yass
17/04/2005, 12:13
من الدويلعة الى .. قاسيون
سيارات ، بشر ، حمير وغيره .. من شرطة وما شابه
استيقاظ صعب لنوم ثقيل ، فالنوم عندنا وسيلة للهروب وليس الراحة .. و اليقظة تضعنا أمام استحقاقات تكبر فنصغر يوما بعد يوم .. ،
غسلت وجهي بالماء البارد .. لان السخان أصبح ترف لا مبرر له بعد أن رفعت الحكومة سعر الكهرباء .. ، فأصبح التيار الكهربائي يصعق المستخدم دون ان يلمسه .. يكفي ان يراه فقط .. ، الـ 35 ل.س التي كانت في جيبي البارحة اشتريت بها خبزا .. وبقي في حوزتي اجرة السيرفيس .. ، اما ذقني الطويلة فتسطيع الانتظار الى اول الشهر ..
" سباطي المبخوش " عليه اللعنة .. اليوم ماطر .. والحفر عندنا اكثر من الشوارع .. ، والروماتيزم ينخر في رجلاي .. وليس لي مزاج اليوم ان " اطشطش " رجلاي في الماء .. ، ولا اعرف ماذا دهاني لا شتري جراب ابيض .. هكذا كانت " الموضة " قبل عشر سنوات .. على كل حال .. يوم اشتريته ..
" فشخت " .. من فوق الاجساد المتناثرة في الغرفة .. اشعر بالندم .. و حالي ينطبق عليها نكتة " الحمصي " الذي " اكل مائة كف على غفلة " .. ستة اولاد وفي كل مرة .. اقول توبة .. ومن ثم اعيد الكرة واقول أهي نوبة .. وبعدها توبة .. توبة الي كنت اخلف تاني ..
تناولت رغيف الخبز ، و اجتريته ( من اجتر .. حاشاكم ) .. ( حاف ) مثل الكديش .. لاعيش .. واعيش فقط .. ولا ينبت الحشيش .. ، حشيش .. ، تذكرت تلك الطرفة التي بكيت عليها طوال حياتي اكثر مما ضحكت .. ، والتي تروي ان ملكا رأى مواطنا يرعى حشيشا في باحة القصر .. فأمر الحراس بان يأتو به .. ومن كثرة ما رق قلب الحاكم لقصته .. امر بان يسمح للمواطن بان " يرعى " الحشيش ما طاب له في كل حدائق المملكة ..
ضحكت في سري .. صمت .. شردت .. هربت الدمعة الى عيني .. وقبل ان ابكي مشيت ..
ومع كل الثقل الذي يحمله دمي .. " نطوطت " مثل القردة على الجزر الصغيرة التي تتوسط البحيرات " الاصطناعية " التي تملأ شارعنا .. ( وهي رياضة شائعة ، ومعلم سياحي يميز البلد .. ) يعني وخطوة بتصيب وخطوة يتخيب .. ، المهم ان لا تكون خطوة " الفردة " المبخوشة .. ، والهم الاخر ان هو ان تصل الى نهاية الشارع دون ان يصادفك " زبون " اخر( في الاتجاه المعاكس ) يمارس ذات الرياضة .. لانه اذا تم هذا من سوء حظك ..
رجلك على جزيرة .. ورجله على جزيرة في المقابل .. وفي الوسط بحيرة .. وعلى اليمين بحيرة وعلى اليسار بحيرة ..
في احدى جولات المفاوضات تلك .. رفعت رجلي ذات " السباط المبخوش " .. فما كان من خصمي ان فعل مثلي .. ايضا " مبخوش" .. ، واسرع ليسبقني ورفع القدم الاخرى .. وكانت ايضا الفردة الاخرى " مبخوش " .. اثنين " مبخوش " يربح .. فنطوطت على قدم واحدة ( ايضا رياضة شائعة ) عبر البحيرة الى ان وصلت الى الجزيرة الثانية ..
وصلت الى الشارع العريض ، الذي تمر فيه السيارات .. وانحنيت لادخل السرفيس .. ( لا تصدقون من يقول ان الانسان لا ينحني الا لخالقه وللحلاق.. ولله عنا ما حدا بيسترجي يرفع رأسه .. )
وبالعودة الى السرفيس .. ، يمضي على الطريق ، وعلى الطريق فقط يمكنك عندنا ان تمارس حرية التعبير .. عبر عن نفسك بالطريقة التي تراها مناسبة .. زمر .. زورب .. جحش .. طحش .. ارعب الركاب .. داعبهم .. اصرعهم .. استعبدهم .. اطردهم .. ، يعني عبر .. كما تريد .. واذا لم تصدقوني راقبوا الشوارع وشوفوا التعبير عن الرأي على اصوله ..
ولا تستطيع كراكب ان تعبر عن رأيك الا بعد ان تترجل .. وتلاحق كلماتك الحرة السائق من اصوله الى اخر فصوله التي عشتها " لايف " معه ..
ولاننا تربينا على عدم وجود الجسور الآمنة التي تأخذنا الى الطرف الاخر .. برعنا في رياضة قفز الحواجز ( رياضة شعبية اخرى في بلادنا .. ) رياضة لها اصول .. السيارات تأتيك من اليمين واليسار .. بسرعات مختلفة .. ممتزجة ببشر غير مبرمجين .. لا يمكن ان تتوقع تصرفاتهم .. ذهاب ( يمكن ان يستخدمه احدهم اياب ) حاجز منصف حديدي شائك عال, فاياب ( يمكن ان يستخدمه البعض ذهاب ) .. ترصد حركة الشارع ، سيارات ، مواطنين ( يعني عالم ) ، بسكلايتات ( دراجات ) ، عربات تجرها الحمير .. ، وحمير تركب سيارات.. شرطة .. والكل يمكن ان يتحرك في أي اتجاه وفي كل اتجاه في أي لحظة وفي كل لحظة ، ويمكن ان يتوقف .. قليلا .. طويلا .. ابدا ..يمكنك توقع كل شيء في هذه اللعبة ..
تنطلق كالسهم متحفزا مراقبا حركة الخصوم .. تتجاوز العقبات من السيارات والبشر والحمير وغيره .. من شرطة وما شابه .. وتقفز من فوق الحاجز دفعة واحدة مستفيدا من التسارع الذي اكتسبته .. ولكن الفن هنا والصعوبة في أن واحد . بانه عليك ان تأتي واقفا ( بعد القفزة ) ..ثابت .. لكي ترصد حركة الطريق ( الاياب ) وتنطلق في اللحظة المناسبة ( ملاحظة : لا تثق بالشرطي ) .. ايضا عوائق ومخاطر مختلفة .. سيارات .. بشر .. حمير وغيره من شرطة وما شابه ,, وتصل الى الطرف الاخر ..
اخذت سيرفيسا على الخط الثاني .. حرية تعبير على الطرقات .. ترجلت .. رياضة قفز الحواجز .. سيارات , بشر ، حمير وغيره .. من شرطة وما شابه .. ، وصلت الى الخط الثالث والاخير .. وتعيد الكرة .. تنحني .. حرية تعبير . . قفز حواجز .. ( انتبه قد يعترضك بعض بسطات الكتب .. ، عربات فول ، روسيات تبيع الثياب الوطنية ..الخ ) وصول الى المرحلة النهائية ..
طلوع .. جوع .. رغيف الخبز لن يصمد الى اليوم الثاني في معدتي .. ريح دمشق النشطة .. وسيارات .. تأن تحت وطأة حملها من اصحاب الدم الثقيل ، في هذا الطريق الذي يلتف حول الجبل .. أدركتني الشمس وبدأ العرق يتصبب من رأسي ويخرج من السباط المبخوش ..
تركت اثاري على الطريق .. لمن يريد ان يتبع الهدى .. وصلت .. تعبت .. انحنيت ( كالعادة ) مستندا على ركبتاي المثنيتان .. صوت لهاثي اعلى من صوت الريح ..
احسست بالريح .. نسمات تجفف عرقي .. تحيي عروقي .. وتملأ رئتاي .. رائحة وطني .. مدينتي .. رفعت رأسي .. انتصبت .. مكسور انا .. صحيح .. ولكن اجزائي المحطمة جسمت على حافة قاسيون .. ونظري جال على المدينة العتيقة .. ورأيت من هناك القلعة القديمة .. البرلمان .. فردت قطعة القماش التي ضممتها طوال رحلتي .. سوداء ، بيضاء ، حمراء .. نشرت العلم فوق رأسي .. يعانق الريح .. يطير حرا .. ينتشلني .. يرفعني ... تحررت قدماي ( سقط السباط المبخوش ) فردت جوانحي .. طرت حرا فوق المدينة .. فوق آلامي فوق رحلتي اليومية المؤلمة .. سيارات ، بشر ، وحمير وغيره .. من شرطة وما شابه ، بسطات كتب .. وعربة فول .. ما الهم .. فانا اليوم ارفرف بالعلم .. حرا فوق قاسيون ..
نضال معلوف
-------------------------------------------------------------------------------
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
سيارات ، بشر ، حمير وغيره .. من شرطة وما شابه
استيقاظ صعب لنوم ثقيل ، فالنوم عندنا وسيلة للهروب وليس الراحة .. و اليقظة تضعنا أمام استحقاقات تكبر فنصغر يوما بعد يوم .. ،
غسلت وجهي بالماء البارد .. لان السخان أصبح ترف لا مبرر له بعد أن رفعت الحكومة سعر الكهرباء .. ، فأصبح التيار الكهربائي يصعق المستخدم دون ان يلمسه .. يكفي ان يراه فقط .. ، الـ 35 ل.س التي كانت في جيبي البارحة اشتريت بها خبزا .. وبقي في حوزتي اجرة السيرفيس .. ، اما ذقني الطويلة فتسطيع الانتظار الى اول الشهر ..
" سباطي المبخوش " عليه اللعنة .. اليوم ماطر .. والحفر عندنا اكثر من الشوارع .. ، والروماتيزم ينخر في رجلاي .. وليس لي مزاج اليوم ان " اطشطش " رجلاي في الماء .. ، ولا اعرف ماذا دهاني لا شتري جراب ابيض .. هكذا كانت " الموضة " قبل عشر سنوات .. على كل حال .. يوم اشتريته ..
" فشخت " .. من فوق الاجساد المتناثرة في الغرفة .. اشعر بالندم .. و حالي ينطبق عليها نكتة " الحمصي " الذي " اكل مائة كف على غفلة " .. ستة اولاد وفي كل مرة .. اقول توبة .. ومن ثم اعيد الكرة واقول أهي نوبة .. وبعدها توبة .. توبة الي كنت اخلف تاني ..
تناولت رغيف الخبز ، و اجتريته ( من اجتر .. حاشاكم ) .. ( حاف ) مثل الكديش .. لاعيش .. واعيش فقط .. ولا ينبت الحشيش .. ، حشيش .. ، تذكرت تلك الطرفة التي بكيت عليها طوال حياتي اكثر مما ضحكت .. ، والتي تروي ان ملكا رأى مواطنا يرعى حشيشا في باحة القصر .. فأمر الحراس بان يأتو به .. ومن كثرة ما رق قلب الحاكم لقصته .. امر بان يسمح للمواطن بان " يرعى " الحشيش ما طاب له في كل حدائق المملكة ..
ضحكت في سري .. صمت .. شردت .. هربت الدمعة الى عيني .. وقبل ان ابكي مشيت ..
ومع كل الثقل الذي يحمله دمي .. " نطوطت " مثل القردة على الجزر الصغيرة التي تتوسط البحيرات " الاصطناعية " التي تملأ شارعنا .. ( وهي رياضة شائعة ، ومعلم سياحي يميز البلد .. ) يعني وخطوة بتصيب وخطوة يتخيب .. ، المهم ان لا تكون خطوة " الفردة " المبخوشة .. ، والهم الاخر ان هو ان تصل الى نهاية الشارع دون ان يصادفك " زبون " اخر( في الاتجاه المعاكس ) يمارس ذات الرياضة .. لانه اذا تم هذا من سوء حظك ..
رجلك على جزيرة .. ورجله على جزيرة في المقابل .. وفي الوسط بحيرة .. وعلى اليمين بحيرة وعلى اليسار بحيرة ..
في احدى جولات المفاوضات تلك .. رفعت رجلي ذات " السباط المبخوش " .. فما كان من خصمي ان فعل مثلي .. ايضا " مبخوش" .. ، واسرع ليسبقني ورفع القدم الاخرى .. وكانت ايضا الفردة الاخرى " مبخوش " .. اثنين " مبخوش " يربح .. فنطوطت على قدم واحدة ( ايضا رياضة شائعة ) عبر البحيرة الى ان وصلت الى الجزيرة الثانية ..
وصلت الى الشارع العريض ، الذي تمر فيه السيارات .. وانحنيت لادخل السرفيس .. ( لا تصدقون من يقول ان الانسان لا ينحني الا لخالقه وللحلاق.. ولله عنا ما حدا بيسترجي يرفع رأسه .. )
وبالعودة الى السرفيس .. ، يمضي على الطريق ، وعلى الطريق فقط يمكنك عندنا ان تمارس حرية التعبير .. عبر عن نفسك بالطريقة التي تراها مناسبة .. زمر .. زورب .. جحش .. طحش .. ارعب الركاب .. داعبهم .. اصرعهم .. استعبدهم .. اطردهم .. ، يعني عبر .. كما تريد .. واذا لم تصدقوني راقبوا الشوارع وشوفوا التعبير عن الرأي على اصوله ..
ولا تستطيع كراكب ان تعبر عن رأيك الا بعد ان تترجل .. وتلاحق كلماتك الحرة السائق من اصوله الى اخر فصوله التي عشتها " لايف " معه ..
ولاننا تربينا على عدم وجود الجسور الآمنة التي تأخذنا الى الطرف الاخر .. برعنا في رياضة قفز الحواجز ( رياضة شعبية اخرى في بلادنا .. ) رياضة لها اصول .. السيارات تأتيك من اليمين واليسار .. بسرعات مختلفة .. ممتزجة ببشر غير مبرمجين .. لا يمكن ان تتوقع تصرفاتهم .. ذهاب ( يمكن ان يستخدمه احدهم اياب ) حاجز منصف حديدي شائك عال, فاياب ( يمكن ان يستخدمه البعض ذهاب ) .. ترصد حركة الشارع ، سيارات ، مواطنين ( يعني عالم ) ، بسكلايتات ( دراجات ) ، عربات تجرها الحمير .. ، وحمير تركب سيارات.. شرطة .. والكل يمكن ان يتحرك في أي اتجاه وفي كل اتجاه في أي لحظة وفي كل لحظة ، ويمكن ان يتوقف .. قليلا .. طويلا .. ابدا ..يمكنك توقع كل شيء في هذه اللعبة ..
تنطلق كالسهم متحفزا مراقبا حركة الخصوم .. تتجاوز العقبات من السيارات والبشر والحمير وغيره .. من شرطة وما شابه .. وتقفز من فوق الحاجز دفعة واحدة مستفيدا من التسارع الذي اكتسبته .. ولكن الفن هنا والصعوبة في أن واحد . بانه عليك ان تأتي واقفا ( بعد القفزة ) ..ثابت .. لكي ترصد حركة الطريق ( الاياب ) وتنطلق في اللحظة المناسبة ( ملاحظة : لا تثق بالشرطي ) .. ايضا عوائق ومخاطر مختلفة .. سيارات .. بشر .. حمير وغيره من شرطة وما شابه ,, وتصل الى الطرف الاخر ..
اخذت سيرفيسا على الخط الثاني .. حرية تعبير على الطرقات .. ترجلت .. رياضة قفز الحواجز .. سيارات , بشر ، حمير وغيره .. من شرطة وما شابه .. ، وصلت الى الخط الثالث والاخير .. وتعيد الكرة .. تنحني .. حرية تعبير . . قفز حواجز .. ( انتبه قد يعترضك بعض بسطات الكتب .. ، عربات فول ، روسيات تبيع الثياب الوطنية ..الخ ) وصول الى المرحلة النهائية ..
طلوع .. جوع .. رغيف الخبز لن يصمد الى اليوم الثاني في معدتي .. ريح دمشق النشطة .. وسيارات .. تأن تحت وطأة حملها من اصحاب الدم الثقيل ، في هذا الطريق الذي يلتف حول الجبل .. أدركتني الشمس وبدأ العرق يتصبب من رأسي ويخرج من السباط المبخوش ..
تركت اثاري على الطريق .. لمن يريد ان يتبع الهدى .. وصلت .. تعبت .. انحنيت ( كالعادة ) مستندا على ركبتاي المثنيتان .. صوت لهاثي اعلى من صوت الريح ..
احسست بالريح .. نسمات تجفف عرقي .. تحيي عروقي .. وتملأ رئتاي .. رائحة وطني .. مدينتي .. رفعت رأسي .. انتصبت .. مكسور انا .. صحيح .. ولكن اجزائي المحطمة جسمت على حافة قاسيون .. ونظري جال على المدينة العتيقة .. ورأيت من هناك القلعة القديمة .. البرلمان .. فردت قطعة القماش التي ضممتها طوال رحلتي .. سوداء ، بيضاء ، حمراء .. نشرت العلم فوق رأسي .. يعانق الريح .. يطير حرا .. ينتشلني .. يرفعني ... تحررت قدماي ( سقط السباط المبخوش ) فردت جوانحي .. طرت حرا فوق المدينة .. فوق آلامي فوق رحلتي اليومية المؤلمة .. سيارات ، بشر ، وحمير وغيره .. من شرطة وما شابه ، بسطات كتب .. وعربة فول .. ما الهم .. فانا اليوم ارفرف بالعلم .. حرا فوق قاسيون ..
نضال معلوف
-------------------------------------------------------------------------------
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////