-
دخول

عرض كامل الموضوع : قصة مدينتين....


agha
07/09/2005, 02:01
في روايته قصة مدينتين يصف تشارلز ديكنز عصر الثورة الفرنسية بأنه كان افضل الأزمان و كان أسوأ الأزمان و أن الناس كانت تشعر انها تسير الى جهنم مباشرة و في الوقت نفسه تشعر انها تسير الى الجنة مباشرة
و مثل أي عهد من العهود كان العهد السوري في لبنان مزيجا من هذا و ذاك نصف اناء فارغ و نصف ملأن و لكن بعض المغرضين و المرائين من الذين اعتادوا على نصف الحقائق و لمصالح ليست خافية على أحد لا يحبون ألا أن يرو سوى الوجه المظلم من الحقيقة .
و أنا هنا لن ادخل لا في الاسماء ولا في الألقاب و لا في الاسباب و الذرائع و المصالح


فالوجود السوري مهما قيل فيه وعنه و قد شرح الاسد كفاية و جوهه السلبية و الأخطاء و حتى الى حدود الخطايا لكن ذلك لا يمنع من رؤية الانجاز الكبير الذي تحقق في لبنان وسط عواصف الازمات الدولية و الأقليمية الكبرى التي عاشها لبنان وسورية معا و لا يستطيع أي انسان نزيه وموضوعي ألا أن يسجل هذه الانجازات و التي لولاها و بأعتراف بعض خصوم سورية كانت حصنا منيعا للبنان في زمن الهيمنة الاميركية و الغطرسة الاسرائيلية و في مرحلة تصاعد فيها الارهاب العالمي و خصوصا الاصولي منه و ضرب بعواصفه الوحشية الاستقرار في العديد من البلاد العربية و لم يكن بينها بينها لبنان الذي كان بحماية المظلة الامنية السورية والتي تنكر لها العديدون الان


و اذا ذكرت هذه المظلة و بعكس ما تتحدث به الحملات الصحافية ضد اهلها و حاملي لوئها فإنما يذكر بصورة خاصة دور الرجال الذين كانو أخذوا على عاتقهم مهمتها (و تعرضو بسببها للكثير من من أخبار السوء )
و أقصد بذلك تحديدا و على سبيل المثال لا على سبيل الحصر مهمة رئيس جهاز الأمن و الاستطلاع للقوات السورية العاملة في لبنان العميد رستم غزالة الذي كان يحرص في جلساته الخاصة ان يقدم نفسه بأنه جندي في الجيش السوري و يعمل بتوجيهات القيادة و في الخطوات الاسترتيجية السياسية العامة التي رسمتها سورية لنفسها
في زمن هبت فيه العواصف على سورية ولبنان معا و الناس و في مبالغة في التبسيط و بعض هؤلاء صحافيون يعيشون من الحملة المغرضة على حساب الحقائق لا يعرفون كفاية , ربما أنه لم يكن من السهل على بلد صغير بحجم لبنان ليس لديه من القوى الدفاعية حتى طائرة عسكرية .... فكيف بمئات الطائرات اسرائيل و الاف طائرات اميركا أن يصمد قرابة 30 عام و يبتعد عن تداعيات اتفاق 17 أيار الذي كان يمكن ان ينتشر فيروسه في كل ارجاء لبنان و ان تصل عداوة الى كل فعالياته السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية . فكانت النتيجة ان تحطم اتفاق الاذعان كما سماه الرئيس الراحل حافظ الأسد على صخرة الاستطلاع و العلم والمعرفة و هذا كلع ليس امرا سهلا فكلمة المخابرات التي شاء البعض ان يجد فيها عيبا هي خصوصا بالنسبة لبلدان صغيرة لا حول له ولا قوة امنية او عسكرية هي القلعة التي تحمي الشعب و الوطن و كرامته و هذه كلها قبل أي شعارات قد يطرحها البعض من نوع الاستقلال و السيادة أو كلمات مشابهة جميلة في عموميتها و تجتذب الجماهير و بطريقة بالغة في التبسيط لكنها في الواقع ليست شيئا اذا لم تكن في اطار الكرامة و وحدة المصير و من دون اجهزة المعلومات التي بات لها مفعول سلبي عند الكثيرين لانها و بكل تأكيد هي الاجهزة التي لابد منها في أي بلد في العالم حتى في اميركة التي تتغنا بدمقراطيتها و مع ذلك اضطرت اخيرا الى ان تضع حدا لليبرالية الواسعة باتجاه امساك بالمن و حماية المواطن

و في هذا المجال يسجل للجندي رستم غزالة دور اساسي مهم لا يستطيع المعارضون ايا كانوا ان يقفوا فوقه
فالى جانب القضاء على تداعيات خطط 17 ايار كان هناك الحفاظ على السلم الاهلي في لبنان و من دون هذا السلم لا اقتصاد ولا سياسة و لا استقلال بل لبنان فريسة الاطماع الاقليمية بدءا من اسرائيل و ليس انتهاءا باميركة و الى السلم الاهلي كان هناك دور رئيسي لرستم غزالة الذي يجد البعض في الهجوم عليه الان مهنة يعيش منها
و في بلد تتصارع ليس فقط طوائف و لكن قبائل و عشائر و قد سبق لكارل ماكس و في عز السلطنة العثمانية ان قال عن لبنان : أنه البلد الصغير الذي تشكل قبائله الوحشية و التعبير حرفيا لكارل ماكس و جع راس لسلطنة بني عثمان و الى كارل ماركس هناك قول أشهر لونستن تشرشل بأن لبنان لا يحكم نفسه و لا يترك غيره يحكمه
فهل ادرك المتطاولون و المثقفون و المغرضون كيف ان بلدا مثل لبنان بطوائفه و قبائله و عشائره يمكن دون الحفاظ على سلمه الاهلي حماية اهله من الدمار و الخراب . ولنا مثل واضح لعبت فيه المخابرات السورية دورا رايسيا في وضع حد له عندما تحرك الارهاب الاصولي في الضنية و كان يمكن ان يتسع فوق رقعة لبنان كله و الى محاصرة 17 ايار و تحقيق السلم الاهلي و معه الاصولية من الانقضاض على لبنان
هناك وكر الدبابير السياسي البناني بكل ما فيه من تنازع مصالح سياسية و اقتصادية ومنافع مالية و التي لا يمكن التعاطي معها الا بحكمة وتروي و دراية و بقبضة حديدية في ان معا .


فالحكم هو القوة و ليس الضعف.

الحكم هو السلطة وليس التراخي .

الحكم هو الامن وليس الفوضى .

فهل سأل المغرضون المثقفون كيف تمكن رستم غزالة و رفاقه من التغلب على كل هذه المخاطر التي تمكن رستم غزالة و رفاقه من التغلب على كل هذه النخاطر التي يمكن أن تضع لبنان على ساحة ارهاب من النوع الذي شهدناه في اكتر من دولة من مصر و الجزائر و المغرب و السعودية و قطر و الكويت و أسبانيا و أخيرا لندن و حتى اميركا نفسها التي تعاني من الميليشيات المسلحة الداخلية على ارضها
لولا الألية الخبيرة والتقنية العالية و الوعي القومي الذي مثله الرئيس الراحل حافظ الاسد وورثه ابنه بشار الأسد .
وهل سأل هؤلاء نفسهم كيف يمكن أمام مخاطر مثلث تقوم فيه تركيا في الشمال و اسرائيل في الجنوب و عبر البوارج الحربية في الغرب ان يتمكن لبنان وسورية من تحقيق أي سيادة واستقلال
فهل هذه مهمة سهلة ام ان النجاح هو في الانجاز الوطني و القومي الذي مهما قيل في رستم غزالة و قد يكون بعضه صحيحا و لكن اغلبه عقل استرتيجي كان يتعاطى في الشؤون الكبرى بقدر ما يحمي نفسه من المخاطر الصغرى
و أما عن الحديث حول تدخلات و تداخلات سياسية خرجت عن مهمة الحفاظ على أمن لبنان كما هو مفترض في توصيف و ظيفة رئيس جهاز الأمن والاستطلاع فهو الحفاظ على أمن القوات السورية في لبنان و هذا من باب رؤية مساحة ضئيلة فارغة في الكاس المليان ....




Agah……………… :D