رضوان ابو فخر
02/02/2009, 23:59
من الجنون أن نحب بعـقـولنا
من الضروري جدا أن يبقى الطفل قريبا من صدر أمه لفترة كافية , من أجل أن يأخذ نموه العقلي والجسدي والنفسي المكان الصحيح. وإلا لن ينمو مركز قلبه بالقدر المناسب ( من حيث الطاقة العاطفية)*,ويبقى فجّا غير ناضج . وعندما لم ينمو , أي شيء لن يحدث,فالعمل الذي لم يستطع مركز القلب إتمامه , الذي لم يستطع مركز السرة إتمامه ,يحاول الفرد إتمامه عن طريق عقله,وهذه المحاولة تجلب المزيد من الاضطراب ,لأنه كل مركز له وظيفته الخاصة به , ويستطيع أن يقوم بعمله فقط,ولا يستطيع القيام بعمل المراكز الأخرى.
لا مركز السرة ولا مركز العقل يستطيعا القيام بعمل مركز القلب,لكن حالما ينفصل الطفل عن أمه ( بالفطام القسري)* يبقى لديه مركز واحد ,الذي يتحمل كل العبء الثقيل وهو العقل. وقد أُعدَّت له :التربية والتعليم والمدارس والجامعات, فقط هؤلاء الناس الذين نمت عقولهم زيادة ,يستطيعون إحراز التقدم في حياتهم ويبدأ السباق ..وكل يحاول أن يفعل كل شيء في حياته من خلال عقله فقط.
والحب الذي يقوم به الفرد من خلال عقله سيكون حبا زائفاً, لأن ليس لدى العقل ما يفعله من أجل الحب, والحب يمكن أن يحدث من خلال القلب وليس من خلال العقل,ولأن مراكز قلوبنا لم تنمو جيدا ,لذلك نبدأ باستخدام عقولنا, حتى أننا نفكر بالحب, ولا حبا مع التفكير! حتى أنه يقمع فينا كالتفكير ,لذلك توجد (الجنسية)** بكثرة عبر العالم.
الجنسية لها معنى واحد وهي أن يستخدم العقل للقيام بدور مركز الجنس, وعندما يدخل الجنس إلى العقل , تُدمَّر الحياة برمتها .والآن بكل العالم قد دخل الجنس إلى عقولنا .
مركز الجنس هو السرة ,لأنه أعظم طاقة للحياة, به تتم الولادة والحياة وبقاء النوع.لكن مراكز السرة لم تنمو جيدا لذلك نستخدم مراكز أخرى لهذه الوظيفة.
يوجد جنس لدى الحيوانات- حتى انه جميل وممتع- وليس الجنسية التي هي بشعة عند الإنسان لأنها أصبحت عمليات فكرية في عقله , حتى الجنس أصبح تفكيراً لديه.ويحدث هذا بالنسبة للجنس , قد انتزعناه من مركزه المناسب , والآن نفكر به.
وبهذه الطريقة نسلِّم وظائف المراكز الثلاثة المهمة في حياتنا للعقل.انه تماما كأن يحاول الإنسان أن يسمع بعينيه أو يرى بفمه ,تماما كأن يحاول أن يرى أو يتذوق بأذنيه.سوف نقول أن هذا الإنسان هو مجنون ,لأن العين هي جهاز الرؤية والأذن هي جهاز السمع ,الأذن لا يمكنها الرؤية والعين لا يمكنها السمع ,وإذا حاولنا القيام بهذه الأشياء بهذه الطريقة سوف تكون النتائج مشوّشة.وبنفس الطريقة يوجد لدى الإنسان ثلاثة مراكز,مركز الحياة في السرّة ومركز الشعور في القلب,ومركز التفكير في الدماغ.ومركز التفكير هو الأكثر سطحية من المراكز الثلاثة ,والمركز الثاني الأعمق هو الشعور والمركز الأعمق منهما هو مركز الحياة ( السرة).
قد تعتقد أنه إذا توقف القلب عن الخفقان, سوف تتوقف الحياة أيضا, لكن العلماء الآن قد توصلوا إلى استنتاج مفاده ,حتى لو توقف القلب عن الخفقان يستطيع الإنسان أن يبقى حيّاً إذا عاد القلب للعمل خلال ست دقائق , فمركز الحياة في السرّة سوف يبقى فعالاً لست دقائق إضافية ( بعد توقف القلب)*.وإذا عاد القلب للعمل مجددا ضمن تلك الدقائق الست أو تمت عملية زرع قلب جديد يستطيع الإنسان أن يعيش مجددا ولن يموت.لكن إذا ذهبت الحياة من مركز السرّة , فلن تعود الحياة بعد زرع القلب. المركز الأعمق والأكثر أهمية فينا هو السرّة.
*- ما بين قوسين من إضافة المترجم.
**- يشير مصطلح "الجنسية" إلى تعميم الجنس والمبالغة فيه ليشمل الكلام والتفكير, وما يلحق به من تشويه وتحوير دون الوصول للإشباع الحقيقي للدافع, مقابل مصطلح "الجنس" الذي يعني عملية الاتصال بواسطة الأعضاء الجنسية.
- ترجمة عن أوشو من كتابه (رحلة الروح) الفصل الثاني
من الضروري جدا أن يبقى الطفل قريبا من صدر أمه لفترة كافية , من أجل أن يأخذ نموه العقلي والجسدي والنفسي المكان الصحيح. وإلا لن ينمو مركز قلبه بالقدر المناسب ( من حيث الطاقة العاطفية)*,ويبقى فجّا غير ناضج . وعندما لم ينمو , أي شيء لن يحدث,فالعمل الذي لم يستطع مركز القلب إتمامه , الذي لم يستطع مركز السرة إتمامه ,يحاول الفرد إتمامه عن طريق عقله,وهذه المحاولة تجلب المزيد من الاضطراب ,لأنه كل مركز له وظيفته الخاصة به , ويستطيع أن يقوم بعمله فقط,ولا يستطيع القيام بعمل المراكز الأخرى.
لا مركز السرة ولا مركز العقل يستطيعا القيام بعمل مركز القلب,لكن حالما ينفصل الطفل عن أمه ( بالفطام القسري)* يبقى لديه مركز واحد ,الذي يتحمل كل العبء الثقيل وهو العقل. وقد أُعدَّت له :التربية والتعليم والمدارس والجامعات, فقط هؤلاء الناس الذين نمت عقولهم زيادة ,يستطيعون إحراز التقدم في حياتهم ويبدأ السباق ..وكل يحاول أن يفعل كل شيء في حياته من خلال عقله فقط.
والحب الذي يقوم به الفرد من خلال عقله سيكون حبا زائفاً, لأن ليس لدى العقل ما يفعله من أجل الحب, والحب يمكن أن يحدث من خلال القلب وليس من خلال العقل,ولأن مراكز قلوبنا لم تنمو جيدا ,لذلك نبدأ باستخدام عقولنا, حتى أننا نفكر بالحب, ولا حبا مع التفكير! حتى أنه يقمع فينا كالتفكير ,لذلك توجد (الجنسية)** بكثرة عبر العالم.
الجنسية لها معنى واحد وهي أن يستخدم العقل للقيام بدور مركز الجنس, وعندما يدخل الجنس إلى العقل , تُدمَّر الحياة برمتها .والآن بكل العالم قد دخل الجنس إلى عقولنا .
مركز الجنس هو السرة ,لأنه أعظم طاقة للحياة, به تتم الولادة والحياة وبقاء النوع.لكن مراكز السرة لم تنمو جيدا لذلك نستخدم مراكز أخرى لهذه الوظيفة.
يوجد جنس لدى الحيوانات- حتى انه جميل وممتع- وليس الجنسية التي هي بشعة عند الإنسان لأنها أصبحت عمليات فكرية في عقله , حتى الجنس أصبح تفكيراً لديه.ويحدث هذا بالنسبة للجنس , قد انتزعناه من مركزه المناسب , والآن نفكر به.
وبهذه الطريقة نسلِّم وظائف المراكز الثلاثة المهمة في حياتنا للعقل.انه تماما كأن يحاول الإنسان أن يسمع بعينيه أو يرى بفمه ,تماما كأن يحاول أن يرى أو يتذوق بأذنيه.سوف نقول أن هذا الإنسان هو مجنون ,لأن العين هي جهاز الرؤية والأذن هي جهاز السمع ,الأذن لا يمكنها الرؤية والعين لا يمكنها السمع ,وإذا حاولنا القيام بهذه الأشياء بهذه الطريقة سوف تكون النتائج مشوّشة.وبنفس الطريقة يوجد لدى الإنسان ثلاثة مراكز,مركز الحياة في السرّة ومركز الشعور في القلب,ومركز التفكير في الدماغ.ومركز التفكير هو الأكثر سطحية من المراكز الثلاثة ,والمركز الثاني الأعمق هو الشعور والمركز الأعمق منهما هو مركز الحياة ( السرة).
قد تعتقد أنه إذا توقف القلب عن الخفقان, سوف تتوقف الحياة أيضا, لكن العلماء الآن قد توصلوا إلى استنتاج مفاده ,حتى لو توقف القلب عن الخفقان يستطيع الإنسان أن يبقى حيّاً إذا عاد القلب للعمل خلال ست دقائق , فمركز الحياة في السرّة سوف يبقى فعالاً لست دقائق إضافية ( بعد توقف القلب)*.وإذا عاد القلب للعمل مجددا ضمن تلك الدقائق الست أو تمت عملية زرع قلب جديد يستطيع الإنسان أن يعيش مجددا ولن يموت.لكن إذا ذهبت الحياة من مركز السرّة , فلن تعود الحياة بعد زرع القلب. المركز الأعمق والأكثر أهمية فينا هو السرّة.
*- ما بين قوسين من إضافة المترجم.
**- يشير مصطلح "الجنسية" إلى تعميم الجنس والمبالغة فيه ليشمل الكلام والتفكير, وما يلحق به من تشويه وتحوير دون الوصول للإشباع الحقيقي للدافع, مقابل مصطلح "الجنس" الذي يعني عملية الاتصال بواسطة الأعضاء الجنسية.
- ترجمة عن أوشو من كتابه (رحلة الروح) الفصل الثاني