-
دخول

عرض كامل الموضوع : أَلـزَمَــنْ ومـا أَدراك مـا ألعـِلْمَ وأَلـزمَــنْ !


نوري كريم داؤد
23/02/2009, 02:54
أَلـزَمَــنْ ومـا أَدراك مـا ألعـِلْمَ وأَلـزمَــنْ !

عندما كنتُ في الصف الاول متوسط علمونا الآتي:
تعريف الزمن: وهو ما يدرك بالحركة.
وعندما فسروا لنا : ما هي الحركة: قالوا : وهي تتعلق بالمكان وتُدرك بالزمن.
وجاء العلماء مثل آينشتاين: فقال عن الزمن بأنهُ نسبي, وإننا يوماََ سنستطيع السفر عبر الزمن من الحاضر إلى المستقبل وإن غيرنا ألإتجاة فسنسير إلى الماضِ ونرى الاحداث كما وقعت حقيقة.
وهنا نرى مدى فهم البشر لماهية الزمن. فهم تصوروا في الماضِ كما في الحاضر بأننا لكي نفهم الزمن علينا أن نستعين بالحركة, أما حركتنا, أو حركة الكواكب وأخيراََ حركة الضوء وسرعته, وبدون الحركة لا ندرك ما هو الزمن ولا ما هي ماهيتَهُ فعلاََ.

فبألنسبة لهذه التفسيرات نفهم بأن توقف الزمن سيؤدي حتماََ لتوقف حركة كل شيء وأي كائِن بما في ذلك الكون كلهُ. ولكنا إِنْ قبلنا هذا التفسير يكون الله سبحانهُ جامداََ لا يتحرك وبسبب ذلك لا يستطيع عمل أي شيء ولا خلق أي شيء, ولكنهُ كما نعلم ونستنتج لا زمن لهُ, وإلا لشاخَ وكَبُر, ولكنهُ لا يشيخ ولا يكبر ولا يحدهُ مكانُُ ولا زمانُُ, وهو الكل في الكل ماليءُ الكل, هو في الماضِ وفي الحاضر وفي المستقبل وإلى دهر الدهور سيبقى هو هو لا يتغير أبداََ.


وهنا لكي ندرك او نفهم الموقف نستعين بمثالِِ تُدرِكُهُ عقولنا وتقبلهُ أو على الاقل تستطيع أَنْ تتصَورَهُ لكي يبقى مقبولاََ.
علينا أن نتصور إِنَّ الله موجود في مركز دائرة كبيرة, وهو ينظر إلى كل نقطة من محيط الدائرة ويرى ما يجري فيها. ولكن كُلُ مَنْ على الدائرة لا يرى إلا زمانهُ ومكانهُ, فآدم في النقطة الاولى ثُم يليهِ في النقطة التالية من أتى بعدهُ وهكذا نسير على محيط الدائرة لنرى وقت الطوفان والانبياء ومجيء المسيح الاول وصلبهِ ثم مروراََ بالأحداث إلى يومنا الحاضر ثُمَ المستقبليات وعودة المسيح الثانية وإلى وقتِ نهاية العالم, وهنا تتلاقى النقطة الاولى مع النقطة الاخيرة, وتكون نقطة خلق آدم بالنسبةِ لله سبحانَهُ هي نقطة البداية وبجانبها النهاية, وهو لما ينظر اليهما يراهما معاََ في نفس اللحظة.

ولكن هذا ليسَ إلا مثالاََ لتدركهُ عقولنا وتفهمهُ. والحقيقة هي : إِنَّ ألله موجود في كلِ مكان وزمان, وهو الكل بالكل ويملأُ الكل ولا يحده لا المكان ولا الزمان, ولذا قالَ المسيح "ها إِنَّ ملكوت الله في داخلكم".

أما بالنسبة لتعداد السنين, فقد يتصور البعض إِنَّ طول اليوم سابقاََ هو غير طول اليوم الحالي, والسنة فيما مضى وذُكِر ليست بطولِ السنة حالياََ. وبهذا يفسرون إن عمر آدم كان مئات السنين كما ذُكر في التوراة ولكننا لو قسناهُ بطولِ السنين التي نقيسُ نحنُ بها اليوم فسنجدهِ يساوي عشرات السنين أو لا يتجاوز المئة سنة بكثير.

ولكنَ الحال ليس كذلك فقد عاشَ الاقدمون مئات السنين بنفسِ قياسِ طولٍِ السنة الحالية التي نقيسُ بها. ولكن الله بعد الطوفان حدد عمر الانسان بما لا يزيد عن مائة وثلاثين سنة, لكي لا يفسد البشر كما فعلوا قبل الطوفان, وهنا يكون لابد من طوفانِِ ثانِِ, ولكِنَّ الله قد وعدّ " أن لا يكونَ طوفاناََ آخراََ على الارض" وأعطى ظاهرة القوس قزح الجميلة علامةََ لهذا الوعد الالاهي.

وكذلك راح البعض يُشَكِكْ بطول اليوم الذي تكلم عنهَ سفر التكوين عندما خلق اللهُ الارض والشمس وباقي المخلوقات, فمنهم من أطالهُ لأَلفِ عام, ومنهم من أطال مدة اليوم وإمتنع عن التحديد تفادياََ لإحراجِ نفسهِ بحسابِ ما قد لا تثبت صحتهُ مستقبلاََ, وذهب العلم الحديث يُكلمنا عن مليارات السنين وعن المتحجرات وعمر الارض والكون, وضاعت الارقامُ منا! فمن يستطيعُ بعدُ حِسابَها! وقد نختصر العبارة بالقول قد اصبح عمر الكون أبدياََ أو على الاقل "مليارات ومليارات السنين" وأذكر مطراناََ رحِمَهُ الله قال لي مرة متسائِلاََ: كيف تقبل علمياََ وأنت المهندس المتعلم أن يكون الخلق قد تم بستةِ أيام؟ ثُم أعطاني كتاباََ يذكر عمر المخلوقات والمتحجرات وينسبَ أعمارها بملايين وملايين السنين إعتِماداََ على حالةِ نشاط ذرات الكربون الاشعاعية, وتحولها من حالة إلى حالة بمرور مثاتِ أو الوف السنين, ولكن هذا الكتاب لم ينفي وجود الله كما تفترض نظرية دارون الملحدة, بل أعطاهُ الامكانية أن يوجهَ التطور الذي تتكلم عنهُ النظرية ذاتها بالإتجاه الذي يجعل التطور يتسامى بالخليقة ويوصل الإنسان لحالة الكمال الروحي والجسدي.

وحقيقةُ زمانِ الخلق بحسبِ سفر التكوين هو ستةِ أَيام لا غير, ستة ايام من دونِ رتوش ولا خزعبلات إنسانية أو علمية, ويذكر الكتاب طول اليوم وبالتحديد: " وكانَ مساءُ وصباحُ يومِِ آخر". أي يوماََ من مساءِِ وصباح, أي ليلةِِ واحدة ونهاراََ واحداََ بحسبِ ألأوقات التي نعدها لحسابِ أيامنا وشهورنا وأعوامنا وأعمارنا. وعلينا هنا إِمأ أَنْ نؤمن بالله وقدرتهِ اللامتناهية وإنَّهُ يقول للشيء كن فيكون, أو لا نؤمن وهنا ننكر وجود الله ضمنياََ ونصبح من الملحدين حتى لو سمينا أنفسنا بالمؤمنين ورحنا نستقصي الطُرق لنجد مكاناََ للهِ في كوننا وحياتنا وإِيماننا ألمبتور هذا.

وهنا لا يجب أن تختلط الامور علينا, فهناك الكثير من النبؤآت التي تتكلم عن المستقبل, وهي في معظم الاوقات تتكلم عن عدد الايام والقصد هو عدد السنين, فكل يوم فيها يعادل سنة واحدة, إلا إذا تكلمت النبؤة عن عدد الايام لحدث ما في زمن وحياةِ شخصِ أو نبي ما, فهنا يكون اليوم نفس يومنا الحالي ( أي نهاراََ واحداََ وليلةََ واحدةََ لا غير ).

وهنا ولكي نكون من زمان عصر التقدم الحالي, هذا الذي نعيشهُ هذهِ ألأيام وقد نعيشَهُ في المستقبل, وجبَ علينا أن نكون موضوعيينَ في كلامنا لكي لا يفهم منهُ بأننا مؤمنون وحسب, ولا نعمل للعلمِ حساب, فالعلم تقدم وصعدنا إلى القمر ووصلنا بعض الكواكب الأُخرى, ورحنا نتكلم عن الاستنساخ وعن الجينات والصبغات الوراثية والقنابل الذرية والنيوترونية, فهل نحنُ نفهم عن ماذا نتكلم ؟

وهنا نقول إِنَّ جميع حسابات العلماء خاطئة للأسباب التالية:
"إِنَّ أعمار المتحجرات غير صحيحة, لأَنَّها تُقاس بقياسِِ غير صحيح! فألكلام عن ذرة الكاربون وغيرها من الذرات وإنخفاض تأجج الحالة الإشعاعية والطاقة التي فيها مع مرور الزمن وإستقرارها غير صحيح أيضاََ, وذلك لأَنَّهُ يفرض فرضية قد لا تكون صحيحة ومطابقة للواقع في الماض, فلتكون الفرضية صحيحة وجبَ أن يكون مستوى الاشعاع الذري في خارج الذرة مستقراََ وصفراََ أو اقل من مستوى الحالة الاشعاعية خارج الذرة ذاتها للفترة الزمنية التي يتم حسابُها, وإلا لكان حساب الزمن غير صحيح.
فلو فرضنا إنَّ مستوى الحالة الاشعاعية خارج الذرة لسبب ما كان أكثر تأججاََ من الحالة في داخلها, ففي حينهِ ستكتسب الذرة إياها تأججاََ أعلى من مستوى الطاقة ويكون حساب الزمن في حينهِ سالباََ وليس موجباََ, وهنا نقول بأنَّ حساب الزمن بهذهِ الطريقة وبموجب هذهِ الفرضية غير صحيح: لأَنَّ الحالة الاشعاعية في الخارج غير مستقرة عند الصفر دائماََ وقد لا تطابق الواقع في الزمن الماضِ الذي تم حسابهُ. هذا أولاََ.

ثانياََ, إِنَّ النظرية تفترض إنَّ الذرات التي تم التعامل معها وحساب حالة مستوى إشعاعها هي ذرات أصلية مستحدثة من قبل الشيء المراد حساب عمرهُ وهذا خطأ أيضاََ, وذلك لاننا نعلم علمياََ بأَنّ " المادة لا تُفنى ولا تستحدث بل تتغير من شكلِِ لآخر", وهنا نقول إِنَّ جميع ذرات النباتات مكتسبة من محيط النبات ومن تربتهِ والماء الذي سقيَ بهِ وثاني اوكسيد الكربون الذي إكتسبهُ, وكذلك الحيوانات التي تحجرت لاحقاََ فإِنَّ جميع ذرات أجسامها مكتسبة من النباتات أو الحيوانات التي تغذت عليها أثناء حياتها. وهنا فنحن نحسب متوسط عمر هذهِ الذرات التي أكتسبها الكائِن, وهذا ليس عمرهُ بل العمر المتوسط للذرات التي إكتسبها أثناء حياتهِ.


أما بالنسبة لنظرية دارون, فنقول: لنفرض بأَنَّ الطبيعة بالطفرات الوراثية التي تتم بالصدفة التي تفرضها النظرية صحيحة, ولنفرض بأَنَ الطبيعة خلقت أو وصلت بالتطور الذي تم بطريق الصدفة لإنتاج كائناََ ذكراََ ما, ولنقل على سبيل المثال "الحمار" فكيف أنتجت بعد ذلك بالصدف إياها " الحمارة"ََ لكي يستطيع جنس الحمير من البقاء والتكاثر؟ وهنا نسأل: كيف وصلت الطبيعة إلى علم الجينات والكرموسومات والصبغات الوراثية لتسبق وتوجد نصفها في حيامن الحمار الذكر الذي نشأ بالصدفة, ثُم لتوجد نصفها الثاني في بويضة الحمارة بالصدفة أيضاََ, لكي يتم نشأت نسل الحمير وإستمرارهم بعد هذهِ الصدف المتلاحقة؟ فهنا لابد أن تصبح الطبيعة التي نتكلم عنا عاقلاََ وذكياََ يخطط الاحداث وينشِاُها!!


أما بالنسبةِ لنشوء الكون ونظرية "ألإنفجار الكبير" التي بموجبها خُلقَ أو تكونَ الكونَ وسمائَهُ ومجراتَهُ, فهنا نقول لسنا بصدد أن نسأل من أينَ أتى العلماء الافاضل بالغازات أو المادة التي كانت تدور في الفضاء والتي عن طريق تكاثفها وتجمعها والانفجار الكبير الهائِل كونت لنا كل هذا الكون أو أي مجرةِِ فيهِ, ولا نطلب منهم أن يدلوننا على منشأَها, إِلا أننا سوف نسألهم كيفَ نشأَ هذا الفضاء الفارغ, أي الحيز الذي دارت غازاتهم وموادهم فيهِ؟ ومن أوجدهُ لهم وللمواد التي تسبح وتدور فيهِ؟؟

كل هذهِ النظريات الناقصة يستدل العلماء والبشر بها ليعرفوا عمر الكون, ونشوء الانواع المختلفة من النباتات والحيوانات, ويتباهونَ بهذا التقدم والرقي الذي توصلوا إليهِ, وهم إلى وقتنا الحالي لم يتمكنوا من خلقِ أو إيجادِ خلية واحدة من العدم, بل يتلاعبون بخلايا وجينات أوجدها لهم من لا يريدون ألإعتراف بوجودهِ. وهم لغاية يومنا الحالي لا يعلمون ماهية نفس وروح الكائن الحي, لا بل ينكرون وجودها لأَنَّهُم إِنْ إِعترفوا بها, لن يستطيعوا حتى الكلام عنها لوصفِهَا فقط لاغير!


نوري كريم داؤد
22 / 02 / 2009