sweetangle
12/02/2009, 04:44
عندما انتصر الإسكندر الأكبر في أكبر معاركه في الهند اعتقل عشرة من الفلاسفة. وقال لهم :سوف أقتل صاحب الإجابة السيئة. إذن أمامكم أقاسى امتحان !
واختار واحدا منهم قاضيا وبدأ الامتحان . والسؤال الأول _للفيلسوف الأول : أيهم أكثر عددا : الأحياء أم الأموات ؟ وكان الجواب: الأحياء لأن الأموات لا وجود لهم
السؤال الثاني :أيهما أكبر .. حيوانات البر أم حيوانات البحر؟
ورد الفيلسوف : بل حيوانات البر لأن البحر جزء من البر ؟
السؤال الثالث : كيف تستطيع أن تقنع إنسانا بان يثور ؟
الجواب : بأن أؤكد له أن الإنسان يجب أن يعيش كريما أو يموت كريما .
السؤال الرابع : ما هي أخبث الحيوانات؟
والجواب التي لم نكتشفها بعد .
السؤال الخامس: أيهما أسبق الليل ... أم النهار ؟
وكان رد الفيلسوف الخامس : النهار أسبق من الليل بيوم واحد .
ولما لاحظ أن الإسكندر لم يقتنع بهذا الجواب عاد ليقول : لا تؤاخذني إذا كان الجواب غريبا . فالسؤال غريب أيضا !
ثم كان السؤال السادس :ما الذي يفعله الإنسان ليكون محبوبا ؟
وكان الجواب أن يكون قويا لا مخيفا ..
أما السؤال السابع فهو : كيف يكون الإنسان إلها ؟
وكان الجواب : بأن يصنع المستحيل والسؤال الثامن : أيهما أقوى الحياة أم الموت ؟
وكان الرد: الحياة أقوى لأنها تحمل كل المصائب ومع ذلك تستمر وتحرص على الاستمرار
أما السؤال التاسع فكان:إلى متى يحرص الإنسان على حياته؟
وكان الرد:إلى أن يشعر أن الموت أفضل من الحياة .
ثم اتجه الاسكندر الأكبر إلى الفيلسوف العاشر وقال له : ما رأيك ؟
ونهض الفيلسوف مذعورا ليقول له: مولاي عفوا ليس قبل أن أعرف رأيك في كل ما سمعت ! ولكن الاسكندر أطلق سراح الفلاسفة ومنحهم الكثير من الهدايا . ولم يكن ممكنا لفتى إغريقي_ابن الحضارة العظيمة وابن الفيلسوف أرسطو _أن يقتل فيلسوفا لأنه قال شيء لم يعجبه . أو لم يقنعه . بل الاسكندر قبل قيامه بغزواته في آسيا. قد رأى رجلا متمددا في الشمس . واقترب منه وسأله من أنت؟ فقال إنسان. وسأله :وماذا تريد؟فقال ألا تحجب عني الشمس وأعجبته هذه الإجابة وسأل عنه وقيل إنه الفيلسوف ديوجين وقال الإسكندر لو لم أكن أنا الاسكندر العظيم لتمنيت أن أكون في قوة هذا الرجل .. ولم يكن في ذلك الوقت قد تجاوز العشرين !
ويقال أن الاسكندر الأكبر قد سأل الفيلسوف العاشر : هل رأيت أعظم مني؟ويقال ان الفيلسوف قد فكر لحظة ثم قال أنت أنت أعظم إنسان في بلادك ولم يسترح الاسكندر لهذا الجواب ولكنه هز رأسه وقال:يبدو أن الحق معك .. أنا أعظم إنسان هناك..ولكن هنا .. الشمس أعظم والجوع أبشع
ولكن الاسكندر كلن يعتقد انه أعظم قائد في كل العصور. فهو في طفولته أقنعته أمه أنه كبير الآلهة وكان الاسكندر يحزن كلما انتصر أبوه في معركة عسكرية ويقول : إذا انتصر أبي فما الذي يتركه لي بعد ذلك ؟ إنه أصغر مسافر وأكبر قائد
وقد ولد الاسكندر في اليوم الذي احترق فيه معبد ديانا وكسبت خيول والده في الألعاب الأولمبية وقال الكهنة إن مولده حدث جليل ويقال إن أنفاسه كانت عطرية وملابسه أيضا ويقال أن رأسه ثقيل لدرجة أن عنقه لا يقوى على حمله ولذلك كان يميل به إلى ناحية اليسار وكان إذا مشى أسرع ولما سألوه ولماذا لا تشترك في الألعاب الأولمبية وكان جوابه السريع هاتولي عددا من الملوك
وكان أبوه يقول : إن ولدي هذا تضيق عنه مملكتي ؟ وفي السادسة عشرة من عمره تركه أبوه ملكا على البلاد وكان يتصرف كأنه ملكا وكانت قراراته غريبة عجيبة وكان يجلس إلى جواره أعظم فلاسفة الإغريق:أرسطو..
ولا أحد يدري بالضبط ما الذي خطر على رأس هذا الشاب سنة 334 ق.م وهو في الثانية والعشرين من عمره على رأس جيش كبير أعظم الجيوش الأوربية في ذلك الوقت ما الذي يريده من السفر بقواته إلى آسيا..هل يريد أن يعرف نهاية العالم ..مجرد معرفة .. هل ذهب لينتقم من الفرس الذين احرقوا أثينا منذ فرن ونصف هل ذهب ينشر الحضارة الإغريقية في الإمبراطورية الفارسية في آسيا وشمال إفريقيا هل هي مغامرات الشباب : خمر وذهب وعطور ونصر في النهاية .
إنه رفض أن يحدثه إنسان في شيء وقواته تعبر الدردنيل في سفن وعلى ظهور الخيل .. ثلاثون ألف جندي وأربعة آلاف حصان .. وألوف يحملون الرماح طولها 18 قدما ومئات من المهندسين وعشرات من الفلاسفة وعشرات من السكرتارية و4000 جندي من الحرس الخاص ونساء وأطفال يمشون وراء هذه القوات أو وراء الشاب العظيم المغامر ولم يخطر على بال هذا الشاب أنه ذهاب بلا عودة فلن يرى الاسكندر أرضه حيا بعد اليوم
وعلى عادة الإغريق انطلقت سفينته به بعيدا عن الشاطئ ..ثم عادة لتقترب منه قليلا قليلا .. وليمد رمحه الطويل ويلمس الشاطئ.. رمزا على أنه سوف ينال بسهولة ما يريد ..وقد نال ما يريد لكن بصعوبة وعندما نظر الاسكندر إلى الشاطئ وجد بعض الشبان يستحمون فقال وهو حزين: ما أتعسني لقد نسيت ان أتعلم السباحة
أما الإمبراطورية الفارسية في ذلك الوقت واسعة منهارة تضم ارض العراق وسوريا وليبيا ومابين النهرين وغربي الهند وقد هاجمها الاسكندر في وقت كانت تتداعى وكان الاسكندر حريصا على ان يكون إغريقيا مائة في المائة في الطعام والشراب واللهو الصلوات وكانت ترافقه معشوقته الجميلة تاييس وكان هو أيضا ليس ملكا طول الوقت انه ملك على الرجال ولكن مع محبوبته هو مواطن آخر وعندما لاحظت محبوبته تاييس أن في خيمتها ثقبا تتسلل منه الشمس أشارت برجلها اليه وضحك الاسكندر ليقول هذا الثقب استطيع ان أسده لكن فرص الشمس فليس في قدرتي بعد ان أحطمه ويقال ان تاييس بكت فوعدها بان يطفئ الشمس وساف الاسكندر إلى مصر وأقام فيها أكثر من سنة واستطاع بذكائه الخارق أن يختار المكان المناسب لإنشاء مدينة الإسكندرية وهي واحدة من 9مدن تحمل اسمه وجمع المهندسين والجغرافيين ولاحظوا أن الأرض سوداء وأنهم لا يستطيعوا أن يخططوا المدينة فأتوا بكمية من الدقيق ينثرونها على الأرض وفجأة جاءت الغربان وأكلت الدقيق وانزعج الاسكندر ولكن علماء الفلك قالوا له سوف تكون هذه المدينة جنة يعيش عليها الإنسان والحيوان والطيور وفي إحدى الليالي سمع الاسكندر صوتا يناديه في أعماقه ونهض وسأل حبيبته تاييس أن كانت هي التي نادته ولكنه وجدها نائمة تتقلب ثم طلب المزيد من النبيذ والقبلات وخرج من خيمته ليسأل إن كان أحدا قد ناداه ثم عاد يسمع الصوت يطلب اليه ان يذهب إلى واحة سيوه وان يزور معبد الإله آمون وسار الاسكندر مع بعض إتباعه على شاطئ البحر ثم نزل إلى الجنوب على حدود ليبيا وكان يخاف من الرياح الرملية ومن العطش ولكنه آمن انه ابن الإلهة وان هذا الصوت الذي ناداه لا يمكن ان يكون شيطان وترك الخيول وركب الجمال وسار في نفس الطريق الذي هلك فيه جيش قمبيز قبل ذالك 30الف من قوات الفرس دفنت في الصحراء ولكن الغربان كانت تقوده فإذا أخطأ في الاتجاه راحت الغربان تنعق فإذا ضل احد من رجاله تصايحت الغربان حتى يعود إلى الطريق السليم
وفي معبد آمون سمع الاسكندر من الكهنة ان الإله يريد ان يراه على حدة ودخل الاسكندر واقترب وسال الإله ان كان الذين قتلوا قد لقوا ما يستحقون من عقاب ؟ ورد الإله نعم كلهم !
ولا أحد يعرف كيف كان شعور الاسكندر عندما نصبه كهنة آمون إلها !
إن صناعة الإله والتأليه هي إحدى حيل المصريين القدماء ... إنهم السم المقدس الذي يعطونه للإنسان لكي يتعالى على البشر . ويموت لا هو إنسان ولا هو إله..
وشرب الاسكندر هذه الجرعة .
وكان من عادة الاسكندر أن يكتب الكثير من الرسائل فكتب إلى أمه يؤكد لها أن الفراعنة يقولون أيضا أنه اله ابن كبير الآلهة . ثم قال لها :وهناك أسرار كثيرة سوف أحكيها لك عندما أعود .
ولم يعد ومات وسره معه .
وعندما اتجه الاسكندر بعد ذلك إلى أطراف الإمبراطورية الفارسية بلغه أن أستاذه العظيم أرسطو قد نشر بعض محاضراته .فكتب غليه الاسكندر عاتبا يقول : (عتاب من الاسكندر إلى أرسطو.لم تحسن صنعا أن نشرت بعض محاضراتك فقد كان من الواجب عليك أن تجعلها سرا نباهي به الأمم . ولا أزال أفضل أن تكون لي قوة العلم لا قوة السلاح )
وعندما علم الاسكندر أن بعض أصدقائه في أثينا قد فشل في إقناع فتاة بالزواج منه . بعث إليه هذه الرسالة ..
((هناك طريقتان لإقناع الفتاة بأن تكون لك : أن تعطيها الكثير من الهدايا وأن تحبها.. ولا توجد طريقة ثالثة . لأن الناس قد ولدوا أحرارا.. ))
وفي إحدى المعارك الكبرى مع الملك دارا تذكر أنه يجب أن يبعث رسالة إلى أحد أصدقائه في موضوع مضحك . كتب يقول بعد نهاية المعركة : ((اعرف أن حصانك ضاع . سيكون لك واحد أفضل منه وهذا إقرار مني بذلك ..)) وبعد أن افرغ من هذا الخطاب قال لأحد حراسه :أريد أذوق طعم الملك . فقال الحارس: أنت ملك دائما يا مولاي .. ولكن الاسكندر قال : (فقط عندما أستحم بالماء الدافئ ...وأضع العطر وأنظر في عيني الفتاة التي أحبها وأنام في أمان .. هذا هو الملك !))
وقبل أن يذهب الاسكندر إلى حمامه قال له احد الضباط :مولاي.. الوقت مناسب للهجوم على الملك دارا .. ليلا , ولكن رد الاسكندر : أيها القائد العظيم إن الاسكندر لا يسرق النصر إنني أهزمه نهارا سوف أجعله يرى نفسه منهارا . ويراني منتصرا
وفي بلاد العراق أحس الجنود أن هذه هي نهاية العالم . وأنهم تعبوا وأنهم يحملون الكثير من الهدايا وان خيولهم قد تعبت .. أن بعض الخيول قد ماتت وأنهم يحملون هداياهم ويتساقطون تحتها . وطلبوا إليه أن يعودوا لكن ليس الاسكندر هو الذي يعود
وليس هو الرجل الذي يقترح عليه احد فكرة أو خطة . فإن الاسكندر يحرق كل ما معه من هدايا .. ويفعل الضباط والجنود ذلك .
وكان من عادته أن يعطي الهدايا لكل من حوله .. بشرط أن يطلبوا منه ذلك. لأنه يحب أن تمتد له الأيدي .وأن يرى الامتنان في عيون الجميع .. ولكن واحدا من أصدقائه لم يحصل على هدية . لأنه لم يطلب وفي مرة كان يلعب مع الاسكندر الكرة .. فصرخ إليه الاسكندر:لماذا لا تعطيني الكرة ؟ وكان رده ولكنك لم تطلبها مني !
وفهم الاسكندر المعنى الذي يريد. ثم قال:إنني أريد أن أرى امتنانك أنت أيضا !
نحن الآن في سنة 320 ق. م وقد انتصر الاسكندر على الفرس في معركة أسوس.
وجاء المرزبان –أي حاكم المدينة –يعرض عليه عددا من الأميرات ولكن الاسكندر قال : الإنسان لا يستطيع أن يكون ملكا على هذا العدد من النساء .. فالنساء يردن الرجل لا الملك !
وأمضى الاسكندر ثلاث سنوات في هذه الأرض يروح ويجيء ولا أحد يعرف بالضبط كيف كان يتحرك ..فلم تكن هناك خريطة معه وإنما كان يمشي بالسماع.ويتجه تبعا لمعلومات العلماء المرافقين له.وقد أمر الاسكندر ضباطه أن يرتدوا ملابس الفرس ولأن يعاملوا الناس برفق ولا ينسوا أنهم أبناء الحضارة الإغريقية .
مرض الاسكندر وطلب الطبيب وشكا له وقال للطبيب لا أريد احدا أن يعرف دائي أو دوائي فإن كان العلاج ناجحا فانشره على كل الجنود .
وبعد يومين شفي الاسكندر وجاء الطبيب يستأذن في إذاعة الدواء ولكن الاسكندر قال:بل أنا سأعلن ذلك ..وجمع الضباط وقال لهم دوائي هو ..الفاكهة..والنوم العميق..والنصر !
وكان من عادة الاسكندر أن يملي على المؤرخين المرافقين له بعض ملاحظاته على الحياة والناس.
فقال مثلا: أنهم هنا في حاجة إلى نسائنا ..وإلى أفكارنا وإلى حضارتنا .
ولم يكتفي ببناء مدن تحمل اسمه بل إنه أقام مدينة تحمل اسم حصانه عندما مات وهو في الثلاثين من عمره ومدينة باسم كلبه .
ولم يكن جنوده يعرفون أن هذا الشاب قد قرر أن يذهب إلى الهند نهاية الدنيا في ذلك الوقت.أن يرى المحيط الذي هو نهاية العالم ..
وكل ما نعرفه عن رحلات الاسكندر أنه اتجه إلى الشمال..إلى ممر خيبر وانه حاول طويلا أن يمر ولكن القبائل قد هاجمته .. وقتلت الكثير من جنوده ,ولكنه فوجئ بواد صغير..وفي هذا الوادي أنس شعرهم أصفر وعيونهم زرقاء ويعبدون إله الإغريق ..
وإنهم تساقطوا له راكعين ساجدين عندما رأوه .. وهناك عشرات الزهرات الإغريقيات على شجرة اللبلاب وصنعوا منها تيجانا لهم ولقائدهم..ثم رقصوا وشربوا حتى تعبوا أيام طويلة.. وفجأة انهارت الحجارة من قمم الجبال على الاسكندر وجنوده.. أصر الاسكندر على أن يكون في مقدمة الذين يتسلقون الجبل.
ثم اشتبك في معركة دامية مع الملك بوروس و الذي كان يعتمد على جيش كبير
وكانت الفيلة تتقدم الجنود. وانتصر الاسكندر-ووقع الملك أسيرا..واستدعاه الاسكندر قائلا :كيف تتوقع مني أن أعاملك؟فأجاب الرجل:كملك طبعا..
وجعله نائبا له على المملكة الهندية وتعب الجنود ونفقت الخيول وأصروا على العودة وصرخوا وتظاهروا ودخل الاسكندر خيمته وراح يبكي ويتمرغ على الأرض ويقول:ماذا ستقول الأجيال القادمة عنا إننا انتصرنا معا.وكسبنا لأمتنا ما لم يكسبه أحد منا.
وفي يوليو 326ق.م قرر الاسكندر أن يعود من نفس الطريق الذي طوله 12ألف ميل والذي قطعه في 8 سنوات .
وتوقف عند قبائل تعيش على الأسماك فقط أظافرها وشعورها طويلة.. وبيوتها مصنوعة من المحار وفي عيونهم بريق غريب ولكن وجوههم شاحبة وأصواتهم صارخة ونساءهم جميلات وفي برودة السمك –هذا تعبيره..
وانزعج الاسكندر عندما عرف أن بعض فقراء الهنود يبيعون بناتهم .. أما الطريقة فهي التي أزعجته..
فالفتاة تخلع ملابسها تماما .. وتقف وقد أدارت ظهرها للزبون .. ويقلب الزبون في جسمها.. ثم يطلب إليها أن تجلس ويقلب في صدرها ..فإذا أعجبته اشتراها ..
ولم تنس له معشوقته تاييس ما قاله على هذا الموقف الشائن ..قال الاسكندر: لو كان من يتزوج يفعل ذلك.لسقطت في الامتحان أكثر النساء..والرجال أيضا ..
وكان طريق العودة شاقا أكثر مما توقع الاسكندر وكان يلعن أباه بين قواده لأنه طلّق أمه وتزوج امرأة أخرى اسمها كليوباترة
وجرح جرحا عميقا في احد معاركه .
وفي أحد الليالي جاء أحد الفلاسفة المرافقين له .. وأتى بجلد حيوان سلخوه ووضعه أمام الاسكندر ثم وقف بقدميه على جانب منه فارتفع الجانب الآخر ثم عاد فوقف على الناحية الثانية فارتفع الطرف الآخر ونظر الاسكندر وكان مريضا محموما لا يفيق من الخمر ولا من الحمى وقال الاسكندر :ماذا تريد أن تقول ؟
وهنا قفز الفيلسوف بقدميه في منتصف الجلد . وبقي بعض الوقت فاعتدل الجلد وظلت أطرافه كلها مرفوعة عن الأرض بدرجة واحدة وقال الاسكندر :
-إذا أنت بقيت في أطراف مملكتك ثارت عليك .. ولذلك يجب أن تبقى في منتصف مملكتك .. هنا .. في بابل!
وكأنما كانت نبوءة ... فقد مات الاسكندر في بابل يوم 22أبريل في الثانية والثلاثين من العمر.
واختار واحدا منهم قاضيا وبدأ الامتحان . والسؤال الأول _للفيلسوف الأول : أيهم أكثر عددا : الأحياء أم الأموات ؟ وكان الجواب: الأحياء لأن الأموات لا وجود لهم
السؤال الثاني :أيهما أكبر .. حيوانات البر أم حيوانات البحر؟
ورد الفيلسوف : بل حيوانات البر لأن البحر جزء من البر ؟
السؤال الثالث : كيف تستطيع أن تقنع إنسانا بان يثور ؟
الجواب : بأن أؤكد له أن الإنسان يجب أن يعيش كريما أو يموت كريما .
السؤال الرابع : ما هي أخبث الحيوانات؟
والجواب التي لم نكتشفها بعد .
السؤال الخامس: أيهما أسبق الليل ... أم النهار ؟
وكان رد الفيلسوف الخامس : النهار أسبق من الليل بيوم واحد .
ولما لاحظ أن الإسكندر لم يقتنع بهذا الجواب عاد ليقول : لا تؤاخذني إذا كان الجواب غريبا . فالسؤال غريب أيضا !
ثم كان السؤال السادس :ما الذي يفعله الإنسان ليكون محبوبا ؟
وكان الجواب أن يكون قويا لا مخيفا ..
أما السؤال السابع فهو : كيف يكون الإنسان إلها ؟
وكان الجواب : بأن يصنع المستحيل والسؤال الثامن : أيهما أقوى الحياة أم الموت ؟
وكان الرد: الحياة أقوى لأنها تحمل كل المصائب ومع ذلك تستمر وتحرص على الاستمرار
أما السؤال التاسع فكان:إلى متى يحرص الإنسان على حياته؟
وكان الرد:إلى أن يشعر أن الموت أفضل من الحياة .
ثم اتجه الاسكندر الأكبر إلى الفيلسوف العاشر وقال له : ما رأيك ؟
ونهض الفيلسوف مذعورا ليقول له: مولاي عفوا ليس قبل أن أعرف رأيك في كل ما سمعت ! ولكن الاسكندر أطلق سراح الفلاسفة ومنحهم الكثير من الهدايا . ولم يكن ممكنا لفتى إغريقي_ابن الحضارة العظيمة وابن الفيلسوف أرسطو _أن يقتل فيلسوفا لأنه قال شيء لم يعجبه . أو لم يقنعه . بل الاسكندر قبل قيامه بغزواته في آسيا. قد رأى رجلا متمددا في الشمس . واقترب منه وسأله من أنت؟ فقال إنسان. وسأله :وماذا تريد؟فقال ألا تحجب عني الشمس وأعجبته هذه الإجابة وسأل عنه وقيل إنه الفيلسوف ديوجين وقال الإسكندر لو لم أكن أنا الاسكندر العظيم لتمنيت أن أكون في قوة هذا الرجل .. ولم يكن في ذلك الوقت قد تجاوز العشرين !
ويقال أن الاسكندر الأكبر قد سأل الفيلسوف العاشر : هل رأيت أعظم مني؟ويقال ان الفيلسوف قد فكر لحظة ثم قال أنت أنت أعظم إنسان في بلادك ولم يسترح الاسكندر لهذا الجواب ولكنه هز رأسه وقال:يبدو أن الحق معك .. أنا أعظم إنسان هناك..ولكن هنا .. الشمس أعظم والجوع أبشع
ولكن الاسكندر كلن يعتقد انه أعظم قائد في كل العصور. فهو في طفولته أقنعته أمه أنه كبير الآلهة وكان الاسكندر يحزن كلما انتصر أبوه في معركة عسكرية ويقول : إذا انتصر أبي فما الذي يتركه لي بعد ذلك ؟ إنه أصغر مسافر وأكبر قائد
وقد ولد الاسكندر في اليوم الذي احترق فيه معبد ديانا وكسبت خيول والده في الألعاب الأولمبية وقال الكهنة إن مولده حدث جليل ويقال إن أنفاسه كانت عطرية وملابسه أيضا ويقال أن رأسه ثقيل لدرجة أن عنقه لا يقوى على حمله ولذلك كان يميل به إلى ناحية اليسار وكان إذا مشى أسرع ولما سألوه ولماذا لا تشترك في الألعاب الأولمبية وكان جوابه السريع هاتولي عددا من الملوك
وكان أبوه يقول : إن ولدي هذا تضيق عنه مملكتي ؟ وفي السادسة عشرة من عمره تركه أبوه ملكا على البلاد وكان يتصرف كأنه ملكا وكانت قراراته غريبة عجيبة وكان يجلس إلى جواره أعظم فلاسفة الإغريق:أرسطو..
ولا أحد يدري بالضبط ما الذي خطر على رأس هذا الشاب سنة 334 ق.م وهو في الثانية والعشرين من عمره على رأس جيش كبير أعظم الجيوش الأوربية في ذلك الوقت ما الذي يريده من السفر بقواته إلى آسيا..هل يريد أن يعرف نهاية العالم ..مجرد معرفة .. هل ذهب لينتقم من الفرس الذين احرقوا أثينا منذ فرن ونصف هل ذهب ينشر الحضارة الإغريقية في الإمبراطورية الفارسية في آسيا وشمال إفريقيا هل هي مغامرات الشباب : خمر وذهب وعطور ونصر في النهاية .
إنه رفض أن يحدثه إنسان في شيء وقواته تعبر الدردنيل في سفن وعلى ظهور الخيل .. ثلاثون ألف جندي وأربعة آلاف حصان .. وألوف يحملون الرماح طولها 18 قدما ومئات من المهندسين وعشرات من الفلاسفة وعشرات من السكرتارية و4000 جندي من الحرس الخاص ونساء وأطفال يمشون وراء هذه القوات أو وراء الشاب العظيم المغامر ولم يخطر على بال هذا الشاب أنه ذهاب بلا عودة فلن يرى الاسكندر أرضه حيا بعد اليوم
وعلى عادة الإغريق انطلقت سفينته به بعيدا عن الشاطئ ..ثم عادة لتقترب منه قليلا قليلا .. وليمد رمحه الطويل ويلمس الشاطئ.. رمزا على أنه سوف ينال بسهولة ما يريد ..وقد نال ما يريد لكن بصعوبة وعندما نظر الاسكندر إلى الشاطئ وجد بعض الشبان يستحمون فقال وهو حزين: ما أتعسني لقد نسيت ان أتعلم السباحة
أما الإمبراطورية الفارسية في ذلك الوقت واسعة منهارة تضم ارض العراق وسوريا وليبيا ومابين النهرين وغربي الهند وقد هاجمها الاسكندر في وقت كانت تتداعى وكان الاسكندر حريصا على ان يكون إغريقيا مائة في المائة في الطعام والشراب واللهو الصلوات وكانت ترافقه معشوقته الجميلة تاييس وكان هو أيضا ليس ملكا طول الوقت انه ملك على الرجال ولكن مع محبوبته هو مواطن آخر وعندما لاحظت محبوبته تاييس أن في خيمتها ثقبا تتسلل منه الشمس أشارت برجلها اليه وضحك الاسكندر ليقول هذا الثقب استطيع ان أسده لكن فرص الشمس فليس في قدرتي بعد ان أحطمه ويقال ان تاييس بكت فوعدها بان يطفئ الشمس وساف الاسكندر إلى مصر وأقام فيها أكثر من سنة واستطاع بذكائه الخارق أن يختار المكان المناسب لإنشاء مدينة الإسكندرية وهي واحدة من 9مدن تحمل اسمه وجمع المهندسين والجغرافيين ولاحظوا أن الأرض سوداء وأنهم لا يستطيعوا أن يخططوا المدينة فأتوا بكمية من الدقيق ينثرونها على الأرض وفجأة جاءت الغربان وأكلت الدقيق وانزعج الاسكندر ولكن علماء الفلك قالوا له سوف تكون هذه المدينة جنة يعيش عليها الإنسان والحيوان والطيور وفي إحدى الليالي سمع الاسكندر صوتا يناديه في أعماقه ونهض وسأل حبيبته تاييس أن كانت هي التي نادته ولكنه وجدها نائمة تتقلب ثم طلب المزيد من النبيذ والقبلات وخرج من خيمته ليسأل إن كان أحدا قد ناداه ثم عاد يسمع الصوت يطلب اليه ان يذهب إلى واحة سيوه وان يزور معبد الإله آمون وسار الاسكندر مع بعض إتباعه على شاطئ البحر ثم نزل إلى الجنوب على حدود ليبيا وكان يخاف من الرياح الرملية ومن العطش ولكنه آمن انه ابن الإلهة وان هذا الصوت الذي ناداه لا يمكن ان يكون شيطان وترك الخيول وركب الجمال وسار في نفس الطريق الذي هلك فيه جيش قمبيز قبل ذالك 30الف من قوات الفرس دفنت في الصحراء ولكن الغربان كانت تقوده فإذا أخطأ في الاتجاه راحت الغربان تنعق فإذا ضل احد من رجاله تصايحت الغربان حتى يعود إلى الطريق السليم
وفي معبد آمون سمع الاسكندر من الكهنة ان الإله يريد ان يراه على حدة ودخل الاسكندر واقترب وسال الإله ان كان الذين قتلوا قد لقوا ما يستحقون من عقاب ؟ ورد الإله نعم كلهم !
ولا أحد يعرف كيف كان شعور الاسكندر عندما نصبه كهنة آمون إلها !
إن صناعة الإله والتأليه هي إحدى حيل المصريين القدماء ... إنهم السم المقدس الذي يعطونه للإنسان لكي يتعالى على البشر . ويموت لا هو إنسان ولا هو إله..
وشرب الاسكندر هذه الجرعة .
وكان من عادة الاسكندر أن يكتب الكثير من الرسائل فكتب إلى أمه يؤكد لها أن الفراعنة يقولون أيضا أنه اله ابن كبير الآلهة . ثم قال لها :وهناك أسرار كثيرة سوف أحكيها لك عندما أعود .
ولم يعد ومات وسره معه .
وعندما اتجه الاسكندر بعد ذلك إلى أطراف الإمبراطورية الفارسية بلغه أن أستاذه العظيم أرسطو قد نشر بعض محاضراته .فكتب غليه الاسكندر عاتبا يقول : (عتاب من الاسكندر إلى أرسطو.لم تحسن صنعا أن نشرت بعض محاضراتك فقد كان من الواجب عليك أن تجعلها سرا نباهي به الأمم . ولا أزال أفضل أن تكون لي قوة العلم لا قوة السلاح )
وعندما علم الاسكندر أن بعض أصدقائه في أثينا قد فشل في إقناع فتاة بالزواج منه . بعث إليه هذه الرسالة ..
((هناك طريقتان لإقناع الفتاة بأن تكون لك : أن تعطيها الكثير من الهدايا وأن تحبها.. ولا توجد طريقة ثالثة . لأن الناس قد ولدوا أحرارا.. ))
وفي إحدى المعارك الكبرى مع الملك دارا تذكر أنه يجب أن يبعث رسالة إلى أحد أصدقائه في موضوع مضحك . كتب يقول بعد نهاية المعركة : ((اعرف أن حصانك ضاع . سيكون لك واحد أفضل منه وهذا إقرار مني بذلك ..)) وبعد أن افرغ من هذا الخطاب قال لأحد حراسه :أريد أذوق طعم الملك . فقال الحارس: أنت ملك دائما يا مولاي .. ولكن الاسكندر قال : (فقط عندما أستحم بالماء الدافئ ...وأضع العطر وأنظر في عيني الفتاة التي أحبها وأنام في أمان .. هذا هو الملك !))
وقبل أن يذهب الاسكندر إلى حمامه قال له احد الضباط :مولاي.. الوقت مناسب للهجوم على الملك دارا .. ليلا , ولكن رد الاسكندر : أيها القائد العظيم إن الاسكندر لا يسرق النصر إنني أهزمه نهارا سوف أجعله يرى نفسه منهارا . ويراني منتصرا
وفي بلاد العراق أحس الجنود أن هذه هي نهاية العالم . وأنهم تعبوا وأنهم يحملون الكثير من الهدايا وان خيولهم قد تعبت .. أن بعض الخيول قد ماتت وأنهم يحملون هداياهم ويتساقطون تحتها . وطلبوا إليه أن يعودوا لكن ليس الاسكندر هو الذي يعود
وليس هو الرجل الذي يقترح عليه احد فكرة أو خطة . فإن الاسكندر يحرق كل ما معه من هدايا .. ويفعل الضباط والجنود ذلك .
وكان من عادته أن يعطي الهدايا لكل من حوله .. بشرط أن يطلبوا منه ذلك. لأنه يحب أن تمتد له الأيدي .وأن يرى الامتنان في عيون الجميع .. ولكن واحدا من أصدقائه لم يحصل على هدية . لأنه لم يطلب وفي مرة كان يلعب مع الاسكندر الكرة .. فصرخ إليه الاسكندر:لماذا لا تعطيني الكرة ؟ وكان رده ولكنك لم تطلبها مني !
وفهم الاسكندر المعنى الذي يريد. ثم قال:إنني أريد أن أرى امتنانك أنت أيضا !
نحن الآن في سنة 320 ق. م وقد انتصر الاسكندر على الفرس في معركة أسوس.
وجاء المرزبان –أي حاكم المدينة –يعرض عليه عددا من الأميرات ولكن الاسكندر قال : الإنسان لا يستطيع أن يكون ملكا على هذا العدد من النساء .. فالنساء يردن الرجل لا الملك !
وأمضى الاسكندر ثلاث سنوات في هذه الأرض يروح ويجيء ولا أحد يعرف بالضبط كيف كان يتحرك ..فلم تكن هناك خريطة معه وإنما كان يمشي بالسماع.ويتجه تبعا لمعلومات العلماء المرافقين له.وقد أمر الاسكندر ضباطه أن يرتدوا ملابس الفرس ولأن يعاملوا الناس برفق ولا ينسوا أنهم أبناء الحضارة الإغريقية .
مرض الاسكندر وطلب الطبيب وشكا له وقال للطبيب لا أريد احدا أن يعرف دائي أو دوائي فإن كان العلاج ناجحا فانشره على كل الجنود .
وبعد يومين شفي الاسكندر وجاء الطبيب يستأذن في إذاعة الدواء ولكن الاسكندر قال:بل أنا سأعلن ذلك ..وجمع الضباط وقال لهم دوائي هو ..الفاكهة..والنوم العميق..والنصر !
وكان من عادة الاسكندر أن يملي على المؤرخين المرافقين له بعض ملاحظاته على الحياة والناس.
فقال مثلا: أنهم هنا في حاجة إلى نسائنا ..وإلى أفكارنا وإلى حضارتنا .
ولم يكتفي ببناء مدن تحمل اسمه بل إنه أقام مدينة تحمل اسم حصانه عندما مات وهو في الثلاثين من عمره ومدينة باسم كلبه .
ولم يكن جنوده يعرفون أن هذا الشاب قد قرر أن يذهب إلى الهند نهاية الدنيا في ذلك الوقت.أن يرى المحيط الذي هو نهاية العالم ..
وكل ما نعرفه عن رحلات الاسكندر أنه اتجه إلى الشمال..إلى ممر خيبر وانه حاول طويلا أن يمر ولكن القبائل قد هاجمته .. وقتلت الكثير من جنوده ,ولكنه فوجئ بواد صغير..وفي هذا الوادي أنس شعرهم أصفر وعيونهم زرقاء ويعبدون إله الإغريق ..
وإنهم تساقطوا له راكعين ساجدين عندما رأوه .. وهناك عشرات الزهرات الإغريقيات على شجرة اللبلاب وصنعوا منها تيجانا لهم ولقائدهم..ثم رقصوا وشربوا حتى تعبوا أيام طويلة.. وفجأة انهارت الحجارة من قمم الجبال على الاسكندر وجنوده.. أصر الاسكندر على أن يكون في مقدمة الذين يتسلقون الجبل.
ثم اشتبك في معركة دامية مع الملك بوروس و الذي كان يعتمد على جيش كبير
وكانت الفيلة تتقدم الجنود. وانتصر الاسكندر-ووقع الملك أسيرا..واستدعاه الاسكندر قائلا :كيف تتوقع مني أن أعاملك؟فأجاب الرجل:كملك طبعا..
وجعله نائبا له على المملكة الهندية وتعب الجنود ونفقت الخيول وأصروا على العودة وصرخوا وتظاهروا ودخل الاسكندر خيمته وراح يبكي ويتمرغ على الأرض ويقول:ماذا ستقول الأجيال القادمة عنا إننا انتصرنا معا.وكسبنا لأمتنا ما لم يكسبه أحد منا.
وفي يوليو 326ق.م قرر الاسكندر أن يعود من نفس الطريق الذي طوله 12ألف ميل والذي قطعه في 8 سنوات .
وتوقف عند قبائل تعيش على الأسماك فقط أظافرها وشعورها طويلة.. وبيوتها مصنوعة من المحار وفي عيونهم بريق غريب ولكن وجوههم شاحبة وأصواتهم صارخة ونساءهم جميلات وفي برودة السمك –هذا تعبيره..
وانزعج الاسكندر عندما عرف أن بعض فقراء الهنود يبيعون بناتهم .. أما الطريقة فهي التي أزعجته..
فالفتاة تخلع ملابسها تماما .. وتقف وقد أدارت ظهرها للزبون .. ويقلب الزبون في جسمها.. ثم يطلب إليها أن تجلس ويقلب في صدرها ..فإذا أعجبته اشتراها ..
ولم تنس له معشوقته تاييس ما قاله على هذا الموقف الشائن ..قال الاسكندر: لو كان من يتزوج يفعل ذلك.لسقطت في الامتحان أكثر النساء..والرجال أيضا ..
وكان طريق العودة شاقا أكثر مما توقع الاسكندر وكان يلعن أباه بين قواده لأنه طلّق أمه وتزوج امرأة أخرى اسمها كليوباترة
وجرح جرحا عميقا في احد معاركه .
وفي أحد الليالي جاء أحد الفلاسفة المرافقين له .. وأتى بجلد حيوان سلخوه ووضعه أمام الاسكندر ثم وقف بقدميه على جانب منه فارتفع الجانب الآخر ثم عاد فوقف على الناحية الثانية فارتفع الطرف الآخر ونظر الاسكندر وكان مريضا محموما لا يفيق من الخمر ولا من الحمى وقال الاسكندر :ماذا تريد أن تقول ؟
وهنا قفز الفيلسوف بقدميه في منتصف الجلد . وبقي بعض الوقت فاعتدل الجلد وظلت أطرافه كلها مرفوعة عن الأرض بدرجة واحدة وقال الاسكندر :
-إذا أنت بقيت في أطراف مملكتك ثارت عليك .. ولذلك يجب أن تبقى في منتصف مملكتك .. هنا .. في بابل!
وكأنما كانت نبوءة ... فقد مات الاسكندر في بابل يوم 22أبريل في الثانية والثلاثين من العمر.