-
دخول

عرض كامل الموضوع : رجل أصلع في مدنية مكسوة بالشعر


achelious
16/02/2009, 17:15
يمكننا القول إن الحكاية بدأت بمفردها, خرجت من أسفل سرير ما, أو من خزانة عارضة أزياء من الدرجة الرابعة, حكاية ببدايات ونهايات افتراضية عن رجل أصلع يتجول في بلاد مكسوة بالشعر , يفكر بأمه التي رماها زوجها من نافذة في الطابق العاشر ومات بعدها بخمس ساعات, بعد أن أنهى موجز الأخبار, وحل الكلمات المتقاطعة, وأطعم الكلبة بنت الكلبة التي كان يربيها, تاركاً وصية بأخطاء نحوية لم ينفذها أحد,
ومذياعاً وبندقية ووثيقة اعتراف من جوقة اتحاد العمال, بعد أن شارك في الترديد خلف فؤاد غازي "دوري دوري يا معاملنا", ووثيقة أخرى من مؤتمر النظافة القطري,
أنه لم يبصق في حياته على الأرض ولا على السماء, ولم يتبول في زوايا الشوراع, ولم يمسح ما كا كان يخرج من أنفه أسفل مقاعد الباصات, ودور السينما, ولم يتغوط في أقبية البيانات وخلف أشجار الحدائق العامة.

رجل أصلع ينظر في فراغ يؤدي إلى فراغ أفرغ منه, من المقيد القول إن له نافذة تطل على حرب, وأخرى على بحر وله باب موصد, وآخر مفتوح للغرباء واللاجئين, وفي الفسحة التي قرر ذات يوم أن يزرع فيها شجرة, سواها جاهزة لمقبرة جماعية, وأخرى فردية لأكثر الجنرالات فتكا باللحم البشري, ومن المفيد القول أيضا إنه قبل أن يغادر المنزل ترك تفاحة مقضومة بملل علقت قيها أسنان قاضمها, وقربها خريطة جديدة للعالم ورسوم لمستشرقين جدد, وشهادات تقدير لشهداء كتب فيها "نشهد وبكل اعتزاز أن فلاناً شارك في الحرب ومات بطلقة حاسرة للرأس".

قبالة شجرة راح يتذكر امرأة أحبها بقسوة, وأخرى بليونة, وثالثة صفعته حينما حاول تمرير يده على رقبتها بحجة أنها ترفض أن يعاملها كقطة, ورابعة بصقت في وجهه أمام قوس قزح, وخامسة صرخت خوفاً عندما علمت أن له خصية واحدة بعد أن هاجرت الأولى إلى البرازيل, وسادسة هربت مع تاجر مخدرات, وسابعة اكتشفت في اللحظة الأخيرة أنها سحاقية, وثامنة تشمئز من الصلعان, وتاسعة ظلها ديناصور, وعاشرة أحبته بدرجة 20 على مقياس ريختر و و و و

اختصاراً يمكننا القول إنه كان يراجع تاريخ خيباته, يرى نفسه يشعل البلاد من أول هود ثقاب, ويطفئها ببصقة مركزة من بين أسنانه الأمامية, يجمع الكائنات يتقدمها على بغلة عالية إلى مكان لم تتقاسمه العشائر, وقادة الأحزاب والطوائف, ولم يأكل المرتزقة فيه لحم الناس وأحلامهم, مكان عرف الله قبل ظهور الأنبياء والأتقياء, وقبل سيوف الفاتحين, وشهوة القادة للمال والنساء, مكان لا صحف فيه ولا مذيعات يلثغن بكل الأحرف ويتقيأن البرامج على الهواء .... الذي نتنفسه.

رجل أصلع في مدينة مكسوة بالشعر يعيد ترتيب أحزانه منذ أن فشل في ترديد الشعر الصباحي في مدرسته النموذجية, ولم يميز بين " بالأعداد آح .... و ... بالأعداد تنين" وصولاً إلى وظيفته الجديدة في مصلحة أمن مياه السرب, قال لنفسه : أريد وطناً جديداً على شكل سرير, شراشفه بيضاء , أحكمه بانقلاب أبيض, أعلق صوري عليه, وانقش مقولاتي على وسائده, أرتبه على مزاجي, أخونه من أول معركة, وأتنحى عنه بأكثر خسائر ممكنة, أريد رؤية العالم ينقطع إلى قسمين لأعلق الأول في حمالة مفاتيحي, والثاني أوزعه بالتساوي على المحرومين من أوطانهم.


نهاية المشهد الأخير
خارجي نهاري ..... لقطة واحدة

لقطة ثابتة من الأعلى على شاحنة عسكرية تمر مسرعة عليها جنرالات يرفعون أذرعهم بإشارات النصر وصور القائد المعظم, ومن خلفها غبار متصاعد وكلاب تنبح وتنبح وتنبح ..... تتحرك الكاميرا في لقطة قريبة لرجل أصلع يكنس البلاد يجمع أوساخها ويضعها في جيوبه... بينما يدندن بأغنية غير مفهومة.

قطع

حازم سليمان

achelious
16/02/2009, 17:20
لحازم -في أخوية- أيضا..

أفكار وخاصة وأخرى علنية
صحيفة قديمة جدا
Week End
:mimo:

ربيع الأحزان
17/02/2009, 23:27
أريد وطناً جديداً على شكل سرير, شراشفه بيضاء , أحكمه بانقلاب أبيض, أعلق صوري عليه, وانقش مقولاتي على وسائده, أرتبه على مزاجي, أخونه من أول معركة, وأتنحى عنه بأكثر خسائر ممكنة, أريد رؤية العالم ينقطع إلى قسمين لأعلق الأول في حمالة مفاتيحي, والثاني أوزعه بالتساوي على المحرومين من أوطانهم.



شكرا
:D

اسبيرانزا
28/02/2009, 20:29
حلوة
حسيتها رواية مترجمة:D

achelious
01/03/2009, 10:39
أريد وطناً جديداً على شكل سرير, شراشفه بيضاء , أحكمه بانقلاب أبيض, أعلق صوري عليه, وانقش مقولاتي على وسائده, أرتبه على مزاجي, أخونه من أول معركة, وأتنحى عنه بأكثر خسائر ممكنة, أريد رؤية العالم ينقطع إلى قسمين لأعلق الأول في حمالة مفاتيحي, والثاني أوزعه بالتساوي على المحرومين من أوطانهم.



شكرا
:D
شكرا لمرورك ربيع الأحزان:D
حلوة
حسيتها رواية مترجمة:D
نورتِ اسبيرانزا:D