
هطلت دموعه التي حاول كبتها طوال الليلة الماضية, صحح لها استلقاءها وغطّاها جيدا, قبّلها من جبينها وهمس في أذنها بصوتٍ تُسكته الدموع:
" تُفرج ... علَّها تُفرَج ".









وزهرٌ أينع في يبوس.. ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////





رويداً رويداً.. يختنق الليل ببحّة المرتعش الصوت لينبلج ضياء الصباح الذي يسافر عبر اتكاء الحنايا ناشراً في ثنايا البيت ضوءاً يفضح العوز على وجنات ذات الإحدى عشر خريفاً.. ينحشر الهواء ضيقاً ولا يعود الصبح يتنفّس.. ينحسر المدى ويغادر الفرح كسيراً على نصل الحلم..

تستيقظ الصغيرة المتدثّرة بوسائد الحلم على أضرحة تعفّن فيها الصمت وتحوّل الكلام إلى سعالٍ يستوطن أطراف فراش والدتها العجوز.. تلملم بقاياها وتلفّ وشاح الجراح البالي على والدتها، تودّعها الأخيرة بحشرجة غصّة تقتات هواجساً جائعة من جسدها النحيل.. وتشيّعها بدموعٍ محتضرة.. تشتم في قرارة نفسها لعنة النهار بكلماتٍ كسيحة..

تنتعل الصغيرة أحذية أيامها البائسة وتلتحف معطف العوز.. وتنطلق.. ينحدر الطريق بقسوة.. طفولة الخطوات تفضح رتق الثياب، يتشقّق جيبها بدراهم البعثرة، تتعثر بأصوات الجراح التي تصدح في رأسها الصغير.. تلعق الوحل إنهاكاً، تتحامل على نفسها متكأةً على برد الرصيف لتزاول البقاء لثماً للأراض التي عانقت الأحذية.. ثم تقف لتستمرّ في السير.. (مصابيح الشارع تبدو هزيلة هذا اليوم ربما يوهنها الشتاء هي الأخرى) تتحدث إلى نفسها ببراءة..

في زاوية الزقاق القديم تفترش صقيع الأرض ثم ترتب قليل بضاعتها. تفيض الوجوه.. والأماكن.. بالغيّاب.. وتراب الطريق يشاكس الخطى المعدومة للظلال التي حجبها زحام النهار المتخم بالبرد.. تهب نسمة شتائية قارسة أخرى فوق الوجه البارد.. ترتعش ثنايا الفتاة المتدثّرة ببردها.. وترسم الريح على مفرق الملامح حزناً باهتاً..

الرصيف باردٌ جداً.. وما زال الشارع ندياً من مطر البارحة، واليوم عطلة.. المارة قلائل.. لكن الصغيرة تستمرُّ في مراقبة الشارع وأشجار الكستناء المقابلة.. (ستزهر أشجار الكستناء هذا الشهر، سأراقبها.. سأرسمها.. ستبدو جميلة) تداعب نفسها بهذه الكلمات هاربةً من جحيم البرد.

- هل لي بهذه الكعكة أيتها الجميلة.

ذا الصوت الخشن اقترب منها وهو يلتقط الكعكة الصغيرة ويدسّ في يدها الدراهم..

- سيدي.. دفعت أكثر مما يتوجب عليك..!!

- لا بأس صغيرتي.. اشتري بالباقي قلماً ودواة..

انفرجت أسارير الصغيرة مع ارتفاع شمس الظهيرة وقتها.. أحست بنسيم لطيف هبّ من بين الأزقة العتيقة.. وفي يدها أحسّت بالقلم، تسلّل شيء من ذلك القلم إلى راحة يدها، شيء عذب مثل أول نسمة تهبّ من قبل البحر.. شيء هادئ جداً ودافئ.. كورقة تسقط حين لا ريح تهب..

توقف الزمن.. افترشت الأرض من جديد.. أخرجت من جرابها كرّاسها الصغير.. الريح هي الأخرى بدأت تعبث برتقٍ في ردائها الممزق.. تبتسم وهي تشعر بدغدغة الريح لجسدها.. تحتضن كرّاسها بكلّ لهفة، تستند على ركبتها الصغيرة، ثم تبدأ بواجبها المدرسيّ..

وكأني بها تحمل حلماً بكفيها تخشى اندلاقه.. حلمٌ ينسدل بفتنة من ضفاف الأوراق متشبثاً بأطرافٍ ملكوتية.. حلم برائحة المطر العابقة صباح هذا اليوم.. يتساقط كالندى على وجنات ذلك المخلوق القادم من عالم الطهرانية.. ذلك المخلوق الهارب من أسواط القهر من ثقب الفجيعة.. إلى عالمٍ آخر تسطر ملامحه بنفسها.. عالم أكثر إشراقاً ومستقبل لا يعبث بالأنقياء مثلها.. هي شجاعة فرغم تعاستها لا تعبئ بكل ما يستوطنها من مدن الحزن والسواد.. تطأ بأطراف أقدامها كل أزقة الألم سعياً لفسحة أمل لتكتب حكاية أخرى مختلفة. حكاية لا تنام فيها أحلام الصغار على الرصيف، ولا يبحر أمثالها في مدن الحزن. حكاية لا يرفرف عليها الألم بأجنحة من قش. حكاية لا يلفظ فيها الفقراء إلى منافي الوحشة، ولا يفترش الصغار أحلامهم البريئة.. حكاية تكتب بأهازيج من ماء.. وأعراس من فرح..

تبقى الصغيرة إلى ما قبل الغروب بقليل.. يبدأ المطر بالهطول من جديد.. تلملم نفسها وتشق طريق العودة فرحة.. تتلو تعاويذ المطر، ويبحث الحلم عن مستقرٍّ في قلبها.. تغنّي طوال الطريق للأمنيات التي لا تموت..
تقف أمام باب الدار وتتمتم بابتسامة: (ما زال هناك متسع وقتٍ للحُلم)..!!!