yass
16/03/2009, 02:32
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
عاش الوسط الطبي و العلمي في اسبانيا الأسبوع الماضي يوماً تاريخياً سيسجّل في أوراق تاريخ البحث العلمي الإسباني بحروف من حياة بعد الإعلان عن شفاء طفل مصاب بمرض وراثي كان يهدد حياته باستخدام تقنيات الهندسة الجينية.
أندريس طفل أندلسي في السابعة من عمره مصاب بالتلاسيميا الكبرى, و هذا النوع من التلاسيميا باختصار هو أحد أخطر أنواع الأنيميا حيث أن كريّاته الحمر مشوّهة و فاقدة بشكل شبه كامل لقدرتها على نقل الأكسجين لأنسجة الجسم و أعضائه, و تبدأ أعراضه بالظهور في الأشهر الأولى من الحياة و يموت المصاب بها عادة في السنوات العشرة الأولى من حياته, و يعيش أندريس منذ تم اكتشاف مرضه تقريباً في المشفى حيث يحتاج لإشراف طبي مكثّف و عمليات نقل دم متواصلة لأن دمه لا ينفعه.
يوم الخميس الماضي أعلن فريق أطباء أمراض الدم في مستشفى "بيرخين ديل روثيو" الجامعي في إشبيلية أن أندريس قد شفي من مرضه و أنه يستطيع أن يمارس حياة طبيعية تتوافق مع سنّه اعتباراً من اليوم باستثناء المراجعات الدورية و فترة من العزل التعقيمي لتجنّب التهابات ناتجة عن مفعول مثبطات المناعة التي يجب أن يتناولها خلال عامٍ كامل.
كيف شفي أندريس؟
كان شفاء أندريس نتيجة ولادة شقيقه خافيير في شهر تشرين الأول الفائت, و لم تكن ولادة خافيير طبيعية و إنما كانت ولادة مبرمجة خصيصاً لمحاولة علاج أخيه, فمن بين العديد من البويضات الملقحة تم اصطفاء واحدة لا تحمل جينات هذا المرض الوراثي و تتوافق مع الخريطة الوراثية لأندريس, و بعد اصطفاء هذه البويضة الملقحة السليمة و الملائمة تم زرعها في رحم الأم, و عند الولادة تم سحب دم الحبل السرّي (و الذي يحوي خلايا قادرة على التميّز إلى أشكال خلوية متخصصة أو ما يسمّى اصطلاحاً بالخلايا الأم) و زرقه في نخاع أندريس بعد "تفريغه" عن طريق علاج كيماوي مخصص, و منذ ذلك الوقت ينتج نقي عظامه خلايا حمر طبيعية بنسبة 95% و بازدياد.
هذه التقنيات الطبية المتطوّرة هي نتيجة عقدين من البحث العلمي المتواصل في مجل الهندسة الجينية و الوراثية, و هي تتويج لجهد جبّار اصطدم على مدى هذه السنوات بعقبات لا نهائية, فهذا الإنجاز لم يكن ممكناً قبل عام 2006 لأن القانون الإسباني لم يكن يسمح بالعديد من التقنيات التي استُخدمت في هذه الحالة, و تغيّر هذا الأمر عام 2006 عند إقرار قانون "التكاثر المساعَد" الذي ينظّم, بين أمور أخرى, تقنيات أطفال الأنابيب و يسمح بالاصطفاء الجيني في حالات علاجية كهذه الحالة.
اصطدم هذا القانون خلال فترة التحضير له برفض و مقاومة شرسة من قبل قطّاعات واسعة من اليمين المحافظ و من قبل السلطة الدينية كذلك, لأسباب عديدة حسب رأيهم منها أن اصطفاء بويضة ملقّحة من بين العديد من البويضات يمثّل عدداً من جرائم القتل يساوي عدد البويضات الملقحة التي يتم الاستغناء عنها حتى لو كانت مريضة و معرّضة للموت في السنوات الأولى من الحياة, فحسب رأي مجمع الأساقفة فإن البويضة الملقحة هي أول خطوة من خطوات الحياة و منعها من الاستمرار هو جريمة قتل, و بسبب هذا الرأي المتشنج كان من المستحيل إقرار قانون يسمح بهذه التقنيات (أو حتى بالبحث العلمي بخصوصها) خلال حكم حزب الشعب اليميني.
كان هذا القانون أحد الوعود الانتخابية لثاباتيرو خلال حملته الانتخابية الأولى, ويعتبر تعيين برنات سوريا, العالم الشهير المتخصص في البحث العلمي في التقنيات الجينية كوزير صحة تأكيداً على التزامه بهذا الوعد, و تعرّض هذا العالم الشهير لمضايقات كثيرة و دعاوي قضائية لا تنتهي خلال سنوات طويلة بسبب إصراره على البحث في هذه المجالات "المحرّمة" اضطرته في فترة معيّنة إلى الرحيل من اسبانيا لمتابعة أبحاثه, و كان تعيينه أيضاً رد اعتبار له بشكل ما.
كان هذا القانون دفعة أمل كبيرة لجميع أهالي الأطفال الذين في مثل حالة أندريس, فالقانون يسمح بالاصطفاء فقط لحالات علاجية, و لم يوقفهم عن عزمهم تهديد مجمع الأساقفة بطرد جميع الآباء الذين يقبلون بهذا النوع من العلاج من الكنيسة, و هذا التهديد لاقى العديد من الأصوات المعارضة من جمعيات مسيحية و من شخصيات دينية بارزة داخل و خارج اسبانيا و لذلك لم ينفّذ حتى الآن رغم استمرار الاستنكار و الرفض من قبل السلطات الكنسية, و هذا الرفض مبني على سببين, الأول هو رفض اصطفاء البويضات الملقحة للأسباب المذكورة سابقاً و الثاني يعود إلى أنهم يرون أن الطفل الذي يولد من أجل إنقاذ أخ مريض ليس نتيجة غريزة الأبوّة المقدّسة و إنما لسبب مصلحي بحت, حتى لو كان هذا السبب هو إنقاذ حياة أخيه.
هذه النزاعات تجاه حالة علمية هي معركة أخرى من الحرب ما بين العلم و الرفض من قبل من يرى هذا العلم مخالفاً لتعاليم الدين, و هذه الحرب قديمة قدم العلم ربما, و أعتقد شخصياً أنها ليست حرباً بين العلم و الدين و إنما بين التحجّر الفكري للبعض و رفضهم لدور العلم إن كان يمس بشكل ما مكانتهم كرقباء أو كنظريي الفلسفة و الأخلاق المهيمنة على العالم الذي نعيش فيه, و الكثير من النزاعات كان يمكن أن تنتهي لو توفّرت الرغبة بذلك, لكن المشكلة تكمن في أن هذه الرغبة غير موجودة في أغلب الأحيان.
لكل شخص مطلق الحرية باعتناق الفكر أو العقيدة التي يرغب و العيش بناءً على ما تمليه عليه هذه العقيدة, و يمكن حتى التقبّل على مضض أن يطلق أحدهم أحكاماً على الآخرين حسب فكره و عقيدته دون اعتبارٍ لحقهم بالاختلاف عنه, لكن المشكلة الكبرى تكمن عندما نحاول فرض أسلوب حياتنا على الآخرين, في هذه الحالة لن يذهب الأطباء لاعتقال الطفل المريض و إجبار أهله على القيام بما لايرغبون, و لكنني أعتقد أنه من حق الأهل أن يحاولوا إنقاذ حياة طفلهم بما يناسب معتقداتهم أو عدمها, فبنفس المنطق الذي يسمح لبعض الجماعات الدينية مثل شهود يهوه برفض بعض الأنواع العلاجية مثل نقل الدم و زرع الأعضاء و يجبر الطبيب على احترام هذا الخيار يجب السماح باستخدام تقنيات معيّنة لمن لا يعطي لحاجز عقائدي معيّن أهمية طالما أن هذه التقنيات موجّهة للعلاج و لإنقاذ الحياة.
أحد التصريحات الأكثر انتشاراً في الصحافة كان تساؤل أم أندريس و خافيير, التي صرّحت أنها مسيحية كاثوليكية مؤمنة, إن كان من صلاحية أسقف لا يعرف معنى الأبوة أو الأمومة كشعور إنساني أن يقرر إن كانت ستحب خافيير الذي ولد لإنقاذ أخيه كحبها لابنها الأكبر, و للأسف, و مع كل احترامي لمكانة الأسقف الدينية بغض النظر عن رأيي به كشخص و موقفي من سياسته, أجد نفسي متضامناً إلى حدّ بعيد من الأم و تفكيرها. و تكمل الأم السعيدة تصريحاتها بإعلانها عن تلقّي مئات الرسائل من الكثير من رجال الدين المهنئين و الذين يعرضون عليها تعميد خافيير في كنائسهم, متحدّين بذلك توجّه بعض الرجعيين الذين كانوا قد رفضوا أن يتم تعميد هذا الطفل.
منظر أندريس خلال المؤتمر الصحفي مؤثر جداً, يحرّك برأيي مشاعر الصخر الصلب, فقد طلب من أمه أن يلبس ربطة عنق و قميص أبيض, و علّق حول رقبته سمّاعة صدر كالطبيب, الذي يقول عنه أنه أعزّ أصدقائه رغم أنه "كبير و له شوارب", و عندما سألوه عن ماذا يريد أن يكون في المستقبل أجاب بفخر "هيماتولوغو" (طبيب أخصائي بأمراض الدم), و أثار بذلك ضحك الحضور لأنه عانى كي ينطق هذه الكلمة الصعبة لقاموس طفلٍ ربما لا يعرف أقرانه من الطب إلا اللقاحات.
لا زالت آثار العلاج الكيميائي القاسي بادية على مظهر الطفل, و لكن رغم كل ذلك, تتحدّى ابتسامته الطفولية السعيدة كل أشكال الألم, و تجعل من يراها يلعن كلّ من أنفق دولاراً واحداً على بندقية أو مسدّس أو صاروخ أو حتى سيف بدل إنفاقها على البحث العلمي.
Yass
عاش الوسط الطبي و العلمي في اسبانيا الأسبوع الماضي يوماً تاريخياً سيسجّل في أوراق تاريخ البحث العلمي الإسباني بحروف من حياة بعد الإعلان عن شفاء طفل مصاب بمرض وراثي كان يهدد حياته باستخدام تقنيات الهندسة الجينية.
أندريس طفل أندلسي في السابعة من عمره مصاب بالتلاسيميا الكبرى, و هذا النوع من التلاسيميا باختصار هو أحد أخطر أنواع الأنيميا حيث أن كريّاته الحمر مشوّهة و فاقدة بشكل شبه كامل لقدرتها على نقل الأكسجين لأنسجة الجسم و أعضائه, و تبدأ أعراضه بالظهور في الأشهر الأولى من الحياة و يموت المصاب بها عادة في السنوات العشرة الأولى من حياته, و يعيش أندريس منذ تم اكتشاف مرضه تقريباً في المشفى حيث يحتاج لإشراف طبي مكثّف و عمليات نقل دم متواصلة لأن دمه لا ينفعه.
يوم الخميس الماضي أعلن فريق أطباء أمراض الدم في مستشفى "بيرخين ديل روثيو" الجامعي في إشبيلية أن أندريس قد شفي من مرضه و أنه يستطيع أن يمارس حياة طبيعية تتوافق مع سنّه اعتباراً من اليوم باستثناء المراجعات الدورية و فترة من العزل التعقيمي لتجنّب التهابات ناتجة عن مفعول مثبطات المناعة التي يجب أن يتناولها خلال عامٍ كامل.
كيف شفي أندريس؟
كان شفاء أندريس نتيجة ولادة شقيقه خافيير في شهر تشرين الأول الفائت, و لم تكن ولادة خافيير طبيعية و إنما كانت ولادة مبرمجة خصيصاً لمحاولة علاج أخيه, فمن بين العديد من البويضات الملقحة تم اصطفاء واحدة لا تحمل جينات هذا المرض الوراثي و تتوافق مع الخريطة الوراثية لأندريس, و بعد اصطفاء هذه البويضة الملقحة السليمة و الملائمة تم زرعها في رحم الأم, و عند الولادة تم سحب دم الحبل السرّي (و الذي يحوي خلايا قادرة على التميّز إلى أشكال خلوية متخصصة أو ما يسمّى اصطلاحاً بالخلايا الأم) و زرقه في نخاع أندريس بعد "تفريغه" عن طريق علاج كيماوي مخصص, و منذ ذلك الوقت ينتج نقي عظامه خلايا حمر طبيعية بنسبة 95% و بازدياد.
هذه التقنيات الطبية المتطوّرة هي نتيجة عقدين من البحث العلمي المتواصل في مجل الهندسة الجينية و الوراثية, و هي تتويج لجهد جبّار اصطدم على مدى هذه السنوات بعقبات لا نهائية, فهذا الإنجاز لم يكن ممكناً قبل عام 2006 لأن القانون الإسباني لم يكن يسمح بالعديد من التقنيات التي استُخدمت في هذه الحالة, و تغيّر هذا الأمر عام 2006 عند إقرار قانون "التكاثر المساعَد" الذي ينظّم, بين أمور أخرى, تقنيات أطفال الأنابيب و يسمح بالاصطفاء الجيني في حالات علاجية كهذه الحالة.
اصطدم هذا القانون خلال فترة التحضير له برفض و مقاومة شرسة من قبل قطّاعات واسعة من اليمين المحافظ و من قبل السلطة الدينية كذلك, لأسباب عديدة حسب رأيهم منها أن اصطفاء بويضة ملقّحة من بين العديد من البويضات يمثّل عدداً من جرائم القتل يساوي عدد البويضات الملقحة التي يتم الاستغناء عنها حتى لو كانت مريضة و معرّضة للموت في السنوات الأولى من الحياة, فحسب رأي مجمع الأساقفة فإن البويضة الملقحة هي أول خطوة من خطوات الحياة و منعها من الاستمرار هو جريمة قتل, و بسبب هذا الرأي المتشنج كان من المستحيل إقرار قانون يسمح بهذه التقنيات (أو حتى بالبحث العلمي بخصوصها) خلال حكم حزب الشعب اليميني.
كان هذا القانون أحد الوعود الانتخابية لثاباتيرو خلال حملته الانتخابية الأولى, ويعتبر تعيين برنات سوريا, العالم الشهير المتخصص في البحث العلمي في التقنيات الجينية كوزير صحة تأكيداً على التزامه بهذا الوعد, و تعرّض هذا العالم الشهير لمضايقات كثيرة و دعاوي قضائية لا تنتهي خلال سنوات طويلة بسبب إصراره على البحث في هذه المجالات "المحرّمة" اضطرته في فترة معيّنة إلى الرحيل من اسبانيا لمتابعة أبحاثه, و كان تعيينه أيضاً رد اعتبار له بشكل ما.
كان هذا القانون دفعة أمل كبيرة لجميع أهالي الأطفال الذين في مثل حالة أندريس, فالقانون يسمح بالاصطفاء فقط لحالات علاجية, و لم يوقفهم عن عزمهم تهديد مجمع الأساقفة بطرد جميع الآباء الذين يقبلون بهذا النوع من العلاج من الكنيسة, و هذا التهديد لاقى العديد من الأصوات المعارضة من جمعيات مسيحية و من شخصيات دينية بارزة داخل و خارج اسبانيا و لذلك لم ينفّذ حتى الآن رغم استمرار الاستنكار و الرفض من قبل السلطات الكنسية, و هذا الرفض مبني على سببين, الأول هو رفض اصطفاء البويضات الملقحة للأسباب المذكورة سابقاً و الثاني يعود إلى أنهم يرون أن الطفل الذي يولد من أجل إنقاذ أخ مريض ليس نتيجة غريزة الأبوّة المقدّسة و إنما لسبب مصلحي بحت, حتى لو كان هذا السبب هو إنقاذ حياة أخيه.
هذه النزاعات تجاه حالة علمية هي معركة أخرى من الحرب ما بين العلم و الرفض من قبل من يرى هذا العلم مخالفاً لتعاليم الدين, و هذه الحرب قديمة قدم العلم ربما, و أعتقد شخصياً أنها ليست حرباً بين العلم و الدين و إنما بين التحجّر الفكري للبعض و رفضهم لدور العلم إن كان يمس بشكل ما مكانتهم كرقباء أو كنظريي الفلسفة و الأخلاق المهيمنة على العالم الذي نعيش فيه, و الكثير من النزاعات كان يمكن أن تنتهي لو توفّرت الرغبة بذلك, لكن المشكلة تكمن في أن هذه الرغبة غير موجودة في أغلب الأحيان.
لكل شخص مطلق الحرية باعتناق الفكر أو العقيدة التي يرغب و العيش بناءً على ما تمليه عليه هذه العقيدة, و يمكن حتى التقبّل على مضض أن يطلق أحدهم أحكاماً على الآخرين حسب فكره و عقيدته دون اعتبارٍ لحقهم بالاختلاف عنه, لكن المشكلة الكبرى تكمن عندما نحاول فرض أسلوب حياتنا على الآخرين, في هذه الحالة لن يذهب الأطباء لاعتقال الطفل المريض و إجبار أهله على القيام بما لايرغبون, و لكنني أعتقد أنه من حق الأهل أن يحاولوا إنقاذ حياة طفلهم بما يناسب معتقداتهم أو عدمها, فبنفس المنطق الذي يسمح لبعض الجماعات الدينية مثل شهود يهوه برفض بعض الأنواع العلاجية مثل نقل الدم و زرع الأعضاء و يجبر الطبيب على احترام هذا الخيار يجب السماح باستخدام تقنيات معيّنة لمن لا يعطي لحاجز عقائدي معيّن أهمية طالما أن هذه التقنيات موجّهة للعلاج و لإنقاذ الحياة.
أحد التصريحات الأكثر انتشاراً في الصحافة كان تساؤل أم أندريس و خافيير, التي صرّحت أنها مسيحية كاثوليكية مؤمنة, إن كان من صلاحية أسقف لا يعرف معنى الأبوة أو الأمومة كشعور إنساني أن يقرر إن كانت ستحب خافيير الذي ولد لإنقاذ أخيه كحبها لابنها الأكبر, و للأسف, و مع كل احترامي لمكانة الأسقف الدينية بغض النظر عن رأيي به كشخص و موقفي من سياسته, أجد نفسي متضامناً إلى حدّ بعيد من الأم و تفكيرها. و تكمل الأم السعيدة تصريحاتها بإعلانها عن تلقّي مئات الرسائل من الكثير من رجال الدين المهنئين و الذين يعرضون عليها تعميد خافيير في كنائسهم, متحدّين بذلك توجّه بعض الرجعيين الذين كانوا قد رفضوا أن يتم تعميد هذا الطفل.
منظر أندريس خلال المؤتمر الصحفي مؤثر جداً, يحرّك برأيي مشاعر الصخر الصلب, فقد طلب من أمه أن يلبس ربطة عنق و قميص أبيض, و علّق حول رقبته سمّاعة صدر كالطبيب, الذي يقول عنه أنه أعزّ أصدقائه رغم أنه "كبير و له شوارب", و عندما سألوه عن ماذا يريد أن يكون في المستقبل أجاب بفخر "هيماتولوغو" (طبيب أخصائي بأمراض الدم), و أثار بذلك ضحك الحضور لأنه عانى كي ينطق هذه الكلمة الصعبة لقاموس طفلٍ ربما لا يعرف أقرانه من الطب إلا اللقاحات.
لا زالت آثار العلاج الكيميائي القاسي بادية على مظهر الطفل, و لكن رغم كل ذلك, تتحدّى ابتسامته الطفولية السعيدة كل أشكال الألم, و تجعل من يراها يلعن كلّ من أنفق دولاراً واحداً على بندقية أو مسدّس أو صاروخ أو حتى سيف بدل إنفاقها على البحث العلمي.
Yass