-
دخول

عرض كامل الموضوع : في الذكرى 44 لوفاته: كيف عاش السياب ايامه الأخيرة؟


boozy
19/02/2009, 21:05
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)




كيف انتظر الموت بصبر ايوب على فراش الموت في المستشفى الاميري بالكويت وما سر مرضه وكيف عولج برسائل الحب الى جانب الدواء؟

هذه التساؤلات وغيرها ظلت تعيش وتكبر في صدور الكثيرين من محبي شاعرنا السياب والاجوبة عليها التي جاءت على ألسن الباحثين والدارسين لحياة وموت الشاعر السياب لم تكن كافية على كثرتها . اذ بقيت هناك تفاصيل صغيرة وموهمة تدخل في الخزانة الخاصة والشخصية لشاعرنا والذين يعرفونها اقفلوا صدورهم عليها لكي لاتخدش سمعة السياب او يساء فهم سلوكه وتصرفاته وهو يقترب من الرمق الاخير لكن بعد مرور اكثر من أربعة عقود من الزمن على وفاته تكسر قفل الاسرار وراح الذين يعرفون تفاصيل صغيرة يكشفون عنها لانها اصبحت في عداد الوثائق التاريخية

الشاعر علي سبتي يروي في هذا الحوار الذي نشر في مجلة الف باء قبل اكثر من عشرين عاما والذي اجراه الصحفي الراحل لطفي الخياط وفيه يسلط الشاعر الكويتي الراحل السبتي اضواء جديدة على الايام التي عاشها السياب .. الشاعر السبتي يقول :
من أين نبدأ الحديث عن السياب في ذكراه قلت للشاعر السبتي:
• هل تريد ان نستحضر روحه ونسألها كيف خرجت من جسد الشاعر ولماذا كانت مستعجلة وهل يكون منطلق حديثنا عن موقف الشيوعيين من الشاعر او من رسائل الحب والغرام الاخيرة.. ام عند الشاعر السبتي اشياء واسرار جديدة يكشفها لقراء الف باء عن آخر ايام السياب.
- انها اسئلة كثيرة ومحرجة عن الذكرى الـ22 لوفاة صديقي الشاعر تجعلني اسجد وارضخ لها..
- لقد كان السياب صديقي وكنت قبل ان التقي به قبل اكثر من ربع قرن معجباً الى حد كبير بشعره.. وعندما التقيته للمرة الاولى في البصرة ازداد اعجابي به واصبح بعد ذلك من اعز اصدقائي ثم باعدتنا الايام والتفرقة الجغرافية بين العرب الى ان جاء يوم وقع امام عيني مقال منشور في مجلة الحوادث اللبنانية بقلم الاستاذ الياس سحاب يتحدث فيه عن بدر شاكر السياب المريض الذي لايحصل على العلاج الكافي وانه مهمل في المستشفيات وان طريق الموت يتسع امامه ..
-لقد هز مشاعري هذا المقال وتألمت كثيراً على بدر فكتبت بدوري مقالا في مجلة صوت الخليج الكويتية طلبت فيه من وزير الصحة الكويتي ان يتبنى علاج بدر شاكر السياب في احد المستشفيات الكويتية.. وفعلا اهتم الوزير بما جاء في مقالي حيث اتصل بي طالباً عنوان بدر للاتصال به وبعد بحث واستقصاء علمت ان بدرا كان يتلقى العلاج في مدينة درم البريطانية وقد غادرها الى جهة مجهولة واخبرت هذا وزير الصحة واضفت انني سوف اعلمه باية معلومات جديدة عن مكانه فور حصولي عليها. وبعد فترة كنت في زيارة لمدينة البصرة وعرفت منها ان بدراً يرقد في المستشفى الجمهوري فزرته هناك ووجدت حالته الصحية تدعو الى الاسف .. لاعلاج.. لانظافة.. لامتابعة..كان كشجرة يبست اوراقها ولاتحظى بأية اهتمام فعرضت عليه الانتقال الى مستشفيات الكويت ..
• وهل المستشفيات الكويتية في تلك الفترة كانت احسن من العراقية من حيث الاختصاصات الطبية والاهتمام ؟
- كلا انا لااقول انها احسن من العراقية ولكن مجرد نقل المريض بدر من مكان يشعر فيه بالاهمال والعلاج فيه غير كاف الى مكان يزرع نفسه بالشفاء وهذا يعني ان عملية النقل كانت من اجل رفع معنوياته لاغير.. إضافة الى توفير غرفة نظيفة خاصة به مع اعتناء مباشر من قبل طبيب متخصص وممرضة تهتم به .
بعد طرح الفكرة على بدر وافق على الفور فاتصلت هاتفيا بوزير (الصحة) الكويتي واخبرته بعودة بدر الى البصرة وموافقته على الحضور لتلقي العلاج في الكويت فرحب الوزير به وقال : نحن بانتظاره ..
نقل بدر الى الكويت
وفعلا بعد ايام قلائل تم نقل بدر من البصرة الى الكويت ..
• متى كان ذلك؟
- لااتذكر اليوم بالضبط ولكن حسب معلوماتي انه كان في احد ايام شهر حزيران عام 1964 .
• من كان في استقبال بدر في الكويت؟
- الاستاذ ناجي علوش والاستاذ فاروق شوشة وانا.. واخذناه اولا الى مستشفى سالم الصباح.
• وهل نال العلاج السريع فيها ؟.
- لقد تشكلت في المستشفى لجنة طبية خاصة للاشراف على علاجه.. المرحوم بدر جاء بكل تقاريره الطبية التي تشير الى وضعه المرضي وبضمنها تقارير مستشفى البصرة الجمهوري ومستشفى درم في بريطانيا مع تقارير اخرى من فرنسا ..
اللجنة الطبية الخاصة توصلت الى نفس قناعات الاطباء العراقيين والبريطانيين حول مرض بدر واكدت بان علاجه سيطول لتدهور صحته كما انه يحتاج الى عملية جراحية سريعة يمكن ان نتجح لو اجريت في مستشفى الاميري فاتصلت بالجهات الصحية وحصلت الموافقة على نقله .. وفي المستشفى الاميري اشرف على علاجه طبيب متخصص بالامراض الباطنية اسمه محمد ابو الشوك من القطر المصري ومساعده الدكتور عبد الله مبارك الرفاعي الذي يعمل حاليا نائبا لمدير جامعة الكويت في هذا المستشفى اكدت ايضا اللجان الطبية ما جاء في التقارير السابقة عن مرض بدر.
• ما المرض بالضبط ؟.
- مرض بدر الشلل النصفي
* وما اسباب هذا الشلل؟.
- يقول الاطباء ان الشلل حدث لسببين.. الاول مرض مزمن.. والثاني.. وراثي ..
* وايهما الذي اقعد (بدر) ؟.
- تشير المعلومات والتقارير التي تستند إليها ان العامل الوراثي هو السبب..
السياب والحب..
• يقال ان (بدر) كان في حالة حب مستمرة حتى وهو على فراش المرض
- نعم لقد كان المرحوم بدر يرتاح كثيرا لهذه الحالة وانا لااسميها حبا وانما شعور بالارتياح والمحبة من مريض لايرجى شفاؤه مع من تعالجه من الممرضات.
•هذا رأيك انت ولكنني اريد ان اعرف شعور بدر ازاء الطرف المقابل من النساء .؟
- لااريد ان ادخل في التفاصيل ولكنني اعترف ان روحه كانت خضرة- حتى في ايامه الاخيرة ..
• كيف وصلت الى هذه القناعة؟
- من خلال احاديثي معه عن النساء والحب والجمال.
حب بدر وليلى !!
لقد حدثني مرة واحدة عن علاقاته النسائية لممرضة لبنانية اسمها ليلى تعرف عليها عندما رقد ذات مرة في مستشفى بيروت وكانت ليلى الممرضة المسؤولة عن علاجه لقد كانت تعطف عليه وهو يفسر من جانبه هذا العطف بانه حب وقد تأكد لي ذلك عندما التقيت ليلى في بيروت صيف 1964.
• كيف
-لقد اخبرت بدرا وهو راقد في المستشفى الاميري بانني ذاهب الى بيروت لفترة قصيرة فطلب مني من امر على المستشفى اللبناني واسلم على الممرضة ليلى الذي يحبها وتحبه.• وهل التقيت ليلى وحدثتها عن بدر؟- نعم قابلتها وحدثتها لكنها قالت انها لاتحبه وان كل الذي بينهما عطف من ممرضة على مريض يحتاج الى رعاية خاصة ان جوابها هذا آلمني كثيرا لان بدرا كان يعتقد انها تحبه بينما الحقيقة كما روتها ليلى لي عكس ذلك .. الا انني وبسبب حبي الكبير لبدر قررت ان اعالجه نفسيا وان اجعل قلبه يستمر نابضاً بالحب ولو عن طريق الكذب عليه من جانبي ولهذا قلت لليلى ان بدرا يحبك.. قالت ان ما بيننا لايمكن ان يسمى حبا فهو كما قلت لك مجرد علاقة بين ممرضة ومريض
- ولكنه بحاجة الى حبك
- وماذا باستطاعتي ان افعله له ؟.
- الكثير. اكتبي له اولا بانك تتذكرينه
- هذا محال.
- ارجوك هذا ينفعه كثيرا ويساعده على استرجاع انفاسه وقد ينقذه هذا من الموت الذي يحاصره
- ماذا تريدني ان افعل؟.
- اكتبي له رسالة تستفسرين فيها عن حالته الصحية وتعبرين في سطورها عن اشتياقك له
- انا على استعداد ان اكتب ما تريد وسأكتب كل ما طلبته مني.
- في اليوم التالي سلمتني الممرضة ليلى رسالة إلى بدر واخذتها منها شاكرا لها.
وبعدها غادرت لبنان الى الكويت في لحظة اللقاء الاولى معه سألني بدر هل قابلت ليلى ؟وما اخبارها ..
ضحكت وقلت له وانا امد راسي اليه هذه قبلتي اولا لمناسبة عودتي من لبنان وهذه القبلة الثانية من ليلى طلبت مني ان اطبعها على خديك فرح بدر كثيرا بهذا الكلام وارتسمت على وجهه ابتسامات عريضة مشرقة غطت كل وجهه وطلب مني ورقة كتب عليها على الفور قصيدة عنوانها ليلى وهي من اجمل قصائده الغزلية الاخيرة يقول في مطلعها..
قرب بعينيك مني دون اغضاء
وخلني اتملى طيف اهوائي
ابصرتها كادت الدنيا تفجر في
عينيك دنيا شموس ذات آلاء ..
الايام الاخيرة والانفاس الاخيرة ..
قلت لعلي سبتي بعد قصيدة ليلى والعودة من بيروت اشتد المرض على بدر ولما كنت قريبا منه .. هل يمكن ان تتذكر آخر كلماته وقصائده ؟.- مع مضي الايام وانتهاء اشهر الصيف وبداية الخريف اشتد المرض عليه واتذكر انني في احد الايام دخلت عليه وكان يردد كلمات يريد ان يكتبه على شكل قصيدة موجهة الى الامام علي ابن ابي طالب(ع) يستنجده فيها ليعينه على ان يتحمل آلام المرض..كما كتب قصيدة اخرى رفعها الى الامير عبد الله السالم الصباح وهي في الحقيقة رسالة على شكل قصيدة يرجو فيها امير الكويت المساعدة في ارساله الى سويسرا لتلقي العلاج فيها لانه علم ان هناك اطباء باستطاعتهم القيام بانقاذه..
• واين هذه القصيدة؟
- في الحقيقة اخفيتها عندي لفترة من الزمن وعلى الاخص بعد وفاته لانني لم احبذ نشرها حرصا على سمعة صديقي الشاعر التي لااريد الاساءة اليها ولكن بعد مرور اكثر من عشرين سنة على وفاته طلب مني جهاد فاضل المحرر الثقافي في صحيفة الحوادث ان ينشرها فاعطيته اياها ونشرها فقد احدثت ضجة في الاوساط الثقافية على امتداد الوطن العربي وراح بعض النقاد والادباء يسبون السياب وينتقدونه بشدة لأنه كتب في هذه القصيدة التوسلية..
• هل فقد بدر شاكر السياب ذاكرته في ايامه الاخيرة؟
- ليس بشكل كامل فقد كانت تصيبه حالات من الغيبوبة يتكلم من خلالها من دون وعي أي انه كان (يهذي) وفي الاول من كانون الاول من عام 1964 أي قبل وفاته بثلاثة اسابيع زرته الى المستشفى وكانت الممرضة بجانبه تعطيه العلاج فنظر اليها بغضب وقال اطردها من الغرفة .. كما كان في آخر ايامه يقرأ الشعر مع نفسه باللغةالانكليزية وقد حاولت ان اسجل له بعضها بصوته الا انني لم استطع لعدم وضوح صوته ..-لقد كان بدر شاكر السياب شاعراً عاطفياً في كل شيء وكانت حياته غنية بالشعر والالم والمعاناة والخوف . - هكذا حمل معه أمراضه وتناقضاته ومشاعره الحزينة ورحل الى العالم الآخر ليترك بعده الاقلام تتكلم عنه وتكتب عن هذا الشاعر الذي صنع الشعر الجديد ومات قبل ان يشاهده صرحاً تمتد أعمدته في كل جزء من الارض العربية.

المدى
" مقالة لصحيفة الحقيقة في العراق- الكترونية"
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

suryoyo
21/02/2009, 03:05
السياب كان شاعر كبير ...

و بعد ما عانى الامرين و من عدم توفير العلاج و توفى .... صنعوا له تمثال بالبصرة


فعلا هذه سخرية القدر


مشكورة على نقل المقال :D

قيس2000
22/02/2009, 11:42
شكرا ً

فالذكرى أقل ما يستطيع المرء أن يسديه لقامة كـ السياب ..

ننتظر المزيد عنه

تحية تشبهك