رجل من ورق
03/03/2009, 08:30
دمشق - رويترز
أشار الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى رغبته في إجراء حوار مع سوريا ما قد يعيد دمشق للساحة الدولية بصورة أكبر، ولكن في الوقت نفسه قد يضطرها لاختيار ما اذا كانت ستتحرر من علاقاتها الوثيقة بإيران وجماعات معادية لاسرائيل، نقلاً عن تقرير إخباري الاثنين 2-3-2009. وقال ديفيد شنكر من معهد واشنطن لسياسة الشرق الادني في بحث إنه "اذا تمكنت ادارة اوباما بشكل ما من توجيه عودة سوريا الاستراتيجية للصف - بعيداً عن ايران وتجاه معسكر السلام - ستكون ضربة حقيقية للمتشددين في المنطقة".
وستجد سوريا صعوبة اكبر في مواصلة دعمها لجماعات متشددة وتحالفها القديم مع إيران إذا قامت الولايات المتحدة بتطبيع العلاقات معها، وسعت للتوسط في عملية السلام بين اسرائيل وسوريا كما كان الحال طيلة عقد تقريباً من الزمان حتى عام 2000.
وفي الأسبوع الماضي اعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن من السابق لأوانه التنبوء بتحسن في العلاقات عقب اجتماع مسؤول امريكي بارز مع عماد مصطفى سفير سوريا في واشنطن.
غير أن مصطفى صرح بأن الاجتماع قد يكون بداية صفحة جديدة في العلاقات، وأن سوريا مستعدة لمناقشة جميع القضايا.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد أعلن أن المشاركة الامريكية المباشرة حيوية في أي محادثات سلام مع اسرائيل تهدف لضمان عودة مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل.
وفي بادرة على حسن النوايا أفرجت ادارة اوباما عن تبرعات حجمها 500 الف دولار جمعتها جمعية خيرية سورية تدعمها زوجة الاسد في واشنطن، غير ان اوباما ابقى على ستيورات ليفي مسؤول الخزانة الذي عينه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش من اجل زيادة فعالية العقوبات المفروضة ضد ايران وسوريا.
وفرض بوش عقوبات ضد سوريا في عام 2004 واتهمها بمساعدة مسلحين على السفر للعراق ومساندة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني اللذين تصنفهما واشنطن على انهما جماعتان إرهابيتان بينما ترى دمشق أنهما يقاتلان من اجل الحرية.
وقال دبلوماسي في العاصمة السورية: "ربما يكون احتضان سوريا لحماس ميزة في الوقت الحالي، ولكن قد يتحول إلى عبء اذا ما اظهرت الولايات المتحدة جدية تجاه
اتفاق سوري اسرائيلي".
وسحبت واشنطن سفيرها من دمشق عام 2005 عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. وتنفي سوريا تورطها في قتله. وبدأت محكمة خاصة تابعة للامم المتحدة مكلفة بالقضية عملها أمس الاحد، ولكن توجيه الاتهام للمشتبه فيهم قد يستغرق شهوراً.
وقد تحبط مواجهات محتملة بين سوريا والامم المتحدة بشأن المحكمة الخاصة باغتيال الحريري، وبشأن عمليات تفتيش نووية، التقارب مع الولايات المتحدة، لكن دمشق تشهد نشاطاً دبلوماسياً كبيراً في الوقت الحالي.
ومنذ تنصيب اوباما في 20 يناير/كانون الثاني زارت اربعة وفود من الكونغرس الامريكي سوريا، وضم أحد هذه الوفود السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
ويتوقع دبلوماسيون في دمشق أن يوفد اوباما جورج ميتشل مبعوثه لمنطقة الشرق الاوسط لسوريا وعودة السفير الامريكي عقب الانتخابات البرلمانية في لبنان في السابع من يونيو/ حزيران.
وكانت الأولوية في مهمة ميتشل حتى الآن تهدئة التوتر عقب الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس في ديسمبر/كانون الاول، ويناير/كانون الثاني وهو النزاع الذي عمّق الخلاف بين سوريا وكل من مصر والسعودية الحليفين الرئيسيين لواشنطن في العالم العربي. وساندت سوريا حماس خلال الهجوم.
غير أن سوريا استجابت لجهود عربية لرأب الصدع مع السعودية، وزار وزير الخارجية السوري وليد المعلم الرياض الشهر الماضي لمناقشة الخلافات بما في ذلك ما يخص حماس.
وقال كيري عقب اجتماعه مع الرئيس السوري إن سوريا أبدت استعدادها للمساعدة في تشكيل حكومة وحدة فلسطينية تضم حماس.
وتجري في القاهرة محادثات لاقتسام السلطة بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقاطعت واشنطن حكومة سابقة قادتها حماس. ويقول مسؤولون سوريون إنهم يجدون أرضاً مشتركة مع الامريكيين في الوقت الحالي في ما يتعلق بإيجاد دور سياسي لحماس الى جانب جهود تحقيق الاستقرار في العراق ولبنان ومكافحة الارهاب.
وذكر دبلوماسيون أنه في حالة موافقة حماس على الانضمام للحكومة الفلسطينية التي قد تستأنف محادثات السلام مع اسرائيل، فإن ذلك سيساعد سوريا على تصوير جهودها للتوصل لاتفاق مع اسرائيل كجزء من مساعي سلام شاملة.
وعلقت المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية في ديسمبر/كانون الأول بسبب الهجوم على غزة.
وقال مصدر غربي في دمشق إن بعض المسؤولين الاسرائيليين يضغطون من أجل تقارب أمريكي سوري، لأن ذلك قد يسهل توصل اسرائيل لاتفاق سلام مع سوريا يهمش حلفاء سوريا الرئيسيين مثل ايران وجماعات متشددة.
وقال المصدر إن واشنطن قد تسعى في نهاية الأمر لعقد اجتماعات رفيعة المستوى بين سوريا وإسرائيل لبدء محادثات السلام.
وانهارت المحادثات التي أجريت تحت إشراف مباشر من الولايات المتحدة واستمرت نحو 10 أعوام في عام 2000 بعدما رفض الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عرضاً من اسرائيل لا يعيد ما يعتبره جميع أراضي الجولان.
ويقول جوشوا لانديس الخبير في الشؤون السورية المقيم في الولايات المتحدة إن السوريين قلقون من الدخول في مفاوضات جديدة مع واشنطن دون تحقيق مكاسب حقيقية، مستندين إلى خبرتهم مع إدارة الرئيس الاسبق بيل كلينتون.
وأضاف: "يقلق سوريا أن يستغل أوباما العملية لتخديرها والإبقاء على سلوكها الحسن في لبنان ولا يحدث شيء بينما يجني هو ثمار القضية الفلسطينية. لن تسترد (سوريا) الجولان وتصبح في موقف أضعف".
أشار الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى رغبته في إجراء حوار مع سوريا ما قد يعيد دمشق للساحة الدولية بصورة أكبر، ولكن في الوقت نفسه قد يضطرها لاختيار ما اذا كانت ستتحرر من علاقاتها الوثيقة بإيران وجماعات معادية لاسرائيل، نقلاً عن تقرير إخباري الاثنين 2-3-2009. وقال ديفيد شنكر من معهد واشنطن لسياسة الشرق الادني في بحث إنه "اذا تمكنت ادارة اوباما بشكل ما من توجيه عودة سوريا الاستراتيجية للصف - بعيداً عن ايران وتجاه معسكر السلام - ستكون ضربة حقيقية للمتشددين في المنطقة".
وستجد سوريا صعوبة اكبر في مواصلة دعمها لجماعات متشددة وتحالفها القديم مع إيران إذا قامت الولايات المتحدة بتطبيع العلاقات معها، وسعت للتوسط في عملية السلام بين اسرائيل وسوريا كما كان الحال طيلة عقد تقريباً من الزمان حتى عام 2000.
وفي الأسبوع الماضي اعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن من السابق لأوانه التنبوء بتحسن في العلاقات عقب اجتماع مسؤول امريكي بارز مع عماد مصطفى سفير سوريا في واشنطن.
غير أن مصطفى صرح بأن الاجتماع قد يكون بداية صفحة جديدة في العلاقات، وأن سوريا مستعدة لمناقشة جميع القضايا.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد أعلن أن المشاركة الامريكية المباشرة حيوية في أي محادثات سلام مع اسرائيل تهدف لضمان عودة مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل.
وفي بادرة على حسن النوايا أفرجت ادارة اوباما عن تبرعات حجمها 500 الف دولار جمعتها جمعية خيرية سورية تدعمها زوجة الاسد في واشنطن، غير ان اوباما ابقى على ستيورات ليفي مسؤول الخزانة الذي عينه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش من اجل زيادة فعالية العقوبات المفروضة ضد ايران وسوريا.
وفرض بوش عقوبات ضد سوريا في عام 2004 واتهمها بمساعدة مسلحين على السفر للعراق ومساندة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني اللذين تصنفهما واشنطن على انهما جماعتان إرهابيتان بينما ترى دمشق أنهما يقاتلان من اجل الحرية.
وقال دبلوماسي في العاصمة السورية: "ربما يكون احتضان سوريا لحماس ميزة في الوقت الحالي، ولكن قد يتحول إلى عبء اذا ما اظهرت الولايات المتحدة جدية تجاه
اتفاق سوري اسرائيلي".
وسحبت واشنطن سفيرها من دمشق عام 2005 عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. وتنفي سوريا تورطها في قتله. وبدأت محكمة خاصة تابعة للامم المتحدة مكلفة بالقضية عملها أمس الاحد، ولكن توجيه الاتهام للمشتبه فيهم قد يستغرق شهوراً.
وقد تحبط مواجهات محتملة بين سوريا والامم المتحدة بشأن المحكمة الخاصة باغتيال الحريري، وبشأن عمليات تفتيش نووية، التقارب مع الولايات المتحدة، لكن دمشق تشهد نشاطاً دبلوماسياً كبيراً في الوقت الحالي.
ومنذ تنصيب اوباما في 20 يناير/كانون الثاني زارت اربعة وفود من الكونغرس الامريكي سوريا، وضم أحد هذه الوفود السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
ويتوقع دبلوماسيون في دمشق أن يوفد اوباما جورج ميتشل مبعوثه لمنطقة الشرق الاوسط لسوريا وعودة السفير الامريكي عقب الانتخابات البرلمانية في لبنان في السابع من يونيو/ حزيران.
وكانت الأولوية في مهمة ميتشل حتى الآن تهدئة التوتر عقب الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس في ديسمبر/كانون الاول، ويناير/كانون الثاني وهو النزاع الذي عمّق الخلاف بين سوريا وكل من مصر والسعودية الحليفين الرئيسيين لواشنطن في العالم العربي. وساندت سوريا حماس خلال الهجوم.
غير أن سوريا استجابت لجهود عربية لرأب الصدع مع السعودية، وزار وزير الخارجية السوري وليد المعلم الرياض الشهر الماضي لمناقشة الخلافات بما في ذلك ما يخص حماس.
وقال كيري عقب اجتماعه مع الرئيس السوري إن سوريا أبدت استعدادها للمساعدة في تشكيل حكومة وحدة فلسطينية تضم حماس.
وتجري في القاهرة محادثات لاقتسام السلطة بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقاطعت واشنطن حكومة سابقة قادتها حماس. ويقول مسؤولون سوريون إنهم يجدون أرضاً مشتركة مع الامريكيين في الوقت الحالي في ما يتعلق بإيجاد دور سياسي لحماس الى جانب جهود تحقيق الاستقرار في العراق ولبنان ومكافحة الارهاب.
وذكر دبلوماسيون أنه في حالة موافقة حماس على الانضمام للحكومة الفلسطينية التي قد تستأنف محادثات السلام مع اسرائيل، فإن ذلك سيساعد سوريا على تصوير جهودها للتوصل لاتفاق مع اسرائيل كجزء من مساعي سلام شاملة.
وعلقت المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية في ديسمبر/كانون الأول بسبب الهجوم على غزة.
وقال مصدر غربي في دمشق إن بعض المسؤولين الاسرائيليين يضغطون من أجل تقارب أمريكي سوري، لأن ذلك قد يسهل توصل اسرائيل لاتفاق سلام مع سوريا يهمش حلفاء سوريا الرئيسيين مثل ايران وجماعات متشددة.
وقال المصدر إن واشنطن قد تسعى في نهاية الأمر لعقد اجتماعات رفيعة المستوى بين سوريا وإسرائيل لبدء محادثات السلام.
وانهارت المحادثات التي أجريت تحت إشراف مباشر من الولايات المتحدة واستمرت نحو 10 أعوام في عام 2000 بعدما رفض الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عرضاً من اسرائيل لا يعيد ما يعتبره جميع أراضي الجولان.
ويقول جوشوا لانديس الخبير في الشؤون السورية المقيم في الولايات المتحدة إن السوريين قلقون من الدخول في مفاوضات جديدة مع واشنطن دون تحقيق مكاسب حقيقية، مستندين إلى خبرتهم مع إدارة الرئيس الاسبق بيل كلينتون.
وأضاف: "يقلق سوريا أن يستغل أوباما العملية لتخديرها والإبقاء على سلوكها الحسن في لبنان ولا يحدث شيء بينما يجني هو ثمار القضية الفلسطينية. لن تسترد (سوريا) الجولان وتصبح في موقف أضعف".