stormsmaker
02/02/2009, 20:22
السيد عمرو موسى, الأمين العام لجامعة الدّول العربيّة
سيدي الكريم, تحيّة طيّبة و بعد
أتذكر يا سيادة الأمين العام مشاهداً قديمة من ذاكرتي الصبيانية, عندما كنتَ وزيراً لخارجيّة جمهوريّة مصر العربيّة, عندما كانت مواقفك و تصريحاتك تحرّك شيئاً في قلوبنا, عندما كنت تقف مع شعب العراق في محنة حصاره الشديد أو حتى عندما كنت صوت مشاعرنا جميعاً في بدايات الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد احتلال بربري همجي غاشم, مارس و ما يزال أبشع أشكال الجريمة ضد إنسانية الشعب الفلسطيني و كرامته و وجوده.
لقد كنت يا سيادة الأمين العام عنوان انتصارنا, لأننا و للأسف اعتدنا منذ عقود على أن ننتصر بالكلام فقط, اعتدنا على أن تكون المواقف هي الكلمات, فقط الكلمات.
يومها, خرج مطربٌ شعبيٌ يقول "أنا بكره اسرائيل, و بحب عمرو موسى", و أعتقد أن كل من سمعها في تلك الأيام كان يكره اسرائيل و يحب عمرو موسى. كنّا نرى فيك صوتنا وسط جعجعة الهزيمة, كنا نقنع نفسنا أنك إنسان نزيه و عروبي محكوم بظروف ربما سيحاول تغييرها, و كان يكفيك شرف المحاولة حتى لو لم تنجح لكي تكون بطلاً من المحيط إلى الخليج.
نحنُ شعبٌ عاطفي يا سيادة الأمين العام, ربما لأن عاطفتنا هي ملاذنا من الهزيمة, من الذّل, من الضعف. الكثير منّا لا يزال يشعر بقشعريرة تغزو جسده كلّما سمع بيان تأميم قناة السويس أو رأي مشاهد العبور.. نعم يا سيّدي, آسفٌ أقولُ أننا نحتاج أن نعود نصف قرن إلى الوراء كي نجد لعاطفتنا فتات طعام.
سيادة الأمين العام
تابعت بكثيرٍ من الأسى ما جرى يوم أمس في منتدى دافوس, و على عكس أغلب أبناء وطني لم أهلّل لموقف رئيس الوزراء التركي, بل أنني حزنت كثيراً, ربما لأن فرط الأمل في قلبي جعلني أنتظر جمر الكرامة تحت رماد الهزيمة في داخلك يا سيّدي. و لن ألومك على وجودك - المعيب - في هذا المنتدى بجانب الرئيس الصهيوني, هذا المجرم ذو التاريخ الأسود القاتم, ربما كنتُ أعطيك فرصة الشّك في أنك ستحاول بالدبلوماسيّة ما أنت عاجز عن فعله بطرق أخرى.
شاهدتُ اللقطات مرّات عديدة, و مع كلّ إعادة كنت أتمنى لو أن المشهد يتغيّر, لو أن المشاهدة السابقة لم تكن إلا سراباً كاذباً.
تمنّيت لو رأيتك تقوم غاضباً مزمجراً بوجه هذا المجرم النازي الوقح..
تمنّيت لو أنك صرختَ بوجهه بلهجة ابن بورسعيد الصامد... بلهجة الشهيد الصعيدي.. بلهجة الاسكندراني الذي جعل خط بارليف أضحوكة العالم... بلهجة الأسيوطي بطل العبور..
تمنّيت .. تمنّيت..
لكنني المشهد لم يتغيّر.. رأيتك مرّة أخرى عنواناً للذّل.. للهزيمة..
رأيتُ كيف جلستَ كالطفل المطيع امتثالاً لأمر بان كي مون..
سعادة ممثّل العروبة
لستُ أدري كيف كان شعور أبي و جدّي يوم ذابت جيوش العرب تحت قنابل الصهاينة يوم النكسة.. لكنني أعتقد أن الكثيرين قد عانوا شعوراً مشابهاً يوم أمس...
خجلت من نفسي عندما رأيتك كالعذراء الخجولة وسط الزحام..
خجلت من نفسي عندما رأيت العالم كلّه يسخر منك..
خجلت من نفسي عندما فكّرت في حالنا.. كيف نتسوّل المواقف من الغير, من دولٍ لا يعلم أغلبنا مكانها على الخارطة, بينما لا نستطيع حتى أن نحلم بإمكانية الحصول على هذه المواقف العقيمة منكم.. نعم يا سيدي.. عقيمة, نعلم أنها لا تقدّم و لا تؤخر و لا تنقذ طفلاً و لا ترمم منزلاً.. و لكنها تغذّي عاطفتنا.. كرامتنا.. ملجؤنا عندما يقع على رؤوسنا قصف صواريخ الذّل..
خجلت من نفسي.. خجلت على نفسي.. و خجلت عليك..
لقد أضعتَ يا سيّدي فرصةً ذهبية يومَ فضّلت الاستمرار على رأس المهزلة التي تتزعمها على الاستقالة و الحفاظ على شرفك ليس فقط كعربي, إنما حتى كإنسان ذو كرامة.. و أمس أضعت فرصة أخرى لتنقذ نفسك من الغوص في مستنقع العار المقرف.. أنت و المنظمة التي تقود..
لو بدر منك يوم أمس موقفٌ مشرّف يا سيّدي.. مجرد موقف كلامي.. لكنت اليوم بطل العروبة الفذ, و كنت قد أنقذت أطلال كرامتك, على الأقل أمام أبناء جلدتك..
لقد كان بيدك يوم أمس إنقاذ بقايا أشلاء المنظمة التي تقود.. كان بيدك أن يكون ممثّل العرب هو صوتهم.. و لو مرّة واحدة..
سيادة الأمين العام
كنت سأقترح عليك نهاية مشرّفة لمسيرتك المخجلة في درب قيادة العروبة, و لكنني لن أفعل, لسببين... أولهما أنني لا أرى نهاية يمكن أن تحمل و لو ذرّات بسيطة من الشرف بعد كل ما جرى.
و الثاني و الأهم.. أنني لست مَن عليه أن ينقذ شرفك..
ابحث في أعماقك عن بقايا كرامتك و دعها تخبرك بما عليك أن تفعل.. إن وجدتها....
و إن لم تجدها.. و هذا ما أتوقعه و للأسف... فافعل ما شِئت...
التوقيع: مَن رقمُ بطاقته خمسون ألف... خيبة (بالإذن من لساننا الراحل.. محمود درويش)
كامل الحقوق محفوظة للزعيم ياسين yass و مدونته :
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
سيدي الكريم, تحيّة طيّبة و بعد
أتذكر يا سيادة الأمين العام مشاهداً قديمة من ذاكرتي الصبيانية, عندما كنتَ وزيراً لخارجيّة جمهوريّة مصر العربيّة, عندما كانت مواقفك و تصريحاتك تحرّك شيئاً في قلوبنا, عندما كنت تقف مع شعب العراق في محنة حصاره الشديد أو حتى عندما كنت صوت مشاعرنا جميعاً في بدايات الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد احتلال بربري همجي غاشم, مارس و ما يزال أبشع أشكال الجريمة ضد إنسانية الشعب الفلسطيني و كرامته و وجوده.
لقد كنت يا سيادة الأمين العام عنوان انتصارنا, لأننا و للأسف اعتدنا منذ عقود على أن ننتصر بالكلام فقط, اعتدنا على أن تكون المواقف هي الكلمات, فقط الكلمات.
يومها, خرج مطربٌ شعبيٌ يقول "أنا بكره اسرائيل, و بحب عمرو موسى", و أعتقد أن كل من سمعها في تلك الأيام كان يكره اسرائيل و يحب عمرو موسى. كنّا نرى فيك صوتنا وسط جعجعة الهزيمة, كنا نقنع نفسنا أنك إنسان نزيه و عروبي محكوم بظروف ربما سيحاول تغييرها, و كان يكفيك شرف المحاولة حتى لو لم تنجح لكي تكون بطلاً من المحيط إلى الخليج.
نحنُ شعبٌ عاطفي يا سيادة الأمين العام, ربما لأن عاطفتنا هي ملاذنا من الهزيمة, من الذّل, من الضعف. الكثير منّا لا يزال يشعر بقشعريرة تغزو جسده كلّما سمع بيان تأميم قناة السويس أو رأي مشاهد العبور.. نعم يا سيّدي, آسفٌ أقولُ أننا نحتاج أن نعود نصف قرن إلى الوراء كي نجد لعاطفتنا فتات طعام.
سيادة الأمين العام
تابعت بكثيرٍ من الأسى ما جرى يوم أمس في منتدى دافوس, و على عكس أغلب أبناء وطني لم أهلّل لموقف رئيس الوزراء التركي, بل أنني حزنت كثيراً, ربما لأن فرط الأمل في قلبي جعلني أنتظر جمر الكرامة تحت رماد الهزيمة في داخلك يا سيّدي. و لن ألومك على وجودك - المعيب - في هذا المنتدى بجانب الرئيس الصهيوني, هذا المجرم ذو التاريخ الأسود القاتم, ربما كنتُ أعطيك فرصة الشّك في أنك ستحاول بالدبلوماسيّة ما أنت عاجز عن فعله بطرق أخرى.
شاهدتُ اللقطات مرّات عديدة, و مع كلّ إعادة كنت أتمنى لو أن المشهد يتغيّر, لو أن المشاهدة السابقة لم تكن إلا سراباً كاذباً.
تمنّيت لو رأيتك تقوم غاضباً مزمجراً بوجه هذا المجرم النازي الوقح..
تمنّيت لو أنك صرختَ بوجهه بلهجة ابن بورسعيد الصامد... بلهجة الشهيد الصعيدي.. بلهجة الاسكندراني الذي جعل خط بارليف أضحوكة العالم... بلهجة الأسيوطي بطل العبور..
تمنّيت .. تمنّيت..
لكنني المشهد لم يتغيّر.. رأيتك مرّة أخرى عنواناً للذّل.. للهزيمة..
رأيتُ كيف جلستَ كالطفل المطيع امتثالاً لأمر بان كي مون..
سعادة ممثّل العروبة
لستُ أدري كيف كان شعور أبي و جدّي يوم ذابت جيوش العرب تحت قنابل الصهاينة يوم النكسة.. لكنني أعتقد أن الكثيرين قد عانوا شعوراً مشابهاً يوم أمس...
خجلت من نفسي عندما رأيتك كالعذراء الخجولة وسط الزحام..
خجلت من نفسي عندما رأيت العالم كلّه يسخر منك..
خجلت من نفسي عندما فكّرت في حالنا.. كيف نتسوّل المواقف من الغير, من دولٍ لا يعلم أغلبنا مكانها على الخارطة, بينما لا نستطيع حتى أن نحلم بإمكانية الحصول على هذه المواقف العقيمة منكم.. نعم يا سيدي.. عقيمة, نعلم أنها لا تقدّم و لا تؤخر و لا تنقذ طفلاً و لا ترمم منزلاً.. و لكنها تغذّي عاطفتنا.. كرامتنا.. ملجؤنا عندما يقع على رؤوسنا قصف صواريخ الذّل..
خجلت من نفسي.. خجلت على نفسي.. و خجلت عليك..
لقد أضعتَ يا سيّدي فرصةً ذهبية يومَ فضّلت الاستمرار على رأس المهزلة التي تتزعمها على الاستقالة و الحفاظ على شرفك ليس فقط كعربي, إنما حتى كإنسان ذو كرامة.. و أمس أضعت فرصة أخرى لتنقذ نفسك من الغوص في مستنقع العار المقرف.. أنت و المنظمة التي تقود..
لو بدر منك يوم أمس موقفٌ مشرّف يا سيّدي.. مجرد موقف كلامي.. لكنت اليوم بطل العروبة الفذ, و كنت قد أنقذت أطلال كرامتك, على الأقل أمام أبناء جلدتك..
لقد كان بيدك يوم أمس إنقاذ بقايا أشلاء المنظمة التي تقود.. كان بيدك أن يكون ممثّل العرب هو صوتهم.. و لو مرّة واحدة..
سيادة الأمين العام
كنت سأقترح عليك نهاية مشرّفة لمسيرتك المخجلة في درب قيادة العروبة, و لكنني لن أفعل, لسببين... أولهما أنني لا أرى نهاية يمكن أن تحمل و لو ذرّات بسيطة من الشرف بعد كل ما جرى.
و الثاني و الأهم.. أنني لست مَن عليه أن ينقذ شرفك..
ابحث في أعماقك عن بقايا كرامتك و دعها تخبرك بما عليك أن تفعل.. إن وجدتها....
و إن لم تجدها.. و هذا ما أتوقعه و للأسف... فافعل ما شِئت...
التوقيع: مَن رقمُ بطاقته خمسون ألف... خيبة (بالإذن من لساننا الراحل.. محمود درويش)
كامل الحقوق محفوظة للزعيم ياسين yass و مدونته :
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////