-
دخول

عرض كامل الموضوع : لكني قلق على أخي نوار...!


مالك الحلبي
09/03/2009, 04:33
بسم الله الرحمن الرحيم

لكني قلق على أخي نوار...!




نوار: صباح الخير يا منذر.
منذر يتجاهل أخاه المشلول ، ثم يرد عليه .
منذر: صباح النور .
قام منذر من فراشه الذي أحبّه ، طواه بسرعة مع نفض اللحاف بهدوء خوفا ً عليه من الذكريات والفواصل التي لبّنتْ بداخله ...!
أنظر إلى مرآة الغرفة وأزورها لأحرّك عضلات وجهي ، تعمل أو لا تعمل ، الحمد لله إنها تعمل ، لا إنها لا تعمل ،
ربما شروخ المرآة تطبعُ وجهي وعضلاته ، سأغسِلُ يداي ووجهي .
نوار: صباح الخير، للمرة الثانية .
منذر : كم مرةٍ ستصّبح علي...! ، خاطبته بضحكةٍ باردة .
نوار : نحن نهزُ الورد طمعا ً برائحته .
أكملت طريقي للغرفة الثانية ، لا يوجد أروقة ! ، غرفة ٌ تلي غرفة ثم بابُ جرار إلى باب المنزل .
المطبخ هو هو مليءٌ بالقدور والكؤوس الزَفِرَة تنتظِرُني ...!
ما هذا اليوم ؟، اللهم ألهمنا الصبر والسلوان .
تبا ً لهذا الصنبور ، لن أضعَ حدا ً له ، ولا لغيظنا ... قد بلغنا الذروة ...!
قطراتهُ عكرة ْ كأني بالجبل أو واحة آسنة لا خلاف ولا اختلاف ...!
أخذت معجونا ً لأغسل يداي ووجهي والأظافرْ لكنهُ لا ينفع بالرغم ِ من رعونتهِ الدائمة على قلبي ، لم يعد ينظفني كما أريد...!
أعود لخلع "بيجامتي" ، لي سروال من مخلفاتِ أبي وأربع "بلايز" منهم ذوات الياقة العالية لأكسى عظامي ببعض اللحم الدافئ !.
فالمعيشة غالية ولا لنا بالمازوت مدفأتنا كهربائية ولن أقف عن سرقته كوني كحال الفقراء وذكي كالأكثرية .
سأشعل سيجارة .
أين الركوة ؟
ها هي ، مليئة بالوساخة وأيضا ً فنجاني وأذنه والطبق ، لا أريد بيتفور زينة ٌ للطبق يكفيني ماءٌ وبنْ وبعض التحريك وملعقة نظيفة حصرا ً...!
أين الملعقة ؟
آه ، ها هي ، تذكرت السيدة ملعقة .
باعتقادي كنتُ صغيرا ً وباعتقادي كان لي أصدقاء وباعتقادي أسمائهم مالك ومعمر ومعتصم ، ويقيني أنهم يعاقرون ثورة المال بنوعيها لا يهم ، وضحكة ٌ أعلى بدرجة من البسمة لكنها مهزوزة .
حاول مالك مساعدتي ببضع مئات ، كي أنصب له المستقبل ليحضن قناة الــ ( SHOW ) التركية ، الثلاثة ساعدوني برفع العمود فوق برج المبنى ، صغارٌ كنا وأنا الوحيد قبضت المئات .
نفضت جسدي لأعطي بعض الثقة لعضلاتي البالية فلم أحب الرياضة ولم أعش الطفولة ، أمي توفيت أثناء ولادتي وتبعها أبي بعد سنوات ، أحرك رأسي وأهزه لأنسى كذبة فريد الأطرش : الحياة حلوة بس نفهمها ...
هل هو أطرش لهذه الدرجة ؟ !
اليوم لدي عزيمة عند عمتي ، وهي تبنـّت أخي الكبير كونها لا تنجب الأطفال .
لماذا هم بيسر ورخاء ، ونوار وأنا بفقر وتعاسة ؟!...
لبستُ سروالي ونزعت البلوزتان ، لبست القميص ، إنه غير مكوي ، أريد وضع ربطة عنق لكن ياقته كبيرة ورقبتي نحيلة وطويلة ، أتحسس حنجرتي كأنها نصل رمح ٍ ليست مدورة بل حادة ، هل يمكن أن تـُجرحْ يوما ً ما وتنتفخ ؟
ربما هي عدم سبب انتفاخ وتطاول رقبتي .
عدت إلى الحذاء هو من أيام المدرسة حينما كنا أنا وإياه ، لكنـّي أحبه ، أصلا ًلا أريد تغيره ولا يريد هو تغييري ، ليس من أجل المال فنعلم أن المال فتنة فنـّتقي الفتنة معا ً خوفا ً من الفراق ، وأنا أكره الفتنة حتى النساء لا أحبهم لأنهم فتنة والرجال أيضا ً لأنهم كانوا فتنة وأولاد وأنا كنت ولدا ً وكنت فتنة وأصلا ً زوجة نوار هجرته وأخذت فِتنـَها معها وتزوجت غيره ، لماذا ؟
لأنه أصيب بالشلل جراء جلطة بالدماغ فأصبح لا يغادر الكرسي إلا للخلاء وبمساعدتي ...!
لم يستفيد نوار من المعالجات الفيزيائية على يد الطبيبة البلغارية فكان البلغار يوفدون لنا معالجيهم ونوفد لهم رجالنا الأشاوس مع علب الدخان " المارلبورو" ويعودا لنا بقصص غريبة من هذه البلاد الغريبة .
سألت نوار هل تريد شيئا ً من عمتك أجابني لا بل أجلب لي بعضا ً من الكازوز أريد التأكد من جاهزية فرقعات معدتي وغازاتي ، كي أضحك ..!
إنه يحتاج للضحك !
على فكرة أخي طبيب أسنان ...
خرجت من المنزل لأقرب سيرفيس إلى فيلا عمتي ورخائها ، نزلت من السرفيس وكان عليّ المشي مسافة ثلاثمائة متر أو آخذ تكسي وأدفع عشرون ليرة ، لا لن أفعلها ولن أجعل مصفاة النفط تهنأ بهذه العشرين .
مشيت مطالعا ً الفيلات الباذخة ، فيلا صينية وأميركية وسيارات حديثة ، سبحان الله ...
ثم هرولت مسرعا ً لأن الساعة قاربت الثانية ظهرا ً وربما أتأخر عن الغداء .
وصلت أخيرا ً .
منذر : السلام عليكم أبا غضب .
أبا غضب : أهلا ً منذر .
هذا أبو غضب غريب الأطوار ( حارس الفيلا ) ، كيف سمح لزوجاته أن يوشموا ذقنه ويلبسوا أسنانه بالذهب ...!
ضغطت على جرس الفيلا فقال : طن ّ طن ّ ، صوته نفسه لم يتغير ...!
فتحت عمتي وبدأت أمارس سياسة التمثيل ، قبلة ً على اليمين وثلاثا ً على الشمال وخمسٌ على كل يد قبلة .!
عمتي لا تضع ثقتها إلا بناطور المبنى أبو غضب أما عن الخادمات فهي حذرة منهم ، ربما النساء لا يثقون بأنفسهم ، لا أعلم لماذا ، رغم أنهم بلغوا مراتب علمية وثقافية عليا ...الخ ، ولكن عندما تصل الأمور لحدود قارتها ستكون شرسة وحذرة ، ربما لها الحق فالآمان بالله .
ولكن يعلمون ما لا نعلم ! ، ويعملون ما لا نعمل !.
انتزعت حذائي بحذر فكعبه التاسع والعشرون بدأ يبلى ، أسكنته خارج الفيلا فهنا آمان ، فأبا غضب كشرطي أمريكي أصلع الرأس يشرب الشاي الأسود كأنه ( سفن أب ) صباحا ً ومطربه علي محمود العيساوي وكأنه إلتون جون ، إذا ً أبو غضب حارس الأحذية وناطور طيبن الأحذية.
دخلت بكل أدب وحياء مبتسما ً .
قالت عمتي : أهلا ً منذر ، أنزع معطفك ، ستتغذى مع زوج عمتك ، قرب وصوله .
شبّهت زوجها بأوباما لكني أراه كلينتون تماما ً مع سيجاره الكوبي الشقي ...!
سألتها : أخي الكبير ألن يأتي ؟
أجابت : لا ، لن يتغذى اليوم معنا .
سألت نفسي بكآبة ، لماذا لا يأتي ويتناول الغداء كالعادة ، لا يحب الاجتماع معي ومع نوار ، طبعا ً إنه ملياردير وزوجة وأطفال وجنسية كندية قبـّل النعال كي ينالها ، ومعمل وفيلا وسيارة وسائق بالإضافة لأبو غضب وأسنانه الذهب وكلهم أعذار.
ربما لديه انطباع عني بأني خجولٌ بائس طري العود ولا أعلم شيئا ً سوى صناعة الأسنان وإطفاء صوت مكبر الصوت بعد تسليم الإمام بخجل وحياء وانعدام للشقاوة , وهذا ظاهرٌ للعيان لكل من أدعهُ يلاحظني .أما من له عينٌ ثالثة فيتحاشاني ولا يُتعِبُ نظره علي .
عمتي :ما أخبار نوار.
أجبتها : يتحسن ببطء شديد , والسبب عناده وسماكة عقله مع المعالجة البلغارية لأنه يعارضها بشدة دائما , فالجلطة كانت خفيفة وربما تجاوزها الآن إلا أن زوجته التي طلقته بعد شلله .....
أصلاَ ً هو كان عليه تطليقها من الأول , يعلم انتهازيتها وطمعها .. و .. و ..
هنا أحسست بغضب عمتي وسكونها , فهي تكره الطلاق وتحمد الله عز وجل بأني لم ألتقي بزوجها قبل ثلاثين عاما ً.
لكنت حدثتهُ بنفس الحديث ,وستتناسخ الأدوار بين عمتي وزوجة أخي ....!
أتى زوج عمتي ,طبعا حضنته وقبلت وجهه ويداه , وعند تقبيلي يداه أشعر بتلبدهم من شفتاي ربما يداه بعوز ٍ لبعض العزة المفقودة بالمنزل.
سألني وقال :كيف عملك يا منذر ؟
أجبته : الحمد لله , تعلم يا زوج عمتي أن موضة هذه الأيام صناعة الأسنان بالرغم من هجرة الكثير من شبابنا للتعلم في ايطاليا
ولكني تعلمتها هنا بالمعهد , لكن المصروف كسر ظهري ..........
وأنا أتكلم وأتكلم .. أحسست بتململه , ثم غيرت نبرة ودفة الكلام وأضفت النهاية :
الحمد لله رب العالمين , أنت على رأسنا , الله يطول بعمرك ويعطيك الصحة , مع ابتسامة لا تكشف إلا بالتلسكوب
وأردفت : ما شاء الله شاب أكثر مني .
فأبتسم ورأيت حبلا مطاطيا ً يستغيث من دكت أسنانه ولحم حنكه البائس , وأجزم أنه يأخذ حبوب منشطة جنسية بتهور,
وخاصة بعد توسيع معمله وتطويره وردف بعض السكرتيرات اللعوبات ولم تعارض عمتي ذلك , المهم ينام على مخدتها وتكتفي برائحة لعابه , إن كان الآن أو قبل ثلاثين عاما َ ...!
تناولنا الغذاء وشربنا الشاي
ومن ثم وضعت عمتي بجيبي خمسمائة ليرة سورية أمام زوجها وقالت : أصرف يا منذر , أخرج مع أصدقائك وأبتهج معهم ,اشتري قميصا ً آخر , ألا ترى بأن ياقته كفرو النمس ..!
اشتري غيره , ثم عليك بتجميع المال وستصبح رجلا ً انظر إلى زوج عمتك , كان بائع بطاطا مقلية بسوق الجمعة
( سوق شعبي للمفكرين والكتاب ) والآن لديه معمل مشهور ويصدر للخليج بطاطا لذيذة ( أكره القرمشة وطرطقة الحذاء ) .
هنا بدأت أتململ من نفس الأسطوانة , تحب إطراء زوجها أمامه , ومن خلفه تبدأ السب والذم ، وهي تعلم أنه يخونها بالمعمل ويكذب ويشتكي ليلا ً من وهم الروماتيزم والسكر , ومن كثر كذبه ووهمه على أنه مريض وتعب أتاه المرض على حين غرة , فلم يبقى مرض ولا داء إلا تلبسه وسكنه , ولكن حب الوجود وحب الحياة جعله يخون عمتي , انتهت عمتي من الديباجة المعتادة وقبلتني , ولم أقبلها وعدت إلى المنزل و إلى أخي نوار ، ربما نوار يحتاج الى الخلاء فلا يستطيع التبرز لوحده , فالحفاضات غالية الثمن وللكبار ..!
أصلا َ هو لا يحب الحفاضات ,لأنه طبيب والطبيب هو من يكتب قياس الحفاضات ...!
توالت الأيام إلى أن سمعت يوما صوتا من المئذنة , يناجي أهل الخير للتبرع لمريض بحاجة لدم من زمرة ( o )
فذهبت وتبرعت , وما أن تبرعت حصلت على مبلغ ليس يسير بالنسبة لي , قبضت خمسة آلاف ليرة ,
وهناك تعرفت على أبا جاسم حسبته طبيبا ً في بادئ الأمر لحنكته وصبره وعلمه .
أبا جاسم يبلغ الأربعين , ولكني لاحظت إسرافه بأمور كثيرة قياسا ًَ لراتبه
حتى أنه قال لي يوما ًَ: تعال معي الليلة سأدعوك إلى ملهى , ستشاهد شحمة أذنك بلا مرآة وهناك فرقة جديدة روسية جميلة .
فرفضت كي لا أعتاد على هكذا أمكنة , ولست خائنا ًَ لصورة سعاد حسني المغتالة سياسيا ًَ , القابعة فوق سريري .
بعد مدة دخل أبو جاسم السجن ليتم تسريحه نهائيا ً لسرقة المال العام , كان يبيع أدوية مجانية تستوردها الدولة لمعالجة السرطان إلى المرضى بمبالغ طائلة وكان مستقر الأموال المسروق إلى شحمة أذنه في الملهى على الروسيات , صادفته مرة في الحديقة فإني من رواد الحديقة , أحب الماء والزرع , تحادثنا بكل صراحة وأخبرته على ضيق الحال وحنيني للزواج والأسرة ,
والأهم شفاء أخي نوار وقلت له : إن قدر الله عز وجل ورزقني , سأعالج أخي ببلجيكا عند طبيب لجراحة الأعصاب .
فقال لي : هل تبيع كليتك بخمسمائة ألف ليرة .
فسكنت لحظة ومر هدير عمري أمامي وأجبته : موافق ..
تم تحديد موقع وزمان العملية في مستشفى ليلا ًَ على أنها عملية مرارة ...!
بدأت العملية وأطلقت ُ الشهادة تنفيذا ً لأمر الله وبدأت أعد إلى العشرة ولأمر الطبيب المخدر .
سرى المخدر في جسدي عند وصولي للعدة الخامسة , بدأت العملية وانتهت ..
أخرج الطبيب الكلية و أخرج القلب وقرنيتا عيناي وقطع جسدي أخذ الصالح وجمع الغير صالح في كيس أسود ووضعوه بمكان مقفر بعيد بلا ضوء ولا ماء ولا دفن .
سوى بعض الذباب والحيايا

لكني قلق على أخي نوار...! كيف سيتبرز وحده وهو لا يحب الحفاضات ...........!

رحم الله منذر وأدخله فسيح جناته ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

leonardo_dicabreo
09/03/2009, 05:01
بس كانه الموضوع طويل شوي ؟؟:p
على كل حال الله يرحموا ويرحمنا (الرحمه بتجوز عالجهتين)...:gem:

achelious
17/03/2009, 01:14
تامة, رسمك لملامح شخوصك, وصفك ومعالجتك لأدق التفاصيل المحيطة بهم , واقعيتك .. تقترب من العالمية

تحياتي:D

تامل
21/03/2009, 15:04
واقعيتك .. تقترب من العالمية

هذا ما ظننته.
قصتك رائعة..والاسلوب متقن.
بالتوفيق

مالك الحلبي
22/03/2009, 01:07
شكرا ً لكل من مر من هنا ، ومن سيمر ، ومن لم يمر ، ومن ذاق طعم المر .
أهلا ً بكم ..