..AHMAD
11/02/2009, 23:12
ابراهيم طيار :
محامي سوري وشاعر
بدأ مسيرتو بعد التخرج بجريدة الدبور ، اللي ما استمرت ، او بالاحرى تركها لما تغير نهجها
الو نشاطات بالشعر بكتير من الأماكن على الانترنت
----
سنواتٌ خمسٌ..
مرّتْ كجميعِ السّنواتْ
لم يحدث فيها أيّ جديدٍ..
فالمأساةُ هي المأساةْ
القصّةُ كاملةٌ..
مهما زدنا في القصّةِ من كلماتْ
واللوحةُ واضحةٌ..
مهما زدنا في اللوحةِ من لمساتْ
ولهذا..
لن أكتبَ شعراً..
تبّاً للشّعرِ..
و للأوراقِ و للكلماتْ
لن أرسمَ..
تبّاً للألواحِ..
وللألوانِ وللفرشاةْ
يا من مرَّ على كلماتي..
لا تقرأ..
بل حدِّق..
لترى نفسكَ مصلوباً في المرآةْ
مقتولٌ أنتَ..
ولو كنتَ المقتولَ على عدّةِ دفعاتْ
لا تطلب منّي أيّ دليلٍ..
أو إثباتْ
لم يعطوكَ شهادةَ ميلادٍ حينَ ولدّتَ..
ولن أعطيكَ أنا في موتكَ..
صكَّ وفاة
لكنْ إن شئتَ..
وسمحَ الوقتُ..
أضعْ عندي بعضَ اللحظاتْ
سأُريكَ القاتلَ..
والخنجرَ..
والبلطةَ وجميع الأدواتْ
وأُريكَ الجثّة في غرفتكَ ممددةً..
وعليها آثارُ الطّعناتْ
وأُريكَ الدّمَ فوق الجدرانِ مراقاً..
وأريكَ البصماتْ
فاتبعني..
لن تخسر من عمركَ..
أكثر مما قد ضيّعتَ وما قد فاتْ
سنواتٌ خمسٌ..
مرّتْ كجميعِ السّنواتْ
الوطنُ..
هو الوطنُ المتخبّطُ في دمهِ..
من خمسِ سنينٍ..
مثلَ الشّاة
العَلمُ..
هو العلمُ المترنّحُ فوق ملايينِ الشّرفاتْ
سنواتٌ خمسٌ..
مازالتْ تصفعهُ الرّيحُ..
ونحنُ نعدُّ لهُ الصّفعاتْ
المأتمُ..
ما زالَ المأتمَ..
لا شيء جديدٌ فيه..
سوى عددِ الباكينَ..
أو الأمواتْ
ما زالَ الموتُ هنا..
يتربّصُ مثلَ الذّئبِ على الطُرقاتْ
مازالَ يجيءُ بلا استئذانٍ..
يدخلُ من نافذةِ المنزلِ..
يأخذُ منّا من يلقاهُ..
ويخرجُ..
مثل خروجِ الرّوحِ مع الزفراتْ
في كلّ مساءٍ في بغداد..
الرّيحُ تدقُّ غلى الأبوابِ..
المطرُ تدقّ على الأبوابِ..
البردُ يدقّ على الأبوابِ..
الخوفُ يدقّ على الأبوابِ..
وكلَ صباحِ في بغداد..
يدّقُ الموتُ على الأبوابِ..
ليجمع أشلاء الأمواتْ
سنواتٌ خمسٌ..
مرّتْ كجميعِ السّنواتْ
النّاسُ هنا..
تبحثُ في بحرٍ مثل الموجِ بها..
عن طوقِ نجاةْ
تبحثُ عن وطنٍ في وطنٍ..
فالوطنُ هنا..
منفى وشتاتْ
الشّمسُ تلوحُ كمشنقةٍ..
القمرُ يخرّ كمقصلةٍ..
والأشجارُ الخضراءُ..
تموتُ..
وتسقطُ في كلَِ السّاحاتْ
لم يبقَ هنا شبرٌ..
إلاّ ولهُ ذاكرةٌ وحكاياتْ
لم يبقَ جدارٌ..
لم تعبث بملامحهِ بعضُ الطلقاتْ
لم يبقَ هلالٌ..
لم تذبحهُ الردّةُ عند حذاءِ الّلاتْ
لم يبقَ نبيٌّ..
لم يجلد من أجلِ سواعٍ..
أو يقتل من أجلِ مَناةْ
لم يبقَ عليٌ أو عمرٌ..
فلقد سقطت كلُّ الرّاياتْ
وأقامَ يهوذا حفلتهُ..
وافتتحَ الحفلةَ بالتّوراة
سنواتٌ خمسٌ..
مرّتْ كجميعِ السّنواتْ
الأرضُ هنا..
كفرتْ باللغةِ العربيّةِ..
واختنقتْ في فمها الأصواتْ
أقدامُ الرّومِ تروحُ وتغدو..
وجنازيرُ الدبّاباتْ
تكتبُ بالّلغةِ العبريّةِ فوقَ الطُّرقاتْ
أشجارُ الغرقدِ..
تنمو في كلِّ الواحاتْ
نجمةُ داوود على الجدرانِ..
وفي لوحاتِ الإعلاناتْ
لم يبقَ كليبٌ أو جسّاسٌ..
أو زيرٌ يسكرٌ تحتَ النخلةِ ليلاً..
وينادي إذ يصحو ظهراً من سكرتهِ..
يا للثاراتْ
لم يبقَ لنا..
ركنٌ نتقاتلُ فيهِ على بعضِ التمراتْ
لم يبقَ لنا..
وقتٌ نتبادلُ فيه الشّتمَ بعشرِ لغاتْ
لم يبقَ لنا..
حصنٌ نتحصّنُ فيهِ..
ولا حصنٌ نطلقُ منهُ الغزواتْ
في هذا الوطنِ..
النّكبةُ قد ولدتْ نكباتْ
والنكسةُ قد ولدتْ نكساتْ
والدّولةُ حبلتْ بدويلاتْ
وأقامَ يهوذا حفلتهُ..
وافتتحَ الحفلةَ بالتوراةْ
يا من مرّ على كلماتي..
أعرفتَ القاتلَ..؟
أم أنّكَ تحتاجُ لبعضِ التّوضيحاتْ
محامي سوري وشاعر
بدأ مسيرتو بعد التخرج بجريدة الدبور ، اللي ما استمرت ، او بالاحرى تركها لما تغير نهجها
الو نشاطات بالشعر بكتير من الأماكن على الانترنت
----
سنواتٌ خمسٌ..
مرّتْ كجميعِ السّنواتْ
لم يحدث فيها أيّ جديدٍ..
فالمأساةُ هي المأساةْ
القصّةُ كاملةٌ..
مهما زدنا في القصّةِ من كلماتْ
واللوحةُ واضحةٌ..
مهما زدنا في اللوحةِ من لمساتْ
ولهذا..
لن أكتبَ شعراً..
تبّاً للشّعرِ..
و للأوراقِ و للكلماتْ
لن أرسمَ..
تبّاً للألواحِ..
وللألوانِ وللفرشاةْ
يا من مرَّ على كلماتي..
لا تقرأ..
بل حدِّق..
لترى نفسكَ مصلوباً في المرآةْ
مقتولٌ أنتَ..
ولو كنتَ المقتولَ على عدّةِ دفعاتْ
لا تطلب منّي أيّ دليلٍ..
أو إثباتْ
لم يعطوكَ شهادةَ ميلادٍ حينَ ولدّتَ..
ولن أعطيكَ أنا في موتكَ..
صكَّ وفاة
لكنْ إن شئتَ..
وسمحَ الوقتُ..
أضعْ عندي بعضَ اللحظاتْ
سأُريكَ القاتلَ..
والخنجرَ..
والبلطةَ وجميع الأدواتْ
وأُريكَ الجثّة في غرفتكَ ممددةً..
وعليها آثارُ الطّعناتْ
وأُريكَ الدّمَ فوق الجدرانِ مراقاً..
وأريكَ البصماتْ
فاتبعني..
لن تخسر من عمركَ..
أكثر مما قد ضيّعتَ وما قد فاتْ
سنواتٌ خمسٌ..
مرّتْ كجميعِ السّنواتْ
الوطنُ..
هو الوطنُ المتخبّطُ في دمهِ..
من خمسِ سنينٍ..
مثلَ الشّاة
العَلمُ..
هو العلمُ المترنّحُ فوق ملايينِ الشّرفاتْ
سنواتٌ خمسٌ..
مازالتْ تصفعهُ الرّيحُ..
ونحنُ نعدُّ لهُ الصّفعاتْ
المأتمُ..
ما زالَ المأتمَ..
لا شيء جديدٌ فيه..
سوى عددِ الباكينَ..
أو الأمواتْ
ما زالَ الموتُ هنا..
يتربّصُ مثلَ الذّئبِ على الطُرقاتْ
مازالَ يجيءُ بلا استئذانٍ..
يدخلُ من نافذةِ المنزلِ..
يأخذُ منّا من يلقاهُ..
ويخرجُ..
مثل خروجِ الرّوحِ مع الزفراتْ
في كلّ مساءٍ في بغداد..
الرّيحُ تدقُّ غلى الأبوابِ..
المطرُ تدقّ على الأبوابِ..
البردُ يدقّ على الأبوابِ..
الخوفُ يدقّ على الأبوابِ..
وكلَ صباحِ في بغداد..
يدّقُ الموتُ على الأبوابِ..
ليجمع أشلاء الأمواتْ
سنواتٌ خمسٌ..
مرّتْ كجميعِ السّنواتْ
النّاسُ هنا..
تبحثُ في بحرٍ مثل الموجِ بها..
عن طوقِ نجاةْ
تبحثُ عن وطنٍ في وطنٍ..
فالوطنُ هنا..
منفى وشتاتْ
الشّمسُ تلوحُ كمشنقةٍ..
القمرُ يخرّ كمقصلةٍ..
والأشجارُ الخضراءُ..
تموتُ..
وتسقطُ في كلَِ السّاحاتْ
لم يبقَ هنا شبرٌ..
إلاّ ولهُ ذاكرةٌ وحكاياتْ
لم يبقَ جدارٌ..
لم تعبث بملامحهِ بعضُ الطلقاتْ
لم يبقَ هلالٌ..
لم تذبحهُ الردّةُ عند حذاءِ الّلاتْ
لم يبقَ نبيٌّ..
لم يجلد من أجلِ سواعٍ..
أو يقتل من أجلِ مَناةْ
لم يبقَ عليٌ أو عمرٌ..
فلقد سقطت كلُّ الرّاياتْ
وأقامَ يهوذا حفلتهُ..
وافتتحَ الحفلةَ بالتّوراة
سنواتٌ خمسٌ..
مرّتْ كجميعِ السّنواتْ
الأرضُ هنا..
كفرتْ باللغةِ العربيّةِ..
واختنقتْ في فمها الأصواتْ
أقدامُ الرّومِ تروحُ وتغدو..
وجنازيرُ الدبّاباتْ
تكتبُ بالّلغةِ العبريّةِ فوقَ الطُّرقاتْ
أشجارُ الغرقدِ..
تنمو في كلِّ الواحاتْ
نجمةُ داوود على الجدرانِ..
وفي لوحاتِ الإعلاناتْ
لم يبقَ كليبٌ أو جسّاسٌ..
أو زيرٌ يسكرٌ تحتَ النخلةِ ليلاً..
وينادي إذ يصحو ظهراً من سكرتهِ..
يا للثاراتْ
لم يبقَ لنا..
ركنٌ نتقاتلُ فيهِ على بعضِ التمراتْ
لم يبقَ لنا..
وقتٌ نتبادلُ فيه الشّتمَ بعشرِ لغاتْ
لم يبقَ لنا..
حصنٌ نتحصّنُ فيهِ..
ولا حصنٌ نطلقُ منهُ الغزواتْ
في هذا الوطنِ..
النّكبةُ قد ولدتْ نكباتْ
والنكسةُ قد ولدتْ نكساتْ
والدّولةُ حبلتْ بدويلاتْ
وأقامَ يهوذا حفلتهُ..
وافتتحَ الحفلةَ بالتوراةْ
يا من مرّ على كلماتي..
أعرفتَ القاتلَ..؟
أم أنّكَ تحتاجُ لبعضِ التّوضيحاتْ