-
دخول

عرض كامل الموضوع : كيف ادخل "مهند" الشعارات الى غرف نومنا؟؟! بقلم نضال معلوف


The morning
19/03/2009, 07:19
طالما كان في التاريخ شخصيات برزت واحدثت لغطاً"وخربطة" في حياة جماعة او شعب او في بعض الاحيان في حياة الشعوب التي تقطن هذا الكوكب (لا اعرف اذا امتد تأثير البعض الى كواكب اخرى)، من خلال مداعبة احلام العامة.والعامة اقصد بها هنا اغلبية جماعة من البشر (او من غيرهم)، وهذه الاغلبية يمكن ان تكون عرقية، دينية، طبقية، جنسية (جندر).. الخ. وعادة يأتي شخص يتكلم بلسان مجموعة موجهاً خطابه لـ "مجموعة اخرى" يطالب بالحصول على مكاسب لصالح "جماعته".
او يكون رمزاً لنصرة جماعة طالما كانت تشعر بانها تتعرض لمظلمة او ممارسات معينة من قبل الطرف الاخر، في كتاباته او كلامه وخطبه او سلوكه (في بعض الاحيان).
ومن البديهي ان يلقى هذا الشخص التأييد المطلق من قبل المجموعة التي "يجسد" احلامها ، وقد يصل هذا التأييد في كثير من الاحيان الى مرحلة التقديس، وعادة هذا التأييد والتقديس هو بالتحديد ما يفصل هذا الشخص عن "جماعته" حيث ينتقل الى مصاف "النخبة" وتروق له "الرفعة" و"التمايز" عن الاخرين.

وهنا مِن هؤلاء الاشخاص مَن يحول هذا التأييد الى سلطة او مال، يسيطر من خلالها على ذات الجماعة التي خرج منها ويوجهها بما يخدم منافعه الشخصية، واذا كان "صاحبنا" من النوع الصادق (الحالم)، يأتي من يتبنى "النظرية" و"يركبها" ليعتلي عرش "الحلم".. حلم العامة ويحصل على التأييد ويحول التأييد الى مكاسب ويصبح "ملكيا اكثر من الملك"، وتصبح النظرية، التي عادة ما يتم اختزالها بشعار او جملة لها فعل عبارة "افتح يا سمسم" في قصة "علي بابا"، دجاجة تبيض ذهبا.
الذهب الذي يذهب الى رافع الشعار، ويزيده "نخبوية" وتمايز عن المجموعة، ويبدأ هذا الاخير باستغلال المكاسب لتسويق نفسه في اوساط المجموعة ذاتها ويعمل على توسيع الرقعة (لتصبح الدجاجة دجاجاتين)، والمفارقة ان الذي يساعد هؤلاء على الاستمرار هي المكاسب التي حصلوا عليها من التجارة باحلام البقية.

ومع مرور الزمن تتلاشى الاحلام وتبقى الشعارات والعناوين واحيانا يذهب كل هذا وتبقى الشخصية بحد ذاتها، ونرى في التاريخ ممن حملوا فكر كارل ماركس والشيوعية (على سبيل المثال) وهم بمئات الملايين، ربما مئات قليلة فقط من قرأت كتابه "رأس المال" الذي يقع في 1300 صفحة (من العيار الثقيل) ومعظم تلك الملايين التي لم تطلع على اصل افكار ماركس كانوا (شيوعيين) اكثر من ماركس نفسه.
ذهب ماركس وذهبت الشيوعية ومعها احلام "البروليتاريا" (الطبقة العاملة)، الطبقة التي كانت سببا في ظهور "نخب" كثيرة عبر اكثر من قرن من الزمن حققوا مصالحهم الخاصة فيما حصل "الحالمين" على خيبة الامل.

اذا فهمنا هذه الفكرة يمكن ان نحل لغز "مهند" الممثل الاشقر في المسلسل التركي "نور"، الذي حاكى احلام معظم النساء في العالم العربي. (طبعا وبدون ان اقصد المقارنة بين المفكر الكبير وبين المذكور).
فهو بالاضافة الى انه شاب "وسيم" (من الصعب ان اعترف بذلك بدافع الغيرة والكيد) فانه جسد احلام النساء في العالم العربي في زوج يحب زوجته على طريقة روميو (على طول الخط)، ولم تعد نهاية الحكاية حفل الزواج، بل اضحى الحلم يبدأ من حيث كانت النهاية.
وهكذا داعب حلم "ساندريلا" كل النساء المتزوجات والعازبات (اللواتي لابد ان يصبحن متزوجات)، وقلن (في عقل بالهن) لِمْ لا يحمل ازواجنا الحذاء (بغير ما استخدمه منتظر الزيادي) ويلهثون بقية حياتهم في البحث وراء اقدامنا.
انظروا الى "مهند" (امير القصة) كيف لاحق زوجته مع كل ما اظهرته من "حيونة" اثناء المسلسل حاملا الحذاء باحثا وراء "الاميرة" (القاسية القلب) بحيث انه وجدها حوالي الـ 100 مرة في سياق الاحداث، ولم يكل ولا يمل في كسب رضا"نور" التي اختارها المخرج (ربما عن قصد) عادية الجمال صعبة المراس قاسية القلب، لتقول كل فتاة في خاطرها (نور ليست افضل مني وانظروا كيف يعاملها هذا الامير)..
وركب " مهند" (والذي لم استطع ان احفظ اسمه الحقيقي) الحلم، واصبح الرمز الذي امتد من "البارفانات" (العطور) الى الطناجر، واصبح "نبي" النساء العربيات الجديد.. والتحق بالنخبة..
وبعد ان لاحق طوال المسلسل "نور" (بتخطيط من المؤلف وبأمر المخرج وليس لمهند فضل في شيء)، سكن بعده في برج القلعة العالي، وارتمت مئات آلاف الفتيات في اسفل قاع الوادي علهن يحصلن على نظرة او ربما "حذاء" (منتظر هذه المرة).. المهم ان يلامس الحلم الواقع باي طريقة وفي اي مكان، ولو كانت الطريقة الاف الايادي الممدودة للنساء اللواتي تركن ازواجهن في البيت تصل لقدم "مهند" يقف على خشبة المسرح "لا صوت حلو ولا بشرة ناعمة".
وهكذا باتت الطرق عديدة والهدف واحد، من التطفل على حفلات النجوم والمطربين مرورا بجولات الاستعراض في بهيّ (جمع بهو) الفنادق الضخمة والتواصل معه (عربي – تركي بدون دبلجة) وصولا الى شراء الطناجر وعصارات البندورة والمكاوي.؟؟؟!!!
وعلى نفس اللوحات الاعلانية التي احتلها اعضاء مجلس الشعب ليقدموا لنا الوعود( الصادقة)، رشحت احدى الشركات "مهند" للانتخاب من قبل جمهور النساء في سورية، وصناديق الاقتراع موزعة في مراكز بيع الشركة، وهذه الصناديق لا تستقبل الا اوراق من فئة 1000 ل.س (فما فوق)، ويمكنكن الانتخاب قدر ما تشئن، لتتويج السيد "مهند" ملك الازواج.. ونرسل من السوريات 100 ممثل عنهن، ليقدمن التهاني للملك ويحظين بمشاهدة طلعته البهية شخصيا.
ولا مانع بان يقضين هذه الفترة في تعلم بعض التركية لكي (يتكركرن) في حال تنازل "الاخ" ووجه كلمة فيها مايشبه "الالتفاتة" او "الاشارة" الى احداهن لتعيش بقية حياتها على تلك الذكرى..
"مهند" هذا حاليا ينظر الينا بكل غرور ويسأل "من يريدان يقابلني؟" (واثق من نفسه..)، ما يجعل اي شخص فيه ذرة من كرامة يجيب (بشكل مهذب لانها محضورة هنا) "تـ **** انت والذي سيقابلك"..
وندعوا بعد الاستهجان النساء الى الامتناع عن تلبية هذه الدعوة، والرجال ( على قدر ما يستطيعوا) على منع النساء اللواتي لن يمتنعن، لاني ارى "الجري" حتى اللهاث وتقديم الجزى، بهدف ارسال 100 فتاة سورية لمقابلة هذ الشخص وتبجيله، امراً مخزياً ويجلب لناالعار والذل..
قد يفهم من كلامي باني ضدان يحب الازواج زوجاتهم، وبالطبع فاني لا اعني هذا الكلام، ولكني ارى في الذي قدمه هذا الشخص نفاقا وليس حبا، حلم (كابوس) وليس واقعاً، ويكفينا مصائبنا في مطارح اخرى ولا ينقصنا ان تدخل الشعارات الى غرف نومنا حتى يبيع غيرنا الطناجر ويتقاسم على حسابنا الارباح مع "قرود" لا تجيد الا التبسم والنطوطة على المسارح..
نضال معلوف 14\3\2009