-
دخول

عرض كامل الموضوع : بعيونهم:حملتنا الانتخابية .. خوف وكذب وعنصرية (هآرتس)


mhsen77
12/02/2009, 23:11
تقوم الدعاية الانتخابية المتلفزة الحالية في اسرائيل على اربعة امور: الخوف، الكذب، العنصرية وتشتيت الانتباه. ولعل هذه هي مقومات السياسة الاسرائيلية برمتها ؟

يضاف الى ذلك انعدام الذوق والاسلوب الرخيص وغير المهني.‏

دعونا من الشخصيات والبرامج الهامشية، والتي هي خليط عجيب بين الكارثة والمخدرات ومكانة الرجل في العائلة والقضاء على البنوك وشعارات مثل قلب جديد وروح اخرى ، ينبغي للمرء أن ينظر الى جوهر الخارطة السياسية، والى المكان الذي تحسم فيه المصائر.‏

هناك ايضا لا يصعد سوى صوت التطرف العنيف والفظ والتضليل وزرع الرعب والتشويش.‏

لن يستطيع الف خبير مكياج غير مهنيين مثل اولئك الذين لطخوا هذا الاسبوع وجوه المرشحين بطبقات من المكياج الثقيل والبارز،ان يغطوا الوجه الحقيقي، المترهل حتى الرعب. المستشارون الاستراتيجيون والذين يهمسون في البلاط، وخبراء الصورة واصحاب القدرات اللغوية ورجال الابداع، كلهم خبراء مكياج يعرضون مسرحية رعب السياسة الاسرائيلية والتي لم يسبق لها أن بدت بهذا الشكل السيء. وأجنبي يصل هذه الايام الى اسرائيل سيقتنع انه علق في مكان مصاب بالهذيان ومليء بالمخاوف، يكذب على نفسه حتى الجنون.‏

بعد عدة اسابيع من شن اسرائيل حرب عبثية اخرى - يكاد لا يكون لها ذكر في الدعاية الانتخابية. قرابة 42 سنة بعد أن اصبحت دولة احتلال وعنف ووحشية - يكاد لا يكون ذكر لذلك. العالم يجتاحه تسونامي اقتصادي وصلت آثاره الى هنا ، ورغم ذلك ليس لهذا أي ذكر في هذه الحملة الانتخابية الهاذية .‏

وعندما يسخرون هنا من الحملات الانتخابية المفبركة في الانظمة الاخرى علينا أن نتذكر ان الحملة الانتخابية الزرقاء ، البيضاء، الخاصة بـ »الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط«، ليست اكثر من حفلة تنكرية. سليمة تماما من ناحية الاجراء، مشوشة تماما من ناحية المضمون - هكذا هي حملتنا الانتخابية.‏

في الدكتاتوريات يستخفون باللعبة الديمقراطية. وعندنا يستخفون بالرأي العام. هذا اذا كان له رأي على الاطلاق. لا يمين ولا يسار. فقط رمال ورمال تذر في العيون. حاولوا ان تطرحوا احجية على اجنبي كان علق هنا: من هنا حزب اليمين، من وسط ومن يسار؟ هل يستطيع العثور على فروق بينهما؟ ثم حول ماذا تدور هذه الانتخابات؟ اين تختبىء الفكرة، حتى ذرة فكرة؟ من بين المرشحين جميعا يعطي انطباعا، يأسر قلبا، يبث ثقة، من على الاقل يقول شيئا ما؟ لا أحد .

حزب السلطة القى بالمعركة بـ أبو فلان. ضابط العمليات ايتان لفني كان مستقيما بمعايير كبيرة، مثلما تشهد له ابنته، المرشحة تسيبي، التي تتبادل القبل مع جورج بوش. لا توجد اليوم دولة في المعمورة يلوح فيها مرشح في الانتخابات بقبلة الموت مع هذا الرئيس.‏

وبين الصور الدعائية لتسيبي صور طفولة مع الاب. الطفل الذي ينظر من الجانب هو شقيقها ايلي، ذاك قام بعمل شيطاني في ذاك اليوم الذي بثت فيه صور الطفولة الطاهرة هذه، ليعرب عن تضامنه مع الخصم، بنيامين نتنياهو. لكن ما الذي يدفع شقيقا لان يغرس سكينا علنا في ظهر شقيقته قبل اسبوعين من الانتخابات؟ الاجوبة عند فرويد.‏

حزب العمل جلب لحملته قصارا وخبير مكياج . ولكن كم هم اصحاب الاصول المنتفخين باهميتهم الذاتية يرتدون احدث الملابس، يقودون سيارات الجيب على الذوق الرفيع، يحتسون آخر انواع الكوكتيل والمتنورون بنظر انفسهم قد جمعوا لأنفسهم المال لقاء ذلك.‏

قل الحقيقة، هذا ايضا ما يطالب به نتنياهو. لم يسبق أن كانت هنا مسرحية جماهيرية كهذه عن الحقيقة والتي تثبت على نحو ظاهر كألف دعاية انتخابية بان الجميع يكذبون ففي العام 2005 تنبأ نتنياهو بالصواريخ على عسقلان واسدود.‏

وكالنبوءة التي تجسد نفسها، فعلنا كل شيء كي يحصل هذا. كي تكتسي رؤيا العظام الناشفة للنبي بيبي عظاما وجلدا، والان ها هي الصواريخ هنا. اما نتنياهو، الذي لا يقترح ابدا بديلا حقيقيا، فيجني المكاسب.‏

افيغدور ليبرمان يفهم العربية . لو بثت دعايته الانتخابية في اوروبا ووجهت ضد اليهود لاقامت اسرائيل الدنيا ولم تقعدها ولقطعت العلاقات دون ولاء ولا مواطنة؟ هل كان اناتولي شيرانسكي مواليا لبلاده السابقة؟ هل نعوم شومسكي موال لبلاده؟ هل ليبرمان، زارع الكراهية والعنصرية، موالٍ لبلاده. فلتسحب مواطنة ليبرمان على الفور .‏

كما أن الاخضر يزدهر وينتعش الان في بلادنا، كما الحال ما وراء البحار. الخضر وحدهم خضر مع الناجين من الكارثة . خضر مع حاخامين (الحركة الخضراء ميماد)، وكذا الاخضر يصعد للمحامي موشيه غرين من تسوميت الذي يعد بحدائق خضراء في غزة، بدلا من المدن التي ستقصف وتدمر .‏

ونأتي الى حداش (الجبهة الديمقراطية) التي حاولت أن تسحر ميرتس وتحدث اوري اورباخ بأن المصوتين اليهود لا يعنوه وتحدث اليهم فقط بالعربية.‏

القائمة العربية الموحدة قالت بضعة امور ذات اهمية ولكن من انصت؟ قائمة المعوقين عرضت شفقة ناجعة؛ واغودات يسرائيل فضلت الموت على الحياة وطرحت ذكر زعيمها الميت، الحاخام ابرهام رابتس، الذي دفن بالضبط في ذات اليوم بدلا من عرض زعمائها الاحياء. فعلى أي حال ليس لدى أي من مصوتيها جهاز تلفزيون في بيته. مات رابتس، ماتت الدعاية الانتخابية، ماتت الحقيقة، ماتت الايديولوجيا، ماتت السياسة الاسرائيلية.‏

ترجمة : ريما الرفاعي

المصدر سانا عن صحيفة هآرتس الاسرائيلية