-
دخول

عرض كامل الموضوع : . . . سَيدي صاحِبَ المَكتبة !


اللامنتمي
06/02/2009, 04:22
سَـيدي صاحبَ المَكتبة

أعرفُ أنكَ لا تعرفني ، وَ لكِنني أعرفكَ من خلال ِ مُراقبتي لكَ مِن الشُـباكِ المُقابل في المَبنى الكَبير ِ الأبيض

أعتذرُ إذا كانت مُراقبتي قد تثيرُ اسـتِياءك

لا يوجدُ لديَّ شَـيءٌ أفعله , سِـوى مُراقبة الحَياة مِن خلفِ شباك

أكتبُ لك , لأني أشاهدكَ دائماً تقرأ أو تـَعدّ النقود

وَ لأن لا أحدَ يُمكِنه أن يقرأ ما سَـأكتبه ، فأنا أكتبُ لكَ لأنك تقرأ

وَ قد أساعدكَ في عدِّ النقود مُستقبلا ً

أعني عندما توافقُ على ما أريدُ منكَ سَـيدي صاحب المكتبة ,.

إسمي نوار ، عملي هوَ الكذب على الناس أعني الالتفافَ على الحقائق وَ تزينها أقصد في التلفزيون

مُنذ ُ يومين قرروا أن يَطردوني مِن عملي ، وَ أنا سَـيدي صاحبَ المَكتبة لا بيتَ لي

أبي وَ أمي ماتا فِي انزلاق ٍ طيني عِندما كُنتُ في الثالثة

أرضنا تأكلُ الكِبار قبلَ أن يَموتوا

تنزلقُ عليهم وَ تبتلعهم وَ تتركُ الأطفال ليلعبوا بقية َ أيامهم بلا آباء ,.

أحدُهم وضعني في ملجأ ٍ للأيتام ، ثمَّ صَحوتُ فِي الثامنة عَشَـرة و أنا أعملُ بائعَ صُحف

وَ بعدَ سنواتٍ طويلة قضيتها عَلى رصيفِ الحُزن بينَ الكُتبِ الباردة وَ الأحلام الجائعة

اكتشـفتُ أنني يُمكن أن أعود مِن حيثُ أتيت

سَـيدي صاحِبَ المَكتبة

لقد كنتُ مُخلصا ً جدا ً في عملي

وَ لكِن مُديري فِي العَمل قالَ إنني أصبحتُ مُتمرِّدا ً وَ أسألُ كَثيراً وَ كما تعلم في عملي يُمّنعُ السُـؤال

أعتقدُ بأنني أملكُ حكاية ، ربما أكثر ، أعني لديَّ أشـياء يمكنني أن أقولها وَ تقرأها وَ تبيعها

قد تحتاجُ جُهداً لِتعيدَ كِتابتها حَتى تبدو كـَ مُذكرات

لا أدري فِي الحَقيقة ما هيَ المتطلبات الحقيقة التي يجبُ أؤمنها لـِ تنشُـرها

لكني سَـأعطيك كلاما ً كثيرا .. أعِدك ,.


عُذرا ً , سَـيدي صاحبَ المَكتبة


قالوا لي أن البريدَ في مَدينتي لا يَصل وَ يتمُ تفتيشهُ وَ تمحيصهُ قبلَ أن يَصل

لذا قررتُ أن لا أكتبَ لك شَـيئا ً, سَـأكتبُ لي وَ لي فقط

أنا الآن مُرهق وَ حَزين مِن أجل ِ نفسـي وَ للوضع الذي آلتْ إليهِ حالي

وَ لا أسـتريحُ إلا وَ وجعي يَهُزني في أرجوحةِ نوم ٍ قلِقة وَ بـِ يقين ٍ أزرق

بـِ أني سَـأموت في فِراشـي عاريا ً فقيراً

وَ دونَ وداع ,.

اللامنتمي
06/02/2009, 20:57
عندما تعيـشُ وحيدا ً, تفقدُ القـُدرة على إخبار ِ قصّة

يختفي المَنطقي مَع اختفاءِ الأصدقاء.. تعبرُ الأحداث بلا اكتراث

ترى الأشـخاصَ فجأة يتكلمون وَ يختفون

وَ تنزلقُ فِي قصص ٍ لا تدركُ مِنها شَـيئا ً ,.


سارتر *

achelious
08/02/2009, 21:12
قصتك ناجحة لدرجة بتصيب القارئ بالكآبة,

تهانيَّ !

boozy
08/02/2009, 23:49
لماذا جعلتَ طريقي انتهاءً
و ألغيت قُدسَّية الذاكِرة؟

لماذا؟
لماذا يحطُّ المساء
حزيناً على نظرتي الحائرة

لميعة عباس عمارة

علك تجد تعازيك في صاحب المكتبة هذا
او ربما تجده في بائع الفاكهه
او ربما الخباز
كلهم مجدر صور بالنهاية لوجهك المفقود في المرآة
فهي لا تعكس سوى صدى صوتك

pivot
09/02/2009, 07:51
شدني جدا صدقك
في زمن اصبح كل شي فيه يرفض الصدق
ستنهض و ستتابع

جـدل
09/02/2009, 10:14
إنه يوم غير مناسب للحزن
ولكني حزنت
تركت الفرح اللطيف لاسمعك
لأبكي معك
وأحزن
لي عودة بشيء أكثر فرحا

Abeer3
13/02/2009, 20:38
مررت به كـ أحد أقرب المواضيع لك ,
تبدو بحالةٍ جيدة َ وَ أنت ترتب مقدمةً لحديث لا يجتمع عليه اثنان يحملان ذات الخصائص
ربما الصمت الخجول أواخر الفجر في الأوراق وَ الفج في الصباح ,
قادرٌ على مشاطرتك نصف الحقائق و الأكاذيب المخبأة ,
لا يخشى الورق شيءً ولا حتى أنت ,وَ أنت تعلم




:D

نوح عواضة
15/02/2009, 16:01
أختنا إلى الهاوية يا سيدي
ورديتنا إلى البحر ..
أخذتنا يميناً على الأرصفة
رددتنا شمالاً إلى النافذة ..