-
دخول

عرض كامل الموضوع : الراب الجزائري..ثورة على الصمت


حنين.
10/02/2009, 14:24
كامل الشيرازي – قلم رصاص - الجزائر

كانت الجزائر قبل 18 سنة على موعد مع ميلاد فن الراب أو ما يعرف بـ(الهيب هوب)، وشهد هذا النوع ازدهارا كبيرا خلال الأعوام اللاحقة، حتى صار الراب أداة الاحتجاج والتمرد الأولى التي يعبّر بها الشباب الجزائري عن مكنوناته.
ويسعى موسيقيي الراب الجزائريين إلى كسر حاجز الصمت والثورة على واقع الأشياء بلغة جريئة لا تعترف بالموانع، وبعزف ألحان وكلمات تنتقد علنا الأوضاع السياسية والاجتماعية المزرية، باعتبار "الهيب هوب" ثقافة شبابية احتجاجية تسيطر على كامل المدن الجزائرية الكبرى، وأضحى مؤكدا أنّ موجة "الراب" في طريقها لخلافة موسيقى "الراي" واكتساح الساحة بالكامل.
سنة أولى راب
كانت " ثورة الديمقراطية " التي نشبت بالجزائر في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) 1988، إيذانا بولادة الراب الجزائري من صلب الوجع والآلام، ففي ذاك اليوم المشهود، انتفض آلاف التلاميذ والطلبة والعاطلين عن العمل من الشباب، ضد تردي الوضع الاجتماعي وتفشّي الظلم من جراء غلاء أسعار المواد الغذائية، ونظام التعليم المهترئ في عهد الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد.
ويقول مؤرخو فن الراب في الجزائر، أنّ الرد العنيف للسلطات آنذاك وقمعها الشديد للمتظاهرين من الشباب الثائر، شكّل ذلك صدمةً للجيل الناشئ، وسعى من يومها للتعبير عن غضبه.. فكان إنشاء فرقة " حامة بويز" وألبومها الأول "الخرافة الجزائرية"، عندما غنى فريد وكمال ورضا عن "شهداء أكتوبر" وجعلوهم امتدادا لـ"شهداء نوفمبر" الذين حرّروا البلاد قبل خمسين عاما من هيمنة الاستعمار الفرنسي.
ويشرح – أنور- العضو في فرقة " أم بي أس " لـ"عشرينات" قائلا:" فهمنا الارتباطات السياسية للأمور، وعرفنا أنَّها تسير في الطريق الخاطئ، لذا تعمدنا في أغانينا مهاجمة هذا الزيف وتسمية الأشياء بمسمياتها حتى نسجلها في الوعي الجمعي".
فيما يصرخ زميله –أمجد- :"سوف نموت إن صمتّنا وسوف نموت إن تكلمنا أيضًا، إذن لنقل كلمتنا ونمض".
حكايات تأسيس فرق "الراب" تتشابه كثيرا من خلال الالتقاء عن طريق الصدفة، فهذا "محند" المتأثر بالراب الفرنسي، و"رضوان" العاشق للراب الأميركي، تسارعت الأمور موسيقيا وغنائيا فيما بينهما.
فيما يعزو -أحمد سببية- ظهور الراب، إلى إصابة الجزائر في تسعينات القرن الماضي بالهزال الثقافي، بعد أن ساد السكون واختفى الإبداع، فسادت موسيقى الرأي الهابطة، فجاء الراب ليبلور شيئًا جديدًا مناهضًا للعدم.
ولعبت الكلمات القوية التي تستخدمها فرق الراب في أغانيها دوراً كبيراً في اشتهارها وشعبيتها الجارفة، حتى أنّ فرقة "حامة بويز" تمكنت بألبومها "عوامة" من بيع 100 ألف شريط في ظرف أشهر قلائل.
الهيب هوب...ثقافة الرفض
الشباب الجزائري الذي اعتنق عقيدة (الراب) وصار يملأ الصالات والملاعب التي تقام فيها حفلات الهيب هوب، مثله مثل موسيقيي وفناني الراب أتوا جميعهم من الطبقة الكادحة في المجتمع، من سكان الأحياء الفقيرة في الجزائر العميقة مثل أحياء باب الوادي – القصبة – بلوزداد – العناصر وغيرها، كما يشترك هؤلاء في كون سوادهم الأعظم ينتمون إلى فئة العاطلين عن العمل، عاجزون عن الزواج والهجرة، متعطشون لمعانقة الحياة السعيدة بسبب محدودية دخلهم.
لذا توحد صوت الفرق الطليعية وهي "أنتيك، حاما، أم بي أس، فيكسيت، صولو، طارق، تي أو إكس، أسواس بلاد"، في نبذ وصاية الحكم ومناوئة الأوضاع السائدة، بتوظيف العامية الجزائرية وكلمات مخلوطة من اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية وحتى الأمازيغية واللهجة المصرية، بغرض إيصال أفكارها إلى أكبر عدد من الناس.
والملاحظ إنّه في الجزائر، لا يسمح للمرأة بغناء مقاطع الراب الحادة التي بقيت حكرا على الرجال، وكرد فعل على هذا الاحتكار، ظهرت بعض فرق الراب النسوية هنا وهناك، لكنها لم تستطع فرض نفسها على الساحة بدليل عدم اشتهار أي ألبوم للراب النسوي في الجزائر، في وقت تكاثرت فرق الراب الرجالية عبر 26 مدينة جزائرية كبيرة.
ضحايا الراب
فرق الراب الموسيقية لم تتحرج من إنتاج أغان مناهضة لتكميم الأفواه وضد تعسف القضاء وعنجهية السلطة، فإنّ السلطات لم ترفض ذلك، حتى عند اشتداد أتون العنف الدموي في الجزائر خلال التسعينيات.
لكن الوضع تغيّر خلال الأعوام السبع الأخيرة، وكان أول ضحاياه نجم الراب الجزائري " لطفي دوبل كانون"، إذ تعرّض إلى مضايقات عديدة بعد إصداره أغاني عنيفة تهاجم كل ما هو سيئ في بلاده، كما عانى "رابح أوراد" من فرقة " أم بي أس " هو الآخر، إثر إصداره الألبوم "الرئيس رابح" الذي سخر فيه من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وقدّم نفسه وكأنه مرشح لانتخابات الرئاسة.
عزف على هموم جيل
ما يعشقه الشباب الجزائري في الراب بالدرجة الأولى، هو فضحه سلبيات الأوضاع السياسية والاجتماعية، كما أنّ موسيقيي وفناني الراب- في غالبيتهم خريجو جامعات- يتفاعلون مع قضايا الساعة، بينها القضية الأمّ فلسطين، وباركوا مطوّلا انتصار (حزب الله) مؤخرا على إسرائيل، وفي مقام ثالث، يعزفون على إحساس الجيل الجديد في الجزائر بالأمل المعدوم.
ونظرة جزائريي 2006 بضبابية إلى مستقبل البلاد والعباد، ذلك لأن الظروف المعيشية تتدهور عاما بعد عام، ويبادرنا نبيل العضو في فرقة " أنتيك " بالقول:" ثلاث أرباع سكان الجزائر شباب، لكن حالتهم سيئة، تماما مثلنا فنحن نستثمر مالنا الخاص كي ننتج شيئا ما، حتى إنّنا اضطررنا في إحدى المرات لبيع أحذيتنا من أجل تسديد نفقات الأستوديو!".
هؤلاء هم نجوم الراب الجزائري الذين يودّون النسج على منوال مشاهير الراب الأمريكي أمثال "توباك" و"نوتوريوزبيج" المغتالان سنتي 1996 و 1997 على التوالي، بسبب خطابهم الراديكالي اللاذع ضد النظام الأمريكي.
وعكس نجوم الراي، يعدّ مغنو الراب في الجزائر، أضعف الفنانين من حيث الأجور التي يتقاضونه، التي لا تتعدّ الأربعمائة دولار، عدا لطفي دوبل كانون الذي يقال أنّ أجره يتعدى الألفي دولار.
استعرضوا... تنجحوا..!
يرى الباحث الاجتماعي الجزائري "عبد الكريم سليماني"، أن نجاح موسيقى "الراب" في الجزائر يعود إلى كون 75 % من المجتمع الجزائري هم شباب لا تزيد أعمارهم عن 35 عاماً، لذلك فإن أي نوع موسيقي ينتشر بينهم يتحول إلى ظاهرة اجتماعية، ويذكر أنّ مسعى الشباب إلى تغيير الأوضاع، يجد في الراب متنفسا له.
من جهته، يتساءل الكاتب الصحفي الجزائري "سعيد جاب الخير"، عما إذا تم توظيف الراب في مرحلة معينة، كأداة لامتصاص الغضب الذي يختزنه الشباب حيال الأوضاع المعيشية والفساد المستشري في أروقة النظام، ويقول:"هل من المفيد أن نضحك على أوضاعنا أو نشتمها، أو حتى نلعنها، عندما لا‮ ‬نملك‮ ‬الأدوات‮ ‬المعرفية‮ ‬لقراءتها‮ ‬قراءة‮ ‬علمية‮ ‬بعيدا‮ ‬عن‮ ‬الغوغائية‮ ‬والشعاراتية‮ ‬التي‮ ‬يجعل‮ ‬منها‮ ‬مغنو‮ ‬الراب‮ ‬فرس‮ ‬رهان‮ ‬من‮ ‬الدرجة‮ ‬الأولى؟‮".

رغم ما تقدّم، تظلّ قوة ثقافة "الهيب هوب" في الجزائر مسموعة، طالما أنها تقدم وصفات استعراضية يواجه بها الشباب الجزائري الحالم حياة يومية موغلة في الاكتئاب الجور والاوهام
المصدر
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

حنين.
10/02/2009, 14:31
بالصدفة قرات هدا المقال
فدكرني بسؤال كل ما سمعت اغنية راب اطرحه على نفسي
ترى لمادا لا تمنع اشرطتهم من الاسواق او يدخلوهم السجن رغم ان نقدهم لادع جدا للاوضاع الساسية والاجتماعية عموما
اتراها فعلا تطبيق للدمقراطية او امتصاص غضب الشباب؟
ثم اتساءل بما ان الراب منتشر جدا بين الشباب؟
مادا استفدنا من انتشار الوعي الى الان اقصد على الصعيد السياسي؟
وكيف يمكن استخدام نوع موسيقي منتشر في تغيير حقيقي وجدري؟
اهو ممكن فعلا؟