-
دخول

عرض كامل الموضوع : امرأةٌ تقرأ جسدَها


boozy
10/03/2009, 00:49
قصيدة قريتها وما قدرت اشيلها من بالي:

امرأةٌ تقرأ جسدَها

حسن ناجي



امرأةٌ أنا،

خَلَقني اللهُ أنثى،

فمَنَحْتُ الأنوثةَ الخلود.

كنتُ قبلَ أن آتي، وسأبقى بعدَ أن أذهب.



حاشية:

قال الزوج: أنتِ زوجتي، وتَقَدَّم.

قال الآخر: أنتِ جسدٌ، وابتسَم.

قال الشاعر: أنتِ هي أنتِ، فاشتعلتُ.



أُحاولُ أن أكتبَ نفسي. تقرأني النساءُ منهاجَ أنوثة، ويتهجّاني الرجالُ ترتيلَ صلاة.

أنا لا أكتب جسدي. لا أكتب روحي. أنا أكتبُني منذ ولادةِ الأنوثة حتى كتابِ الخلود.

كلُّ امرأةٍ خُلقتْ من حرف،

وأنا أبجديةُُ النساء

أنا لغةُ الرجال.



حاشية:

الزوج: يرى الدنيا سريرًا.

الآخر: يرى الدنيا حاجةً.

الشاعر: يرى الدنيا شبهَ جملةٍ، يسعى إليّ؛ فأنا تمامُها.



بداخلِ كلّ امرأةٍ رجلٌ يُكمل دورتَها الإنسانية. تبحث المرأةُ عن توأمها في كلّ رجل. يبحثون معها. يجدون رجلاً معلّبًا يَصْلح لكلِّ شيءٍ إلاّ للتوأمة. يدفعون به إليها، في الوقت الذي تنتهي فيه صلاحيتُه.

بداخلي ثلاثةُ رجال: زوجٌ، وآخرُ، وشاعر.

كلُّ الرجال يَصْلحون زوجًا.

كلُّ الرجال يَصْلحون آخرَ.

وحدَه الشاعرُ: التوأم.



امرأةٌ أنا،

قصيدةُ شاعرٍٍ، وصلاةُ راهبٍ، وكأسُ خمّار.



حاشية:

الزوج: قبّلني، فضحكْت.

الآخر: قبّلني، فانتفضْت.

الشاعر: قبّلتُه، فنضجْت.



خلق اللهُ الشمسَ لتَصْلح لكلّ نهارات العصور.

خلق اللهُ القمرَ ليَصْلح لكلّ ليالي العصور.

خلقني، ليَجمعَ الليلَ والنهارَ بي:

ليلَ الحلم، ونهارَ الحقيقة.



جاء عيسى مخلِّصًا، ومحمد جاء هاديًا، وجئتُ أنا .. امرأةً.

حاشية:

الزوج: رخصة.

الآخر: غصّة.

الشاعر: قصّة.



كانت أمّي في المخاض تنتظر ميلادي، وكنتُ إلى جانبها أساعدُها على الطَّلق. كان عليّ أن استقبلَني!

في اللحظة التي كنتُ أولدُ فيها، ارتبكتُ: فقد كان يولد داخلي، في الوقتِ ذاتِه، شاعر. نظرتُ حولي خوفًا من أن تكونَ أمي قد انتبهتْ.



حاشية:

الزوج: عقدٌ وشهادة.

الآخر: مالٌ وقلادة.

الشاعر: برقٌ وولادة.



حاشية على حاشية:

الزوج: تقوده شهوتُه إليّ.

الآخر: تقوده معصيتُه إليّ.

الشاعر: أقودُه أنا كي نتعمَّدَ معًا بالطهارة.



قلتُ للشاعر يومًا: نحن روحٌ وجسد. فهل نصلُ إلى الجسد من خلال الروح، أمْ إلى الروح من خلالِ الجسد؟ أيُّ الدروبِ أقصر؟

قال الشاعر: إذا بدأتِ الروحُ بالاشتعال، فعلى الجسد أن يتطهّر بنارها، لا أن يطفئها. وإذا اشتعل الجسدُ يومًا، احترقت الروح.

هو وحده أشعل روحي وطهّر جسدي.



حاشية:

الزوج: يأخذُ مني ما يريد.

الآخر: يأخذُ مني ما لا أريد.

الشاعر: يعطيني ما أريد.



حاشية إضافية:

الزوج: سنواتٌ من العقلِ، ولحظةُ شهوة.

الآخر: سنواتٌ من العقل، ولحظةُ ارتعاشة.

الشاعر: لحظةُ جنون، وسنواتٌ من الطهارة.



كان الزوجُ معي فأحسستُ أنني وحدي. كان الآخرُ معي فأحسستُ أنه وحده. جاء الشاعرُ فاكتملت.



امرأةٌ أنا،

كلُّ النساء تسعى إلى الرجل، وكلُّ الرجال يسعوْن إليّ.



حاشية متمّمة:

الزوج: يَطْلب المغفرة.

الآخر: يَطْلب المعصية.

الشاعر: يَطْلبني.



امرأةٌ أنا،

النساءُ يَحملن دفاترَ نسخٍ يَكْتب عليها الرجالُ الفروضَ اليومية، وخربشاتٍ ليلية، ومواعيدَ، ومشاريعَ هدايا.

تنسى النساءُ كلَّ ما كتبه الرجال.. ويبكين.

الشاعر قلمي، وأنا قصيدته. نغنّي معًا ما حفظناه.. ونضحك.



حاشية:

الزوج: يرى ملابسي.

الآخر: يرى جسدي.

الشاعر: يراني.



امرأةٌ أنا،

تتحلّّق النساءُ حولي يُتْمِمْن ما تبقّى من طقوسِ الصلاة، يغنّين سيمفونيةَ الأمنيات مبتهجات. يتحلّق الرجالُ، يقبّلون عطري، ويوقّّعون بإمضاءاتهم صكوكَ الغفران، فابتهج. في الصحو لا أكون وحدي لحظة، وحين أنامُ أسمع قصائد الشاعر ترتّلها نسوةٌ كزغرودةِ عرس.



حاشية:

الزوج: اختارني.

الآخر: أرادني.

الشاعر: اكتشفني.



امرأةٌ أنا،

تتناوبني الفصولُ الأربعة، اختصرها حين يَسْكنني الشاعر بـ: أنا.

حاشية:

الزوج: ورطة.

الآخر: غلطة.

الشاعر: غِبطة.



امرأةٌ أنا،

كلّما بحثتُ عني أجدُني في عيون الناس، وبين سطورِ القصائدِ التي لم تُكتبْ إلاّ عني.



حاشية:

الزوج: يَصِلُني في غرفةٍ معتمة.

الآخر: لا يصل إلاّ خفية.

الشاعر: وصل إليّ من خلالِ كلِّ الناس.



امرأةٌ أنا،

جبلٌ من الكبرياء. كلُّ مَنِ انحنَوْا أمامي باركتُهم، والآخرون ذابوا في صقيع الأيام.

حاشية كتبها الشاعر:

رجلٌ أنا،

خلقني اللهُ ذكرًا

وخلقتني المرأةُ شاعرًا.



حاشية على حاشيته:

امرأةٌ أنا،

وأنا قصيدتُه

butterfly
13/03/2009, 14:28
رائعة .. كتير كتير شدتني
:akh:

بس بعتقد مكانا الأنسب قسم الشعر :fthink:

achelious
14/03/2009, 04:54
حلو كتير,:D

وهون أحلى!;)

boozy
14/03/2009, 23:40
شكرا انت الاحلى والاحلى والاحلى
يا صديقي الوفي.
- اي صير بصفي على طول-
هههههه
:lol:

personita
15/03/2009, 02:44
بداخلِ كلّ امرأةٍ رجلٌ يُكمل دورتَها الإنسانية. تبحث المرأةُ عن توأمها في كلّ رجل. يبحثون معها. يجدون رجلاً معلّبًا يَصْلح لكلِّ شيءٍ إلاّ للتوأمة. يدفعون به إليها، في الوقت الذي تنتهي فيه صلاحيتُه.

بداخلي ثلاثةُ رجال: زوجٌ، وآخرُ، وشاعر.

كلُّ الرجال يَصْلحون زوجًا.

كلُّ الرجال يَصْلحون آخرَ.

وحدَه الشاعرُ: التوأم.


حاشية:

الزوج: اختارني.

الآخر: أرادني.

الشاعر: اكتشفني.


امرأةٌ أنا،

كلّما بحثتُ عني أجدُني في عيون الناس، وبين سطورِ القصائدِ التي لم تُكتبْ إلاّ عني.

حاشية:

الزوج: يَصِلُني في غرفةٍ معتمة.

الآخر: لا يصل إلاّ خفية.

الشاعر: وصل إليّ من خلالِ كلِّ الناس.



امرأةٌ أنا،

جبلٌ من الكبرياء. كلُّ مَنِ انحنَوْا أمامي باركتُهم، والآخرون ذابوا في صقيع الأيام.

حاشية كتبها الشاعر:

رجلٌ أنا،

خلقني اللهُ ذكرًا

وخلقتني المرأةُ شاعرًا.


حاشية على حاشيته:

امرأةٌ أنا،

وأنا قصيدتُه






إيفان، أكثر من رائعة!! قصيدة اختزلت كل الأنوثة..
لذوقك الراقي:D

achelious
15/03/2009, 05:50
شكرا انت الاحلى والاحلى والاحلى
يا صديقي الوفي.
- اي صير بصفي على طول-
هههههه
:lol:
مو مسألة صفك ايفان, انما قسم الشعر يهتم بالشعر بنوعيه العمودي والتفعيلة.
وهاي نثر, فزابطة بقرأت لك:D

وشم الجمال
22/04/2009, 09:00
لك يسعد رب الشاعر شو انو بفهم الانوثة وبكتبها صح,,

رائعة جدا ايفان :D