-
دخول

عرض كامل الموضوع : المجتمع المدني


Nay
02/04/2009, 22:06
إن كل مفهوم مرتبط بتاريخ نشأته، وبعبارة أخرى، مرتبط ببيئة تاريخية اجتماعية محددة. ومن الجدير بالقول أن المجتمع المدني كمفهوم ارتبط مع مفهوم المجتمع البرجوازي، الذي بدوره أعطى طابعاً اجتماعياً للعلاقات، بعدما كانت عائلية داخل مشاغل المدن الحرفية، وبطريركية داخل الإقطاعات الريفية....
وهذا ما تداولته الأدبيات على أنه الفعل الثوري للبرجوازية.
نتج عن ذلك "مدْيَنَةُ" السياسة بتعميمها، لتأخذ أيضاً طابعاً اجتماعياً.
في هذه الفترةلم يكن ثمة تمايزٌ بين مفهوم المجتمع المدني كقانون، ومفهوم الدولة كعقد اجتماعي، وتعبير عن هذا القانون. بين المجتمع المدني المحدد بالرابطة الاجتماعية العادية، والدولة بصفتها المؤسَّسَة التي يقترن مفهومها بملامح لا يمكن تجاهلها، من موضوعية في اتخاذ قراراتٍ ذات طابع جماعي لا يمكن شخصنَتُهُ، توثِّقُ لنشاط تعددي قيمته العملية أساس العلاقات المبنية على حرية تداول المعلومات.
ثم بدأ الانشقاق بين الدولة التي أمست أداة للسيطرة، والمجتمع المدني بصفته حامياً للفرد من تدخل الدولة وتجاوزاتها.
عندها تحدد مفهوم المجتمع المدني بثلاث دلالات:
1- باعتباره البديل لهيمنة الأسرة والعائلة على الفرد.
2- باعتباره البديل لسلطة الكنسي على المدني، لسلطة الديني على الدنيوي. 3- باعتباره البديل لسيطرة الدولة التسلطية، ونشاطاً دنيوياً محكوماً بالعقل والقانون.
المؤسسة وُلِدت في مجتمع عرف قيمة الفرد ككيان إنساني مستقل، وكقيمة فلسفية يعبر فيها عن وجوده بقدرته على العمل الحر. لم يولد الفرد المستقل في مجتمعاتنا العربية.
هذا الفرد المستقل الذي يعتبر المكون البنيوي الأول، والمحرك الوظيفي الأساسي لنشوء مجتمع مدني بوصفه كياناً معنوياً جمعياً.
إن الروابط العشائرية، والتشكيلات العائلية والطائفية، أو ما نسميها "المجتمع الأهلي" هي العقبات البنيوية الداخلية التي كانت وما زالت سبباً أساسياً في إضعاف المجتمع المدني وربما.. غيابه وغياب مفهوم الدولة الحديثة.
كما أن الحماية التي توفرها علاقات المجتمع الأهلي، تمنح قدرةً أكبر على تجاوز الدولة بكل معانيها، والتأثير على مؤسساتها التقليدية عبر الضغط أو التحالف مع بعض أجهزتها، لكنها تأتي على حساب فقدان الفرد لشخصيته الإعتبارية والقانونية.
تفريغ الفرد من معناه الوظيفي يعني تفريغ المؤسسة من معناها المدني.
أمام ما تقدم.. لنتساءل عن مسألة طرح مفهوم المجتمع المدني العربي!.
ميزة المجتمع العربي أنه موسوم بطابع أهلي فهل كان هدف الطرح رغبة؟ أم فعلاً إرادياً. هل كان تعويضاً يحتاجه الساسة، لتبرير مرحلة عمل سياسي معين؟ أم كان بسبب عجز الدولة التقليدية "المعبرة عن المجتمع الأهلي" وفقدانها لأي دور مركزي في بناء أمة؟!
غالبية الأحزاب السياسية في المجتمع الأهلي هي أحزاب طائفية أو مذهبية أو عرقية، وهي تعبير ثقافي لحالة اجتماعية متخلفة، وتعبير حقيقي لطغيان الأهلي على المدني.
لقد عجزت الدول التقليدية في منطقتنا العربية عن مديَنَة الدولة التي هي البناء الأساسي نحو مديَنَة السياسة. السياسة الحديثة هي سياسة مدنية منها تتطور مفاهيم المواطنية و"الديمقراطية" انتهاءً بالدولة القانونية. النخبوية الثقافية العربية طورت مفاهيم المواطنية و"الديمقراطية" بدون وجود سياسة مدنية لغياب الدولة المدنية بسبب غياب المجتمع المدني.
لقد أنتجت مشروعاً نظرياً "سياسياً" كان عبارة عن عملية نقل "مجانية" لتجارب غربية عظيمة "مدفوعة الثمن

عن مجلة الحال الاقتصادية
ل طالب ابراهيم

Abu ToNi
03/04/2009, 23:28
إن كل مفهوم مرتبط بتاريخ نشأته، وبعبارة أخرى، مرتبط ببيئة تاريخية اجتماعية محددة. ومن الجدير بالقول أن المجتمع المدني كمفهوم ارتبط مع مفهوم المجتمع البرجوازي، الذي بدوره أعطى طابعاً اجتماعياً للعلاقات، بعدما كانت عائلية داخل مشاغل المدن الحرفية، وبطريركية داخل الإقطاعات الريفية....
ما كتير فهمت سياق الجملة الأخيرة .. يعني شو المقصود بالعلاقات البطريريكية الطابع ؟



تحدد مفهوم المجتمع المدني بثلاث دلالات:

1- باعتباره البديل لهيمنة الأسرة والعائلة على الفرد.
2- باعتباره البديل لسلطة الكنسي على المدني، لسلطة الديني على الدنيوي.
3- باعتباره البديل لسيطرة الدولة التسلطية، ونشاطاً دنيوياً محكوماً بالعقل والقانون.


بما يخص 1 :
بخصوص الهيمنة الاسرية بيقصد فيها العشائرية بشكل خاص ولا العلاقا الاسرية بشكلا الحالي المتعارف عليه ؟
بما يخص 2 :
خليني ساكت لأن اذا بدي احكي على السلطة الدينية بدي اشطح لبعيد كتير فخليني ضب لساني اشرفلي :lol:
بما يخص 3 :
المجتمع المدني صيغة بديلة لوجود الدولة ام صيغة مرادفة ومكملة لمفهوم السلطة والمسؤولية ؟
يعني فينا نميز بين القوانين المدنية وبين قوانين الدولة الرسمية ؟ ولا يفترض نعتبرن وحدة واحدة ومتكاملة ؟


المؤسسة وُلِدت في مجتمع عرف قيمة الفرد ككيان إنساني مستقل، وكقيمة فلسفية يعبر فيها عن وجوده بقدرته على العمل الحر. لم يولد الفرد المستقل في مجتمعاتنا العربية.
هذا الفرد المستقل الذي يعتبر المكون البنيوي الأول، والمحرك الوظيفي الأساسي لنشوء مجتمع مدني بوصفه كياناً معنوياً جمعياً.
مصطلح الفرد المستقل بيحمل معاني مطاطة كتير فشو القيمة المراد منا ؟

يعني شو الاستقلالية الواجب تحقيقا بالنسبة للفرد حتى يكون عامل وناشط بالمجتمع المدني ؟
استقلالية باتخاذ المواقف ، استقلالية مادية .. استقلالية شو بالضبط ؟


كما أن الحماية التي توفرها علاقات المجتمع الأهلي، تمنح قدرةً أكبر على تجاوز الدولة بكل معانيها، والتأثير على مؤسساتها التقليدية عبر الضغط أو التحالف مع بعض أجهزتها، لكنها تأتي على حساب فقدان الفرد لشخصيته الإعتبارية والقانونية.

أمام ما تقدم.. لنتساءل عن مسألة طرح مفهوم المجتمع المدني العربي!.
ميزة المجتمع العربي أنه موسوم بطابع أهلي فهل كان هدف الطرح رغبة؟ أم فعلاً إرادياً. هل كان تعويضاً يحتاجه الساسة، لتبرير مرحلة عمل سياسي معين؟ أم كان بسبب عجز الدولة التقليدية "المعبرة عن المجتمع الأهلي" وفقدانها لأي دور مركزي في بناء أمة؟!
غالبية الأحزاب السياسية في المجتمع الأهلي هي أحزاب طائفية أو مذهبية أو عرقية، وهي تعبير ثقافي لحالة اجتماعية متخلفة، وتعبير حقيقي لطغيان الأهلي على المدني.

فينا نقول بأن المجتمعات الأهلية حجرة بطريق المجتمع المدني ؟
بشكل آخر .. وظيفة المجتمع المدني محاربة المجتمعات الاهلية والقضاء عليها ؟



لقد عجزت الدول التقليدية في منطقتنا العربية عن مديَنَة الدولة التي هي البناء الأساسي نحو مديَنَة السياسة. السياسة الحديثة هي سياسة مدنية منها تتطور مفاهيم المواطنية و"الديمقراطية" انتهاءً بالدولة القانونية. النخبوية الثقافية العربية طورت مفاهيم المواطنية و"الديمقراطية" بدون وجود سياسة مدنية لغياب الدولة المدنية بسبب غياب المجتمع المدني.
لقد أنتجت مشروعاً نظرياً "سياسياً" كان عبارة عن عملية نقل "مجانية" لتجارب غربية عظيمة "مدفوعة الثمن

عن مجلة الحال الاقتصادية
ل طالب ابراهيم

فادني المقال كتير وخلاني ابدا بحبشة بالموضوع :D

ميرسي ناي علنقل :D

Marooshe
04/04/2009, 03:35
إن الروابط العشائرية، والتشكيلات العائلية والطائفية، أو ما نسميها "المجتمع الأهلي" هي العقبات البنيوية الداخلية التي كانت وما زالت سبباً أساسياً في إضعاف المجتمع المدني وربما.. غيابه وغياب مفهوم الدولة الحديثة.

هي الجملة بتلخص عدم قدرتنا على التمدن ،
المجتمع المدني هو مجتمع علماني ديمقراطي .. ولتقدر المجتمعات تتمدن ، بداية لازم ،
ينقرض المجتمع البطريركي الذكوري القائم على السلطة الأبوية
تتحول الدول العربية من "دولة رئيسها" الى "دولة مواطنيها" وتتحول الحكومات من دكتاتورية وقمعية الى ديمقراطية
ينفصل الدين بكل مفاهيمة عن الدولة وعن طابع الحياة الاجتماعية العامة


/ لتكون المجتمعات قادرة على التمدّن لازم يكون عندها استعداد للتحضّر /



وما لازم ننسى انو المجتمع المدني بيتعارض مع مصالح الدول العربية ومع مصالح متدينيها ومع مصالح معظم ذكورها .. فـ انو ،
كان السؤال ايمتى رح نتمدّن .. وصار هالسؤال هل رح يجي يوم ونتمدّن !!


:D

Nay
04/04/2009, 13:03
ما كتير فهمت سياق الجملة الأخيرة .. يعني شو المقصود بالعلاقات البطريريكية الطابع ؟
مصطلح يطلق كرمز لسيطرة العائلة على تصرفات افرادها.. ومن الممكن ان تنسحب الكلمة على العشائر والطوائف الدينية ايضا
مثلا العائلة البطريركية شكل تنظيمي عائلي ، حيث السلطة المعترف بها تعود إلى رئيس العائلة، وهو عادة الأب الأكبر سنا في التجمع العائلي


بما يخص 1 :
بخصوص الهيمنة الاسرية بيقصد فيها العشائرية بشكل خاص ولا العلاقا الاسرية بشكلا الحالي المتعارف عليه؟
بمجتمعاتنا العائلات الكبيرة حتى لو ما كانت بدوية بتكون ذات طابع عشائري.. بتشوف بالضيع يقولو بيت فلان وبيت فلان وبيتقاتلو هدول مع هدول وكأنن قبائل بدوية
بما يخص 2 :
خليني ساكت لأن اذا بدي احكي على السلطة الدينية بدي اشطح لبعيد كتير فخليني ضب لساني اشرفلي :lol:
بما يخص 3 :
المجتمع المدني صيغة بديلة لوجود الدولة ام صيغة مرادفة ومكملة لمفهوم السلطة والمسؤولية ؟
يعني فينا نميز بين القوانين المدنية وبين قوانين الدولة الرسمية ؟ ولا يفترض نعتبرن وحدة واحدة ومتكاملة ؟

لا بس قوانين الدولة الرسمية لازم تفسح مجال أمام المجتمع المدني وتصيغ قوانينها بعيدا عن الدين بحيث تكون جميع الاديان وجميع الطوائف خاضعة لنفس القوانين وتسمح للافراد بممارسة دور فاعل في تطوير المجتمع والدولة
مصطلح الفرد المستقل بيحمل معاني مطاطة كتير فشو القيمة المراد منا ؟

يعني شو الاستقلالية الواجب تحقيقا بالنسبة للفرد حتى يكون عامل وناشط بالمجتمع المدني ؟
استقلالية باتخاذ المواقف ، استقلالية مادية .. استقلالية شو بالضبط ؟
فرد مستقل يعني فرد مستقل انسانيا.. انسان بحد ذاتو الو قراراتو اللي مانها مستمدة من عشيرتو او طايفتو


شكرا على اهتمامك.. اي بشجعك تبحث اكتر بالموضوع.. لانو عن جد موضوع مهم ..

Nay
04/04/2009, 13:06
هي الجملة بتلخص عدم قدرتنا على التمدن ،
المجتمع المدني هو مجتمع علماني ديمقراطي .. ولتقدر المجتمعات تتمدن ، بداية لازم ،
ينقرض المجتمع البطريركي الذكوري القائم على السلطة الأبوية
تتحول الدول العربية من "دولة رئيسها" الى "دولة مواطنيها" وتتحول الحكومات من دكتاتورية وقمعية الى ديمقراطية
ينفصل الدين بكل مفاهيمة عن الدولة وعن طابع الحياة الاجتماعية العامة


/ لتكون المجتمعات قادرة على التمدّن لازم يكون عندها استعداد للتحضّر /



وما لازم ننسى انو المجتمع المدني بيتعارض مع مصالح الدول العربية ومع مصالح متدينيها ومع مصالح معظم ذكورها .. فـ انو ،
كان السؤال ايمتى رح نتمدّن .. وصار هالسؤال هل رح يجي يوم ونتمدّن !!


:D

صحيح مروش.. كلامك كتير حلو ويمكن انت جاوبتي على تساؤلات ابو طوني.. بس حبيت اتوسع شوي ..

ظل جيفارا
05/04/2009, 16:10
أنا بشوف إنو المجتمع المدني هو أساسا وقبل كل شيء النقيض المباشر للمجتمع الريفي بما يحويه من قيم ترتكز على الجماعة بشكل أساسي.
نشأت الفكرة على هامش تطور المجتمع الصناعي الذي حتم إنتقال الناس من الريف إلى المدينة ..وهذا الإنتقال جعل العلاقات الإنسانية تخرج عن دائرة التصنيفات التي تفرضها الحياة الريفية " الطائفية والعشائرية والقبلية"

بتوقع الفكرة وضحت كتير بالمقالة ...بس حبيت ضيف إنو أي مدينة لم تكمل شرط التطور الصناعي فلن تعدو عن كونها ريفا متكدسا فالتطور الصناعي هو الأساس في نقل المجتمع إلى مجتمع المدينة ..
تحياتي الحارة
ظل جيفارا

Nay
05/04/2009, 16:22
أنا بشوف إنو المجتمع المدني هو أساسا وقبل كل شيء النقيض المباشر للمجتمع الريفي بما يحويه من قيم ترتكز على الجماعة بشكل أساسي.
نشأت الفكرة على هامش تطور المجتمع الصناعي الذي حتم إنتقال الناس من الريف إلى المدينة ..وهذا الإنتقال جعل العلاقات الإنسانية تخرج عن دائرة التصنيفات التي تفرضها الحياة الريفية " الطائفية والعشائرية والقبلية"

بتوقع الفكرة وضحت كتير بالمقالة ...بس حبيت ضيف إنو أي مدينة لم تكمل شرط التطور الصناعي فلن تعدو عن كونها ريفا متكدسا فالتطور الصناعي هو الأساس في نقل المجتمع إلى مجتمع المدينة ..
تحياتي الحارة
ظل جيفارا

صحيح صديقي وكلامك اتضح بالجملة
النخبوية الثقافية العربية طورت مفاهيم المواطنية و"الديمقراطية" بدون وجود سياسة مدنية لغياب الدولة المدنية بسبب غياب المجتمع المدني.
لقد أنتجت مشروعاً نظرياً "سياسياً" كان عبارة عن عملية نقل "مجانية" لتجارب غربية عظيمة "مدفوعة الثمن
لانو نحنا متل ما انت قلت ما كان عنا مجتمع صناعي وما مرينا بالتجربة البرجوازية كما اوروبا

على الهامش : تحياتي لطرطوس ولريف طرطوس ولكل اهل طرطوس اللي بحبون كتير

ظل جيفارا
06/04/2009, 11:54
صحيح صديقي وكلامك اتضح بالجملة
النخبوية الثقافية العربية طورت مفاهيم المواطنية و"الديمقراطية" بدون وجود سياسة مدنية لغياب الدولة المدنية بسبب غياب المجتمع المدني.
لقد أنتجت مشروعاً نظرياً "سياسياً" كان عبارة عن عملية نقل "مجانية" لتجارب غربية عظيمة "مدفوعة الثمنلانو نحنا متل ما انت قلت ما كان عنا مجتمع صناعي وما مرينا بالتجربة البرجوازية كما اوروبا

على الهامش : تحياتي لطرطوس ولريف طرطوس ولكل اهل طرطوس اللي بحبون كتير

تماما صديقتي وهيدا اللي كان جزء دائم من طروحاتي ...إنو عنجد من المثير للشفقة الحديث الدائر بين النخبويين عن الوصول للمجتمع المدني عبر أدوات مستهلكة نخبويا "الصالونات الثقافية-جمعيات حقوق الإنسان"
انا بشوف إنو المجتمع الصناعي هو العامل الأهم بالإنتقال إلى المجتمع المدني ..
على فكرة مو ضروري دايما يصير في إلتقاء بين المجتمع الصناعي والمجتمع البورجوازي "رغم إنو هيك جرت العادة" بس ممكن الدولة تصنع قطاع إقتصادي قوي يكون بيتميز بمرونة القطاع الصناعي البورجوازي مع ذلك يقدم نوعا من العدالة الإجتماعية لأوسع شريحة شعبية ..

تحياتي وشكرا كتير إلك ...وتحية من أهل طرطوس
تحياتي الحارة
ظل جيفارا