The morning
22/02/2009, 05:13
لم يعد هناك اليوم ما يـسمى بالـفن المـسرحي الحقيقي في سـوريا فهو امـّا مهمـّش او لا يـصلح للمـتابعه بمعنى اخر فقدره المـواطن السوري على اختيار النخبه من المـسرحيات المـتواجده غيـر موجود .. و الثـقافه المـسرحيه شبه ملغيّـه من يـوميات المـواطن الـسوري و حتّى قـسم المـسرح هنـا في اخويه يـُعاني حاله تـفاهم مع الأعـضاء .. و تـراودني كـثير ٌ من الاسـئله حيال ذالك .. ما الـذي يجـعل من الـنظره الاجتـماعيه للمـسرح على أنها نظـره ذات انـحراف مـؤذ ٍ في كـلا العينين ؟
أذكـر أنني عندما كنـت في السابعه ذهبت و أخـي لمتابعه احدى مسـرحيات الأطفال في المركز الثـقافي و كانت تلك هي أوّل دخولي الى عالم المـسرح بشكل حقيقي لارى المدرّج الحقيقي و أشمّ رائحه خشـبه المـسرح الحقيقيه. كـانت الفـرحه تلـبس ثوبي الرمادي المنقّط يومها كما لم يـفعل العيد بها .. و المفاجأه كانت بأنّ شـيئا لم يـشجعني على البـقاء و متـابعه كامل المـسرحيّه فالملل و الـسخافه أكلا من مجـلسي قطعا. و المـضحك في المـوضوع انني و بعد سبعه أعوام على الحادثه - اي عندما كنت في الرابعه عشر - اصطحبت اخوتي الـصغار لحـضور مسـرحيّه أطفـال في ذات المركز الثقافي و جلسنا على ذات المقاعد و أصـاب اخوتي الـصغار ذات الشـعور بالملل و استـغباء ذكائهم بحركات بهلوانيّه و نـُكت مملّه تليها ضحـكاتٌ مصطنعه من الجمهور. فخـرجنا يومها من أوسـع أبواب ذاك المركز و بت أخـجل بأصطحاب اخوتي للمسـرح ثانيه.
و في العام المـاض , اثناء زيارتي السنـويه لـسوريا, سمـعت عن أحد الـعروض المـسرحيه التي أعـلن عنها في العاصمه دمشـق و أصرّيت على مشاهدتها و كـانت ملحمه حضورها سـاخنه. فقد كان بيـع البـطاقات سـريعا و شـباك التـذاكر يـعاني ازدحام كبيرا بحيث انـنا لم نتمكن من الحـصول على تذاكر تناسب عددنا حتـّى مضي اسبوع على العرض الاوّل. فقد كان بـطل المـسرحيه هو فنان سـوري معروف و محبوب و بدى الحال على أنّ الحاضرين قد أتو لمشـاهده الفنـان ولـيس لحضور المسـرحيه فكان كلما أطلق ذلك الفنان المعروف صوتا, يـصفق له الحـضور قبل أن يـُنهي كلامه و يعلمُ أيا منهم ان كان حديثه يـستحق كلّ ذلك التـصفيق و التـصفير . و أذكر انـّه في مرّه اطـرّ لاعاده المـشهد ثانيه و عقّـب مازحا : " شكـرا, شكـرا .. بـس خلونا نرجع نفوت بالشخـصيه :lol: " و التـفت خارجا من المخرج الامامي للمـسرح. و هنـا لا أسـتطيع الّا أسـأل مـَن يا تـُرى يروّج لـمن ؟ أقصد هل يعيش المسرح على هامش شـهره فنانـيه ؟ أم هل يعيش فنـاني المــسرح في المـسلسلات التـلفازيه بحثا عن الشـهره ؟
و في مـسرحيه أخـرى قمت على حـضورها في زيارتي الاخيره لـسوريا هذا العام و كانت من ضمن فعاليات احتفاليه دمشـق عاصـمه الثقافه. اعتمدت المـسـرحيه على اسـتخدام الغـرفه الـسوداء و الاضاءه الخفيفه و تعمل على مبدأ الشـخصيه الواحده في بقـعه الـضوء الواحده. و الغريب هنا و على عـكس المـسرحيه الـسابقه فقد كان أغلب المـتواجدون في صـاله الـعرض هم من الـفنانين و خريجي و طلاب المعهد العالي للفنون المـسرحيه و عائلاتهم و أنا و صـديقتي و فـقط. و نـظرا لأنّ الممثلون في المـسرحيه هم ثلاثه أشـخاص اثنان منـهم مازالو طلابا يـقدمون عـروض تخرجهم و ثـالثه هي ممـثله كـبيره في السـن أكل الدهر عليها و شـرب المـسرح منها تاريخا, فقد تمكنت و صـديقتي من حجـز مقـاعد في الصـف الامامي من المـسرح في ليله العرض الثانيه و دون الحـاجه الى الانتظار اسـبوعا كاملا كي نجـلس في الـصف ما قبل الاخير كما كان قد حـصل معي في المسـرحيه المـذكوره سـابقا.
و يراودني مجددا تسـاؤل أكبر عن الأسـباب و الـعوامل التـي تجعل من ثـقافه المـسرح ثقافه "درجه ثانيه " . أغلب ممثلـي المـسرح يمثـلون مسلسلات و برامج تلفزيونيه بحثا على طريق النجاح فلا أحد يصـفّق لجهودهم على خشـبه مهتـرئه تشـبه المـسرح و لا أحـد يتفاعل مع صـراخهم الـحي و المـباشر أمام الجمـهور من على المـسرح انمـا جميعا نـهلل لهم عنـدما يلـبسون " الانتجه " التلفازيه.
أيــن المـسرح الـسوري الـيوم ؟ و أيـن المـواطن الـسوري في المـسرح اليـوم ؟
اسئله كـثيره و أجوبه مبعـثره بين وجوه المـواطنين و اسـرار المـُدن ..
شوش 21\2\2009
أذكـر أنني عندما كنـت في السابعه ذهبت و أخـي لمتابعه احدى مسـرحيات الأطفال في المركز الثـقافي و كانت تلك هي أوّل دخولي الى عالم المـسرح بشكل حقيقي لارى المدرّج الحقيقي و أشمّ رائحه خشـبه المـسرح الحقيقيه. كـانت الفـرحه تلـبس ثوبي الرمادي المنقّط يومها كما لم يـفعل العيد بها .. و المفاجأه كانت بأنّ شـيئا لم يـشجعني على البـقاء و متـابعه كامل المـسرحيّه فالملل و الـسخافه أكلا من مجـلسي قطعا. و المـضحك في المـوضوع انني و بعد سبعه أعوام على الحادثه - اي عندما كنت في الرابعه عشر - اصطحبت اخوتي الـصغار لحـضور مسـرحيّه أطفـال في ذات المركز الثقافي و جلسنا على ذات المقاعد و أصـاب اخوتي الـصغار ذات الشـعور بالملل و استـغباء ذكائهم بحركات بهلوانيّه و نـُكت مملّه تليها ضحـكاتٌ مصطنعه من الجمهور. فخـرجنا يومها من أوسـع أبواب ذاك المركز و بت أخـجل بأصطحاب اخوتي للمسـرح ثانيه.
و في العام المـاض , اثناء زيارتي السنـويه لـسوريا, سمـعت عن أحد الـعروض المـسرحيه التي أعـلن عنها في العاصمه دمشـق و أصرّيت على مشاهدتها و كـانت ملحمه حضورها سـاخنه. فقد كان بيـع البـطاقات سـريعا و شـباك التـذاكر يـعاني ازدحام كبيرا بحيث انـنا لم نتمكن من الحـصول على تذاكر تناسب عددنا حتـّى مضي اسبوع على العرض الاوّل. فقد كان بـطل المـسرحيه هو فنان سـوري معروف و محبوب و بدى الحال على أنّ الحاضرين قد أتو لمشـاهده الفنـان ولـيس لحضور المسـرحيه فكان كلما أطلق ذلك الفنان المعروف صوتا, يـصفق له الحـضور قبل أن يـُنهي كلامه و يعلمُ أيا منهم ان كان حديثه يـستحق كلّ ذلك التـصفيق و التـصفير . و أذكر انـّه في مرّه اطـرّ لاعاده المـشهد ثانيه و عقّـب مازحا : " شكـرا, شكـرا .. بـس خلونا نرجع نفوت بالشخـصيه :lol: " و التـفت خارجا من المخرج الامامي للمـسرح. و هنـا لا أسـتطيع الّا أسـأل مـَن يا تـُرى يروّج لـمن ؟ أقصد هل يعيش المسرح على هامش شـهره فنانـيه ؟ أم هل يعيش فنـاني المــسرح في المـسلسلات التـلفازيه بحثا عن الشـهره ؟
و في مـسرحيه أخـرى قمت على حـضورها في زيارتي الاخيره لـسوريا هذا العام و كانت من ضمن فعاليات احتفاليه دمشـق عاصـمه الثقافه. اعتمدت المـسـرحيه على اسـتخدام الغـرفه الـسوداء و الاضاءه الخفيفه و تعمل على مبدأ الشـخصيه الواحده في بقـعه الـضوء الواحده. و الغريب هنا و على عـكس المـسرحيه الـسابقه فقد كان أغلب المـتواجدون في صـاله الـعرض هم من الـفنانين و خريجي و طلاب المعهد العالي للفنون المـسرحيه و عائلاتهم و أنا و صـديقتي و فـقط. و نـظرا لأنّ الممثلون في المـسرحيه هم ثلاثه أشـخاص اثنان منـهم مازالو طلابا يـقدمون عـروض تخرجهم و ثـالثه هي ممـثله كـبيره في السـن أكل الدهر عليها و شـرب المـسرح منها تاريخا, فقد تمكنت و صـديقتي من حجـز مقـاعد في الصـف الامامي من المـسرح في ليله العرض الثانيه و دون الحـاجه الى الانتظار اسـبوعا كاملا كي نجـلس في الـصف ما قبل الاخير كما كان قد حـصل معي في المسـرحيه المـذكوره سـابقا.
و يراودني مجددا تسـاؤل أكبر عن الأسـباب و الـعوامل التـي تجعل من ثـقافه المـسرح ثقافه "درجه ثانيه " . أغلب ممثلـي المـسرح يمثـلون مسلسلات و برامج تلفزيونيه بحثا على طريق النجاح فلا أحد يصـفّق لجهودهم على خشـبه مهتـرئه تشـبه المـسرح و لا أحـد يتفاعل مع صـراخهم الـحي و المـباشر أمام الجمـهور من على المـسرح انمـا جميعا نـهلل لهم عنـدما يلـبسون " الانتجه " التلفازيه.
أيــن المـسرح الـسوري الـيوم ؟ و أيـن المـواطن الـسوري في المـسرح اليـوم ؟
اسئله كـثيره و أجوبه مبعـثره بين وجوه المـواطنين و اسـرار المـُدن ..
شوش 21\2\2009